من خلجات الإغتراب
مسكينٌ أيّها العربيّ..غريبٌ في وطنك الكبير
مسكينٌ..مسكينٌ..مسكينٌٌ أيّها الفلسطيني لأنّك الأشدُّ غربة..
...................................................................................................
مستوحاة من واقعةٍ حقيقية لشخص وقور ومتعلم تعليماً عالياً ومثقف وخبير في مهنته ، تمّ توقيفه للإشتباه به ، وذلك في قطرٍ عربي ما ، وأدخل سجن التوقيف مع الموقوفين من المجرمين مع اللصوص والسكارى والبلطجية لحين التحقيق معه في موضوع الإشتباه . وكان ذلك في بداية العطلة الأسبوعية ، وطُلِب منه إحضار كفالة رسمية وموثقة من مؤسسات الدولة المضيفة ، ليتم الإفراج عنه في أيام العطلة ويحضر بعد انقضاء العطلة للتحقيق معه. ولم يتمكن من استيفاء شروط الكفالة المستحيلة في ظل العطلة الرسمية ، ونام أربع ليالٍ في سجن التوقيف مع الموقوفين من المجرمين. وكان زميلنا مريضاً بالسّكري ولم يوفَّرْ له العلاج طيلة فترة التوقيف ، وبدا سجن التوقيف أسوأ من السجن الدائم . وبعد إجراء التحريات والتحقيق والذي استمر يومين إضافيين تم الإفراج عنه وبكفالة رغم براءته و بدون الإعتذار أو التعويض.
حبّذا لو أن حكوماتنا العربية تبني بناية خاصة للموقوفين المحترمين للإشتباه بهم ، بإنتظار التحري والتحقيق والحكم بالبراءة أو الإدانة ، يتوفر فيها ظروف العيش الكريم ووسائل الحياة الطبيعية وكل التسهيلات للإتصال بذويهم وبالعالم الخارجي ويتوفر فيها الصحافة والإعلام والطعام والشراب والدّواء للمرضى ، وأن تقدم الإعتذار والتعويض للأبرياء مقابل تعطيلهم والأضرار التي لحقت بهم وبذويهم نتيجة هذا التوقيف. فعلى سبيل المثال ما ذنب الموقوف إن تشابه بالإسم مع شخصٍ مطلوب للجهات الأمنية؟
كما أن القصيدة فيها معانٍ مستوحاةٍ من حال الفلسطينين في الدول العربية مثل العراق حالياً والكويت سابقاً والذين يعاقبون بدون ذنب اقترفوه وتفانوا في خدمة تلك الأوطان.
...........................................................................................................................
ساقوكَ جرّاً كالبهائمِ بالعصا
زجّوك في سجنٍ بريئاً ما جنى
نعتوكَ مُتَّهماً بذنبٍ ما قضى
ورموكَ مع أهلِ الجريمةِ والزِّنا
فالجنسُ من قطرِ شقيقِ مثلنا
أُدْخلْ مع الأشرارِ ضيفاً هاهنا
والإسمُ عربيٌّ وسعرُك باخسٌ
والسِّنُّ كهْلٌ لا فوارقَ عندنا
..........................................
تلك الفوارقُ قد تلاشتْ بيننا
شيبٌ ، شبابٌ والكهولةُ جمعُنا
آباءُ ، أبناءٌ ، تزاحم كلُّنا
مرْضى ، أصحّاءٌ ، توحّد سجنُنا
.............................................
سألَ المحقِّقُ والجميعُ له صغى
والسِّنُّ في عمرِ الشّبابِ كإبنِنا
ومتى قدِمتَ مُهاجراً نحو الحمى؟
مُذ كُنتَ طفلاً لاهياً كحفيدِنا
فالسِّنُّ خمسٌ ثمّ خمسونٌ طوى
عقدين منها ثم زادت بالعنا
في خِدمةِ الأصقاعِ مرّت ْ كلُها
وسجلُ ينصعُ بالبياضِ بلا جنا
...........................................
مِن بينهم شهْمٌ تطوَّعَ قائلاً
حقّاً فإنّك تستحقُّ كما لنا
فبذلتَ جُهْداً في البناءِ بأرضنا
علَّمتَ أجيالاً فكُنتَ مواطِنا
فالوجهُ ينطِقُ بالبراءةِ ناصِعاً
والشّكلُ طبعاً لا يخالجُهُ الدَّنا
............................................
والعقلُ أدرك لا جناية أو أذى
قالوا نظاماً لا نُخالِفُ عُرْفنا
قالوا بريئاً بالكفالة تُفتدى
قطعوا الهواتف والوِصالَ بأهلنا
كيف الكفالةُ والوسائلُ قُطِّعت؟
طلبوا حليبَ الثّور ِ يُشربُ بالهنا
............................................
وبراءةٌِ زُجَّت بفرنِ جريمةٍ
أطهارُ ، أنجاسٌ تنافرَ فِكْرُنا
وثمالةٌ خُلِطتْ بِطُهْرِ مشاربٍ
صوْتُ السَّكارى كان يطرُقُ سمْعَنا
وقُمامةٌ تُزجي الرَّوائح َ صوْبنا
حمّامُ يدفعُ بالهواءِ لأنفنا
حشراتُ تحبو بالجدارِ أمامنا
طارت وحطّتْ في مطار رؤوسِنا
............................................
