الرئيسية
نابلس8-2-2009 وفا- جميل ضبابات
بالنسبة لشتاءات فلسطين الواقعة ضمن فلك مناخ حوض البحر المتوسط، الباردة والماطرة، فان شتاءً غير مبللاً مثل هذا الشتاء، لا يمكن حسابه ضمن فصول هذه السنة.
ويقول مراقبون بيئيون، إن كمية الأمطار في هذا الموسم أقل من المعدل السنوي بكثير، وأن نسبة الأمطار في المناطق الجنوبية والوسطى لم تتجاوز ربع المعدل السنوي ( أقل من 25% من معدل سقوط الأمطار السنوي).
وفي المناطق الشمالية لم تتجاوز نصف المعدل السنوي ( أقل من 40% من المعدل السنوي).
وقال المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية الفلسطينية عماد الأطرش، التي تتخذ من بيت لحم مقرا لها، إن درجة الحرارة هذا العام أعلى من المعدل السنوي لدرجات الحرارة، ما يزيد الطلب علي كميات المياه وخصوصا في فترة الشتاء'.
وكانت السلطة الوطنية ممثلة بسلطة المياه، دقت مطلع الشهر الجاري ناقوس الخطر محذرة من 'صيف جاف بسبب انحباس المطر، وهو ما ينذر بموسم زراعي جاف وصيف قاس'.
وقال الأطرش الذي يعمل على رصد آثار التغير المناخي العالمي في الأراضي الفلسطينية 'على الجميع فهم هذه المشكلة وإعطائها الاهتمام الكبير'.
ويذهب الأطرش إلى أبعد من ذلك، وينادي بإعلان حالة الطوارئ على المستوى الرسمي والشعبي، تشمل تكثيف النشرات الإعلامية في جميع وسائل الإعلام المتاحة بضرورة المحافظة علي المياه في هذه الفترة، ورفع مستوى الوعي المائي.
وتعتبر ظاهرة التغير المناخي من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية، وهي تهدد الغطاء النباتي وحتى سلوك البشر، ما دفع الأمم المتحدة إلى القول أن أي فشل في مكافحة الاحتباس الحراري سيتسبب بكوارث اقتصادية واجتماعية وعالمية.
وقال الأطرش إن 'برية القدس والبحر الميت مثالان صارخان للتغير المناخي.(...) لقد أصبحا نظامين مناخيين مختلفين'. وعمليا تعاني الأراضي الفلسطينية من شح الموارد المائية بسبب سيطرة إسرائيل عليها منذ العام 1967.
وقال الأطرش، يجب أن يكون المواطن الفلسطيني على قناعة داخلية أنه في حالة إسرافه للمياه فإن سلوكه يشكل خطورة شديدة على المجتمع بأسره، وعلى البيئة من حوله، بل وعلى مستقبل الأجيال القادمة.
وأضاف' يجب أن يتحول الفلسطينيون إلى ناصحين ومعلمين بل ومحاسبين إذا لزم الأمر في حالة الإسراف في المياه المنزلية، المسؤولية تقع على عاتق الجميع بداية من البيت ومرورا بوسائل الإعلام والمدارس والجامعات وكافة المؤسسات الخاصة والعامة في الدولة'.
وظهر أن رفع مستوى الوعي البيئي المائي لدى أفراد المجتمع لم يعد أمراً هامشياً يمر عليه مرور الكرام بل أمر واجب التطبيق، لذلك شرعت سلطة المياه الفلسطينية منذ وقت بحملة أمنية للحد من ظاهرة ' الفتلتان المائي'.
وقال الأطرش 'لا بد من تشريع قوانين لتطبيقه وخصوصا في فلسطين التي تفتقر إلى الموارد الطبيعية والأنهار وشح الأمطار وقلة المخزون من المياه الجوفية، التي في أغلبها غير متجددة وتعاني من احتلال'.
وثمة أصوات بدأت تصدر في كثير من مناطق الضفة الغربية، بعد انحباس المطر تشير إلى مواجهة صيف قاسٍ خاصة في المدن الكبرى، والمناطق الزراعية، تدعو إلى تغيير الأنماط والعادات الاستهلاكية اليومية
ودعت تلك الأصوات إلى تبني لفرد والأسرة سلوك استهلاكي يتسم التعقل والاتزان والرشاد.
وقال الأطرش'ما نهدف بالوصول إليه هو الاستخدام الأمثل للمياه، بحيث يؤدي إلى الاستفادة منها بأقل كمية وبأرخص التكاليف المالية الممكنة في جميع مجالات الحياة'.
وينظر إلى شحّ المياه ليس كمشكلة محلية أو إقليمية، بل مشكلة عالمية تعاني شعوب الأرض قاطبة منها.
ويعتبر الأمر أكثر من مشكلة بالنسبة للبلدان التي تُعاني من الجفاف مثل فلسطين، إذ أدت ندرة المياه النظيفة والصحية فيها إلى تدهور في القطاع الزراعي، مثل هذا العام الذي يعتبر حتى الآن عام زراعي سيء.
وقال سامي داود مدير الهيدرولوجيين، وهي مؤسسة غير حكومية تعنى بشؤون المياه، 'إن مشكلة الجفاف وآثاره بحاجة إلى خطة وطنية إستراتيجية قابلة للتنفيذ تشترك فيها كل المؤسسات'.
وأضاف' نحن بحاجة إلى خطة لإدارة الأزمة والتخفيف من آثارها النفسية والاجتماعية والسياسية'.
وقد خلفت مشكلة نقص الموارد المائية مؤخرا بعض الخلافات بين السكان خاصة في المناطق الزراعية التي يعتبر فيها الماء وقود الحياة.
وأشار رئيس سلطة المياه شداد العتيلي، في بيان صحفي صدر عنه مطلع شهر شباط (فبراير)، إلى أن الطلب المتزايد على المياه، والنقص الحاد في كميات الأمطار، سيؤدي إلى هبوط حاد في مستوى المياه الجوفية، كذلك انخفاض في كميات المياه المتدفقة من الينابيع، ولهذه الأسباب فإن سلطة المياه تستعد لسنة مائية صعبة، ما يتوجب عليها اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة نقص المياه المتوقع في الصيف المقبل من خلال تطبيق إدارة سليمة للمصادر المائية المتاحة في ظل الظروف الصعبة.
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
» جميع حلقات سيف النار
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
» شات عربي
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
» الانتركم مرئي وصوتي ماركات عالمية وأجهزة انذار ضد السرقات