الرئيسية
محمود درويش في الذكرى الأولى لرحيله .. مرآة الذات والذاكرة
سيكون التاسع من آب في كل عام علامة فارقة في تاريخ الشعر العربيّ ، ولسوف نظل جميعاً نذكر أنه في هذا اليوم من عام 2008 أغمض الشاعر العربيّ الكبير محمود درويش "عينيه عن شعلة هذا الكون". لكنّه ، برغم غيابه الفاجع ، سيظل محفوراً في الشعر العربيّ ، وفي ذاكرة الشعب العربيّ عموماً ، وبخاصة الشعب الفلسطينيّ.
لقد كان الشاعر الذي عاش سبعة وستين عاماً وهو يحلم بالسلام في عصر تطغى فيه الصراعات والحروب ، وبخاصة الصراع الفلسطينيّ ـ الإسرائيليّ.
ولد الشاعر محمود درويش في الثاث عشر من آذار عام 1941 ، ويعتبر أهم الشعراء الفلسطينين ، وواحداً من أهم الشعراء العرب في كل العصور. لقد ارتبط شعره ارتباطاً لصيقاً بشعر الثورة والوطن. ثمّ إنه مًن أبرز الذين ساهموا بتطوير الشعر العربي الحديث ، وبإدخال الرمزية فيه ، وفي شعره يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى. وكان درويش هو الذي كتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر عام ,1988 البروة هي القرية التي وُلًد فيه الشاعر محمود درويش ، وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا.حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في عام 1947 إلى لبنان ، ثم عادت متسللة عام 1949 ، وذلك من بعد توقيع اتفاقيات السلام المؤقتة ، لتجد القرية مهدومة وقد أقيم على أراضيها موشاف ، وهي قرية زراعية إسرائيلية ، فعاش مع عائلته في القرية الجديدة. بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف ، انتسب درويش إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، وعمل في صحف الحزب من مثل 'الاتحاد' ، و'الجديد' التي أصبح في ما بعد مشرفاً على تحريرها ، ثم إنه اشترك في تحرير جريدة 'الفجر' التي كان يصدرها مبام.
اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرات عدة ، كان أولها عام 1961 ، وذلك بتهم تتعلق بتصريحاته ، وبنشاطه السياسيّ. عام 1972 توجه إلى الاتحاد السوفييتي من أجل الدراسة ، ثم انتقل من بعد ذلك لاجئاً إلى القاهرة ، وكان ذلك في العام ذاته حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية. ثم ذهب إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، علماً بأنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية. شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، وكان رئيس تحرير مجلة الكرمل. كانت إقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث إنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه. وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحاً بالسماح له بالبقاء ، وبالفعل سمح له بذلك. ساهم في إطلاق الشاعر محمود درويش ، وفي اكتشافه ، الشاعرُ والفيلسوف اللبنانيّ روبير غانم عندما بدأ غان نفسه ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار التي كان يترأس تحريرها. وكان درويش يرتبط بعلاقات صداقة بالعديد من الشعراء من مثل فتاح الفتيوري من السودان ، ونزار قباني من سوريا ، وفالح الحجية من العراق ، ورعد بندر من العراق أيضاً ، بالإضافة إلى كثير غيرهم من أفذاذ الأدب في الشرق الأوسط.
