منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

4 مشترك

    التغيير وقود مركبة الحياة

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    التغيير وقود مركبة الحياة Empty التغيير وقود مركبة الحياة

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 8 ديسمبر 2010 - 13:03

    التغيير وقود مركبة الحياة
    .................................
    قال تعالى في كتابه العزيز "إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم ، فلو تصورنا أن الإنسان منذ ولادته يقطع رحلة الحياة بمركبة أو سيارة ، فإن التغيير هو الوقود الذي يصبه في خزان وقود مركبته من محطات حياته على طول الطريق ليُسيّر هذه المركبة ، وخلاف ذلك فإن المركبة ستتوقف ويتوقف معها الحال ، وكلما كان التغيير للأفضل وهو ما يُقصد في الآية الكريمة ، كانت الرحلة ممتعة والطريق جميلاً وكأن المركبة تشق طريقها بين الخمائل والجنان ، يستمتع فيها الإنسان بناظريه في جمال الطبيعة ويتلذذ بخيراتها وثمارها ، وكلما كان التغيير للأسوأ كانت الرحلة شاقة مضنية وحافلة بالمعاناة والعذابات والندم والحسرة وتتعطل المركبة عن الدوران وربما تودي بحياته في محطات في أول الطريق أو وسطها دون أن يحقق أياً من أهدافه ، وإن كان التغيير منعدما فسوف يبقى الإنسان على حاله دون الإستفاددة من المتغيرات وذلك بتعطيل عقله عن وظائفه كمن يقود سيارته في طريق صحراوي متماثل على وتيرة واحدة وبسرعة ثابتة في رحلة مملة وثقيلة على النفس ينتظر الموت على أحر من الجمر للخلاص من هذا التجمد والملل والضجر والإحباط واليأس.
    ولو فكر الإنسان في خلقه ومجيئه لهذه الدنيا لأدرك أن مراحل خلقه وتكوينه ونموه في رحم أمه كانت مبنية على التغيير الإيجابي والتطوير للأحسن ، فقد خُلِق الإنسان من التراب الذي يدوسه بقدمه والذي سيعود تحته بعد الموت ، إذن خلق الإنسان من شيءٍ حقير من التراب وقطرة من الماء (والحقارة هنا تعني الصغر) ، وتدرج من الحقارة (التناهي في الصغر) الى النمو التدريجي الى أن صوره الله وقدره ذكراً أو أنثى بأحسن صورة "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" ويتشابه الإنسان في تكوينه بالأرض مصداقاً لخلقه منها فثلثيه ماء والباقي عظام (كلس) والكلس هو من أهم مكونات التراب مصداقاً وانسجاماً لقوله تعالى " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة علقةً ، فخلقنا العلقة مضغةً ، فخلقنا المضغة عظاماً ، فكسونا العظام لحماً ، ثم أنشأناه خلقاً آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين" والطين هو مزيج من التراب والماء حيث خلق آدم ، وخلق من آدم حواء ، وخلق من آدم ماءً دافقاً من بين صلبه وترائبه حيث قال تعالى " فلينظر الإنسان مم خُلِق ، خُلِق من ماءٍ دافق ، يخرج من بين الصُّلب والترائب" ، وهذا الماء المتدفق من بين الصلب والترائب إتحد منه جزءٌ ضئيل مع بويضة سابحة في ماءٍ متدفق من بين صلب وترائب حواء في رحمها ليكون نطفة (خلية) تبدأ تتطور وتنقسم وتكبر وتتدرج بالنمو ويتغير شكلها وهي محفوظة قرار مكين ، والقرار المكين هو الرحم الذي يتحصَّن ويشعر فيه الجنين بالإستقرار محمياً بين عظام الحوض الصلبة (قرار مكين) ، ويحاط بغشاءٍ يحوي ماءً يسبح فيه الجنين. ولو تتبعنا مراحل الخلق والنمو لأدركنا أهمية الإستخدام اللغوي في سياق هذه الآيات الكريمة من سورة المؤمنين لتوضيح المفهوم والتطور العلمي والمنطقي لمراحل الجنين، ولو ركزنا