منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    فرسان بني كنعان / الجزء الأول

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    فرسان بني كنعان / الجزء الأول Empty فرسان بني كنعان / الجزء الأول

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الثلاثاء 11 يناير 2011 - 9:39

    فرسان بني كنعان
    الجزء الأول
    قبل حوالي ستة آلاف سنة ونيف، ارتحلت قبيلة كنعان كغيرها من القبائل العربية من جزيرة العرب الى بلاد الشام. وسكنت في بلاد الشام ومنها فلسطين، ومرت القرون والعقود، وتقلبت الأزمان وتعاقبت وتبدلت عليها وجوه الحكام، وتواترت على أرض كنعان الأمم والإمبراطوريات، وكما جاءت غازية ارتدت على أعقابها وعادت من حيث أتت، وظلت قبيلة كنعان الرقم الثابت على هذه الأرض، متمسكة بأرضها ووطنها بالتقادم وصدق الإنتماء والإلتصاق والوفاء، لا يرحلون عنها خشية من فقر أو قحط أو إملاق أو موت في سبيل الدفاع عنها، ولا مخافة من الحروب والويلات والأمراض، فقد امتزج تراب الأرض بدم فرسان القبيلة ودم شيوخها ونسائها وأطفالها، وأكتسبت الأرض هويتها من الكنعانيين، وتلون ترابها بلون دمائهم الحمراء، وتشكلت حضارتها من ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، فأصبحت فلسطين اليوم هي الجغرافيا وأصبح الكنعانيون هم الرقم والرسم والوشم الثابت والعلامة الفارقة في تاريخ هذه البقعة الجغرافية. وأُشرب الكنعانيون في عقولهم ووجدانهم وثقافتهم سمة هذه الأرض بتضاريسها وافتتنوا بمناخها وبنباتاتها وحيواناتها، وتعلقوا بمقدساتها، وآمنوا بالرسالات السماوية المتوالية التي هبطت اليها. كما ضمت هذه الأرض الى حضنها الدافيء الرسل والأنبياء الذين هجروا من أقوامهم تكذيباً واضطهاداً وصداً وتعذيباً وقتلاً، من سيدنا ابراهيم الى سيدنا عيسى الذي بشر بسيدنا محمد (عليهم جميعاً الصلاة والسلام) والذي أسري به من أرض مكة الطاهرة الى أرض كنعان المباركة، حيث اجتمع بكل الأنبياء والرسل هناك في أكناف القدس وصلى بهم جماعة في المسجد الأقصى المبارك، وذلك ليصل الماضي بالحاضر في عناق متسامٍ عبر أثير السماوات بين أقدم مسجدين على الأرض، المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وليربط التاريخ بالجغرافيا ويزاوج بينهما، وليؤكد الله بهذا تسلسل الرسالات وتوافقها وتفاضلها حسب المعطيات الذهنية والبدنية والبيئية للإنسان منذ نزول آدم وحواء الى الأرض واستخلافهما وذريتهما فيها، وليعمق بالتدريج المتوافق مفهوم تكامل الرسالات السماوية ابتداءً بالتوحيد والتعرف على الخالق، مروراً بالتعارف وبالسلام والتراحم بين بني البشر وانتهاءً بالتشريع والفقه للحكم بين الناس على أساس من العدل والمساواة، بدءاً بآدم ومروراً بنوح وابراهيم الى أن انتهت رحلة الهداية للناس بالرسالة الكاملة الشاملة والتي نزلت على خاتم النبيين سيدنا محمد.
