منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    رحمة الله التي وسعت كل شيء

    رباني
    رباني

    { مشرف }


    رحمة الله التي وسعت كل شيء Stars15


    الجنس : انثى
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 4459
    العمر : 60
    البلد : عمان
    الحالة الاجتماعية : متزوجة
    التخصص : تربية اسلامية
    نقاط النشاط : 916
    الاعجاب : 17
    المهنة : رحمة الله التي وسعت كل شيء Office10
    المزاج : رحمة الله التي وسعت كل شيء 8010
    الدوله : فلسطين

    رحمة الله التي وسعت كل شيء Empty رحمة الله التي وسعت كل شيء

    مُساهمة من طرف رباني الأحد 30 ديسمبر 2012 - 7:58

    ~رحمـــة الله التي وسعت كل شيء ..~

    إذا انتبهت إلى الأسماء الحسنى تجد أنّ اسم اللـه الرحمـن الرحيـم يسبق كل الأسماء و يحتل المركز الأوّل، أتعلم لما ؟ لأنه يصف صفة في الله تجعل عطاءه لكل عباده من بداية الخلق إلى نهايته دون تميز ، نعم هي ذاتها صفة الرحمة التي يحسن بها الله على كل مخلوقاته فيصلحهم و يفرحهم فهوالقائل : " و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون "
    أي أنّ رحمته وجبت لجميع عباده من مسلمين و غير مسلمين و بالتالي سبقت غضبه عليهم فجعل عفوه قبل انتقامه
    أجل أعيدها و أكررها لا تتعجب و لا تستغرب كون الله قد أهدى رحمة لجميع عباده مسلمين و غير مسلمين ، و لكن أتراه لما قد يفعل هذا ؟ أليس لأنه يريد أن يسعد و يفرح الجميع
    كيف لا و قد افتتح الكون برحمته و يقول النبي صلى الله عليه و سلم {إنّ الله خلق يوم خلق السماوات و الأرض مائة رحمة ، كل رحمة كطباق ما بين السماء و الأرض أنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة فيها يتراحم الخلائق }
    استمعن في هذا الحديث و تخيّل معي .. رحمة واحدة فقط أنزلها الله إلى الأرض و كل مخلوقاته من إنس و جن و دواب يعيشون تحتها فجعلتهم يتراحمون فيما بينهم حتى و إن تباينت أصنافهم و أجناسهم و ديانتهم و مجتمعاتهم فكيف ستكون حالتنا إذن و نحن تحت ظل مائة رحمة و شتـــــان ثم شتــــان بين رحمة و مائة رحمة
    يا الله أنا عن نفسي لا أستطيع الاستوعاب ...رحمة واحدة وسعت كل الخلائق فما بالك ب 100 رحمة
    فهاته الرحمة سيجمعها الله يوم القيامة بضم رحمة الدنيا ب 99 رحمة فيبسطها على خلقه ، فيومها لا يهلك إلاّ هالك فحتى ابليس سيتطاول أن تدركه رحمة الله عزوجل
    أتعلم أن كلمة رحمة هي أول كلمة سمعها سيدنا آدم عليه السلام من ربه ؟ نعم لما خلق الله سيدنا آدم جعل دخول الروح من رأسه فلمّا دخلت عطس آدم فقالت له الملائكة " يا أدم قل الحمد لله " فقال الحمد لله فقال له الله " يرحمك ربك " ، يا لعظمة هاته الكلمة التي لا يتجاوز تعداد أحرفها الأربع كأنها تسابق كل الكلمات و تحاول الفرار منها لإنتزاع لقب أول كلمة يقولها الله لعبده آدم .. أجد أنّ لها كل الحق في ذلك.. كيف لا و هي منطوقة من عند اللــــــه لإجتياز سمع سيدنـــا أدم عليه السلام
    يالله كم هي جميلة و رقيقة هاته الكلمة التي كونت أجمل جملة في الوجود { يرحمــــــك ربــــك } يالله هل وصلك معناها الأن ؟
