منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    آمنة و خليل/الجزء التاسع عشر

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Empty آمنة و خليل/الجزء التاسع عشر

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 16 مارس 2011 - 10:19

    آمنة وخليل /الجزء التاسع عشر
    ...........................................
    كانت وما زالت فكرة الزواج من الثانية تعشعش في نفس ابي خليل ، وبعد أن رفض ابو سليم طلبه الزواج من أخته الأرملة صفية التي تربي أبناءها الأيتام ، بدأ البحث عن الزوجة الثانية من القرية ، وكان في القرية شابة أرملة في السابعة والعشرين من عمرها تدعى "عيوش" ، في حين كان ابو خليل على أبواب الستين من عمره لكنه كان يتمتع بقوة الشباب وحيويتهم ، والأرملة هي ابنة صاحب ابي خليل الذي يلعب معه السيجة في ساحات القرية ، وفقد زوجها هو ورفيقه منذ خمسة أعوام وهما في رحلة تسلل داخل خط الهدنة الى المستعمرات الإسرائيلية ، لنية في نفسيهما الله أعلم بها ، ولم تعترف اسرائيل بأسرهما أو قتلهما بالرغم من مراجعة الصليب الأحمر، والبحث عنهما بكل الوسائل المتاحة ، وكان لهذه الشابة ابناً في الخامسة من عمره ، خرج معها ذات يومٍ للكرم الذي يعود لزوجها المفقود، وتلهت عنه بقطاف التين والعنب ، وبينما هو يلعب ويمرح ، سقط ببئر مهجور وبه صخور حادة ، فأصيب إصابات قاتلة ، وبقيت وحيدة في بيت زوجها بدون عائل أو رجل يحميها ،أو طفل يملؤ حياتها ، ومن هنا خطرت الفكرة لأبي سليم ، وفاتح صديقة وهما يلعبان السيجة لوحدهما بموضوع الزواج من ابنته الأرملة ، وضغط عليه لكونها وحيدة في البيت ، مما يضاعف مخاطر المس بشرفها وسمعة أهلها ، فوافق والدها وقال له:
    بوافق بشرط ، إختار وحدة من الثنتين: الأولة بتتنازلّي عن خمس زيتونات من زيتوناتك اليّ بوادي الزيتون ، أو ، الثانية بتعطيني بنتك خديجة اليّ بتقرا في المدرسة لإبني عثمان جيزة بدل ، إنت بتوخذ عيوش وابني بوخذ خديجة (وعثمان كان يعمل راعياً للغنم). وكان عمر خديجة ثلاثة عشر عاماً فقط وعمر عثمان ستة عشر عاماً.
    فقال له ابو خليل: والله أنا شايف الأولة معقولة أكثر من الثانية ، بتنازلّك عن ثلاث زيتونات مش خمسة لكن بالسر، وبقول لأولادي إنيّ ظمنتك الزيتونات ظمانة مش بيع وكل سنة بجدد الظمانة ، لما يتناسى الموضوع ، لأن الثانية صعبة عليّ وما رح أقدر أقنع اولادي بالموضوع وخاصة ابني الأستاذ خليل.
    فقال له صاحبه أبو عيوش ماشي الحال، بس ثلاث زيتونات من الروميات الكبار اليّ في العرق الغربي من الوادي، فوافق ابو خليل ، وتم الإتفاق بينهما على المضي في اجراءات تبليغ المحكمة عن غياب الزوج وطلب الزوجة الطلاق منه ، وكان ابوخليل ينتظر حصول عيوش على ورقة الطلاق لعقد قرانه عليها. وجاء موضوع خطبة خليل لآمنة خلال فترة انتظاره لورقة الطلاق.
    مضى اسبوع على مفاتحة ابي خليل وزوجته ام خليل لأبي سليم وام سليم برغبتهم في خطبة آمنة لخليل ، وبعث ابو سليم ولده سليم بعد مضي الأسبوع الى بيت خليل لإبلاغه برغبتهم في لقاء العائلتين في بيته للإتفاق على شروط الزواج ، كالإتفاق على المهر المقدم والمؤخر وموعد الخطوبة والكسوة والسكن وما الى ذلك من أمور تطمئنه على مستقبل ابنته وتبدد مخاوف ام سليم من انغماس ابنتها في مزاولة الأعمال التي تقوم بها نساء القرية من حصاد ودرس وجمع الزبل للطابون ...الخ. وذلك قبل اعلان الخطوبة رسمياً.
    التقت العائلتان في بيت ابي سليم للتباحث في موضوع زواج آمنة من خليل ، ودار الحوار التالي بعد الترحيب وتقديم واجب الضيافة وعبارات المجاملة المعتادة:
    ابو خليل : الدنيا مسا الله يمسيكو بالخير ، إحنا جيناكم يا طنايبنا راغبين وفي نسبكو طالبين ، والمثل بيقول "كون نسيب ولا تكون قرابة" ايش قلت يا ابو سليم بموضوع جيزة خليل وآمنة.
