منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    الجزء الثاني من رحلة في غياهب المجهول

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    الجزء الثاني من رحلة في غياهب المجهول Empty الجزء الثاني من رحلة في غياهب المجهول

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأحد 28 نوفمبر 2010 - 12:04

    الجزء الثاني من رحلة في غياهب المجهول
    صحوت مبكراً في يوم السبت لأبدأ الدوام في عملي، وانتظرت على باب الشركة الذي لم استلم مفتاحه بعد منذ الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثامنة موعد دوام الموظفين، وشعرت بالحيرة وخيبة الأمل لعدم قدوم السكرتيرة مع الموظفين، وفي الساعة التاسعة سمعت طرقات متناغمة متسارعة على الدرج ، وإذا بها السكرتيرة لوسي ، كانت طرقات حذائها وهي تمتطي الدرج بخفة ورشاقة وتواتر منتظم وسريع ،كالفارس المغوار الذي يجوب ساحة المعركة متحفزاً للقتال ، وبعد ذلك صرت أعرف موعد قدومها من تلك الطرقات التي أطربتني ، لوسي شابة في العشرينيات من عمرها ، من قوم عيسى ، فائقة الجمال ، جسمها مفتول مبروم ، وقامتها معتدلة الطول ، وبشرتها بين البياض والسمرة ، وقوامها متناسق كالغزال، رقيقة الخصر ، ممتلئة الأرداف امتلاءً معتدلاً، بارزة الصدر بروزاً جميلاً كاللوحة الجميلة في صدر البيت ، دخلت بسرعة الى مكتبها كالمهرة الجامحة ، ولدى مرورها شممت رائحة زكية تفوح من حولها وتهب بكل اتجاه في المكتب ، وكانت تحمل شنطة أنيقة ، وتلبس تنورة سوداء قصيرة ، تكشف عن ساقين ممشوقتين ، وكانت ترتدي قميصاً أبيضاً ضيقاً يحاصر تضاريس صدرها من كل الجهات ويشد عليه بخفة ورفق ، ويحكي قصة حقيقية تشابه الخيال عن صدر نافر مندفعٍ للأمام ، وحيوية مبهرة ، وثقة بالنفس ظاهرة على محياها المبتسم ، لمحتني ونادتني ، فتوجهت نحو مكتبها مبهوراً لما أرى وخطواتي متواترة متلاطمة ، أقول في نفسي: شابة بهذا الجمال الصارخ الذي يتحدث عن نفسه بصراحة لم أعهدها لا في القرية ولا في مدينة الخليل وسوف تكلمني وأعمل معها تحت سقف واحد ، يا للهول!! كنا في القرية لا نرى إلاّ جمال الوجه ، فالمنديل ينسدل ليغطي الجسم ، والثوب فضفاض لا يكشف تفاصيل جمال الجسم ، وكان يجن جنوننا إن رأينا طرف ساق الفتاة وهي تشمر ثوبها عن قدميها وبداية ساقيها لتعتلي شجرة التين لقطف ثمارها ، أو لتحمل جرة الماء على رأسها ، أو لتنشل الماء بالدلو من البئر ، كنا نترصد الفتيات لكي نحظى برؤية كعوبهن وقليلاً من سيقانهن التي كانت تصدمنا من وقع المنظر في نفوسنا ، إنني في عالم آخر وكأنني شاب مراهق صحا في ليلة القدر واستجيب لدعاءه بأن يرزقه الله بالحور العين. كان مثالنا في الجمال صورة فاطمة المغربية التي كنا نعلقها في بيوتنا في القرية ولا نرى إلاّ وجهها. حقاً إن المرأة مخلوق في غاية الجمال ، بكل تفاصيلها ، بوجهها وجسمها. إنه اكتشاف جديد في عالم المرأة الذي كنا نجهله في القرية ، ولا نعرف ما يخبؤه الثوب والمنديل من اسرار الجمال والفتنة. ربما كان جمال لوسي عاديّا في نظر البعض ، ولكنه كان في نظر فلاّحٍ مراهقٍ يعيش في بيئة محافظة ، مُبهراً بتفاصيله التي انكشفت عليه.
