منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    آمنة و خليل/الجزء الرابع

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    آمنة  و خليل/الجزء الرابع Empty آمنة و خليل/الجزء الرابع

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 23 فبراير 2011 - 9:02

    آمنة وخليل (الجزء الرابع)
    ......................................
    في مساء 23 يوليو 1960م توجه خليل الى بيت والد آمنة ، فوجد شقيقها سليم يحوم حول البيت خارج البوابة ويتفقد الشارع يسرة ويمنة ليتأكد من خلوه من دوريات الفرسان (قوات أمن تابعة للحكومة) في البلد ، حيث يتهيؤ الضيوف في بيت والد آمنة لسماع خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في العيد الثامن للثورة ، سلم خليل على سليم الذي استقبله بحفاوة ، وتحدثا قليلاً ثم استأذن خليل للدخول لسماع الخطاب ، فقال له سليم : تفضل ، تفضل علمت من والدتي وأختي بأنك ستأتي الليلة ، وأنت تأتي لأول مرة من أجل سماع الأخبار ، وأرجوك أن تحتفظ بما تسمع وما يدور من حديث بين الضيوف في سرك ، فالسماع لصوت العرب ممنوع كما تعلم ، وإن علم الفرسان فسوف يتعرض الجميع للحبس لمدة لا تقل عن سنتين.
    فرد خليل وقال : أعرف ذلك ، ولن اتفوه بشيء مما أسمع ،
    فقال له سليم : طيب وين ما بتبيّن يا رجل ولا بنشوفك من يوم ما تركت المدرسة ، والله المدرسة كلها زعلت على شانك وصار فريق كرة القدم بعدك تعبان ،
    فقال له خليل : أنا راجع المدرسة ان شاء الله السنة هذي وعلى الصف الأول ثانوي في حلحول. فعبر سليم عن سعادته بالخبر وقال له : خلينا نشوفك دايماً يا ابو الخل ، وإن شاء الله بس أخلص الإعدادية بنلتقي سوى في المدرسة الثانوية وبنلعب مع بعض بفريق كرة القدم.
    طرق خليل على باب الحوش ، وقال له سليم : تفضل يا ابو الشباب ، أدخل ، ووجد آمنة ووالدتها وبعض النساء من الجوار ومن المعارف جالسات على بسطة في الركن الأيمن من الحوش ، فتنحنح وقال "تستور" وطرح التحية عليهم وبصره في الأرض ، فردت النساء التحية
    وقالت أم آمنة : تستورك معاك ، تفضل يا بنيي جواّ عند الرجال ، ودخل خليل فوجد والد آمنة في استقباله مهلياً ومرحباً ثم جلس مع الضيوف ، وأخذت نساء القرية الجالسات في الحوش تتحدث عنه. فقالت إحداهن متمنية في نفسها أن يخطب ابنتها : والله ما ني عارفه شو جاري لهالشب ، ما شاء الله طويل وعريض ومزيون وبعده ما تجوّز، إليّ من جياله صار معهم أولاد من زمان ، ومتستتين ومتهنيين إلاّ هو مسخمط ، الله يسامحها أم خليل اليّ ما هي عارفه تجوّزه وتستر عليه.
    فقالت أم آمنة : إيش تستر عليه هو بنت وخايفة يبور ويعنس ، يا جماعة الشب بدو يتعلم ، وبعدين لسّة صغير شو يعني ثمان طعشر سنة في العمر والاّ عشرين وحتى خمسة وعشرين ولا إشي يا جماعة الخير ، بكرة لما يتعلم ويجيب شهادة رح يستت اليّ بدو يوخذها ويهنيها ويريحها من التعب والشقا. هو إحنا هدفنا في هالحياة بس نتزوج وننّام ونقوم ونبذر صبيان وبنات مثل الأرانب ، والعالم حوالينا بتقدم واحنا قاعدين مطرحنا.