    ابو سليم : والله يا ابو خليل إحنا بنتشرف بنسبكم ، وما عندنا مانع ، خليل شاب متعلم ومثقف وشهم وبستاهل كل خير ، وآمنة عزيزة علينا كثير ، وأملي فيكم كبير إنها تكون في أيدي أمينة تحفظها وتحافظ عليها وتصونها ، وهذا طلبي الجوهري والباقي شكليات بس لا بد منها والتفاهم عليها. وأملي كبير في خليل أولاً وفيك إنت وام خليل ثانياً، وأنا شاورت البنت وما عندها مانع. وقبل ما ندخل في الرسميات بدنا نتفاهم على كل شيء. بصراحة أنا حضرت عندكم خطوبات وزواجات كثير ،وفي حاجات كثيرة ما بقتنع فيها ، مثل مساومة الجاهة على المهر المقدم ، وكمان ما بتحطوا مهر مؤخر على العريس ، ومحاولة الجاهة وبأساليب محرجة وضاغطة للتقليل من قيمة المهر المقدم وذلك بالمساومة وبالضغط على والد العروس. وتدخل الجاهة في امور ما بتعنيها ولا بتخصها وكأنهم طرف أصيل في الموضوع. ومثل ما قال المثل "اليّ اوله شرط آخره رضى". ولا حياء في الدين.
    لم يعجب الحديث ابا خليل الذي بدا على وجهه الإستغراب والمفاجأة. وقال:
    ابو خليل : الله يكثر خيرك ، وما قصرت يا ابو سليم انك وافقت على جواز ابنا خليل من بنتك آمنة ، وطبعاً احنا في القرية عندنا عاداتنا ما بنتخلى عنها ، ولا بنكون مثل عاطل للناس يحكوا علينا. شوف تقلّك يا غانم : الفيد (المهر) عندنا دارج وماشي على البلد كلها ومعروف ، ممكن ينقص مع نسب الناس الطيبين أمثالكم ، لكن مش ممكن يزيد خاصة مني أنا كبير البلد إذا كنت طرف فيه، وما في عندنا فيد مؤخر في البلد ، وما بنقدر نتجاوز حدودنا ونفرض على الناس اكثر من طاقتها. وبعدين بنتك مش أحسن من بنات البلد مثلها مثلهم يا معوَّد.
    وهنا انقبض ابو سليم ، ولكنه تماسك وأعاد ملامحه لطبيعتها وقال:
    ابو سليم : صحيح احنا صرنا طنايب ومنكو وفيكو يا ابو خليل، وصار بينا عيش وملح ، وما قصرتوا معانا ، بس ما بأقبل اكون ناقص بين قرايبي وأهلي اليّ لازم يحضروا الخطبة والعرس ، وما بقدر أكون متناسي ومتخلي عن عاداتنا وتقاليدنا في بلادنا الأصلية ، واسمح إلهم يحكوا عليّ ، لأني رفضت ابن أخوي لما طلبوا ايد بنتي آمنة ، المسألة بدها أخذ وعطا ، ممكن أتنازل شوية وإنت تتجاوز شوية بينا وبين بعض ، بس بنعلن المهر قدام الجاهة مثل المهر الدارج عندكم بالبلد. والأمور بتظل سر بينا وبتمشي ، يعني بدك بنتي المتعلمة والمثقفة تكون بنفس الميزان والظروف للبنت الأمية والجاهلة ، والإنسان دايماً ينظر لقدام مش لورا. ومن حق بنتي علي إني أجوزها جيزة تحفظ كرامتها وتتناسب مع تعليمها وثقافتها ومستواها المعيشي إذا مش نفس المستوى يكون أفضل ، ومن واجبي أطّمن على مستقبلها ، راحتي من راحتها ، هذي أمانة برقبتي أمام الله. وأنا رح أدفع من جيبتي في جيزتها ، وحدْ الله ما بيني وبين مهرها، كل المهر رح يرجع معاها لبيتها هي وجوزها وفوقه زيادة من جيبتي والله على ما أقول شهيد. وطبعاً كسوتها غير عن كسوة بنات البلد ، وبنتي بدها غرفة نوم تخت وخزانة وتسريحة وفساتين وتنانير وبنطلونات وما بتقبل بصندوق تحط فيه أواعيها مثل بنات البلد. ترى اليّ بستحي من بنت عمو ما بتجيب منه اولاد.
    أبو خليل : يا ابو سليم بُط هالدِّمل واحكي دغري من الباب للطاقة ، وقول قديش بدك فيد ، خلينا نقيس ونحوس ونلوص قبل ما نغوص ، الفيد عندنا بالقرية مية وخمسين ليرة ، وماشي على هالحال من خمس سنين ، وبصراحة ممكن أزيد خمسين ليرة ويصير سِبِر جديد على الناس في القرية. لأن الحياة قاعدة بتغلى وبتزيد أسعار الكسوة. وأنا شايف لازم نزيد المهر في القرية ، لأني لما جوزت بنتي السنة ما كفّى ودفعت من جيبتي لما كملت كسوتها.
    أبو سليم : وقد بدى عليه الإمتعاض من كلمة الدمل ولكنه كتمه بصدره وأخفاه ، وقال: لا تفهمني غلط يا ابو خليل الله يطول عمرك ، المسألة مش بهذا الشكل ، إحنا ما بنتفاصل على بقرة والاّ غنمة ، والله بخجل احكي في هالموضوع ، لأنو بنتي عندي أغلى من كل المصاري ، ولكن لا حياء في الدين ، انا وكيل عن بنتي ولازم اكون أمين معاها وعليها ، وبصراحة أقل من ثلاثميت دينار أردني مقدم وخمسميه دينار مؤخر ما بمشي معاي، بنتي بدي أكلفها وأكسيها أحسن كسوة ، وأجيب الها أحسن أثاث يتناسب مع مستواها العلمي والثقافي. وأضمن مستقبلها.