    سلمتني نسخة من مفتاح باب الشركة ، وقالت لي وهي تعبث بشنطتها ولا تنظر اليّ ، فاغتنمنت الفرصة وبدأت أتفحص جسمها من أعلى الرأس الى أخمص القدمين ، واشتم الرائحة الزكية التي تنبعث منها ، وثورة تعتمل في دواخلي ، ثورة الغريزة وثورة الدهشة والرهبة والخوف ، قوىً تتحرك في اتجاهات متعددة ومختلفة ومتلاطمة ، وينتج عنها محصلة ليس لها اتجاه أو مقدار معروف لدي تذهب بي وتؤوب تارة ، وتصعد وتنزل تارةً أخرى ، وشعرت بعدم السيطرة على نفسي ، وبالخفقان السريع لقلبي ، وبتوهج بالأحشاء والصدر والوجه ، وصعوبة في التقاط الأكسجين من الهواء ، شهيق طويل وزفير محبوس في رئتيّ، وكأنني أصبت بحمّى على إثر لفحة من البرد. وأحسست بصوت ينادي من داخلي ويقول: أثبت واستعد توازنك أيها الرّعديد ، شجاعٌ في الخيال وجبان في الواقع، واستمع الى ما ستقوله لك عن عملك وواجباتك في العمل حتى لا تنسى أيها الفتى لتنال بعضاً من إعجابها واستحسانها لك ، لعلها تكن لك بعضاً من حبها وتبادلك القليل مما يعتمل بداخلك ، لا يهمّ إن كنت أصغر منها بخمسة أو سبعة سنين ، ولا يهم إن كانت من قوم عيسى ، فالحب الذي تحمله الغريزة برياحها المجنونة لا يعترف بالحدود ، فالزهرة عندما تتفتح لا تعبؤ بتمزيق الورق المحيط بها لتعلن عن وجودها وطموحها في التحول الى ثمرة ناضجة ، عد الى رشدك أيها الفلاح الصغير ، وكف عن توهانك في موقف لم تحسب له حساباً ولم تتخيله رغم سعة خيالك. وبدأت تلقي علي درساً عن واجباتي وقالت وهي ما تزال تتفحص مكتبها ولا تنظر إليّ:
    تأتي للمكتب كل يوم مبكراً الساعة السابعة صباحاً ، وتنظف أرضية المكتب كلها بعد كنسها ، وتمسح الطاولات ، وتمسح طاولة المدير وطاولتي مسحاً جيداً ونظيفاً ، وأخذتني الى زاوية في المكتب بها أدوات التنظيف لتدلني عليها (وهنا انتابني شعور جامح بالإمساك بها ، ولكن عقلي تدخل في الوقت المناسب( واستمرت في القاء تعليماتها قائلة : وتنفذ ما أطلبه أنا منك ، وما يطلبه المدير أولاً قبل كل الموظفين ، وعندما يصل المدير بسيارته سأعلمك لتنزل وتفسح له موقف السيارة المحجوز له على الشارع الرئيسي. وإن أرسلتك لأي مكان لا تتأخر ، تعرَّف على شوارع البلد ومطاعمها ومحلاتها. واكوِ ملابسك ، وإن استبدلتها بملابس جديدة أفضل ، وغير حذاءك ، وحاول أن لا تسرح كثيراً كما لاحظت ذلك عليك ، وكن منتبهاً دائماً ، وحاضر البديهة والذهن ، واستمع لكلام المدير جيداً إن خاطبك لأنه لا يعيد كلامه ، وإن لم تفهمه وتنفذ ما يريده منك يرفضك ، ولا ترد على التلفون إلا إذا كنت لوحدك في المكتب ، وإن حصل ذلك ترد بالآتي : ألو نعم ، شركة شاهين معك ، وإن اتصلت بالمكتب زوجة