    فردت امرأة ثانية من الجالسات تقول "كلام بينّا وبس ما يطلع لبرّه ، أنا سمعت إنوّ الشب ما بنفع نسوان" ، وهنا شهقت أم آمنة مستغربة
    وقالت "اتقي الله يا ام نايف عندك اولاد خرج جيزة ، هذي تخاريف وشعوذات فاضية ، وبكرة إن شاء الله بتشوفيه عريس وقد حالو ، الله يحمي الشباب ويوفقهم يا رب ويبعد العين عنهم والحسد ، أي والله ما شاء الله عليه بفتح القلب ومؤدب وخجول وكمان شهم ورجال بتتمناه كل بنت.
    فقالت امرأة ثالثة "ما دام بتتمناه كل بنت طيّب أعطيه بنتك آمنة يا ام سليم ،
    فقالت ام سليم (والدة آمنة) والله بنتشرف يا أم حسن ، هذا إذا كان في نصيب مكتوب ، لكن بنتي حالياً ما بتفكر في الجيزة ، ولا هو مفكر يتجوز قبل ما يكمل تعليمه ،
    فتغامزت النساء فيما بينها كيداً ودلالة على أن ام سليم اللاجئة ترسم على زينة شباب القرية لابنتها. وقامت أم آمنة وابنتها آمنة لتشعلا النار في الموقدة لعمل الشاي للضيوف ، فقد تعاونت النساء في جمع عدة الشاي من بيوتهن ، فتبرعت إحداهن بالإبريق الكبير المتشح بالسواد ، وثانية بكمية من السكر في سرة ، وثالثة بكمية من الشاي ، وتعاونَّ جميعاً في جلب الحطب والكبايات بأطوال وأحجام مختلفة. وقطفت آمنة كمية من النعناع المزروع في قوارة في الحوش ليضاف على الشاي.
    أخذ خليل يستمع الى النقاشات الدائرة بين الحضور بصوت خافت ، والتي كانت كلها تتركز على جمال عبد الناصر والثورة المصرية ، وعلى تأميم قناة السويس والوحدة السورية المصرية التي يُعوِّلون عليها في تحرير فلسطين والعودة للديار ، بينما كان الراديو يذيع الأناشيد التي لم يكن يستمع اليها أحد ، الى أن قال المذيع "
    والآن ننتقل بكم سيداتي وسادتي الى إذاعة خارجية لنقل وقائع الإحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو المظفرة ، ولدى سماعهم لذلك صمت الجميع والتفوا حول الراديو وقام والد آمنة بتخفيض الصوت لكي لا يسمع من خارج البيت. كان المذيع يتحدث عن إنجازات الثورة فقرة فقرة ، وبعد كل فقرة كانت الإذاعة تبث الأناشيد الوطنية الحماسية ، تحدث أولاً عن تأميم قناة السويس وبعدها كانت أغنية أم كلثوم "والله زمان يا سلاحي ، اشتقت لك في كفاحي" ، ثم تحدث عن جلاء القوات البريطانية عن مصر وبعدها كان نشيد "الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر فوق كيد المعتدي" وبعد ذلك تحدث عن مشروع السد العالي وبعدها كانت أغنية " "حكاية شعب" قلنا حنبني ودي احنا بنينا السد العالي ، ثم أغنية "إحنا الشعب ، احنا الشعب ، اخترناك من قلب الشعب ، يا فاتح باب الحرية ، يا ريّس يا كبير القلب" وكلاهما لعبد الحليم حافظ ، ثم تحدث عن الوحدة المصرية السورية ثم كانت أغنية "وحدة ما يغلبها غلاب" لمحمد قنديل ، وأغنية "المارد العربي" لفريد الأطرش ونشيد الوحدة بصوت أم كلثوم وتحدث المذيع عن الثورة العراقية "14 تموز سنة 1958م ثم أغنية أم كلثوم "بغداد يا قلعة الأسود ". ثم تغير صوت المذيع ،
