منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الجزء الرابع من العرس الفلسطيني التراثي

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    الجزء الرابع من العرس الفلسطيني التراثي Empty الجزء الرابع من العرس الفلسطيني التراثي

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 7:29

    العرس الفسطيني شعراً
    الجزء الرايع
    زفة العروس - ليلة الدخلة - الصباحية

    زفة العروس
    وعروس خرجتُْ بالعباءَةِ تكْتسي
    أخَوان مَسَكا بالعَروسِ ليسندا

    إكْـليلُ بانَ من العَـباءَةِ ناصِعاً
    والوجْهُ طَـلَّ من الخِـمارِ مُبَهْـرَجا

    والوجه كان من الخمار مُبرقعاً
    شفَّ الخمار عن المحيّا كاشفا

    فالوَجْهُ أحْـمَرُ والشِّـفاهُ كمِثْلِهِ
    والدَّمْعُ هَتَنَ على الخُدودِ مُشَخْبِطا

    لِوَداعِ أهْـلٍ بالفُـؤادِ له صَـدى
    ووداعِ بيْتٍ قد تَعَـمَّرَ بالصِّـبا

    والرِّمْشُ كان من الدُّمـوعِ مُبَلَّلا
    وسوادُ كُحْـلةَ للخُـدودِ مُخَطِّطـا

    وعروسُ بانَتْ بالرُّتوشِ كأنَّها
    كَحَمامةٍ بيضـاءَ في ليلٍ سجا

    هاهاتُ نِسْـوانٍ تعالَتْ بالسَّـما
    صِدْنا عروساً من جَوادٍ قد حَـبا

    فُزْنا بِبِنْتِ الشَّـيْخِ ظَـبْياً سارِحاً
    وعريسُِنا نالَ السَّـعادةَ رابِحـا

    قاما بإركابِ العروسِ بعَرْشِها
    في هَوْدَجٍ يَعْـلو على جَـمَلٍ جَثا

    أخَوانِ ظَـلاّ للشَّـقيقةِ يُسْـنِدا
    لِقِـيامِ جَمَلٍ قد تَـدَنى واعْتَلى

    صُندوقُ يحْـوي للعروسِ جِهازَها
    نَـقَـلوهُ من بيتِ العروسِ لِعُشِّها

    هـزّوا بِرَسَـنٍ للقَعودِ لِيَبْتَـدي
    وَصْـلَ البُنَيَّـةِ للعريسِ على المسا

    دَلاّلُ أمْسَكَ بالقَعودِ ليَبْتَدي
    مِشْوارَ وَصْـلٍ للشَّراكَةِ بالحَـيا

    عادوا بِحالٍ مثلما جاءوا بِهِ
    وعريسُ يَرْنـو للعروسِ بهِ الجوى

    وعروسُ تنْتَظِرُ الوصولَ لِخَوْفِها
    من هَـوْدَجٍ أمضى الطَّـريقَ تمايُلا

    أهل العروسِ تَقَـوْقَعـوا بِبُيوتِهِم
    أمُّ العروسِ تَوَجَّـهَتْ مع بِنتِها

    وصَـلوا إلى بيتِ العريسِ بزَفَّةٍ
    لعروسِهِم وعريسِهِم كان الغِـنا

    وانفَضَّ جَمْعٌ للرِّجالِ على العِشا
    أمّا النِّسـاءُ فواصَلَتْ حَـفْلاً بدا

    ليلة الدخلة
    وسعى العريس الى العروسة سائراً
    رجلٌ تقدِّم ثم أخرى للورا

    رفع الخمار عن المحيّا كاشفاً
    والرأس كان من الحياء مُطأطئا

    وعروسُ بدأتْ بالتَّجَـلِّي بالحَـيا
    رَقْصٌ وتغـييرُ الملابِسِ للفَـتى

    وعريسُ يَقْطُـرُ بالتَّعَرُّقِ مُحْرَجاً
    والأمُّ أوْمَتْ بالخِـتامِ إلى النِّسـا

    والأُمُّ نادتْ للعريسِ لوحْـدِهِ
    أوصتهُ في نقْصٍ لعقلٍ مع تُقى

    ابدأ حديثك بالفظاظة عابِساً ، لتكون رجلاً للبنية ِ حاكما
    واسمعْ لها في كل أمرٍ إذْ نبا ، واسلكْ طريقاً للنصيحة ِ مُخْلِفا
    كيدُ النساء أطاح في بركانه ، عُمْقَ الروابط للأُخوة والعُرى
    وإذا لمحت تذمُراً في وجهها ، فاصْفع ْ بكفك لا تهاب لها ابا
    وإذا لمسْتَ من الشريكة عِنْدَها ، فلك البديلُ من العشيرة والقرى
    وإذا دعيت إلى زيارة أهلها ، فاحذرْ شراباً أو طعاماً ساحرا
    إذهبْ بُني فلا أخالك جاهلاً ، نبغي بياضا ً للوجوه على الضحى
    والكلُ خرجَ وظل بنتٌ مع فتى ، والباب أُغلق للتعارف والعشا
    ومحمدٌ ترك الوصايا ناسياً ، وأدار وجْهاً للشريكة باسما
    وبدا حديثاً كان فيهِ تلطفاً ، فالدينُ أوصى بالشريكِ تَرحُما
    ومودةً نحو الشريكة بالحيا، لتكون سكناً في النوائب والقضا
    ومحمدٌ فيه الأصالةُ والوفا ، فالحبُ عشعشَ في الفؤاد من اللقا
    وحليمة ٌ كانت له نعم الغطا ، بَدَءا بوُدٍ لا يعكرهُ الجفا
    الصباحية
    والأم فاقَتْ من سُباتٍ ما هـدا
    والفِـكْرُ مشْـغولٌ بما فَعَلَ الفَـتى