المدير وطلبته وكنت أنا في مكتبه وخاصة بعد انتهاء الدوام فقل لها :عفواً مدام إنه في اجتماع مغلق مع مدراء المشاريع ، أو إنه في جولة على المشاريع ، ولا تقل لها إنه غير موجود أبداً. ولا تغادر المكتب إلا بإذن مني حتى لو انتهى الدوام لأن بعضاً من عملك سيكون بعد انتهاء الدوام. وحاول أن تكون مبتسماً وبشوشاً دائماً وما بدي أشوف هالتكشيرة والجدية لدرجة التصلب والجمود ، إفرد اساريرك وفك المرابط التي على جبينك وعلى تقاسيم وجهك ، إن فيك خامة لرجل وسيم ، لماذا تهملها ولا تهتم بها. كان درساً ثقيلاً خفيفاً ، بطيئاً سريعاً على فلاح يعيش بحرية دون قيود أو مراسيم ، ثقيلاً في تعليمات وأوامر السكرتيرة والمدير والموظفين معظم وقته ، وكان خفيفاً في أويقات حين أن قالت لي السكرتيرة إن فيك خامة لرجل وسيم ، وفي أويقات كانت توجه لي بعض المزاح حين تكون في حالة الرضا من مديرها. فعدت الى البيت أراجع الدرس الجديد ، وسألني أخي عن شعوري ورضائي عن العمل ، فقصصت عليه ما جرى في أول يوم ، فأخذني في المساء الى سوق المدينة واشترى لي قميصاً أبيضاً وبنطلوناً أسوداً جديدين وحذاءً جديداً ، وقلت له متردداً وخجلاً خوفاً من عدم موافقته : أريد أن أحلق لحيتي فاشترى لي ماكينة حلاقة وشفرات ومعجون حلاقة ومعجون أسنان لأمارس الحلاقة لأول مرة في حياتي ، وكانت آثار الجروح على خديّ كالأخاديد في السهل المتشقق من الخصوبة بعد ممارسة الحلاقة لأول مرة.
    في اليوم الثاني بدأت برنامج العمل ، وعندما أتت مديرتي لوسي وراجعت واجباتي على الواقع ، لم يعجبها عملي ، وبدأت تعيد علي الدرس ، وتطبق أمامي بعض الواجبات الخفيفة كتنظيف المروحة والمكتب بيديها الجميلتين الرقيقتين وأظافرها الملونة الساحرة ، وكدت أن أقول لها إحفظي هذا الجمال الساحر من التلوث بخرقة التنظيف ودعي الأمر لي، وقالت لي معك ثلاثة أيام لتريني عملك المتقن وإن لم أرض عنه سوف ترفض من العمل في المكتب. لقد مارست الكنس والمسح لأول مرة في حياتي ، وبذلت أقصى جهدي لإرضائها ، وأعطتني بعد اليوم الثالث تقدير مقبول ، وقالت لي إن لم تؤدِ عملك بتقدير جيد بعد اسبوع سترفض ، وفي يوم الجمعة راقبت زوجة أخي وهي تكنس البيت وتشطفه بالماء وتنشفه فتعلمت منها وكانت النتيجة أن حصلت على تقدير جيد من مديرتي.
    وفي أحد الأيام احترقت شمعة الكهرباء في مكتب المدير ، فقالت لي لوسي أحضر شمعة جديدة من مخزن المكتب مع السلم، واصعد على السُّلم وغيِّر الشمعة المحترقة ، ولم أكن متعوداً على شموع الكهرباء ، حيث كناّ نستنير في قريتنا بمصباح صغير وبسيط الإستخدام يعمل على الكاز (اللامظة) وهي تطور عن السراج ، وكنت أخشى الكهرباء لما سمعت عن قابلية سريانها بجسم الإنسان وحرقه إن كان يجهل استخدامها ، فترددت وقلت لها : أنا أجهل استخدامها ، فقالت لي سأغيِّرها أنا وتعلّم أنت ذلك لتغييرها في المستقبل إن احترقت أي شمعة في المكتب ، فأحضرت أنا