    وهنا امتقع وجه ابي خليل ، ونظر الى ام خليل وكأنه يدعوها للمغادرة وقال:
    ابو خليل : المكتوب مبيِّن من عنوانه وكيل القرايا غير عن كيل السرايا ، الله والنبي يبارك لك في بنتك ويبعثلها نصيبها اليّ يقدر على طلباتك ، والله احنا بعيدين كثير عن بعض يا ابو سليم ومبيّن ما في مجال نتفق ، بنتك عندك وابنا عندنا ، وكل شي قسمة ونصيب ، ومبين ما في إلنا عندكم نصيب والبنات كثار وما رح نعجز إنا نلاقي عروس لإبنا ، والله ما توقعت إنك تكسفني يا ابو سليم ،ويلّه اسمحولنا عاد ، قومي يا مره (موجهاً حديثه لأم خليل).
    وهنا تدخلت ام خليل راجية زوجها التريث والحوار من اجل التوصل الى اتفاق ، وهي المدركة والعالمة بعشق ابنها لآمنة وتريدها له بأي ثمن. فرد عليها ابو خليل وقال :
    إليّ ما بشوف من الكربال ما بشوف من الغربال، الجماعة مبيّن عليهم ما بدهم نسبنا ، ويا خسارة العيش والملح والعشرة، يلّه خلّصي قومي ، وخرج وتبعته ام خليل بخيبة أمل كبيرة ، وتعلم أن ابنها ينتظر منها بشارة تخرج من لسانها كلمات دافئة ونابعة من حنان الأم كالبلسم تحط على قلبه السقيم المتيم ، والذي يتقلب على جمر الإنتظار.
    غادر ابو خليل متضايقاً ومسرعاً خطاه نحو بيته ، ولحقته ام خليل مهرولة ، ولما ابتعدا عن بيت ابي سليم قالت له :
    شو اليّ سويته يا زلمة ، جبناك يا عبد المعين لتعين ، لقيناك يا عبد المعين بدّك مين يعين، أنا عارف كيف بتحلوا المشاكل بين الناس ، لا طراوة ولا مسايسة ، ما بصير من أولها "نسب وقشب" ، ايش يعني بنتكم مش أحسن من بنات البلد ، وشبهت الجيزة بالدّمل ، ويا خسارة العيش والملح ، انت صرت زي اليّ بحرث الأرض وبلبِّدها ، يعني انت بتصرف على العزايم وعلى الرايح والجاي وعلى مارق الطريق من دون حساب ، وبدك تبخل على ابنك اليّ أبدى وأحق من الجميع ، يا زلمة خيركم خيركم لأهله مش للغريب ، بلا من عشرين ربيبة من الخرفان والجديان السنة ، احنا ما صدقنا على الله وهو يطلب الجيزة ، واليّ من جيله اولادهم صاروا في المدارس ، بالعربي الفصيح ابنك عشقان يا زلمة ، وبحب البنت ، والبنت بتحبه ، وما بدا يتجوز غيرها لو يظل عزابي طول عمره ، والجماعة طيبين مش عاطلين ونسبهم بشرّف ، والبنت ماشاالله زي التصويرة ، غزالة مصورة ، وكأنها فاطمة المغربية في زينها وحسنها ، حرام عليك توقف بطريقهم. خلينا نستر عليهم. يعني بدك تخسر ابنك عشان ميت ليرة زيادة. والمثل بيقول "داهية في المال ولا داهية في العيال".
    قال ابو خليل : والله الواحد ما بعرف الناس الاّ بعد ما يجربهم ، لا هم طيبين ولا بحفظوا المعروف ولا بعرفوا قيمة العيش والملح ، ما كنت اتوقع من ابو سليم يكسفني ، وعليّ الظمانة إلاّ افك هالشركة معاهم في المعصرة والحصادة والتراكتور. وبعدين البنات في البلد كثار ، وعلى قفا مين يشيل ، ومثل ما قال المثل "من طينة بلادك طيّن خدادك". هذول أهل يافا مفنطزين ومفشخرين زيادة عن اللزوم. مثل مدن الخليل وأكثر ، وما بناسبونا ، ولا بمشوا معانا.
    فردت عليه ام خليل قائلة : لا تقعد تتعلث وتتحجج ،الجماعة ما كسفوك وأعطوك بنتهم ،وبعدين دار ابو سليم مش غريبين ، مَهم فلسطينيه منا وفينا ومن طينة بلادنا ، إنت عاملّي فيها قيس ويمن، ولا تركب راسك وتخلط التين بالعجين ، شو دخل المعصرة والحصادة والتراكتور في الموضوع ، الزلمة أمين وما بوكل قرش حرام مثل ما بتحكي عنه انت وبلسانك كمان. وحقك من المعصرة بوصلك لحدك على داير ملين احمر، وانت قاعد فاظي للعزايم وللجاهات والعطوات والصلحات ، ولعب السيجة ومخلي الحمل كله على الاولاد اليّ حرمتهم من القراية من شان ترتاح وما بتتعب بإشي. وإذا فكيت الشركة انت الخسران مش هو ، هي المسألة كفر عناد ، واستطردت قائلة : أنا بدبر الفيد مني ، بس انت امشي معانا في الجاهة ، وخليك طري في الحكي والخراف ، بكرة رح اروح لإخوتي من شان يقسموا الأرض ، وأوخذ نصيبي منها واجوز ابني من البنت اليّ بهواها وبحبها. وعندي سعادة ابني بالدنيا كلها. شو قيمة المال والأرض إذا ابنّا مش سعيد ومبسوط في حياته.