    واللَّيلُ يُرْخِي بالسُّدولِ على الحِمى
    قامتْ لإعْـدادِ الفُطورِ من الصَّـلا

    عَسَـلٌ وبيضٌ واللُّحومُ وغيرُها
    جِبْنٌ وَزَيْتٌ للفَـتاةِ وللفَـتى

    هَـرَعَتْ إلى عُشِّ الزَّواجِ بلَهْفَةٍ
    طَـرَقَتْ على ِبابٍ تَغَـلَّقَ مُحْكَما

    والبابُ فُتِحَ فلا نيـامَ ولا كَـرى
    والإبنُ طَـلَّ وبالبَشاشَةِ ظاهِـرا

    والأمُّ هرعتْ للعَروسِ بِلَهْـفَةٍ
    نَظَـرَتْ إلى وَجْهٍ تَوَرَّدَ واسـتَحى

    والأبُ ينْتظِر البشائرَ مُطْرِقاً
    لسماعِ زغْرودٍ ليفْخرَ بالفتى

    زَغْـرودَةٌ شَـقَّتْ ظَـلاماً راجِعاً
    من نورِ فَجْـرٍ للظَّـلامِ مُطـارِدا

    وتَجَمَّعَ الأحبابُ في عِزِّ الضُّحى
    أحيوا صَـباحاً للعريسِ مُشَـرِّفـا

    أمُّ العروسِ تسارَعَتْ منها الخُطى
    لِتَنالَ شَـرَفاً بالبُنَيَّةِ ثابِتا

    وَبِمَطْـلَعِ الأسبوعِ ذَهَـبوا للغـدا
    في بيتِ أهْـلٍ للعروسِِ من الضّحى
    .................................................................
    بمناسبة إنتهاء العرس الفلسطيني التراثي لجدنا وجدتنا ، لا بد لنا بأن نقر بالايجابيات من اعراس أجدادنا ونرسخها في حاضرنا ، ونقر بالسلبيات لنتلافاها ، واعتقد أن الايجابيات ما زالت مستمرة مع بعض الإستثناءات ، ومثال ذلك بدأت تتلاشى الأغاني الفلكلورية الفلسطينية ، واستبدلت بالفن الهابط الحديث والموسيقى الحديثة وقلت السوامر والدبكات الفلسطينية ، ونأمل من شعبنا أن يحافظ على تراثه الفلكلوري الفلسطيني بالأعراس ، ويحيي الشبابة والأرغول والأغاني القديمة الجميلة التي لا تكلف وتحيي بالنفس الشوق والحب الى الوطن والأجداد ليبقوا جميعاً بالذاكرة الفلسطينية وخاصة بين أجيال الشتات. ومن السلبيات التي اختفت من أعراس أجدادنا زواج الأقارب ، وتغيير النظرة الى التصاهر ، وذلك لتوسيع دائرة النسب وامتدادها وتمازجها بين العائلات والقرى والمدن ، والنظرة الى التصاهر بأنه رافد للإلفة والمحبة بين أطياف المجتمع الفلسطيني كاملاً حضراً وريفاً وبدواً ، واختفاء الحقوق المادية للأب والخال والعم ، فالحقوق والواجبات يجب أن يتم تبادلها بين طرفي عقد الزواج ، ويستفيد منها أقرباؤهم بالتعارف والإئتلاف والإحترام المتبادل كأصهار. كما ندعو الى اختفاء الحساسيات بين أقارب العروس والعريس ، وصدام الحماة مع الحماة ، واضطهاد الحماة للكنة ، ومعاملة الكنة للحماة كالأم وبالع...... وكذلك الرحمة بالشباب والشابات بالإبتعاد عن غلاء المهور والتعاون بين العائلتين المتصاهرتين ، فلا ضير بل ومن الواجب إن كان والد العروس مقتدراً أن يساعد ابنته في بناء عشها تماماً كما يساعد ابنه لكي يرتاح ويوفر الراحة لإبنته. وإن نشأ خلاف بين الطرفين المتصاهريين فيجب على العقلاء من كليهما حله والعمل على محاصرته وعدم اتساعه وجعله موضوعاً مشاعاً لكل الناس حيث تصعب السيطرة عليه وحله بأقل التكاليف. فهنالك فلكلور يرسخ الحساسيات يجب الأبتعاد عنه ، مثال ذلك وعندما تصل الجاهه من أهل العريس الى بيت العروس للحاق بعشها كانت النساء من اهل العريس وبمجرد وصول الجاهه وقبل المفاوضات مع اهل العروس يغنيين:
    قومي إطلعي قومي إطلعي شو مالك وحنا دفعنا حقوق ابوك وخالك
    قومي اطلعي قومي اطلعي ما يهمك وحنا دفعنا حقوق ابوك وعمك
    وبالتالي فإن كان الخال سيسامح بحقوقه الموروثة من العادات والتقاليد القديمة بدون اساس شرعي ، سوف يعمد الى تعطيل العرس ، وكثيراً ما كانت تحدث مشاكل واشتباكات بين أهل العروس والعريس ، وعندما يتوسط العقلاء لحلها ،يقوم اهل العريس وبعد خروج العروس بالسب والشتم على اهل العروس واعتبارها رهينة لديهم وتمتد المشاكل الى ما بعد العرس وتنعكس سلباً وينتفي التراحم والود بين الزوجين.
    نأمل أن تكون أعراسكم ميمونة وسعيدة إن شاء الله.

    بقلم / أحمد إبراهيم الحاج
    27 أيار 2006
    يتبع : كيف كان شهر العسل لجدنا محمد وجدتنا حليمة







      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 17 مايو 2024 - 11:57