منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    على كل حكمة ومثل قصة

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    على كل حكمة ومثل قصة Empty على كل حكمة ومثل قصة

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 11:11

    على كل حكمة ومثل قصة
    ....................
    مغتربان ينتميان الى قطر عربي، وهما عديلان أي (زوجان لأختين شقيقتين)، وهما ليسا من نفس القرية، ولكن قديماً قال أجدادنا (كون نسيب ولا تكون قرابة). وقيموا النسب وصنفوه مفضلاً ومتقدماً على القربى. زوج الأخت الكبرى ولنسمه "سهيل"، فتح الله عليه باب الرزق على مصراعيه، بعد أن كافح كثيراً في حياته العملية ، حيث كان يحمل مؤهلاً تعليمياً متوسطاً، لكنه كان مجداً ومجتهداً وطموحاً، وقد عمل مندوب مبيعات بدأ من الصفر ، وتنقل بين عدة شركات، ولاقى ما لاقى من كبد الحياة ولواعج الغربة. الى أن وصل الى مدير مبيعات في مصنع بدولة خليجية. وقد جاء للمصنع وهو على شفير الإنهيار، يحقق الخسائر نظراً لفساد الإدارة. وبذل مع صاحب المصنع مجهودات وتضحيات كبيرة حتى أقاما المصنع على رجليه، وتحول من الخسارة الى الربح، وصارت ربحيته تنمو باضطراد سنة بعد سنة، وحقق سهيل أرقاماً قياسية بالمبيعات عجز عنها سابقوه من المندوبين والمدراء. ولم ينس صاحب المصنع أفضال سهيل، فأكرمه وكافأه على مجهوداته وتضحياته، وعينه مديراً إدارياً للمصنع مع احتفاظه بوظيفته كمدير للمبيعات، وأعطاه حقه الذي يستحقه مقابل مجهوداته المضاعفة وسهره وعرقه وتعبه. وفوضه بإدارة المصنع نيابة عنه في غيابه، ومنحه توقيعاً على حساب المصنع بموجب وكالة بنكية لتسليك وتسهيل أعماله التجارية. وبالمقابل ظل سهيل على إخلاصه ووفائه وأمانته كعادته شاكراً فضل الله عليه.
    زوج الأخت الصغرى ولنسمه "سحويل" كان موظفاً على قدر الحال يعمل مندوب مبيعات في مؤسسة تجارية،توسط له عديله سهيل مع معارفه واستقدمه الى بلد الغربة لتحسين وضعه المادي المتردي، لم يكن فقيراً ولا غنياً بعمله، لكنه كان يعيش حياة كريمة تكفي مصاريف العائلة ويوفر نسبة معقولة من راتبه ليست بالكبيرة ولا بالصغيرة. وفي أحد الأيام فوجيء بالإستغناء عن خدماته، فانقطع عن العمل وجلس بالبيت يبحث عن عمل بديل. وطال بحثه لإيجاد فرصة عمل حيث أن مؤهله التعليمي كان متوسطاً، ولم يكن مؤهله (دبلوم صحافة وإعلام) يتناسب مع عروض سوق الوظائف من المهن. وما أصعب جلسة الرجل في البيت بدون عمل، وخاصة في بلاد الغربة، فضاق الحال المادي والإجتماعي على العائلة، وكثرت المشاكل بين الزوجين لتدخلاته في شئون زوجته فيما يختص بإدارة البيت، وتصاعدت حدة الخلافات ووصلت الى مرحلة صعبة بين الزوجين وعلى تماس مع دائرة الطلاق والفراق، وكانت الأخت الصغرى تذهب لبيت اختها المجاور لها بنفس العمارة وتظل تشتكي حالها وتبكي أمامها لما وصل اليه الوضع في بيتها، وكانت الأخت الكبرى وزوجها سهيل يسهران ليلياً عند عائلة الأخت الصغرى وزوجها سحويل لحل الإشكالات والخلافات اليومية. ونفذت مدخرات سحويل وصار يقترض من سهيل وكانت الأخت الصغرى تقترض كذلك من مصاريف ومخصصات أختها الكبرى لسد حاجات البيت وحاجات الصغار.
    ولتجاربه في الحياة لم يكن سهيل يحب أن يعمل أحد من أقاربه أو معارفه في المصنع الذي يديره ، لتبقى سيرته وعلاقته مع صاحب المصنع حيادية يحكمها حسن الأداء وبعيدة عن المحاباة وخالية من كل شائبة ربما تؤثر على مصدر رزقه أو نزاهته. سيما وقد لدغ من الأقارب والمعارف الذين يعملون في بيئة واحدة. وعندما شعر بأن عديله يمر بوضع صعب للغاية وصل الى حائط شبه مسدود وأقترب من مركز دائرة الطلاق والفراق والذي ربما يدمر اسرة، وتحت ضغطٍ من زوجته وأم زوجته وأنسبائه، قرر أن يفاتح صاحب المصنع بموضوع عديله من ناحية إنسانية ولإنقاذ اسرة على شفير الهاوية. ولما طرح الموضوع على صاحب المصنع لم يتردد في قبوله موظفاً بالمصنع الذي كبر وتشعب وصار لديه عمالة لا تقل عن ثلاثمائة عامل وموظف. واقترح صاحب المصنع أن يعينه مديراً لشئون الموظفين في وظيفة مستحدثة على الكادر ليعطيه راتباً مجزياً وذلك نظراً لما يكنه من حب وتقدير ووفاء ورد جميل لسهيل الذي يثق فيه ثقة عمياء.