    فقال والد آمنة: سمع سمع يا إخوان ، يبدو أن ابو خالد وصل فهذا صوت جلال معوض " فقال المذيع: ايها الإخوة العرب في كل مكان ، أيها الثوار والمناضلون في سبيل الحرية والعدالة والإستقلال ، وصل القائد الرائد والزعيم الملهم ، وصل سيادة الرئيس جمال عبد الناصر ، رئيس الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) ثم دوت القاعة بالتصفيق لمدة أطول من الآولى. وبدأ الإحتفال بآي من الذكر الحكيم للشيخ "مصطفى اسماعيل" وساد الصمت والإنتباه على المجتمعين في بيت أبو سليم ، وبعد انتهاء فقرة القرآن قام المذيع وقدم الرئيس ، ثم بدأ الرئيس خطابه موجهاً الى الأمة العربية. تحدث الرئيس عن ميثاق العمل الوطني الذي طرحه في بداية العام (1960م) ، وعن الإقطاع وقانون الإصلاح الزراعي ومشروع السد العالي ، وعن قانون العمل والعمال ، وعن التصنيع ومجانية التعليم وإتاحته لكافة أبناء الشعب المصري بالتساوي ، تحدث طويلاً وتفصيلاً عن منجزات الثورة وآمالها وخططها لمستقبل الشعب ، وتحدث عن الوحدة المصرية السورية كنواة للوحدة العربية الشاملة طريقاً لتحرير فلسطين، وأسهب في الحديث عن القومية العربية وأهمية الأمة الإسلامية ومد الجسور اليها لتكون رديفاً للأمة العربية ، وتحدث عن عدم الإنحياز كقوة مؤثرة في العالم ، ثم عرج على قضايا التحرر العربي فتحدث عن انتصار الثورة العراقية في 14 تموز 1958م ، وتحدث عن الثورة الجزائرية والثورة اليمنية ، ثم تعرض لقضية فلسطين وتحدث عن ضرورة دعم الشعب الفلسطيني في ايجاد كيان له يعبر عن هويته الوطنية وعن طموحاته في التحرر والإستقلال ويتولى شئونه وعن دور الصهيونية العالمية في تشريد الشعب الفلسطيني واغتصاب أرضه بالقوة، كما تحدث عن المسئولية العربية والإلتزام الأخوي للعرب تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، وتحدث عن دعم الحركات التحررية في أفريقيا وفي دول العالم الثالث وعن الصداقة المصرية السوفيتية. وكان خطابه يقاطع بالتصفيق المدوي والهتافات الوطنية.
    كان من بين الحاضرين شخص وصوليّ (مصلحجي يحلل أي شيء في سبيل مصلحته الخاصة) اسمه عوّاد ، مثل دوراً مسرحياً على العائلة ، فاتخذ من نفسه صديقاً مخلصاً لأبي سليم نتيجة لحاجة ومصلحة كامنة في نفسه ، وكان يسهر معه في معظم الأوقات في بيت ابي سليم ، وكانت عائلة ابي سليم تعامله باحترام ودون تكليف وكأنه واحد منهم وبدون حاجة في نفوسهم يريدونها منه ، إنما فرضت هذا التعامل معه بإخلاص علاقة الجوار مع عواد ، وكان لا يهدأ في جلسته مع الضيوف ، يخرج تارة بدعوى الحديث مع اخته وفي نفسه الحديث مع آمنة ورؤيتها ويدخل تارة أخرى ولا يستمع للخطاب ،وكان متعارفاً عليه بالقرية بأنه (نسونجي) ، يفضل الحديث مع النساء على الرجال لقد كان هدفه الزواج من آمنة ، فهو متزوج بزوجة استبدلها مع أخته (زواج البدل) ، وهو على غير وئام واستقرار في حياته معها بالرغم من عدم وجود تنافر أو خلاف بينهما ، وذلك نتيجة لعدم توافق أخته مع زوجها ، فكلما كانت أخته تُطرد وتحرد من زوجها كان أهله يجبرونه على طرد زوجته في ردة فعل مقابلة للإنتقام لأخته التي كانت تطالب بالطلاق من زوجها ، فكانت معظم وقتها حردانة عند أهلها ، وكانت تجلس مع النساء في الحوش بتوصية من أخيها للتقرب من آمنة وجذبها لشقيقها ، وسمعت حديث والدة آمنة الطيب عن خليل ، ولما انفضت التعليلة أخبرت أخاها عواد بما جرى من حديث بين النساء ، وبالأخص ما قالته والدة آمنة عن خليل من كلام طيب واستعداد لنسبه إن حكم النصيب ، فهبت الغيرة في نفسه ، وفكر في خطة لإبعاد خليل عن عائلة آمنة.
