نحتاج للشهداء...
كي نهب الطبيعة
أجمل الأشياءِ
غابات من الألق المباغتِ
رغبةً للعيش نشكلها
على دمنا المراق
صيفاً غزيراً
من أغاني الذاهبين إلى الحصادْ
نحتاج للشهداء...
كي نعطي لكلّ الكائناتِ ذريعة
للبوحِ عن أشيائنا
لغةً...
وصحراءً...
وعُرْباً
في حياء الرمل... يرتفعون
باباً أو قلاعْ
نحتاج للشهداء... يا أمّي
كخبز العيد...
كالأفراح... تدخل حيّنا
قمراً
...قمرْ.
لنرشَّ من ياقوته
قبلاً على شفةِ السهرْ
نَعِدُ الصغارَ
بكل أسئلةِ الصباحاتِ السعيدهْ
وبكل ما ترك النعاسُ على العيونِ
من الحكايا والصور.
نحتاج للشهداء...
كي نحمي لقاءاتِ المساءِ
من الضياعْ
ولكي ندافعَ عن كلامٍ طائشٍ
]قد طار من أضواءِ شرفِتنا.
إلى كلّ الأزقةِ، ثم نبكي
حين يفترقُ المحبّون الكسالى
ثم نضحك حين يرجع عاشقٌ
صفر اليدينْ.
نحتاجُ للشهداءِ... يا أمي
لنخرج موتنا
من بين أدراجِ المكاتبِ
من كتابِ النحوِ
من صوتِ الخطابيِّ الهزيلِ
كم يعبثون بوردنا
وسياجنا
وحديقة البيت المطلةِ
نحو رأسِ النبعِ
مازلنا نودّعُ يومنا... وصغارنا
جاؤوا
ولم يكن المكان مهيّأ
فلكل جمهرةٍ جنازتها
ولكل تابوتٍ حكايتهُ
ونحن نلمّ أوراق الشجرْ
من تحت أقدام الخيولِ
ونستعين على البكاء
بكل ما حمل البكاء من الفرحْ
ما كان أجملني...
أفتّش تحت أنقاض الشوارع
عن أصابع دميتي
عن قطة البيت الخجولةِ
عن فساتين الصبايا
عن صورة الأحبابِ
عن وجه تزيّن
لم تزلْ آثاره فوق المرايا
والشظايا...
ترسل الألوان
من تحت الدمارْ
ما كان أجملني...
أرتّبُ جوربي
وحزام خصري.
والحذاء الأبيض الملقى
على كتف السرير..
لم يتركوني كي أكمّلَ صورتي.
في دفتر الرسم الجديدْ
أنا لم أعاند جدّتي
لم أتلف الأوراق
في درج الخزانة
يوم خبّأها أبي
لم أكسرِ الأضواء
في الحيّ المجاور
لم أسافر خارج الأحلام
يوماً واحداً
أنا ما حبوتُ ولا تهجيّت المكان
ولا الزمانِ.. ولا انحنيتُ لوردة أو كوكب
هبط المساء
على لهيب الساعدين
ما كان أجملني...
ولي عينان ضاحكتانِ
لي شفتان تختصران ضوء النجم
لي أمّي...
تلملم هذه الدنيا إلى حضني
وتدعوني لكي... ألهو.
ولي عمري أسلّيه فلا يسلو أهدهده..
وأغفو كي أراه نائماً
أو طائراً
في طلقتينْ
ما كان أجملني...
لو استيقظتُ في همسات دوريٍّ
لنافذة قريبةْ
أو في ثغاء قوافل الغيم المشرّد والمطرْ
كل الأحبّة...
أشعلوا أوقاتَنا
ناديتهم...
خيلاً..
شعوباً..
أو عواصمْ
سرق القراصنة الندى.
والبحر نائم
ناديتهم...
]ناديتهم..
جف النداءُ
بقيتُ وحدي
والدماءُ تلوّنُ الألعابَ
والمدنَ الصغيرةَ
والفصول الأربعةْ
سأعدُّ أقلامي
ومحفظتي الجميلةَ
فوق منضدتي
وأفتح باب قلبي
كي أمرَّ وأقرعَ الأبوابَ
في فوضى التلاميذِ الصغارِ
لسوف أركضُ خلفهم
والدربُ مازالتْ بعيدهْ.
ويدي تشدُّ على دمي
لكنها الأوراقُ....
والأقلامُ...
والأزهارُ..تسقط من يديْ.
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
» جميع حلقات سيف النار
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
» شات عربي
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس