منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت Empty الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 11:56

    الجزء الثاني
    تنويه / القصة طبعاً في جوهرها حقيقية (قصة البطل)، لكن التفاصيل وما دار من أحاديث وأحداث هي من وحي الخيال والحبكة القصصية القصد منها تبيان الأساليب التي يتبعها العدو في استقطاب ضعاف النفوس، وربما اختلفت في واقعها عن السرد الموجود في القصة.
    شلومو : ممكن نتعرف عليك يا سيد
    عماد : اسمي عماد عطية فريحات ، من سكان هذه القرية وأبنائها
    شلومو : أهلاً وسهلاً يا أستاذ عماد ، تشرفنا بمعرفتك ، وكم عمرك؟ وماذا تعمل؟
    عماد : عمري 22 سنة ، وأعمل موزعاً للخبز في فرن ابو الروس بالمدينة
    شلومو : حرام ، حرام عليك تشتغل هالمهنة ، ما شاء الله جسمك قوي وباين عليك ذكي يا عماد ، وما الذي دعاك لهذا العمل الذي لا يتناسب مع شخصيتك وقوتك وذكائك
    عماد: أطلق تنهيدة طويلة وقال: ليس لدي شهادة علمية ، ولم أتعلم مهنة محترمة ، فقد أكملت المرحلة الإبتدائية وأجبرني والدي على ترك المدرسة لمساعدته في مصاريف البيت. فهو صديق صاحب الفرن. وصاحب الفرن رجل ظالم وجبار، يخلو قلبه من الرحمة ، ولم يراعي طفولتي ويعاملني بقسوةٍ ، وتركت المدرسة رغماً عني وضد رغبة الأساتذة ومدير المدرسة لأنني كنت الأول على الصف وكنت متفوقاً خاصة في الرياضيات والعلوم وماهراً في لعبة كرة القدم والفلي بول. ومن كانوا أقل مني على وشك التخرج من الجامعات الآن.
    شلومو : وكم تتقاضى أجراً لقاء دوامك المتعب والطويل؟ وهل يكفيك ويمكنك من فتح بيت والزواج وانجاب الأولاد؟
    عماد : أتقاضى نصف دينار استلمه آخر النهار يومياً ، كنت اشتري منه علاجاً لوالدي وطعاماً للبيت وآخذ منه مصروفي اليومي خمسة عشر قرشاً منها المواصلات والأكل والدخان. الى أن توفي والدي.
    وفي هذه اللحظة أخرج شلومو من جيبه علبة سجائر تايم ودعا عماد الى تناول سيجارة ، ثم أخرج ولاعة وقربها من فم عماد لإشعال السيجارة. وشعر عماد بالأمان والإطمئنان ، إذ أنه يشعر لأول مرة بالحنان والعطف ، و باهتمام الغير به ، فهو يعيش مهملاً في القرية ، لا يعرف حنان الأب ، وفاقداً لحنان الأم. وأعمامه يقاطعون والده منذ زمن طويل لسوء سلوكه ، وأخواله من بلدة أخرى نائية لا يعرفهم. لذلك استرسل عماد في بوحه لخلجات صدره المكبوتة منذ زمن طويل لشلومو مندفعاً في سرد مآسيه لرجل بدا متعاطفاً ومصغياً له بكل جوارحه وناسياً أنه يهودي وعدو.
    شلومو : خبرني عن والدك ، ماذا كان يعمل ؟ ولماذا أجبرك على ترك الدراسة؟
    عماد : والدي كان يعمل سائقاً على سيارة أجرة في المدينة ، وكان على خلاف دائم مع والدتي ، كان يأتي متأخراً آخر الليل ، وكنا نصحو أنا وشقيقتي على صراخ أمي وهو يضربها ، وكان يبدو غير متزن الجسم ، علمنا بعد ذلك من الجيران عندما كانوا يهرعون للبيت لنجدة والدتي أنه كان يسكر ويأتي للبيت تحت تأثير المسكرات ، مما كان يغضب أمي ويثير حفيظتها فقد كانت متدينة بعكسه هو.
    شلومو : وماذا بعد ، أكمل يا عماد ، إن قصتك مثيرة للحزن وأنا مهتم بها.
    عماد : ثم ً تزوج والدي من أرملة في المدينة وسكن معها في المدينة ولم يعد يأتي لرعايتنا ، وطلق والدتي ، وحرمنا من المصروف ، وبقيت والدتي تعيش معنا في القرية ، فأخذني الى صاحب الفرن لأشتغل وأصرف على أمي وأختي وكان عمري حينذاك إحدى عشر عاماً. فمرضت أمي بعد ذلك بسرطان الثدي ولم نتمكن من علاجها وتوفيت. ثم مرض والدي مرضاً أقعده عن العمل ، مما دعا زوجته الثانية الى تركه ، وعاد للقرية في البيت مشلولاً وصرت أصرف عليه الى أن توفاه الله قبل شهرين.
    شلومو : وما هي أخبار أختك؟ وما اسمها؟
    عماد : أختي تزوجت من صاحب القهوة في القرية واسمه خليل ومعروف في القرية (بابو الخلّ)، وهي تعيش مرتاحة معه. واسمها منى.
    وهنا شد انتباه شلومو زوج أخت عماد لأنه حصل على معلومات من مصادره الخاصة وغير مؤكدة بأن صاحب القهوة ربما كان على علاقة مع التنظيمات السرية للمنظمات الفدائية ، وأمسك شلومو بطرف هذا الخيط الرفيع ، وبدأ يسحب الخيط ما طرف لسان عماد باتجاه المناضل صلاح الذي دوَّخ اسرائيل بعملياته الموجعة من أطراف لسان عماد صاحب الشخصية المهزوزة المعقدة الفاقدة للثقة والمتعطشة للحنان. والباحثة عن الأمن الإجتماعي والأسري المفقود ، والمحتاجة للرعاية والإهتمام لتعويض الحرمان الذي عانت وتعاني منه.
    شلومو : اسمع عماد ، أنا سأساعدك ، وسأحاول حل كل مشاكلك ، وسأوفر لك عملاً تعيش منه حياة كريمة مرفهّة وتنسى أيام الحرمان والفقر والجهل ، وستكون من أغنى رجال القرية وكأنك صحوت على ليلة القدر ، ولن تتوقع ما سيتحقق لك من ثراء.