    صمت ابو خليل قليلاً وهو مقتنع بصحة كلامها وصدق أمثالها التي ضربتها ودبلوماسيتها الحكيمة ، ولكنه كان يكابر ولا يريد موافقتها عناداً وتمسكاً بالرأي الخاطيء إثباتاً للرجولة والقوامة الدكتاتورية ، فغيّر الموضوع ونقله لقضية حصتها من الميراث وقال :
    عليّ الجيرة من جيرة العبد راشد ما رح يعطوك إخوتك شبر أرض ، وبكرة بنتواجه وبنشوف ، وقولي ما قال هالعبد الفقير ، أنا سامع انهم مقسمين الوطيات بينهم بالسر وطلعوكِ برّا الكوم يا هبلة ، روحي اشكي عليهم أحسن لك.
    فردت عليه ام خليل : ما بدي منهم الاّ يعطوني مارس وطاة من شان أجوز ابني ، والله يسامحهم بالباقي ، وبعدين بدك اياني أروح للمحاكم واشكي على اخوتي ، والله بفوت كل الأراضي ولا بعمل هالعملة السودة ، وأوقف في المحاكم ، واشكي على مين ، اخوي ابن أمي وأبوي ، عمر الدم ما بصير ميّة ، لكن في واحد أحد فوق الجميع لا بغفل ولا بنام ، وأنا موكلة أمري لله ، وإذا ما بدهم يعطوني حصتي ، بقول حسبي الله ونعم الوكيل فيهم. ولا يمكن يطلع من ثمي دعوة عليهم ، بظلوا من دميّ ولحمي. وما بحن على العود الاّ قشره. لا تخاف ، بكرة الزمان بلطهم وبسطهم وبصحوا من غفلتهم وبعرفوا إن الله حق. لأن الحرام ما بدوم. وأكل الحرام ما بمر بالسّاهل.
    وصل ابو خليل وام خليل للبيت ، فوجدا خليلاً يمشي ذهاباً وإياباً بحوش البيت ، ودخل والده متجهماً للبيت دون افشاء السلام ، واستوقف خليل والدته ولسان حاله يستطلع النتائج ، فلمح على وجهها من بعيد خيبة الأمل والتجهم ، ولمّا اقتربت منه أزالت عن وجهها ما يدل على الإجابة السالبة بابتسامة مصطنعة لم تخف عليه ، وقالت له : إ
    ن شالله خير يمّه ، توكل على الله وحط ايديك بمية باردة يا حبيبي، والله لو ما وراك الاّ أنا الاّ أجوزك إياها. الجماعة موافقين عليك وما منهم خلاف، بس صار اختلاف بين أبوك وأبوها على الفيد. وهذي بسيطة بكرة إن شاء الله رح أشوف شو بدي أسوي.
    استيقظت ام خليل لصلاة الصبح ، وتفقدت خليلاً في مرقده بالحوش ، فوجدته يتقلب في فراشه محملقاً بالسماء، وبادياً عليه قلة النوم والتفكير ، كيف لا وهو العاشق المتيم ، والمحب بكل جوارحه ، ولمحته يقلب نظره بالسماء يستعرض النجوم ، فاقتربت منه وقالت له :
    إطمّن يمه وحط ايديك بمية باردة ، إن شاء الله آمنة من نصيبك ، أنا حلمت فيك وفيها وشفتكو في المنام عرسان ، ودايماً حلمي ما بخيب إن شاالله ، وحياة هالبز اليّ رضعك ، وأنا بنت الحج عبد الغني إليّ كان مختار البلد كلها وعلى العيلتين الاّ أجيبلك اياها لو طلبوا لبن العصفور ، وما حدا يوخذها ويتحللها غيرك. قوم نام جوّا يا حبيبي وريّح بالك هالحين الشمس بتطلع وما بتعرف تنام . ما دامهم موافقين كل اشي بهون وبنحل ، ورح تصيد العلام إن شا الله.
    عند طلوع الشمس وبعد خروج ابي خليل للساحة ، حملت نفسها ام خليل الى بيت ابي سليم لتؤكد لأم سليم أن الموضوع لم ينته عند هذا الحد ، وأن تطلب منها الصبر والتريث ، وأنهم يريدون آمنة مهما كلفهم الثمن لأنها لا تقدر بثمن، وأن تعتذر عما بدر من ابي خليل من حديث غير لائق وغير مقصود ينم عن تمسك بعادات وتقاليد متوارثة وعن عناد ومكابرة ليس الاّ ، وليس عن سوء نية أو قصد. ورجت ام سليم أن تقف معها في سبيل اتمام هذا الزواج ليكون ثمرة لهذا الحب الذي لن يضيع بإذن الله. وقالت لها : طلباتكم على روسنا وإن شاالله بصير خير ، واحنا متمسكين بآمنة.
    بعد ذلك خرجت ام خليل من بيت ابي سليم وتوجهت الى بيت أخيها الكبير الحاج مصطفى (ابو العبد) لتطلب منه نصيبها من الميراث ، وطرقت الباب ووجدته يتهيؤ للخروج الى الساحة ، فرحب بها وطلب من زوجته الثالثة والمعزوزة (الجديدة) أن تحضر الشاي ، حيث ذهبت زوجته الآولى لتزبل الطابون ، والثانية لتحضر الماء على رأسها من بئر ارتوازي بالقرية لتملأ الجرة بماء الشرب. وجلسا متقابلين كل واحد منهما على جنبية (فرشة صغيرة) في حاكورة البيت الذي بناه والدها وتحت التوتة الفارهة والتي طالما تسلقتها وقطفت ثمارها وهي طفلة وشابة قبل زواجها. وتذكرت والدها ووالدتها وذكرياتها بالبيت وتنهدت وقالت في نفسها "الله يرحمك يا يابا ويرحمك يا يمّه ، ودار بينها وبين شقيقها الأكبر الحديث التالي:
