الرئيسية
من طرف بلدي الحبيبة فلسطين
لحظات
من الصفاء ممزوجة بصوت تغريد العصافير التي ترفرف على شرفتي ، جلست اتناول
طعامي مع رشفات من القهوة و انا انظر الى حقائبي التي و ضعتها بجانب الباب
استعداداً للسفر ، و بين لحظه و اخرى ارمق ساعتي تأهباً للانطلاق ..
استقليت الباص و جلست على كرسي بجانب النافذه في رحلة طويلة الى بلداً لا اعرف فيه احد و لا اعرف ماذا يخبئ لي ا...لقدر فالعلم عند الله وحده .اما ان تفتح لي طاقه(باب) الفرج او حفره الهلاك ..
انطلقنا
باكرا و مررنا على بعض القرى الصغيره في الطريق ، و انا انظر الى الارض
الساكنة امامي و ما فيها من مناظر خلابة تسلب عقلي و تاخذ انفاسي عندما
اشم رائحة ترابها ، كم هي جميلة باشجارها ، و مميزة بالمنازل القديمه التي
تعبر عن سكانها و حياتهم المبنية على البساطة و الطيبة ، حياتهم خاليه من
الترف فلا توجد لديهم سيارات فاخره و لا حشم وخدم ، بل قطيع من الاغنام
بجانبهم (مشرب ماء ) و بعض دجاجات تنقر الارض الرطبة بحثاً عن حبات تائه
من القمح و العدس ..
شدني منظر امراءه عجوزاً تجلس على الارض تغزل
الصوف و بجانبها طفلا صغير يمسك بيده خشبه يحفر بها الارض متوهما انه
يحرثها كما يفعل اباه الفلاح كل صباح ...
كل هذا مر امامي ناظري في
لحظات معدودة ، تمنيت ان اكون هناك معهم و اعيش في وسطهم فلا شي يعادل
حياة الريف بهدوئه و جماله بعيداً عن ضوضاء المدينه و ازعاجاتها و ضغوطات
الحياة و العمل فيها .
كنت مبتسما و انا انظر الى مجموعة من الناس و
يخالجني شعورا رائع حتى وصلنا الى اطراف القريه و ودعت بيوتها و سكانها
بنظري فقد تلاشى المنظر كلما ابتعدنا اكثر ، منظراً لا تمل عيناك من رؤياه
.
و اسقبلنا صحراءنا الواسعة الممتدة على طول النظر فلا يوجد اجمل من لون الرمال ( الذهبيه ) المنحرقة على وجه الارض .
جمال
الصحراء و سحرها الخلاب يعكس ما مرت على هذه الارض الحبيبة من بشرا كانوا
يكنٌوا لها كل الحب و الاحترام . فقد كانت فتوحات الاسلام بدايتها من تلك
الارض المسماة ( الخليل- القدس) التي تحمل تاريخا مشرفا و لا زال .
بلادي
طاهرة ، صلبة و قويه كالام تماما و نحن اطفالها عندما نبكي و نصرخ و يثقل
الحزن و الهم علينا ، تنادي علينا لتضمنا في احضانها حتى يزول ما بنا من
غم فهي تغدق علينا الخيرات بدون مقابل ، و عندما نرحل عنها تعاتبنا (
لماذا تتركوني بعد رعايتي لكم ؟؟ ) و بكل خجل و احتراما و تبجيلا نرد
عليها ، انتِ امنا ،حبيبتنا ، قلبنا ، عقلنا و عشقكِ يسري في دمائنا .
نريد الخروج من ارضك ِ من اجلكِ . نعم من اجلكِ ليعرف العالم كله من ربيتي
و كيف ضحيتي و عطيتي ، لقد صنعتي منا رجالا لا يخافون الموت و يضحون من
اجلكِ بالمال و الولد و الروح ، يا امي لا تحزني و لا تذرفي الدموع
الغاليه بل افرحي فابنك راجعا لك لا محال حتى لو كانت ميتا لتضميني بين
يديك و اسكن جوفك و يلتحم جسدي بترابك النقيه و عندها ساكون نائما قرير
العين لا اعرف الضمئ ولا الكلل فانا في احضان امي التي لا تتخلى عن طفلها .
و
بعد ساعات من الحوار بيني و بين الحبيبة ، اجد نفسي على حدودها شعرت بغصة
و رغبة شديده ان المس ترابها حينها جلست على ركبتي و سجدت لخالقي ، حمدته
على اكبر نعمة اهداني اياها و هي امي وطني الحبيب فلسطين.