الشمعة والسلم ، وصعدت هي على السلم بكل جرأة ، وعجبت من عدم اكتراثها لوجودي أسفل السلم أكشف ما تخبأ من ساقيها وملابسها الداخلية لأناولها الشمعة الجديدة وأتعلم طريقة التغيير، ووقفت أسفل السلم مشدوها وفاقداً لحواسّي الخمسة إلاّ حاسة النظر ، وكانت تناديني لإعطائها الشمعة الجديدة وأتناول منها القديمة المحترقة ولم أكن أسمعها ، حتى صاحت بي بصوت عالٍ " خذ من هذي اللمبة وناولني اللمبة يا مسطِّل وين سارح" وصحوت من غيبوبتي وأخذت منها اللمبة القديمة وتماست يدي مع يدها وشعرت بتيار يسري في شراييني تراقصت نعه يدي بالرجفان، وناولتها اللمبة وغيّرتها ، وتحسِّفت على قصر الوقت الذي استغرقته في صعودها السلم لتغيير اللمبة ، ولم ألتفت الى طريقة تغييرها حسب تعليماتها، بل ركَّزت بنظري مشدوهاً ومشدوداً الى ما انكشف من جسمها ودواخل ملابسها وهي على السلم ، وتساءلت في نفسي :هل تحسبني طفلاً أمامها أو زميلة لها؟ يا للعجب!!إنها إهانة لرجولتي المشرقة المتدفقة ، وتمنيت في نفسي أن تحترق كل اللمبات في ذلك الوقت ، وراودتني نفسي بتكسيرها في اليوم التالي لتقوم هي بتغييرها ، ولكن ما منعني أنني تذكرت أن تغييرها أصبح من واجباتي كما أخبرتني وتمنيت عدم احتراق أية لمبة ، لكي لا أتعرَّض للإحراج بعدم استطاعتي تأدية العمل المطلوب منّي وعدم تعلمي الدرس العملي الذي دربتني عليه.
    كانت لوسي تطلب مني يوماً بعد يوم تقريباً وقبل انتهاء الدوام بنصف ساعة أن أذهب لمطعمٍ كان مشهوراً في عمان هو مطعم السردي ، وأحضر غداءً لإثنين ، وبعد أن أحضره تطلب مني الإنصراف للبيت. وكنت عندما أعود في الفترة المسائية ألاحظ أن سلال المهملات مليئة بمحارم الفاين (الكلينكس) ، ولا أعبؤ أو أنتبه أو أتساءل أو أسأل عن ذلك لأنني لم أكن أفهم ما يدور في المكتب خلال القيلولة بنية الفلاح الطيّب .
    أحمد الحاج
    ................................................................................................................................................................................................
    رباني
    رباني

    { مشرف }


    الجزء الثاني من رحلة في غياهب المجهول Stars15


    الجنس : انثى
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 4459
    العمر : 60
    البلد : عمان
    الحالة الاجتماعية : متزوجة
    التخصص : تربية اسلامية
    نقاط النشاط : 916
    الاعجاب : 17
    المهنة : الجزء الثاني من رحلة في غياهب المجهول Office10
    المزاج : الجزء الثاني من رحلة في غياهب المجهول 8010
    الدوله : فلسطين

    الجزء الثاني من رحلة في غياهب المجهول Empty رد: الجزء الثاني من رحلة في غياهب المجهول

    مُساهمة من طرف رباني الأحد 28 نوفمبر 2010 - 14:20

    يالله كمل الموضوع شوقتنا

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 10 مايو 2024 - 21:14