    ابو العبد : وين مل بتطلي ولا بتبيني ، ترى القلوب عند بعضها، يا سبحان الله ، بتصدقي إنك جيتي على بالي اليوم الصبح ، عليّ الحرام من نسواني الثلاثة وكل ما يحلّين يحرمن ، اني بحبك وبشتاقلك وبحب اولادك مثل اولادي.
    ام خليل : إليّ بشتاق وبحب بسأل وبزور يا ابو العبد ، ما بشوفك ولا بتزورني الاّ في العيد ، وكنت عيد بتيجي وعيد بتطنش ، وخليت العيدين عيد واحد غير عن كل المسلمين ، أي خليها دقة على الحافر ودقة على المسمار ، مش أنا أختك من الأم والأبو يا مصطفى، وأنا ما بعتب على أخوي حسين قدّك ، عشان حسين من أم ثانية ، بس أنا ويّاك تربينا ببطن أمنا الحنونة لطيفة الله يرحمها ، ومن يوم ما ماتت أمي وقبلها أبوي صرت ما بدخل هالبيت اليّ هو بيت ابوي وأمي الاّ في مناسبات الفرح والعزا والمشاكل مثلي مثل غيري من المدعيين على الفرح والمعزيين بالأموات من غير شر. كانت امي تذكرك فيّ بكل مناسبة. وهالقيت كيف بدك تتذكرني يا عريس الغفلة.
    ابو العبد : له.. له .. يا ام خليل ، قولي وغيّري من هالهرج ، علي الطلاق بالثلاثة من نسواني الثلاثة وحدة ورا وحدة ، إنك دايماً على البال ، بس حوال هالوقت يا ام خليل صارت صعبة. والرزقة بدها تعب وشقا ، والعيال مثل ما انت عارفه صارت كثيرة ، الله وكيلك صاروا مثل بيت النمل ، وبدهم فت خبز. ومش ملحق عليهم. وبتصدقي انيّ خلصت القمحات ، وادخلي شوفي الخوابي فاظية ، حتى قطين وزبيب خلصوه مثل الجراد ، واستقرظت مونة أكم صاع قمح من أخوي حسين للسنة الجاية.
    ام خليل : طيب بشوفك سِرّي مِرّي على نسايبك الجداد ، ودايماً حامل زروفة وبكيتات حلقوم بإديك ، ما بطلع لي منك زيارة ، ما بدي تجيبلي اشي معاك ، بس تسأل عني وتفقدني بالشهر مرة عالقليلة ، لكن ما علينا ، خلينا في موضوعي اليّ جاي على شانه وقالت:
    اسمع يا خوي يا ابن امي وابوي ، صار لأبوي الله يرحمه ويحسن اليه خمس سنين متوفي ، ولازم كل واحد فينا يعرف نصيبه من الورثة حسب الشرع والدين ، وأنا اختكم الوحيدة ، وبدي إشي من ريحة ابوي الغالي ، اتفاخر فيه قدام عيلة جوزي وقدام ولادي وبناتي ، وكمان أحج بيت الله وازور قبر النبي عليه الصلاة والسلام من حقي أنا ولا أتحمل جميلة حدا.
    ابو العبد : يا خيتي إنت بعقلك والاّ شو جرالك ، إنت بدّك تكثري رزق ابو خليل على حسابنا ، طيب ما هو عنده أراضي على مدى ما تشوف العين ، وبمرح وبسرح فيها الخيال ، شو بدك في الأرض يا ام خليل ، إنت شايفه حالنا الواحد مش قادر يعيش زي الناس ولا قادرين نجوز اولادنا ، وبعدين إنت عايشة ومبسوطة مع جوزك ومش ناقصك إشي ، وبكرة ابنك بتوظف في الدولة وبصير أستاذ يوخذ معاش ويجيب مصاري ، والله مش متخيل كيف بدي أشوف ابو خليل يوخذ من أراضينا علبارد المستريح. وتروح الأراضي من عيلة السياعرة لعيلة الحلاحلة.
    ام خليل : طيذب ما بدكو تعطوني أرض أعطوني بدالها مصاري، وبعدين هو حدا جبرك تتجوز ثلاث نسوان واولادك على وجه جيزة وتصير تخلف كل حوْل ثلاثة مثل المعزى الشامية ، بس هذا واجب وفرض عليك إنت يا كبيرنا وياليّ حجيت بيت الله، وهذا حكم وشرع الله اليّ فوق الجميع. مش مطالبة بإشي زيادة يا خوي ، ولا تعطوني اشي من كيسكو، الحاج عبد الغني ألف رحمة تنزل على روحه أبوي مثل ما هو أبوكو ، بدي مثل ما حجيت إنت وأخوك أحج أنا من ريحة ورزق ابوي ولا اتحمل جميلة حدا ، وهذا حق من حقوقي. وحرام عليّ ما أطالب فيه ، وبكرة بتحاسب عليه إذا ظليت ساكته على حس الطاحونة ، ولا بتنازل عن حقي ابداً ولا بسامح فيه.
    ابو العبد : بالنسبة للمصاري يفتح الله، العين بصيرة الإيد قصيرة، لكن شو رايك توخذي السقيفة اليّ بحد الجامع وكمان الأرض والحوش اليّ حوليها قلم قايم وتسامحينا باهالطحشة كلها.