اشعر
باشتياق كبير لها و ما زلت على ارضها و لكن لابد ان اعبر الحدود المقابله
. قلبي يتمزق و عقلي لا يفكر الا باصعب اللحظات و هي الفراق .
اتجهت
بعدها الى المحطة و جلست على كرسي الانتظار في محطة القطار و افكاري مشتتة
فلم اشعر بوجود احدا و عقلي يجبرني لتجميع ذكريات جميله تربطني بارضي و
تزيد من شوقي ، فما كان مني الا النهوض من مقعدي و الاتجاه الى شخص لا
اعرفه لسؤاله بدون تفكير قبل ان القي السلام
- هل تحب امك ؟؟
- و هل يوجود شخص بالعالم لا يحب امه ، بالطبع اعشقها
- فهل تسمح لي يا سيدي ان احدثك عن امي الغالية ؟
- بكل سرور فانا كلي اذان صاغية
-
غاليه هي علي فقد كبرت بين عينيها و تربيت في احضانها ، اشربتني حليب
الشجاعة و التفاني ، ليصبح جسدي قويا استطيع به الدفاع عنها و حمايتها و
قت المحن ، أودعت بداخلي سر حبها .. وهبتني ما يحتاجه كل إنسان في هذه
الحياة ، علمتني أن يكون لوجودي هدف يجب أن أصل إليه ما دمت حياً ، لها
قلب كبير يتسع لجميع الاحبة و الاصدقاء و حتى الاعداء ، فلا تعرف معنى
الحقد و الغل ، علمتني معنى السلام و عدم الاعتداء و هذا يجعلني احبها و
اعشقها اكثر .
- هل هي حقا امك التي انجبتك ؟
- نعم قلتها و البسمه
تعلوا و جهي ، هي من انجبتني و ربتني و جعلت مني رجلا أُفاخر بها العالم و
انطقها باعلى صوتي ( امي فلسطين و انا فلسطيني اعشق تراب وطني )
- حقا عظيمة امك و نِعم ما انجبت من رجال ، و كم تمنيت ان تكون امي مثلها .. لأعرف معنى الحب و الاخلاص و التضحية .
هذه بصمتي
MO3aTHALhrOuB
لحظات
من الصفاء ممزوجة بصوت تغريد العصافير التي ترفرف على شرفتي ، جلست اتناول
طعامي مع رشفات من القهوة و انا انظر الى حقائبي التي و ضعتها بجانب الباب
استعداداً للسفر ، و بين لحظه و اخرى ارمق ساعتي تأهباً للانطلاق ..
استقليت الباص و جلست على كرسي بجانب النافذه في رحلة طويلة الى بلداً لا اعرف فيه احد و لا اعرف ماذا يخبئ لي ا...لقدر فالعلم عند الله وحده .اما ان تفتح لي طاقه(باب) الفرج او حفره الهلاك ..
انطلقنا
باكرا و مررنا على بعض القرى الصغيره في الطريق ، و انا انظر الى الارض
الساكنة امامي و ما فيها من مناظر خلابة تسلب عقلي و تاخذ انفاسي عندما
اشم رائحة ترابها ، كم هي جميلة باشجارها ، و مميزة بالمنازل القديمه التي
تعبر عن سكانها و حياتهم المبنية على البساطة و الطيبة ، حياتهم خاليه من
الترف فلا توجد لديهم سيارات فاخره و لا حشم وخدم ، بل قطيع من الاغنام
بجانبهم (مشرب ماء ) و بعض دجاجات تنقر الارض الرطبة بحثاً عن حبات تائه
من القمح و العدس ..
شدني منظر امراءه عجوزاً تجلس على الارض تغزل
الصوف و بجانبها طفلا صغير يمسك بيده خشبه يحفر بها الارض متوهما انه
يحرثها كما يفعل اباه الفلاح كل صباح ...
كل هذا مر امامي ناظري في
لحظات معدودة ، تمنيت ان اكون هناك معهم و اعيش في وسطهم فلا شي يعادل
حياة الريف بهدوئه و جماله بعيداً عن ضوضاء المدينه و ازعاجاتها و ضغوطات
الحياة و العمل فيها .
كنت مبتسما و انا انظر الى مجموعة من الناس و
يخالجني شعورا رائع حتى وصلنا الى اطراف القريه و ودعت بيوتها و سكانها
بنظري فقد تلاشى المنظر كلما ابتعدنا اكثر ، منظراً لا تمل عيناك من رؤياه
.