    عماد : صحيح يا بيك ، ماذا سيكون عملي ؟ وكم سأكسب منه؟ وهل سيوفر لي حياة مختلفة عن حياتي الآن؟ إنني أكره أهل قريتي ، إنهم يعاملونني وكأنني طفلٌ صغير جاهل ، وأفهموا أطفال القرية أنني مجنون ومخبول ، فعندما أمر من زقاق القرية يزفني الأطفال يسخرون مني ويضحكون. أريد رد اعتباري من كل أهل القرية ، أقاربي قبل غيرهم ، أريد أن يكونوا بحاجتي لأنتقم منهم. لقد أوغلوا صدري بالعقد النفسية والإضطهاد والإستهزاء والسخرية ،
    وانطلق عماد بالبوح عن دواخله كبركان متفجرٍ من شدة الضغط والكبت ، وكأنه يروي قصة مرضه النفسي لطبيب نفساني نومه مغناطيسياً ، وهنا رد شلومو:
    شلومو : تماماً يا عماد ، سيكون الفرق بين عملك ودخلك الآن ، وعملك ودخلك في العمل الجديد كالفرق بين الأرض والسماء. لا يمكن أن تتوقعه أو تحلم به يا عماد. لا تقلق سنؤهلك وندربك على العمل الجديد وستنجح فيه لأنك أهلٌ له. وسيحتاجك أهل القرية جميعهم ، سنجعل منك سلطاناً عليهم ، وسيحضر اليك كبيرهم قبل صغيرهم يرجونك بقضاء حوائجهم. والتوسط لحل مشاكلهم معنا.
    عماد : فأنا موافق دون أن أتعرف على طبيعة العمل ، فمهما كان سيكون أفضل من عملي الحالي الذي لا يكفيني ، والأهم من ذلك سيمكنني من الإنتقام لشخصي من أهل البلد الذين نبذوني وعزلوني وكأنني جسماً غريباً بينهم ، لا قيمة لي بينهم.
    شلومو : ومتى ستلتحق بالعمل يا عماد
    عماد : أمس قبل اليوم ، دخيلك يا بيك ، من الآن.
    وهنا تحدث شلومو مع السائق بالعبرية ، فحرف السائق اتجاه السيارة عن طريق القرية الى داخل الخط الأخضر. ووجه حديثه لعماد قائلاً : اتفقنا وستستلم عملك الجديد اعتباراً من اليوم.
    وصلت السيارة الى مدخل بيت كبير ، أخرج السائق جهازاً من جيب السيارة ، وضغط على زر في الجهاز فانفتح باب المدخل ودخلت السيارة الى طريق معبد داخل مزرعة كبيرة ، وكاننت الطريق محاطةً بالورودٌ والأزهارٌ والأشجار والنباتات المنوعة من الجانبين ، حتى وصلت الى موقف مظلل ، فأطفأ السائق المحرك وترجّل من السيارة بسرعة يفتح الباب لعماد ليخرج من السيارة واصطحب عماد وسارا معاً خلف شلومو الى داخل البيت ، وفي مدخل البيت نادى شلومو : روزيت ، روزيت ، فخرجت سيدة شقراء جميلة ، ترتدي فستاناً قصيراً فاضحاً يفصح عن جمالٍ نافر ، وأعضاءٍ مستنفرة وكأنها تبحث عن ضالة مفقودة ، كالظمآن الذي يبحث عن الماء في يومٍ حار من أيام تموز ، وتكلم شلومو معها كلاماً بالعبرية لم يفهمه عماد ، ولكن السائق كان يترجم لعماد ما يقوله شلومو لروزيت ، حيث كان يقدم لها عماد ليتولّى أمر المزرعة وليكون سائقها الخاص ، ويزود البيت والحديقة بالمستلزمات ، أي أنه سيكون مزارعاً وسائقاً خاصا لها.
    انفرجت أسارير روزيت وكأنها وجدت ضالتها ، ورحبت بالعبرية بعماد ، وجلست بجانبه تطبطب على كتفه وتحدثت مع السائق كلاماً بالعبرية فهم منه عماد أنها أوعزت للسائق ليجهز عماد للمهمة. فطلب السائق من عماد أن يعد نفسه للذهاب الى السوق لكسوته وشراء حاجياته ، وذهبا الى سوق في تل أبيب واشتريا لعماد ملابساً داخلية وخارجية أنيقة ومن أغلى الماركات العالمية تليق بالعمل الجديد مع زوجة شلومو. وفي اليوم التالي أحضروا له مدرسة تدرسه اللغة العبرية ، وكان السائق يدربه على قيادة السيارات لتأهيله للعمل الجديد.
    مضى الشهر الأول وعماد يتلقى دروساً مكثفة بالعبرية ودروساً مكثفة في قيادة السيارات ، وتلقى راتباً شهريا قدره خمسة آلاف دولار. وأوعز شلومو لعماد أن لا يقاطع القرية وأن لا يبدي تغييراً واضحاً في وضعه المادي وفي لباسه ومظهره ، وأن يعلم أهل القرية أنه غير عمله في الفرن لعملٍ أفضل في المدينة. وكان عماد متحمساً ومهتماً بالتعلُّم والتدريب ومداوماً على زيارة أخته بالقرية موثقاً لعلاقته بها وبزوجها بناء على توصية من شلومو وكان دائماً يقضي عطلة نهاية الأسبوع الجمعة والسبت في القرية في بيته. إلى أن جاء يوم جمعة حيث اتفق شلومو مع عماد أن تقوم القوات الإسرائيلية بمداهمة بيت عماد وحصاره واعتقاله وضربه أمام اهل القرية بحجة اشتباه الجيش بأنه ملتحق بإحدى التنظيمات الفلسطينية. وقد تم تمثيل العملية في المزرعة قبل تنفيذها لئلا يظهر على عماد ما يثير الشك حوله ، وكان هدف شلومو من وراء ذلك أن يجعل منه شخصاً وطنياً ومتهماً من قبل اليهود بانتمائه للمنظمات الفلسطينية ، وبالفعل داهمت قوات الجيش منزل عماد وطوقته ومثلت مع عماد العملية بكل دقة واتقان واعتقلوه مقيداً أمام اهل القرية. وزجوه في سجن الرملة قيد التحقيق ، وسمحوا لأخته وزوجها بزيارته ، وقد لقنه شلومو ما سيقوله لهم من أن اسرائيل تتهمه بالإنتماء الى المنظمات الفلسطينية. وبعد أن زارته اخته في السجن تم نقله من السجن الى منزل شلومو ليزاول عمله الذي اتفق عليه.
    يتبع الجزء الثالث
    أحمد الحاج
    د.ابراهيم الدابوقي
    د.ابراهيم الدابوقي

    {{ المشرف العام }}
    الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت 15751610


    الجنس : ذكر
    البرج : الثور
    عدد المشاركات : 22377
    العمر : 50
    البلد : الأردن
    الحالة الاجتماعية : متزوج
    التخصص : طبيب أسنان
    نقاط النشاط : 14345
    الاعجاب : 183
    المهنة : الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت Doctor10
    المزاج : الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت 453210
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت Empty رد: الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت

    مُساهمة من طرف د.ابراهيم الدابوقي الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 13:07

    بكل شوق و عطش ننتظر الجزء التالي
    الله يعطيك العافية و بارك الله فيك




    عجبتُُ لمن يبكي على موت غيره دموعاً
    ولا يبكي على موت قلبه دماً

    وأعجبُ من ذا ان رأى عيب غيرِهِ عظيماً
    وفي عينهِ عن عيبهِ عمى





    اذا غاب في يوم اسمي من هنا ..!
    فربما ينساني البعض..!
    ولكن ..
    ستتذكرني صفحاتي التي سجلت عليها حروفي ..!
    لتبقى كلماتي ..!!
    رمزا للجميع ..!!!
    ليتذكروني ...!!!!
    رباني
    رباني

    { مشرف }


    الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت Stars15


    الجنس : انثى
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 4459
    العمر : 60
    البلد : عمان
    الحالة الاجتماعية : متزوجة
    التخصص : تربية اسلامية
    نقاط النشاط : 916
    الاعجاب : 17
    المهنة : الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت Office10
    المزاج : الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت 8010
    الدوله : فلسطين

    الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت Empty رد: الجزء الثاني من ثقب في جدار الصمت

    مُساهمة من طرف رباني الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 13:29

    شوقتنا كمل القصة يا مبدع

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو 2024 - 17:47