ناديْتُ وطني والجراحُ بداخلي
ناديتُ أهلي إذ يقارعُني العنا
وطني سليبٌ والعشيرةُ قد نأتْ
ناديتُ ربّي ضارعاً ومُدندِنا
ناديتُ خِلّي فاستجاب مُلبِّياً
وسعى إلى جلب الكفالة بالعنا
................................................
وخرجتُ صوْبَ النّورِ فانقشعَ الأسى
وبدأْت ُ أهذي هل أنا حقّاً أنا؟
وعرفتُ قدْرَ النّورِ في عتم ِ الدُّجى
وعرفتُ قدْرَ الأهلِ في وطنٍ حنا
..............................................
وَلِمَ الإقامةُ بالسّجونِ إِذِ انْجلى؟
نورُ البراءةِ ساطِعاً مثل السّنا
وَلِمَ الكفالةُ والحقيقةُ أشرقتْ؟
فالنوّرُ يودي بالظّلامِ إلى الفنا
كيف الكفالةُ للغريبِ مُقطّعٌ؟
ومُكَبَّلٌ في الحجز في سجن الجُنا
ومُجرَّدٌ من كلِّ وصْلٍ بالدُّنا
بالوكْرِ تحت الأرضِ أضحى ساكنا
وَلِمَ الإهانة ُ للغريبِ فما جنا؟
ذنْباً بقصْدٍ لا أقاربَ أو ضنا
إنَّ الغريب مُهاجرٌ في رِزقِهِ
ترك العشيرة في جهادٍ بالدُّنا
هذا الغريبُ مُهَجَّرٌ من أرضِه
مِنْ بطْشِ صُهْيونٍ يُهدِّدُ بالفناِ
وأتى إلى أرضِ العُروبةِ قاصِدا
تحصيل قوتٍ للعيالِ وللضّنا
دَعْمَ الصُّمود ِ لمن تشبَّثَ باقياً
في الأرضِ صلباً ما تخاذلَ وانحنى
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
12/11/2007
مسكينٌ أيّها العربيّ..غريبٌ في وطنك الكبير
مسكينٌ..مسكينٌ..مسكينٌٌ أيّها الفلسطيني لأنّك الأشدُّ غربة..
...................................................................................................
مستوحاة من واقعةٍ حقيقية لشخص وقور ومتعلم تعليماً عالياً ومثقف وخبير في مهنته ، تمّ توقيفه للإشتباه به ، وذلك في قطرٍ عربي ما ، وأدخل سجن التوقيف مع الموقوفين من المجرمين مع اللصوص والسكارى والبلطجية لحين التحقيق معه في موضوع الإشتباه . وكان ذلك في بداية العطلة الأسبوعية ، وطُلِب منه إحضار كفالة رسمية وموثقة من مؤسسات الدولة المضيفة ، ليتم الإفراج عنه في أيام العطلة ويحضر بعد انقضاء العطلة للتحقيق معه. ولم يتمكن من استيفاء شروط الكفالة المستحيلة في ظل العطلة الرسمية ، ونام أربع ليالٍ في سجن التوقيف مع الموقوفين من المجرمين. وكان زميلنا مريضاً بالسّكري ولم يوفَّرْ له العلاج طيلة فترة التوقيف ، وبدا سجن التوقيف أسوأ من السجن الدائم . وبعد إجراء التحريات والتحقيق والذي استمر يومين إضافيين تم الإفراج عنه وبكفالة رغم براءته و بدون الإعتذار أو التعويض.
حبّذا لو أن حكوماتنا العربية تبني بناية خاصة للموقوفين المحترمين للإشتباه بهم ، بإنتظار التحري والتحقيق والحكم بالبراءة أو الإدانة ، يتوفر فيها ظروف العيش الكريم ووسائل الحياة الطبيعية وكل التسهيلات للإتصال بذويهم وبالعالم الخارجي ويتوفر فيها الصحافة والإعلام والطعام والشراب والدّواء للمرضى ، وأن تقدم الإعتذار والتعويض للأبرياء مقابل تعطيلهم والأضرار التي لحقت بهم وبذويهم نتيجة هذا التوقيف. فعلى سبيل المثال ما ذنب الموقوف إن تشابه بالإسم مع شخصٍ مطلوب للجهات الأمنية؟
كما أن القصيدة فيها معانٍ مستوحاةٍ من حال الفلسطينين في الدول العربية مثل العراق حالياً والكويت سابقاً والذين يعاقبون بدون ذنب اقترفوه وتفانوا في خدمة تلك الأوطان.
...........................................................................................................................