و اسقبلنا صحراءنا الواسعة الممتدة على طول النظر فلا يوجد اجمل من لون الرمال ( الذهبيه ) المنحرقة على وجه الارض .
جمال
الصحراء و سحرها الخلاب يعكس ما مرت على هذه الارض الحبيبة من بشرا كانوا
يكنٌوا لها كل الحب و الاحترام . فقد كانت فتوحات الاسلام بدايتها من تلك
الارض المسماة ( الخليل- القدس) التي تحمل تاريخا مشرفا و لا زال .
بلادي
طاهرة ، صلبة و قويه كالام تماما و نحن اطفالها عندما نبكي و نصرخ و يثقل
الحزن و الهم علينا ، تنادي علينا لتضمنا في احضانها حتى يزول ما بنا من
غم فهي تغدق علينا الخيرات بدون مقابل ، و عندما نرحل عنها تعاتبنا (
لماذا تتركوني بعد رعايتي لكم ؟؟ ) و بكل خجل و احتراما و تبجيلا نرد
عليها ، انتِ امنا ،حبيبتنا ، قلبنا ، عقلنا و عشقكِ يسري في دمائنا .
نريد الخروج من ارضك ِ من اجلكِ . نعم من اجلكِ ليعرف العالم كله من ربيتي
و كيف ضحيتي و عطيتي ، لقد صنعتي منا رجالا لا يخافون الموت و يضحون من
اجلكِ بالمال و الولد و الروح ، يا امي لا تحزني و لا تذرفي الدموع
الغاليه بل افرحي فابنك راجعا لك لا محال حتى لو كانت ميتا لتضميني بين
يديك و اسكن جوفك و يلتحم جسدي بترابك النقيه و عندها ساكون نائما قرير
العين لا اعرف الضمئ ولا الكلل فانا في احضان امي التي لا تتخلى عن طفلها .
و
بعد ساعات من الحوار بيني و بين الحبيبة ، اجد نفسي على حدودها شعرت بغصة
و رغبة شديده ان المس ترابها حينها جلست على ركبتي و سجدت لخالقي ، حمدته
على اكبر نعمة اهداني اياها و هي امي وطني الحبيب فلسطين.
اشعر
باشتياق كبير لها و ما زلت على ارضها و لكن لابد ان اعبر الحدود المقابله
. قلبي يتمزق و عقلي لا يفكر الا باصعب اللحظات و هي الفراق .
اتجهت
بعدها الى المحطة و جلست على كرسي الانتظار في محطة القطار و افكاري مشتتة
فلم اشعر بوجود احدا و عقلي يجبرني لتجميع ذكريات جميله تربطني بارضي و
تزيد من شوقي ، فما كان مني الا النهوض من مقعدي و الاتجاه الى شخص لا
اعرفه لسؤاله بدون تفكير قبل ان القي السلام
- هل تحب امك ؟؟
- و هل يوجود شخص بالعالم لا يحب امه ، بالطبع اعشقها
- فهل تسمح لي يا سيدي ان احدثك عن امي الغالية ؟
- بكل سرور فانا كلي اذان صاغية
-
غاليه هي علي فقد كبرت بين عينيها و تربيت في احضانها ، اشربتني حليب
الشجاعة و التفاني ، ليصبح جسدي قويا استطيع به الدفاع عنها و حمايتها و
قت المحن ، أودعت بداخلي سر حبها .. وهبتني ما يحتاجه كل إنسان في هذه
الحياة ، علمتني أن يكون لوجودي هدف يجب أن أصل إليه ما دمت حياً ، لها
قلب كبير يتسع لجميع الاحبة و الاصدقاء و حتى الاعداء ، فلا تعرف معنى
الحقد و الغل ، علمتني معنى السلام و عدم الاعتداء و هذا يجعلني احبها و
اعشقها اكثر .
- هل هي حقا امك التي انجبتك ؟
- نعم قلتها و البسمه
تعلوا و جهي ، هي من انجبتني و ربتني و جعلت مني رجلا أُفاخر بها العالم و
انطقها باعلى صوتي ( امي فلسطين و انا فلسطيني اعشق تراب وطني )
- حقا عظيمة امك و نِعم ما انجبت من رجال ، و كم تمنيت ان تكون امي مثلها .. لأعرف معنى الحب و الاخلاص و التضحية .
هذه بصمتي
MO3aTHALhrOuB
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
» جميع حلقات سيف النار
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
» شات عربي
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
» الانتركم مرئي وصوتي ماركات عالمية وأجهزة انذار ضد السرقات