على استخدام حروف العطف وهي "ثم ، ف" لوجدنا أهمية التسارع في التغيير ، فالمراحل المتسارعة بسرعة فصل بينها بحرف العطف "ف" الذي يدل على إرتفارع قيمة التسارع (التتابع السريع) "أي الزيادة المطردة في قيمة السرعة" والمراحل المتباطئة نسبياً في سرعتها فصل بينها بحرف العطف "ثم" وكلما كانت السرعة عالية كانت الفترة الزمنية اللازمة لقطع المرحلة قصيرة إستناداً الى قانون نيوتن الأول في الحركة "المسافة = السرعة xالزمن. وهذا القانون ينطبق فقط على الأجسام الثابتة والتي تتحرك بسرعة ثابتة والتسارع فيها صفراً (أي لا تغيير في حالتها ما لم تؤثر عليها قوة خارجية) وهذا لا ينطبق على تنقل الجنين بين أطواره ، فالمدة التي تستغرق النطفة وهي اتحاد الحيوان المنوي مع البويضة بعد عملية التلقيح الى الوصول لمرحلة العلقة مروراً بمرحلة المضغة فتحولها الى عظام فكسوتها باللحم تساوي أربعين يوما من أصل تسعة شهورٍ (270 يوم)، وقد اتسق تطور مراحل الجنين مع قوانين الطبيعة وجاء منسجماً مع قانون نيوتن الثاني في الحركة الذي حدد قوة التغيير اللازمة لدفع الجسم للحركة ، وربط بين قوة التغيير وبين كتلة هذا الجسم بمعاملٍ متغير هو التسارع . إذ أن القوة تتناسب مع الكتلة تناسباً طردياً. فكتلة النطفة والعلقة والمضغة صغيرة واحتاجت الى قوة سهلة وميسورة للتغيير والتحول من طورٍ الى طور وبتسارعٍ مطرد لذلك احتاجت الى مدة زمنية قليلة. ولما كبرت الكتلة أخذت وقتاً أطول في مراحل الإنشاء والنمو.
    إذن فحياة الإنسان مراحل وأطوار متدرجة " وخلقناكم أطوارا"، ولكي يعيش الإنسان راضياً عن نفسه متنقلاً بين المراحل بأريحية وسهولة ونجاح في نهاية كل مرحلة لا بد من إعمال قوى التغيير دوماً في نفسه باتجاه الأفضل والأحسن حتى يتوافق مع محيطه وليتجنب قوى الممانعة والإحتكاك التي تعمل ضد اتجاه الأفضل والأحسن وذلك بإعمال الفكر والعقل والبصر والبصيرة في إدارة مقود مركبة الحياة بالسير على طرق معبدة آمنة تقل فيها قوى الإحتكاك مع عجلات المركبة فيزداد تسارعها وسرعتها وتسير بأمان وانسيابية، .ولا بد له من استخدام الغيارات العكسية أو المكابح في المنحدرات وعند مواجهة المعيقات المفاجئة وغير المفاجئة على الطريق وبما يحفظ توازن المركبة وعدم انقلابها ولكي لا تنزلق مركبة الحياة في المستنقعات والوديان السحيقة أو تغرز في رمال الصحراء. وهذا ما حض عليه الخالق وما دعا اليه خلقه من بني الإنسان.ولما عجزت قوانين نيوتن الكلاسيكية عن تفسير مسار الحركة للأجسام الدقيقة المتناهية في الصغر وفشلت قوانينه في رسم نموذج الذرة ومكوناتها أعمل العلماء عقولهم وزادوا من قوة التغيير والتفكّر وخرجوا عن كلاسيكية نيوتن في تفسير الظواهر للأجسام المنظورة ، وابتدعوا ميكانيكا الكم التي كانت بمثابة شعلة الثورة العلمية التطبيقية المتسارعة باطراد والتي أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم من عصر تكنوبوجيا إلكترونية مجنونة في عالم الإتصالات والرقائق الإلكترونية والتصوير الطبقي والرنين المغناطيسي.وخلق تصورات مستقبلية قادمة مبنية على خيال علمي ربما يتحول الى حقائق في علم المعلوماتية الكمّي ، والذي يعتمد على ظاهرة التشابك التي تنبؤ بثورة جديدة على التطبيقات العلمية المختلفة كالآتي :
     علم المعلوماتية الكمي : ويتمثل في صناعة أجهزة حاسب آلي أسرع بكثير من الأجهزة الحالية ، وتوليد مفاتيح شفرات مطلقة المناعة ضد التصنت ، ونقل المعلومات عن بعد (الحالات الكمية).