    ام خليل : يي، يي ، يا سخماط ، إنت قاعد بتتهبل عليّ وعامل حالك مش عارف وداري ،والاّ فقدت الذاكرة، يا حسرتي ويا ضيم حالي من فعايل اخوتي، والله كأنك يا حج عبد الغني ما خلفت ، "أجا أخوي الكبير يكحلها قام أعمى عينها" إنت نسيت إن ابوي رحمة الله عليه وهو ينازع وصانا نتنازل عن السقيفة والأرض اليّ حواليها للجامع من شان يتوضوا فيها الناس ، ومن شان يوسعوا الجامع في المستقبل يا حج بيت الله ، وصارت أراضي وقف وسبيل. وأنا بحذرك انت وأخوي حسين وما خصمكو الاّ أنا من إنكو تتصرفوا في السقيفة وتحرموا ابوي من أجرها وصدقتها الجارية. هذي وصية مش هيلمة يا مسلمين ويا حجاج بيت الله . وأنا رح بكرة أبلّغ شيخ المسجد والمختار وابو خليل بوصية ابوي. وأشهد عليكو الناس كلها. من شان تسلموها لشيخ البلد وتتنازلوا عنها ، اليوم قبل بكرة. مش لهدّرجة قلة الدين والطمع والجشع. والله ما ني عارفه لمين طالعين بطونكو جربا بتوكل الأخضر واليابس . وكأنكو ملقطين من الشوك والشجر.
    ابو العبد : والله هاظا اليّ عندنا واليّ بنقدر نقدمه يا ام خليل. وإنت بتظلي اختنا على راسنا من فوق.
    وهنا قامت ام خليل دون استأذان وقالت :
    هو إنت بدك ترظيني بالخراف من دون فعل ، الخطية في رقابكو يا اخوتي وبالذات انت يا الكبير ، أنا ما بسامح بحصتي ولا بتنازل عن حقي بالهيلمة وقلة الدين ، وميعادي معاكو يوم القيامة عند المنتقم الجبار.
    وعادت ام خليل بخفي حنين كما توقع ابو خليل ، وفي طريق عودتها للبيت كانت تذرف دموعاً غزيرة تنهمر على خديها كشلالات المياه في شتاء غزير. وتداري على وجهها بالمنديل خوفاً من أن يراها أحد من القرية وهي باكية بدموع سخية غزيرة وحارة. ولا تستطيع ايقافها أو تكبيلها على الرغم من قوة احتمالها ومقاومتها العنيدة لظروف الحياة. إلاّ أن جرح القريب أصعب وأشد ايلاماً من من جرح البعيد ، وجرح العدو أسهل وأكثر قابلية للشفاء من جرح الصديق.
    لم تستسلم ام خليل ، وذهبت الى ابن عمها (محمد) شيخ المسجد والذي تخرج من الأزهر الشريف ، وقصت عليه قصة ابنها وقصة إخوانها وكانت عيناها دامعتين. وطلبت منه التوسط مع ابي خليل وإقناعه بقبول شروط ابي سليم لخطبة آمنة ، وأحضرت معها قطعاً من ذهبها عبارة عن عصمليتين لتعطيها للشيخ ليبيعها في مدينة الخليل لكي تجمع مهر آمنة. وأشار عليها أن تشتكي اخوانها للقضاء ، ولكنها رفضت ذلك لصعوبة الموقف عليها ، وقالت له:
    هذول اخوتي من لحمي ودمي يا شيخ محمد ، والله يا ابن عمي ما بهون لي فيهم ، وماني عارفه شو بدي أسوي. ووعدها الشيخ محمد بالتوسط في الموضوعين لعله ينجح بذلك. وعرض عليها أن يقرض خليل المبلغ المتبقي للمهر ولا تتصرف هي بذهبها ، على أن يسدده خليل عندما يعمل وتسمح له ظروفه بذلك. ووعدته بعرض الموضوع على خليل.
    في هذه الأثناء تلقى خليل رداً على طلبه لوزارة التربية والتعليم ، وعين مدرساً لمادة الرياضيات في مدرسة دورا الثانوية بالخليل. وما زالت آمنة تنتظر رد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين على طلبها ، في حين قبلت بوزارة التربية والتعليم مدرسة بمدرسة ترقوميا للبنات ، ولكنها كانت تفضل العمل مع الوكالة، لأن راتبها وامتيازاتها أفضل بكثير من راتب الوزارة.
    وعرضت ام خليل على ابنها أن يقترض المبلغ المتبقي من المهر من ابن عمها شيخ المسجد فوافق على الفور. ونجحت وساطة الشيخ مع ابي خليل على أن يدفع ابو خليل من المهر مائتي دينار ويكمل الباقي خليل ، وأن لا تعلن تفاصيل المهر على الجاهة كما هي وخاصة فيما يختص بالمؤخر الذي خفض الى ثلاثماية دينار بناء على وساطة من شيخ المسجد ، بل يعلن المهر على الجاهة كما هو دارج بين أهل القرية.
    وعلى الفور توجهت الجاهة الى بيت ابي سليم ، وترأسها شيخ المسجد ليتحدث بالنيابة عن الجاهة من طرف أهل العريس على الرغم أنه من عائلة مغايرة. وكان تقليداً جديداً في اسلوب الخطوبة خرج عن المألوف وشذ عن التقليد المتبع. وبأسلوب ديني وحضاري من شيخ تفقه في الدين ، ودارت الحوارات على النحو التالي بعد أن قام ابو سليم وبعض أقاربه كزوج اخته الذي يسكن مخيم طولكرم وأبن اخته صفية الذي يعمل بالكويت وأخيه عبد الرحمن الذي يقطن مخيم الحسين بعمان بواجب الترحيب والتهلية وبعد أن قدم سليم فنجان القهوة للشيخ أخذه منه ووضعه أمامه دون أن يرتشفه:
    شيخ المسجد موجهاً حديثه لأبي سليم وللجاهة :
    البسمله الرحيم ، قال تعالى في كتابه العزيز " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم". صدق الله العظيم ، واستطرد الشيخ يقول : ومن أكثر وسائل التعارف والتقارب والتآلف بين الناس شيوعاً ، المصاهرة والنسب ، واختلاط الدم بالدم ، فيربط عائلتين متباعدتين بالجغرافية ليصل بينهما بروابط الدم ، كما هو حاصل اليوم ، فأخونا ابو سليم حياه الله من قضاء يافا العزيزة على قلوبنا، واخونا ابو خليل بارك الله فيه من قضاء الخليل مسكن ابونا الحنيف ، وشاءت الأقدار أن يتعارفا لتنشأ بينهما رابطة وثيقة تؤلف بين قلوبهم وتربط بين فلذات أكبادهم برياط المودة والرحمة مصداقاً لقوله تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" صدق الله العظيم. من هذا الباب الشرعي فإنني وباسم الجاهة الكريمة أتقدم اليكم بطلب يد ابنتكم آمنة بنت مصطفى لإبننا خليل بن عبد الفتاح على سنة الله ورسوله وكما اتفق عليه الطرفان فيما بينهم ، وكلنا أمل أن ينال طلبنا هذا رضاكم لنشرب قهوتكم.
    أبو سليم : في البداية برحب بالجميع، وما لي الاّ أن استحضر في هذا المقام حديث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي يقول " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلاّ تفعلوا تكن في الأرض فتنة وفساد كبير" صدقت يا حبيبي رسول الله ، وسمعاً وطاعة وليس لنا الاّ أن نتبع سنتك ونهجك، وأقول لكم نيابة عن أهلي وأقاربي، الله والنبي محييكم ، وأهلاً وسهلاً فيكم ، واحنا بنتشرف بنسبكم ، والبنت بنتكم ومبروكة عليكم ، وتفضلوا اشربوا قهوتكم.
    فانبرى أحد أعضاء الجاهة وهو مختار البلد وقال : طيب قديش الفيد يا جماعة ، إحنا حظرنا ولازم نعرف مش نكون زي الأطرش بالزفة. صار ما صار بكرة نكون شهود بالحق.
    فقال الشيخ : اليوم يختلف الوضع عن أيام زمان يا مختار، كل شيء بكون مسجل ومكتوب في عقد الزواج وغير عن أيام زمان اليّ كان يتم فيها الزواج بعقود شفوية غير مكتوبة، وفي حالة الخلاف كان القاضي يحتاج الى الشهود. وكما علمت فإن الطرفين متفقان على كل شيء وهو في حدود الدارج بين أهل القرية إن شاء الله..
    وهنا انطلق صوت ام خليل وبناتها وعماته وخالاته بالهاهات متبوعة بالزغاريد ، هاهات لوالد آمنة الذي تكرم بالموافقة ، وهاهات لأبي خليل والد العريس ، وهاهات للعريس متبوعة بالزغاريد. وهاهات للعروس متبوعة بالزغاريد ومما قالته ام خليل:
    آي هيي وافتحوا باب الدار ، آي هيي وخلوا المهني يهني ، آي هيي وأنا اليوم فرحانة ، آي هيي والحمد لله يا ربي. واستطردت تقول:
    آه هيي صبر قلبي وما قصّر ، ، آه هيي وانقطع حبل الجفا وما تغيّر ، آه هيي افرحولي يا جيراني وخلاني ، آه هييي وأنا على هاليوم بتحسّر ، لو لولو لي......الخ.
    وقامت صفية عمة آمنة وقالت :
    أويها .....عريس يا عريس لا تندم على المالِ ، أويها حواجب عروستك مثل خط القلام ، أويها حواجب عروستك مثل قوس محمية ، أويها تسوى من بنات البلد مية على مية.
    وهنا اشتعلت الحمية والعصبية بقلب عمة خليل التي كانت تطمع في خليل ليكون عريساً لإبنتها وردت عليها وقالت:
    آه هيي ..... عروستنا لا تكشري ولا تعبسي ، آه هيي عريسنا خليل غزال مصور ، آه هيي عريسنا نشمي وزين الشباب ، آه هيي ويا حاضرين صلوا على محمد ، آه هيي العين كحلا والوجه بنور ومدور. لو لو لي.
    وانطلقت النساء تغني:
    واحنا مشينا من بلد لبلد ، واحنا خطبنا بنت شيخ البلد.
    واحنا مشينا من حارة لحارة، واحنا خطبنا بنت شيخ الإمارة.
    وتمت خطوبة خليل وآمنة وكتب الكتاب في مطلع شهر آب من صيف عام 1965م. وبنية الزواج في بداية الصيف القادم عند بدء العطلة الصيفية.
    يتبع الجزء العشرون.
    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    8/12/2009م
    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Empty رد: آمنة و خليل/الجزء التاسع عشر