    وعلى مر مراحل الزمان وحلقات التاريخ المتسلسلة والى يومنا هذا دفعت وما زالت تدفع قبيلة كنعان ثمناً باهظاً مقابل انتمائها لهذه البقعة الجغرافية المقدسة المباركة، ثمناً مادياً غالياً مكلفاً ومعمداً بدماء ابنائها وبناتها، وثمناً معنوياً من هدوء بالها واستقرارها ومشاعرها وأحاسيسها وجمع شمل عائلاتها، ولاقت صنوف العذاب والقتل والسطو والتشريد والتهجير والإغتصاب والحرمان والفقر نتيجة لحبها وارتباطها بهذه الأرض. فهذه الأرض كالعروس الجميلة الفاتنة الجاذبة اللاقطة مثلها كالنور الذي يجذب الفراشات بالليل فتسطلي بناره دون مبالاة بحره حتى لو افقدها حياتها. فيتهافت ويتصارع عليها الرجال للنيل بها دوناً عن غيرها، لما تمتاز به من حسن وفتنة ودماثة وعطاء وخلق ورقي. وكأنها، لا بل هي ملكة جمال الجغرافيا وهي عروس التاريخ على هذه الأرض دون منازع ومنافس.
    وفي ضوء ما تواجهه قبيلة بني كنعان اليوم من إنقسام وتدنٍّ لمستوى فرسانها وكذلك ما تتعرض له من تحديات كبرى ومؤامرات تحيكها تحالفات دولية من عمالقة القوة في هذا الزمان الذي اختلت موازينه لصالح الباطل والظلم، وكلها تستهدف الوطن والمواطن الكنعاني، لا بُدّ من تنشيط الذاكرة الكنعانية باستمرار، وسقاية ورعاية شجرتها (زيتونتها) بماء طهور، وذلك للحفاظ عليها متجذرة بالأرض ومتشبثة بها، وللحفاظ على تحدي أوراقها الخضراء لعواصف الخريف التي لا تبقي ولا تذر من أوراق الشجر، لتظل القبيلة الكنعانية ولاّدة للفداء والتضحية من أجل الوطن المقدس الطهور. وذلك بتقديم سيرة فرسانها على مدار الزمن الحديث ومنذ نذر نكبتها بصدور وعد بلفور لليهود المتصهينين.
    الإنتفاضة- الشرارة الفلسطينية الآولى عام 1920م وفرسانها
    مخطيءٌ من ادّعى سابقاً أو من يدعي اليوم على الساحة الفلسطينية، كائناً من كان ومن أي طيف أو حزب أو حركة أو فئة أو عائلة، أنه هو عرّاب المقاومة وملهمها ومفجر الثورة الفلسطينية، وأن تاريخ النضال والكفاح والجهاد الفلسطيني قد بدأ مع بداية حزبه أو حركته أو فئته ....الخ. أو أنه هو الوصي الشرعي أو الوكيل الحصري الموكل بصك شرعي عن هذا الشعب للمرافعة عنه أو تمثيله فيما يختص بقضيته العادلة ويمثله لوحده دون غيره. إذ لكل فلسطيني ينتمي لهذه الأرض حق شخصي لا يجوز أن ينوب عنه أو يمثله أحد. لقد كان عموم الشعب الفلسطيني بكل فئاته العمرية وعلى امتداد تاريخه هو الرحم الدافيء والحنون والممول السخي لكل الإنتفاضات والثورات الفلسطينية التي كانت وما تزال بمثابة السلسلة المتصلة حلقاتها دون انقطاع. لذلك فهو الصانع لكل هذه الثورات.
    ومخطيءٌ كذلك من اتهم الشعب الفلسطيني بصورة عامة أو خاصة بالتقصير أو التفريط أو المساومة على حبة تراب من أرضه المباركة. ولكن حجم المؤامرة الدولية الكبيرة قد تجاوز كل التوقعات. وأفرز الندرة من بعض النفوس المريضة التي لا يخلو منها أي شعب. وأجهض كل الإنتفاضات والثورات المتواترة المتواصلة. فالثورة الفلسطينية نار كامنة في وجدان كل فلسطيني بمثابة الجمرة المشتعلة التي لا تنطفيء، ربما يعتريها بعض الرماد ويغطي وهجها لحين، ولكن بهبة رياح أو نسيم ينداح عنها الرماد فتبدو متوقدة متوهجة بمخزون طاقتها الحرارية التي لا تهدأ ولا تنطفيء.
    بدأت هذه الثورات والإنتفاضات الشعبية ضد الإنتداب البريطاني والعصابات الصهيونية عام 1920م. وكانت القدس كعادتها على مر التاريخ والأزمان هي مركز دائرة الأحداث في ذلك الوقت.