    انفرج الحال على سحويل وزوجته ، حيث تسلم مهام عمله الجديد ميراً لشئون الموظفين وبراتب لم يكن يحلم به، وعادت المياه الى مجاريها بين سحويل وزوجته، وبدلاً من أن يشكر الله اولاً على انفراج حالته المادية والإجتماعية، ويشكر عديله ثانياً، ويخلص في عمله ويرد الجميل لعديله الذي كان سبباً فيه، تحالف مع محاسب المصنع الذي كان يشكل معارضة قوية لسهيل، وذلك بدافع الغيرة من التقارب الإندماجي بين صاحب المصنع وسهيل، والمكافئات التي تصرف لسهيل بين الفينة والأخرى، حيث كان صاحب المصنع يعامل سهيل على أنه شريك وليس موظفاً . صار سحويل يأخذ المعلومات من حليفه المحاسب ويعترض بموجبها على كل القرارات التي يتخذها عديله في المصنع، وأصبح نداً له دون غيره من بقية الموظفين بتشجيع خفي من المحاسب الذي كان لا يجرؤ على المجاهرة أو المعارضة العلنية فتصدى لهذا الأمر سحويل ، وأصبح لا يأتمر بأمر سهيل، ويتجاوزه في أحيانٍ كثيرة ويذهب الى صاحب المصنع مبدياً له سوء القرارات التي يتخذها عديله سهيل. وكان صاحب المصنع يستغرب من تصرفاته ومحاولة الإنقلاب التي يقودها على عديله الذي توسط له ليعمل في مصنعه. وكان يعلم صاحب المصنع بكل تجاوز او استثناء في قرارات سهيل، لأن سهيل لم يكن يتخذ أي قرار دون أن يضعه في صورة القرار وملابساته. فتحمله في بداية الأمر وتحمل سفاهته ومحاولة صعوده على سلم ايذاء اقرب الناس اليه ومن ساعدوه. وعجب من تحالفه الغريب.
    وفي أحد الأيام دخل سحويل الى صاحب المصنع وبيده ملف كبير، وسلمه لصاحب المصنع على أنه تقرير سري بخصوص التجاوزات التي تحصل، وانذر صاحب المصنع بأن هذه التجاوزات سوف تودي بالمصنع اقتصادياً وتعيده للإفلاس. وقال له "لقد أعذر من أنذر"، مبدياً له تملقه وحرصه المصطنع على مصالحه. أخذ صاحب المصنع الملف، وبدأ يقرأ ما جاء فيه، ووجد أن كل محتويات التقرير المطول والممل هي محاولات طعن بضمير عديله سهيل وأمانته، وقرأ صاحب المصنع التجاوزات حالة حالة ولم يجد أي تجاوز أو قرار متخذ من قبل سهيل لا يعلم به مسبقاً من سهيل نفسه، أطرق متأملاً وأخذ يستعرض في خاطره هذا التنكر والإنكار للمعروف ومحاولات دق الأسافين بين أهم ركنين رئيسيين من أركان المصنع، وإشاعة الفتنة بين أهم قيادتين ناجحتين للمصنع، واللتان قام عليهما المصنع ووقف على رجليه. واستحضر في ذهنه حكمة "إتق شر من أحسنت إليه"، وأخذ يقلب الوضع في خاطره وقال لنفسه "كيف سيكون هذا الرجل مخلصاً لي وللمصنع ومصالحه في حين أنه خان العيش والملح وطعن أقرب الناس اليه ومن ساعده في محنته ووقف بجانبه وفي أوقات ضيقه، طعنه طعنة نجلاء بالظهر .وتناول التقرير وخط عليه بالقلم الأحمر موجهاً تعليماته الى سهيل وكتب: تصفى حقوق سحويل فوراً، ويصرف له كامل مستحقاته بما فيها شهر الأنذار ويعفى من دوامه ليتمكن من البحث عن عمل جديد، ويغادر المصنع اليوم ويمنع من دخوله لأي سبب كان" ووقع تحت التعليمات. تلقى سهيل التقرير الذي كتبه عنه عديله سحويل، وصدم من هول المفاجأة، حيث كان يعامله معاملة خاصة تقديراً لعلاقة النسب والقرب والجوار. وذلك بالرغم من معارضته له التي لم تكن تقلقه أبداً بسبب ثقته بنفسه وتغطيتة لكل قراراته من صاحب المصنع واستيفاء توقيعه وموافقته على كل القرارات المالية والإدارية والفنية والثقة المتبادلة بينهما. وكان لا بد من تنفيذ قرار صاحب المصنع والمضي في إجراءات تصفية حقوق سحويل ووقفه عن العمل حالاً. وقال سهيل في نفسه " يؤتى الحَذِرُ من مأمنه". وعلم الجميع بوقف سحويل عن العمل والأسباب التي أدت الى ذلك. فقالت زوجة سهيل صدق المثل إليّ بقول " كل شيء بتزعو بتحصدو ، إلاّ بني آدم ، إذا زرعتو بقلعك" يعني بخلعك من شروشك مش بحصدك وبخليلك شروش بالأرض تعاود تنبت فيها". هل من أمثال شعبية أخرى تطابق الحال وتنطبق على أي شخص من شخوص القصة؟ يرجى ممن لديه من القراء من الأمثال الشعبية أن يعلق بها على الموضوع.
    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    14/3/2010م

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 14:49