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الأربعاء 16 مارس 2011 - 12:51

    مشكور للقصة ومشكور للأغاني والزغريد التي تذكرني بالأغاني التي كانت تغنيها امي
    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Empty رد: آمنة و خليل/الجزء التاسع عشر

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 16 مارس 2011 - 13:26

    مشكور جداً يا سيد إياد على المتابعةوالتعليقات ،وبصراحةأنا بحاول أتذكر مين والدك ولكن لم تسعفني الذاكرة. أنا بعرف عيلة نمر هم أولاد أحمداسماعيل نمر شقيق جدتي لوالدي. يا ريت تذكرني
    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Empty رد: آمنة و خليل/الجزء التاسع عشر

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الأربعاء 16 مارس 2011 - 13:41

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اولا اود ان اشكرك على مقالاتك وعلى القصة الجميلة التي اتحفتنا بها.
    انا اياد ابن محمد خليل (ابو راجح) وبالنسبة احمد اسماعيل نمر هو جدي لأمي حيث امي ابنت عبدالفتاح احمد اسماعيل نمر ونحن سكان عمان.
    وأرجو منك ان تعرفني عليك اكثر ومن هي جدتك لأني بصراحة ممكن اعرف اسماء اجدادنا وجداتنا عن طريق والدتي
    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Empty رد: آمنة و خليل/الجزء التاسع عشر

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 16 مارس 2011 - 14:03

    جدتي هي هندة اسماعيل نمر زوجة عبدالله الحاج ابو بسمةووالدي هو ابراهيم عبد الله الحاج.
    بس لغاية الآن ما عرفت مين والدك ووين كان بشتغل ومن متى ساكن بعمان ووين داركم بخاراس.
    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Empty رد: آمنة و خليل/الجزء التاسع عشر

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الأربعاء 16 مارس 2011 - 15:26

    مرحبا سيد احمد
    ارست لك رسالة خاصة بعض التفاصيل
    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة  و خليل/الجزء التاسع عشر Empty رد: آمنة و خليل/الجزء التاسع عشر

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الأربعاء 16 مارس 2011 - 15:37

    مرحبا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 29 سبتمبر 2024 - 14:16