    كان عواد صاحب دكانة بالبلدة أهلته لصفة النسونجي ، وكذلك على علاقة طيبة بقائد مخفر الفرسان في القرية ، ولم يكن يحمل المشاعر الوطنية السائدة على المصالح الشخصية ، فقد كان متعاوناً مع الفرسان في سرية تامة وذكية لا يعلم بها أحد ، وبكلام واضح كان عيناً للفرسان على أهل القرية ، واستحضر الفكرة والخطة للايقاع بين خليل وعائلة آمنة من هذا المنطلق ، فذهب في صبيحة اليوم التالي الى قائد المخفر وأخبره عما حدث ليلة أمس من استماع لصوت العرب ، وحكى له بالتفصيل عما دار من نقاش وحوار وفرحة بالخطاب لمواجهة الفرسان لأبي سليم بالقرائن الدامغة والتي لا يستطيع إنكارها ، واتفق معه على اعتقال ابي سليم بتهمة السماع لإذاعة صوت العرب وأن يعتقلوه هو مع ابي سليم ويودعانهما في القطعة سوياً ليحيك خيوط المؤامرة وليحبكها.
    في ضحى اليوم التالي للتعليلة، فوجئت عائلة ابي سليم بطرق حاد وقوي على بوابة البيت ، وكان ابو سليم يهم بالخروج للعب السيجة مع أصحابه من أهل القرية في الساحة ولتبادل الحديث عن ليلة أمس ، فتحت أم سليم البوابة فإذا بفارسين يمتطيان فرسيهما يطلبان ابا سليم للخروج ، شعرت ام سليم بالخوف والريبة ، فزيارة الفرسان لا تنبؤ بشيء حسن أو بخير ، فنادت زوجها للتحدث اليهم. خرج ابوسليم وهو مهندم استعداداً للخروج.
    فبادره أحدهم بالقول : هات الشعير للفرسين أولاً، وثانياً نريد تفتيش البيت ،
    فرد ابو سليم : ما في عندي شعير يا بيك ،
    فقال له الفارس الثاني : أطلب من مرتك تحضر لنا غداءً من الصيصان ،
    فرد ابو سليم : والله ما في عندنا لا جاج ولا صيصان يا بيك ،
    فنزل أحد الفرسان عن فرسه ، وقيد يدي أبي سليم بالحبل وربط نهاية الحبل بسرج الفرس ، وكان يقول له: بتسمع صوت العرب يا وطني يا ثاير ، والله لأخليك تحرم السماع لصوت العرب ، ودخل الآخر للبيت فوجد الراديو والبطارية وتأكد من كلام عواد ، ولما فرغ من تفتيش البيت بحثاً عن أوراق ومنشورات وجد صفحة من جريدة الأهرام المصرية فيها مقالة لمحمد حسنين هيكل عنوانها بصراحة ، وحقيقة الأمر لم يكن الفارس يجيد القراءة وهجأ الحروف بالكاد. عادا الى المخفر بسرعة ومعهما صفحة الجريدة. وكانت الفرس تشحط وتجرجر ابا سليم وراءها على الأرض لا يستطيع مجاراتها. فمرة يركض بأقصى ما لديه من سرعة لكي لا يتعثر ويقع على الأرض ، ومرة أخرى يكبو ثم يقوم وهكذا . أخذت ام سليم تصيح مستنجدة بالجيران ، ولم تفلح تدخلات الجيران في ثنيهم عن اعتقال وإهانة ابي سليم بهذه الطريقة المؤلمة للنفس. فذهبت الى بيت المختار تخبره بما جرى ، كانت آمنة قد ذهبت للكرم لقطف القيظ كعادتها (التين والعنب ...الخ) ولم تر منظر والدها المأساوي المحزن. أودع الفرسان ابا سليم في القطعة (سجن المخفر) وبعد لحظات فوجيء بالفارس يدفع بعواد بقوة الى داخل القطعة ويشتمه وكان عليه آثار ضرب مصطنعة وبادية على تبعثر شعره وتمزيق قميصه. وهنا بدأ عواد في تنفيذ لب الخطة ،