ساقوكَ جرّاً كالبهائمِ بالعصا
زجّوك في سجنٍ بريئاً ما جنى
نعتوكَ مُتَّهماً بذنبٍ ما قضى
ورموكَ مع أهلِ الجريمةِ والزِّنا
فالجنسُ من قطرِ شقيقِ مثلنا
أُدْخلْ مع الأشرارِ ضيفاً هاهنا
والإسمُ عربيٌّ وسعرُك باخسٌ
والسِّنُّ كهْلٌ لا فوارقَ عندنا
..........................................
تلك الفوارقُ قد تلاشتْ بيننا
شيبٌ ، شبابٌ والكهولةُ جمعُنا
آباءُ ، أبناءٌ ، تزاحم كلُّنا
مرْضى ، أصحّاءٌ ، توحّد سجنُنا
.............................................
سألَ المحقِّقُ والجميعُ له صغى
والسِّنُّ في عمرِ الشّبابِ كإبنِنا
ومتى قدِمتَ مُهاجراً نحو الحمى؟
مُذ كُنتَ طفلاً لاهياً كحفيدِنا
فالسِّنُّ خمسٌ ثمّ خمسونٌ طوى
عقدين منها ثم زادت بالعنا
في خِدمةِ الأصقاعِ مرّت ْ كلُها
وسجلُ ينصعُ بالبياضِ بلا جنا
...........................................
مِن بينهم شهْمٌ تطوَّعَ قائلاً
حقّاً فإنّك تستحقُّ كما لنا
فبذلتَ جُهْداً في البناءِ بأرضنا
علَّمتَ أجيالاً فكُنتَ مواطِنا
فالوجهُ ينطِقُ بالبراءةِ ناصِعاً
والشّكلُ طبعاً لا يخالجُهُ الدَّنا
............................................
والعقلُ أدرك لا جناية أو أذى
قالوا نظاماً لا نُخالِفُ عُرْفنا
قالوا بريئاً بالكفالة تُفتدى
قطعوا الهواتف والوِصالَ بأهلنا
كيف الكفالةُ والوسائلُ قُطِّعت؟
طلبوا حليبَ الثّور ِ يُشربُ بالهنا
............................................
وبراءةٌِ زُجَّت بفرنِ جريمةٍ
أطهارُ ، أنجاسٌ تنافرَ فِكْرُنا
وثمالةٌ خُلِطتْ بِطُهْرِ مشاربٍ
صوْتُ السَّكارى كان يطرُقُ سمْعَنا
وقُمامةٌ تُزجي الرَّوائح َ صوْبنا
حمّامُ يدفعُ بالهواءِ لأنفنا
حشراتُ تحبو بالجدارِ أمامنا
طارت وحطّتْ في مطار رؤوسِنا
............................................
ناديْتُ وطني والجراحُ بداخلي
ناديتُ أهلي إذ يقارعُني العنا
وطني سليبٌ والعشيرةُ قد نأتْ
ناديتُ ربّي ضارعاً ومُدندِنا
ناديتُ خِلّي فاستجاب مُلبِّياً
وسعى إلى جلب الكفالة بالعنا
................................................
وخرجتُ صوْبَ النّورِ فانقشعَ الأسى
وبدأْت ُ أهذي هل أنا حقّاً أنا؟
وعرفتُ قدْرَ النّورِ في عتم ِ الدُّجى
وعرفتُ قدْرَ الأهلِ في وطنٍ حنا
..............................................
وَلِمَ الإقامةُ بالسّجونِ إِذِ انْجلى؟
نورُ البراءةِ ساطِعاً مثل السّنا
وَلِمَ الكفالةُ والحقيقةُ أشرقتْ؟
فالنوّرُ يودي بالظّلامِ إلى الفنا
كيف الكفالةُ للغريبِ مُقطّعٌ؟
ومُكَبَّلٌ في الحجز في سجن الجُنا
ومُجرَّدٌ من كلِّ وصْلٍ بالدُّنا
بالوكْرِ تحت الأرضِ أضحى ساكنا
وَلِمَ الإهانة ُ للغريبِ فما جنا؟
ذنْباً بقصْدٍ لا أقاربَ أو ضنا
إنَّ الغريب مُهاجرٌ في رِزقِهِ
ترك العشيرة في جهادٍ بالدُّنا
هذا الغريبُ مُهَجَّرٌ من أرضِه
مِنْ بطْشِ صُهْيونٍ يُهدِّدُ بالفناِ
وأتى إلى أرضِ العُروبةِ قاصِدا
تحصيل قوتٍ للعيالِ وللضّنا
دَعْمَ الصُّمود ِ لمن تشبَّثَ باقياً
في الأرضِ صلباً ما تخاذلَ وانحنى
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
12/11/2007
الإثنين 10 يونيو 2024 - 17:06 من طرف Abd
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
السبت 30 مارس 2024 - 14:14 من طرف Khaled promo
» جميع حلقات سيف النار
الجمعة 1 مايو 2020 - 8:36 من طرف monusorry
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:08 من طرف جوليانا
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:05 من طرف جوليانا
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:02 من طرف جوليانا
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:35 من طرف جوليانا
» شات عربي
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:16 من طرف جوليانا
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
الجمعة 25 مارس 2016 - 23:12 من طرف سامر2015