    لن نخوض في كل تفاصيل الإنتفاضات والهبات والثورات الفلسطينية المتعاقبة والمتلاحقة فهي تحتاج الى مجلدات لتغطية الهبات الشعبية بكل فئاتها العمرية، وتغطية سير فرسان كل مرحلة من مراحل الثورة الفلسطينية على الإحتلال والإستيطان. وإنما سنتطرق لعنوانين بارزة في كل مرحلة والى التذكيربكوكبة من فرسانها على سبيل المثال لا الحصر.
    انتفاضة 1920م (انتفاضة موسم النبي موسى(
    هي اولى الإنتفاضات الشعبية الفلسطينية العارمة والشاملة، وهي بمثابة الشرارة الآولى التي اشعلت النيران في المواقد الثورية الفلسطينية التي ما زالت تحتفظ بالجمر الى يومنا هذا، ينتظر نسمة أو هبة هواء لتنفض عنه الرماد فيبدو وهجه وبريقه للعيان، وتلفح حرارته الحارقة المحتلين والغاصبين.
    في مطلع ذلك العام كانت القدس تتململ تحت الإنتداب البريطاني الذي كان يروج لوعد بلفور ويعمل على تحقيقه على الأرض الفلسطينية، وتكاملت عوامل تفجر الثورة في النفوس الكنعانية الفلسطينية، واعترف الحلفاء باللجنة الصهيونية التي أخذت تطلق التصريحات الإستفزازية الوقحة وتكشف عن مطامعها بفلسطين على مرأى ومسمع وتحت صمت من الحكومة الإنتدابية البريطانية. وأخذت حكومة الإنتداب تدعم التوجه الصهيوني بإطلاق الحرية للصهاينة في فلسطين ودعمهم مادياً ومعنوياً ولوجستياً في الهجرة والإستيطان بفلسطين. وبالمقابل قيدت وقمعت الفلسطينيين بكل ما اوتيت من قوة مفرطة وحرمت عليهم التظاهر والإحتجاج لأي سبب كان.
    وبدأ المقاومون الفلسطينيون بمهاجمة المستوطنات الصهيونية في الحولة وغور الأردن وكذلك الحاميات البريطانية في سمخ وبيسان وتعقبت سلطات الإنتداب المقاومين الفلسطينيين بالطائرات.
    ففي يوم 4 أبريل من عام 1920م، توافد الزوار من القرى والمدن الفلسطينية باتجاه القدس شاهرين سيوفهم ورماحهم وينشدون الأناشيد الدينية والوطنية كما جرت العادة وذلك للمشاركة في الإحتفال بموسم النبي موسى عليه السلام، وكان الإحتفال بهذا الموسم يتم على بعد حوالي 28 كيلومتر من القدس باتجاه أريحا. وبدأ الإحتفال بالتجمع في ساحات الحرم القدسي الشريف. وفي عملية استفزاز صارخة قامت قوات الإنتداب بمنع أهل الخليل وقراها من دخول القدس للمشاركة بالإحتفال. وخرج اهل القدس ونابلس وابناء الطوائف المسيحية لاستقبال اهل الخليل. وتمكن أهل الخليل من اختراق حاجز طوق القوات البريطانية والدخول الى القدس عنوة ويومها هتف المتظاهرون والمحتفلون ضد القوات البريطانية والصهيونية مطالبين بالوحدة العربية والإستقلال.
    هنا لا بد من الإشارة الى أن الخليل كانت دائماً الفزاعة الآولى للقدس وللمسجد الأقصى المبارك، مما استددعى كثيراً من عائلات الخليل لترك مدينتهم للإستقرار في القدس من أجل الإبقاء على المسجد الأقصى حيا ينبض بالصلاة والحيوية ويحظى بالحماية من المسلمين ومن المتعبدين.
    وتجمع الناس أمام باب الخليل وخطب في الجموع كل من : موسى كاظم الحسيني رئيس بلدية القدس ورئيس الجمعية الإسلامية المسيحية ، و خليل بيدس و عارف العارف و أمين الحسيني ....وغيرهم. وكانت الكلمات حماسية ألهبت المشاعر الشعبية الوطنية وأثارت الشعور القومي في النفوس المتعطشة للحرية والإستقلال والوحدة. واندسّ بين الجموع المحتشدة صهيوني محاولاً الإستلاء على العلم العربي من أيدي المحتفلين وتمزيقه، فهجم عليه الرجال وقتلوه ، ثم اندسّ صهيوني آخر مع عدد من الجنود البريطانيين لإنزال العلم فقتله الرجال، ثم اندلعت معركة بين الفلسطينيين المدنيين من جهة والجنود البريطانيين وأفراد العصابات الصهيونية من جهة أخرى.
