مدارس زمان

من التراث الفلسطيني "4"
مدارس زمان (أبونا جابر يذهب للمدرسة)
......................................
في عامِ تسعٍ بالمئاتِ مُضــــاعفٍ
وازداد ألفاً ثم خمسـينا ً كما

نقصت بخمسٍ في زمان قد مضى
بدأوا بتشـييدِ المدارسِ بالقُـــرى

والبعض أقبل والكثير بلا صدى
وتوافَـدَ الغِـلمانُ طَـلَباً للعُـــلا

أما البناتُ فكانَ عَـيْباً دَرْسُـــهُم
لِتَعَصُّـبٍ بالدينِ أو جَـهْلٍ سَــرى

فَرِحَ الأهـالي والجميعُ تبرَّعــوا
لِقِــيامِ مدرسـةٍ لتعــليمِ الضَّـنا

وتبرَّعـوا بالأرضِ ثم بنــائِهــا
عـملوا بجِـدٍّ دونَ أجْـرٍ أو جـزا
........................................
والزِّيُّ فُرِضَ على الجـميعِ مُـوَحَّداً
كان القماشُ على الأهـالي غــالِيا

بدلاتُ كــاكي لا دوامَ بدونِهــا
وعلاوَةٌ ثمن الدفــاترِ قد غـــلا

ورسومُ مدرسةٍ تثاقَـلَ حِــمْلُهـا
وكثيرُ حُـرِمَ من العُــلومِ لأجلِهـا

باعوا حَـماماً ثم جـاجاً ما كــفا
سـاقوا خِـرافاً للمدينةِ للشِّـــرا

أحْـيوا الولائِمَ للمديرِ وربْعِــــهِ
ذَبَحوا طيوراً والخِرافَ على الغدا
..........................................
ذهبَ البنونُ إلى المدارِسِ بـاكِـراً
والبردُ يلْفَـحُ بالوجـوهِ مُزَمْجِــرا

والجرسُ قُرِعَ وللجـميعِ مُــنادِياً
هـلاّ لطـابورِ الصَّـباحِ فقد بـدا

ومُديرُ أقبلَ بالعصاةِ مُلَوِّحــاً
ومُعــاوِنوهُ على الجـوانبِ بالقـنا

ودعـا الغـيابَ ليومِ أمسٍ فـائتٍ
لمثولِهِـم فوق المِنَصَّـةِ عـــالِيا

وبدا مُعـاقَبةُ البنينِ لِجُــرْمِهِـم
وبدونِ سُــؤْلٍ ما المُبَرِّرُ فانْبَرى

ضَرْباً وجَـلْداً للأيادي والقـــفا
فاحْـمَرَّ كـفُّ البائِسـينَ من العصا

قَـلَبوا الأيادي للظُّـهورِ وأمْعَـنوا
في عَـدِّ ضَـرْبٍ للنِّصـابِ مُكَمِّلا

رَفْسٌ بِشَـــلّوطٍ وكَفٌّ نــازِلٌ
صَوبَ الوُجـوهِ بدون خَوْفٍ من أذى

وبكى الصِّغارُ ودَمْعُـهُم مُتقاطِـرٌ
وأنوفُهُـم كانت تسـيلُ على الشِّـفا
.............................................
نادوا لتفـتيشِ الملابِسِ مِثْلَــما
طولُ الأظافِرِ والشُّعورِ على السّـوا

مَدّوا بِظَــهْرٍ للأيادي راجِـفٍ
والكُلُّ يَخْشـى من عِقـابٍ قد قسـا
.........................................
حـلاّقُ يأتي ثم يذْهَــبُ باحِثاً
عن رِزْقِـهِ مُتَنَقِّــلاً بين القُـرى

ماكينةٌ للحَــلْقِ أضْحَتْ باليـاً
يومُ الحِـلاقَةِ كــان حقّـاً مُؤلِمـاً

تخليعُ شَــعْرٍ والدُّموعُ تناثَرَتْ
والكُلُّ يكْـتُمُ بالصُّـدورِ مُكــابِرا

ولِصـاعِ قَمْحٍ كلُّ عـامٍ يُجْتَبى
عن حَـلْقِ رأسٍ للوليِّ ومن رعــا

ومَقَصُّ يَهْـتِكُ بالأظـافِرُ كُلَّما
عَـمَدوا إلى تقـليمِ ظُـفْرٍ قد نمــا

والكُلُّ نالَ نصيبَهُ مُتَوَقِّـــعا
حِـفَفُ المسـاطِرِ عالأيادي والقَفـا
............................................
دَخَـلوا إلى صفِّ الدُّروسِ بِحُرْقَةٍ
دَخَلَ المُعَــلِّمُ للجبينِ مُقَطِّبا

صـاحَ العَـريفُ وللقيامِ مُطـالِباً
لقُـدومِ اسـتاذٍ تبدّى عابِســــا

تلميذُ جَـلَسَ بدونِ أمرٍ مُسْــبَقٍ
نالَ العِقـابَ على الجـريمةِ صابِرا

أمْضى الدروس مُسلّطاً أنظاره
في حـائِطٍ للصَّــفِ قد رفع اليدا

والأمرُ كانَ وقوفَـهُ متعـــامِداً
سـاقٌ على أرضٍ وأخرى بالهــوا

والساق تعبت من تثاقل حملها
وتناوُب الساقين كان مُحرَّما
..........................................
نادى بإخْـراجِ الدفـاتِرِ عـاجِلاً
وبدا بتَصْـحيحِ الوظـيفَةِ غاضِــبا

الخطُّ مالَ عن السُّـطورِ مُعَرَّجاً
والشَّـطْبُ مرفوضٌ بِعُــذْرٍ أو بِلا

والكُلُّ عـوقِبَ لا ثناءَ لِفِعْــلِهِ
إلاّ ابنَُ مُخْــتارٍ تَدَلَّلَ ناجِــــيا

لوليمَةٍ كانت بأســـبوعٍ مضى
فعــزومةُ الأســتاذِ كفٌّ للأذى

ورضاه في بطن تحفز جائعا
وتواتَرَتْ تلكَ الولائِمُ والقِـــرى
.................................... ..
ووظيفةٌ للبيتِ حِــمْلٌ زائِـــدٌ
الدَّرْسُ يُنْـسـَخُ خمسَ مرّاتٍ كـما

حَـلُّ المسـائِلِ ثم حِـفْظٌ مُتْقَـنٌ
لبيوتِ شِـعْرٍ والنَّشـيدُ على السَّـوا

آياتُ قُـرْآنٍ وجـدْوَلُ قد عصــا
للضَّـرْبِ صَـعْبٌ كانَ هـمًّا دائِما

بقلم أحمد ابراهيم الحاج
/5‏‏/07‏‏/‏2006‏م

والله المدارس زمان خرجت اجيال رائعة بالرغم من وجود المعوقات التي كانت تحدث وبرغم الفقر
اما الان ومع وجود وسائل الاتصال الحديثة وكثرة الكتب وادوات العلم الا ان التعليمخرج اجيال تحزن انها تربي وهي فاقدة التربية