    حتى و ان لم يصلك المعنى أنظر إلى نفسك و ستتحقق من الرحمة التي أنت فيها ، ألست مسلم و نبيّك و شفيعك محمد صلى الله عليه و سلم فكونه نبيّك فقط أنت في رحمة فكيف و به سيكون شفيعك و هو من قال عن الله تعالى أنه رحمة في قوله " و ما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين "
    أتدري الأن أنك بين رحمتين رحمة وجود الله و رحمة وجود النبي صلى الله عليه و سلم ، هل أحسست الأن بحجم النعمة التي أنت فيها ؟
    أنظر فقط في كتاب الله عزوجل القرآن الكريم و أنت سترى بأم عينيك تجليات اسم الله الرحمن الرحيم ، أليست كل سور القرآن تسبقها بسملة ؟ نعم البسملة التي هي أيضا تحمل تحت جوانحها رحمـــة الله فهنا أيضا تجلت رحمته و مثلما افتتح الكون بالرحمة افتتح سور القرآن أيضا بالبسمله الرحيم ، وليس سور القرآن فقط فحتى عندما نأكل و نشرب و في كل أعمالنا نبدأ بالبسمله الرحيم ، فحتى الجنـــــة لن ندخلها بأعمالنا و إنّما برحمة الله و يقول النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك :"ليس منكم من يدخل الجنة بعمله "قالو : و لا أنت يارسول الله ؟ قال : " و لا أنا إلاّ أن يتغمدني الله برحمته " ياللعجب فحتى الجنة لن ندخلها إلا برحمة الله كيف لا و الجنة تعتبر رحمة في حد ذاتها فهي التي قالعنها الله عزوجل: { و أما الذين ابيضت وجوههم فهم في رحمة الله هم فيها خالدون }، أي قصد بذلك أهل الجنة الذين أعد لهم ما لا عين رأت و لا خطر على قلب بشر لسبب واحد و هو أنه يريد أن يسعدك بالجنة حتى و ان تعثرت حياتك في الدنيا و يقول النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك " الدنيــــا سجن المؤمــــن و جنــــة الكـــافر " و لما سمع أحد الكفرة هذا القول سأل الإمام الرازي عن ذلك فقال له : كيف يقول رسولكم أن الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و إني أراك في أبهى الثياب و أحسن الأحوال أما أنا فأجد نفسي في أرث الثياب و أسوء الأحوال ، فأجابه الإمام قائلا : { يا هذا إنّ ما أنا فيه إذا ما قيس بما أعده الله للمؤمن في الجنة من نعيم فأنا في سجن و إنّ أنت ما فيه من بلاء إذا ما قيس بما أعده الله للكافر من عذاب فأنت في جنة} ، فسكت الرجل قليلا و قال صدق رسولكم فأسلم
    فمن هذا الحديث تعلم أيها العبد أنه مهما كثرت عليك الابتلاءات و المصائب ليس لأن الله لا يحبك و إنما لأنه يريد أن يصلحك و يتغمدك برحمته حتى يسعدك في الجنة
    فحتى الموت إذا نظرت له من زاوية أخرى ستجد أنه هو أيضا رحمة ..نعم سيكون رحمة إذا أحسنت في اجتياز امتحانك الدنيوي و نلت النقاط التي قد تمكنك من تحصيل مقعد بالجنة و يقول النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك : " أول ما يأتي العبد الموت يأتيه ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس فيجلسون منه مدّ البصر يبشرونه ، ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه و يقول له يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي "
    تخيل إذن الفرحة التي قد تكون فيها إذا كنت من بين هؤلاء الناس الذين تحفهم الملائكة ، أتريد أن تكون منهم ؟ أتريد أن تقول لك الملائكة { فلان ابن فلان أخرج إلى رضا من الله و رضوان و رب راض غير غضبان أخرجي إلى رحمة الله }

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو 2024 - 3:39