    استشهد في المعركة أربعة فرسان فلسطينيين وقتل خمسة من اليهود وجرح من الطرفين لا يقل عن مائة وعشرين جريحاً. واستمرت الأحداث في القدس مشتعلة بين الطرفين لمدة خمسة أيام أخرى، وقتل فيها تسعة من اليهود وجرح ما لا يقل عن مائة وخمسين من الطرفين. وقد فرضت قوات الإنتداب الحصار الشامل على مدينة القدس وأقرت قانون الأحكام العرفية لإخماد الثورة، وشنت حملة اعتقالات واسعة، وأصدرت أحكاماً غيابية بالسجن لمدة عشر سنوات على الحاج أمين الحسيني الذي كان له الأثر الكبير في ايقاد نار هذه الشعلة الشعبية العارمة. وعشر سنوات على عارف العارف، ولكنهما كانا قد هربا الى شرق الأردن. وقامت بعزل موسى كاظم الحسيني من رئاسة بلدية القدس وعينت بدلاً منه راغب النشاشيبي وذلك في خطوة مدبرة ومقصودة لإثارة النعرات العائلية في المدينة وفي فلسطين، وانقسم الناس حينها الى (حسينين و نشاشيبين) وانعكست نتائج هذه الخطوة الماكرة اللئيمة سلباً على المجتمع الفلسطيني الذي كان مرعىً خصباً للعصبية القبلية في ذلك الوقت.
    لم تطل مدة المواجهة طويلاً ولكنها كانت المقدمة الهامة في تاريخ النضال الفلسطيني، فقد حوّلت الكفاح الفلسطيني ضد الإستعمار البريطاني والصهيونية من مرحلة الإستشعار بالوعي والتنبه للمخاطر المحدقة من وعد بلفور وإنفاذه على الأرض، الى مرحلة المقاومة الشعبية والمواجهة مع المحتلين والمستعمرين والمستوطنين.وكانت الأساس المتين لما بني بعدها من ثورات وانتفاضات على الرغم من تجربتها القصيرة، حيث بدأت تتكشف النوايا البريطانية الخبيثة تجاه الفلسطينيين بعزمها على إنفاذ وعد بلفور وتطبيقه على الأرض. وذلك بدعمها لوحدة عسكرية صهيونية شكلها اليهودي جابوتنسكي الذي كان يحارب في صفوف البريطانيين في الحرب العالمية الآولى وكانت هذه الوحدة تتدرب علناً فوق قمة جبل الزيتون بالقدس. واستخدمت حكومة الإنتداب هذه الوحدة الصهيونية في مواجهة الفلسطينيين على الرغم النفي البريطاني الرسمي لذلك استمر القمع البريطاني للفلسطينيين الثائرين الرافضين، واستمرت الحكومة البريطانية في تسهيل عملية نقل المهاجرين اليهود الصهاينة من كل انحاء العالم الى فلسطين مما كان سبباً في تجدد الثورة الشعبية الفلسطينية وتلاحقها على شكل سلسلة متصلة الحلقات.
    يتبع الجزء الثاني (ثورة البراق وفرسانها الشهداء الثلاثة(

    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    25/8/2010م





    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    فرسان بني كنعان / الجزء الأول Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : فرسان بني كنعان / الجزء الأول Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    فرسان بني كنعان / الجزء الأول Empty رد: فرسان بني كنعان / الجزء الأول

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الثلاثاء 11 يناير 2011 - 10:57

    مشكور جدا على هذة المعلومات

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 21:13