     توليد الطاقة بواسطة الإندماج النووي : ويتمثل في إنتاج طاقة الإندماج النووي بسعر رخيص ويمكن استخدام ماء البحر لإنتاج الطاقة حيث يقدر علماء الفيزياء أن لدى الكون ما يزيد عن مليون سنة من طاقة الإندماج النووي.
     تكنولوجيا الليزر : إمكانية صناعة وتطوير الكمبيوتر البصري ، وصنع تلفزيون ثلاثي الأبعاد على شكل كرة بلورية أو شاشة حائطية ذات ثلاثة أبعاد.
     الطاقة من الأشعة الشمسية : وتعتمد على الخلايا الشمسية ويمكن أن تغطي تلك الطاقة 60% من كهرباء العالم بحلول عام 2030.
     الموصلات العملاقة عند درجة حرارة عالية : وتؤدي تلك الموصلات الفائقة الى توصيل التيار الكهربائي من دون مقاومة ودون الحاجة الى تبريدها ويؤدي ذلك الى توفير الطاقة بشكل كبير جداً حيث يستهلك معظمها في مقاومة التوصيل ، وسيمكن إنتاج أجهزة كمبيوتر أصغر وأسرع بكثير وتطوير قطارات تسير بالقوة المغناطيسية رخيصة الثمن.
    وهنالك الكثير من الخيالات العلمية والإكتشافات الواعدة من علماء الفيزياء ، وهنا لا داعي من خشية الناس على أرزاقهم والخوف من نفاذها من الأرض التي سخرها الله لمخلوقاته وسخر باقي المخلوقات لخدمة الإنسان. فالأرض عامرة بما لم يكتشف بعد ، وربما يصل الإنسان بإرادة التغيير الى حل مشاكل الطاقة والغذاء والماء الذي يشكل ثلثي هذا الكون الذي نعيش عليه. ولكن الخوف من خصومة الإنسان لنفسه واستغلاله التغيير بتوجيه بوصلته للأسوأ وليس الأفضل وهذا ما يحصل ممن يملكون اليوم زمام العلم والبحث. ونأمل أن يتآلف العلم والدين بتطبيق أخلاقيات الدين وتعاليم الرسالات السماوية على النهج العلمي وعلى تطبيقاته ليخدم مصلحة الإنسان.
    والأمة التي لا تملك الإرادة والقوة على التغيير بتسارع متوافق مع المحيط ومعادلاته التي تحكم خط سيرها ، فيعلو تسارعها تارة مستغلاً الظروف المحيطة ويتباطؤ تارة خوفاً من الإنكفاء والنكوص ستظل ملعباً للأمم التي تملك زمام التغيير المتسارع، وسوف تعاني من الركود والمراوحة في مكانها ، وسوف تتفوق بداخلها قوى الممانعة والإحتكاك شادة الأمة الى الخلف ، متخذة من الأيدلوجيات البعيدة عن الواقع والتحقيق تبريراً لممانعتها ومعارضتها للتقدم والتطور والتكيف واستثمار عوامل التغيير لصالحها ، ومستخدمة المعتقدات الدينية بحرفيتها لا بمفهومها ومدلولاتها ومناسباتها وفي غير مواضعها حججاً لتبرير قصورها عن الحركة وجذبها المجتمع الى الوراء تشده الى عصر نزول الديانات السماوية ، لتجعل أمتها تعيش في غير عصرها كالأطرش بالزفة أو كالراقص في العتمة ، لا تسمع لحن زمانها وتردداته وايقاعاته المغايرة ولا ترى ما حولها من منجزات ، أو أنها تعيش ميتة كغفوة أهل الكهف التي استمرت ثلاثماية عامٍ وازدادوا تسعا ، حيث تغير العالم في تلك الفترة الطويلة بمقاييس البشر وتبدلت فيه المعالم والأمم ، ولما أحياهم الله وعاشوا صحوتهم وبعثوا بأحدهم الى المدينة أصطدموا بالواقع المغاير لما عهدوه في حياتهم على الدنيا وفي زمانهم قبل نومهم الطويل ووجدوا أنفسهم غرباء يعيشون في غير عصرهم فأماتهم الله رفقاً بحالهم وهرباً من غربتهم في زمان لا يوافق زمانهم وبين مجتمع لا يتوافق معهم ولا يتوافقون معه حيث تعطلت فيهم قوى التغيير بإرادة الله لهم أثناء سباتهم الذي يشبه الموت ولأنهم فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى وأراد أن يجتبيهم اليه ليريحهم من معضلة العيش في عصر لا تتوافق أدواته ومكتشفاته وأحواله مع عصرهم الذي انقضى.