    فقال لأبي سليم : والله أنا ما ارتحت يوم ما شفت هالولد خليل جاي على التعليلة يا ابو سليم ، طيب إنت ما بتعرف إنو ابو خليل من الموالين للحكومة بحكم علاقته مع المختار ، كيف يا رجال تخليه ييجي على السهرة ، أكيد هذي الوشاية من خليل ابن ابو خليل ، أنا متأكد منها مثل ما أنا شايفك قدامي. فأدخل الشك قوياً في نفس ابي سليم وربما وصل الى درجة اليقين ، فقد كان الناس يسهرون عنده ويستمعون لصوت العرب منذ زمن طويل ولم تعرف الشرطة بذلك. (ولم يقم عواد بإخبارهم لأنه يطمع في نسب ابي سليم ويريد الحيازة على ثقته) .
    وصل المختار وبرفقته ابي خليل الى المخفر ، واجتمعا مع قائد المخفر لبحث موضوع ابي سليم وعواد معاً والتوسط لهما قبل أن تحول قضيتهم للمحكمة في الخليل ويحكما بالسجن ، فاتفقا على توقيعهما على كفالة مقابل عزومة على خروف في بيت المختار يتحمل تكاليفها ابو سليم وعواد ، وأطلق فرسان المخفر سراحهما وعاد ابو سليم للبيت حاقداً على خليل يعاتب زوجته على دعوته لحضور التعليلة ، شعرت أم سليم بالصدمة ولم تصدق ما تسمع ،
    وقالت لزوجها : مش معقول هذا يصدر عن خليل ، وبعدين خليل مش على اتفاق وطيب مع ابوه يا رجال ، وتعال ازيدك من الشعر بيت " ابو خليل إنسان أصيل ما بستغل علاقته مع المختار من شان يضر الناس ، بالعكس بستغلها من شان مصلحة الناس والتوسط لهم بالخير ، طيب المختار وابو خليل شو بايدهم يعملوا ، ما إحنا تحت حكم الدولة سواءً رضينا والاّ غضبنا ومصالحنا معلقة مع الدولة ، ونسيت لما هاجرنا وجينا على البلد أول ما استقبلنا ابو خليل وسكنّا في سقيفته. المختار وابو خليل لازم يقوموا بهالدور من شان مصالح الناس ، إنت داري شو في داخلهم ، والله لولاهم على أهل القرية الاّ نصهم بالسجن. اتأكد قبل ما تظلم الولد ، والله أنا صرت مش مرتاحة لهذا اليّ اسمه عواد ، شايف إنوّ ملعَّب وِمْدَهْوَن بميِّت وجه ، وسمعت من بعض ناس إنوّ عميل للفرسان وحتى بقولوا عنه مخابرات بس بخافوا يصرحوا بهالشيء من شان ما يتضرروا. بس ليش يسجنوه معاك؟ والله إني محتارة والواحد ما هو عارف الصح من الغلط. لكن الصح والأكيد ابو خليل رجل طيب وما بننسى وقفته معانا ، وبدي أسألك : شو قدم النا صاحبك عواد لمّا لفينا على البلد ، والله ما شفنا منه حاجة يساعدنا فيها؟
    كانت آمنة قد التقت مع خليل على ضفتي السنسلة في نفس اليوم ولم تكن تدري بما جرى لوالدها ، ودار بينهما حديث في العموميات ، وأخبرته بانتهاء نظام المترك الشامل الذي لا يفرق بين المواد العلمية والمواد الأدبية ، وأنه بعد إكمال الأول ثانوي سيحدد الطالب ويختار تخصصه في إطار وحدود الوزارة لمعدلات القبول في المواد العلمية ، إما علمي وإما أدبي ، وأخبرته أنها ستختار التخصص الأدبي لعدم حبها للرياضيات. ورسخ ذلك اللقاء مزيداً من الثقة في خليل وقربهما من بعضهما البعض خطوة أخرى في مشوار الألف خطوة نحو الهدف.