بدأ محمود درويش بكتابة الشعر في سنّ مبكرة ، ولاقى تشجيعاً من بعض معلميه. في عام 1958 ، وفي يوم الاستقلال العاشر لإسرائيل ، ألقى درويش قصيدة بعنوان "أخي العبري" ، وكان ذلك في احتفال أقامته مدرسته. كانت القصيدة مقارنة بين ظروف حياة الأطفال العرب مقابل اليهود ، استدعي على إثرها إلى مكتب الحاكم العسكريّ الذي قام بتوبيخه وهدده بفصل أبيه من العمل في المحجر إذا استمر بتأليف أشعار شبيهة. لكنّ درويش استمر بكتابة الشعر ، ونشر ديوانه الأول "عصافير بلا أجنحة" وهو في التاسعة عشرة من عمره. ثم أصدر عدداً من الدواوين هي: أوراق الزيتون (1964) ، عاشق من فلسطين شعر (1966) ، آخر الليل (1967) ، مطر ناعم في خريف بعيد ، يوميات الحزن العادي (وهو مجموعة من الخواطر واقصص) ، يوميات جرح فلسطيني ، حبيبتي تنهض من نومها (1970) ، محاولة رقم سبعة ، مديح الظل العالي ، هي اغنية... هي أغنية ، لا تعتذر عما فعلتَ ، عرائس ، العصافير تموت في الجليل (1970) ، أحبك أو لا أحبك (1972) ، تلك صورتها وهذا انتحار العاشق ( )1975 ، حصار لمدائح البحر ، شيءّ عن الوطن ، ذاكرة للنسيان ، وداعاً أيتها الحرب وداعاً ايها السلم (وهو مجموعة من المقالات) ، كزهر اللوز أو أبعد ، في حضرة الغياب وهو نص صدر عام )2006 ، لماذا تركتَ الحصان وحيداً (1995) ، أثر الفراشة (2008) ، بطاقة هوية ، أنت منذ الآن غيرك (2008) ، ثم "لا أريد لهذي القصيدة أنْ تنتهي" ، وهو الديوان الأخير الذي صدر دار الريس في آذار من هذا العام (أي من بعد وفاة الشاعر).
حاز الشاعر الراحل محمود درويش على عدد من الجوائز منبينها جائزة لوتس عام 1969 ، وجائزة البحر المتوسط عام 1980 ، وجائزة درع الثورة الفلسطينية عام 1981 ، وجائزة لوحة أوروبا للشعر ، عام 1981 ، وجائزة ابن سينا في الاتحاد السوفييتيّ عام 1982 ، وجائزة لينين في الاتحاد السوفييتيّ عام 1983 ، وفي العام ذاته حصل الصنف الأول من وسام الاستحقاق الثقافيّ في تونس عام 1993 ، وكذلك الوسام الثقافيّ للسابع من نوفمبر (تونس) عام 2007 ، وفاز بجائزة الأمير كلاوس الهولندية عام 2004 ، ثم جائزة القاهرة للشعر العربيّ عام ,2007 وفي السابع والعشرين من تموز عام 2008 ، أعلنت وزارة الاتصالات الفلسطينية إصدار طابع بريد يحمل صورة محمود درويش. وأخيراً ، حصل على الأركانة المغربية الدولية ، وكان ذلك من بعد وفاته ، فتسلمها عنه شقيقه أحمد في يوم الجمعة الموافق للأول من كانون الأول عام ,2008
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 آب 2008 ، بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في المركز الطبي في هيوستن ، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش. وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد ثلاثة أيام في الأراضي الفلسطينية كافة ، وذلك حزناً على وفاة الشاعر الفلسطينيّ الذي وصفه محمود عباس نفسه بأنه "عاشق فلسطين" ، و"رائد المشروع الثقافي الحديث ، والقائد الوطنيّ اللامع والمعطاء". وقد ووري جثمانه الثرى في الثالث عشر من آب في مدينة رام الله حيث خصصتْ له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافيّ. وتم الإعلان عن تسمية القصر بقصر محمود درويش للثقافة. وقد شارك في جنازته الآلالف من أبناء الشعب الفلسطينيّ ، وحضر أيضاً أهله من أراضي الـ 48 ، وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكان جثمان الشاعر محمود درويش نُقًل إلى رام الله بعدما وصل إلى العاصمة الأردنية عمّان ، حيث كان هناك العديد من الشخصيات من العالم العربي لتوديعه
حاصرْ حصارك لا مفر .. قاتلْ عدوك لا مفر ..
سقطت ذراعك فالتقطها .. وسقطتُ قربَكَ فالتقطني واضرب عدوك بي .. فأنت اليوم حر وحر وحر ..
( الشاعر محمود درويش )
رحمة الله عليك ايها الشاعر الكبير
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
» جميع حلقات سيف النار
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
» شات عربي
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
» الانتركم مرئي وصوتي ماركات عالمية وأجهزة انذار ضد السرقات