    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    20/12/2008





    MôȜaTH XĐ
    MôȜaTH XĐ

    _.·[مدير إداري ]·._ التغيير وقود مركبة الحياة Stars1


    الجنس : ذكر
    البرج : الجوزاء
    عدد المشاركات : 4330
    العمر : 31
    البلد : Kharas-Hebron-Palestine
    الحالة الاجتماعية : Look for the heart has a heart
    التخصص : Economic and Administrative Sciences
    نقاط النشاط : 1818
    الاعجاب : 18
    المهنة : التغيير وقود مركبة الحياة Collec10
    المزاج : التغيير وقود مركبة الحياة 453210
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    التغيير وقود مركبة الحياة Empty رد: التغيير وقود مركبة الحياة

    مُساهمة من طرف MôȜaTH XĐ الأربعاء 8 ديسمبر 2010 - 15:30

    عنجد كلام في غاية الروعه والمنطقية
    وسافر فيه عقلي للأفاق أعجبت بكلماتك وبحديثك
    كل الإحترام والتقدير أخي
    دام إبداعك
    اعشق فلسطين
    اعشق فلسطين

    { مشرف }


    التغيير وقود مركبة الحياة Stars15


    الجنس : انثى
    البرج : السرطان
    عدد المشاركات : 1401
    العمر : 36
    البلد : شمال فلسطين
    نقاط النشاط : 224
    الاعجاب : 10
    المهنة : التغيير وقود مركبة الحياة Office10
    المزاج : التغيير وقود مركبة الحياة 8110
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    التغيير وقود مركبة الحياة Empty رد: التغيير وقود مركبة الحياة

    مُساهمة من طرف اعشق فلسطين الخميس 9 ديسمبر 2010 - 9:27

    بارك الله بك على الطرح القيم
    احترامي الك

    على المجهود الكبير
    ™SaMeH**ALhrOuB
    ™SaMeH**ALhrOuB

    _.·[مدير إداري ]·._ التغيير وقود مركبة الحياة Stars1


    الجنس : ذكر
    البرج : السرطان
    عدد المشاركات : 1458
    العمر : 31
    البلد : خاراس/فلسطين
    الحالة الاجتماعية : اعزب
    التخصص : Mechatronics Engineering
    نقاط النشاط : 552
    الاعجاب : 1
    المهنة : التغيير وقود مركبة الحياة Collec10
    المزاج : التغيير وقود مركبة الحياة 453210
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    التغيير وقود مركبة الحياة Empty رد: التغيير وقود مركبة الحياة

    مُساهمة من طرف ™SaMeH**ALhrOuB الخميس 9 ديسمبر 2010 - 18:30

    كلام عنجد حلو كتير حلو يسلمو سلمت اناملك اخي

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 12:00