    وكان سليم قد جهز نقافته (صيادة العصافير) وخرج مع أقرانه للخلاء للتنزه والصيد وبحثاً عن أعشاش العصافير والحمام. ولم يرَ ما تعرض له والده من إهانة على يدي الفرسان.
    قالت أم سليم لزوجها ، اسمع يا ابوسليم : أوعك تحكي للأولاد ايش صار معك بالتفصيل خليّ شخصيتك ما تنهز وتظل مهابة ومحترمة قدامهم ، يسمعوا من الناس ولا يسمعوا منا ،
    فرد ابو سليم : ايش هالكلام يا أم سليم ، هو أنا أجرمت حتى نخبي عليهم ، هذا اليّ حصل لي شرف ولازم يعرفوا فيه بالتفصيل وإني تعرضت للإهانة والضرب لأني ببحث عن وطني وعن طريق العودة وبتعلق في أي قشة أو أي خيط يرجعنا لبلادنا.
    وبينما هما يتناقشان دخلت آمنة وتبعها سليم، وعلما بالأمر وما حدث لوالدهما بالتفصيل ، فصدمت آمنة وصدم سليم من اتهام والدهما لخليل بأنه وشى به. وصارت آمنة تنتظر الغد على أحر من الجمر لتواجه خليل بحقيقته المزيفة كما هيأ لها والدها والتي بنت موقفها على موقفه ، أما سليم فدافع عن خليل ولم يصدق أنه وشى بوالده وكان موقفه من موقف والدته. فآمنة كانت بأبيها معجبة وميالة لطبائعه الثورية النزقة ، وسليم كان بأمه مقتدياً وميالاً لفكرها الهاديء المتروي ، وفي اليوم التالي كان لقاءً عاصفاً ومفصلياً في علاقة الصداقة بين آمنة وخليل.
    يتبع الجزء الخامس من قصة آمنة وخليل

    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    24/6/2009م
    اياد النمراوي
    اياد النمراوي

    { مشرف }


    آمنة  و خليل/الجزء الرابع Stars15


    الجنس : ذكر
    البرج : الجدي
    عدد المشاركات : 2028
    العمر : 46
    البلد : الاردن
    نقاط النشاط : 982
    الاعجاب : 7
    المهنة : آمنة  و خليل/الجزء الرابع Accoun10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    آمنة  و خليل/الجزء الرابع Empty رد: آمنة و خليل/الجزء الرابع

    مُساهمة من طرف اياد النمراوي الأربعاء 23 فبراير 2011 - 10:38

    بصراحة موضوع الفرسان كان منتشر و كثير بسمع من الوالد والوالدة ماذا كان يفعل الفرسان من استغلال للفلاحين وكيف كان يستقبلوهم اهل القرية

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 14 يونيو 2024 - 12:14