جرأة الفتاة.. سلوك مقبول في حدود الذوق الأدب

البعض يعتبر أن الفتاة إذا تكلمت وعبرت عن رأيها ووجهة نظرها بكل جرأة وشجاعة وانطلاقة فإن ذلك ينم عن وقاحة وقلة أدب ونقص في الحياء، مستبعدين بذلك أن تكون تلك الجرأة عبارة عن ثقة في النفس اكتسبتها الفتاة من الحياة التي عاشتها، مطالبين الفتاة في الوقت ذاته بالتزام الحياء والخجل لئلا تدور حولها الشبهات.
فهل على الفتاة أن تلتزم الخجل والحياء بحكم تكوينها الأنثوي أثناء تعاملها وإبداء رأيها أمام الآخرين؟ وهل إذا عبرت عن رأيها ووجهة نظرها بكل جرأة وانطلاقة فإنها تكون بذلك مصدرا للشكوك والظنون، أم أنه مسموح لها ومقبول أن تكون جريئة وشجاعة في التعبير عن رأيها بحدود الأدب والذوق؟.
أمجد حسن موظف في دائرة حكومية، يعتبر أن جرأة البنت وقوة شخصيتها شجاعة يجب على كل فتاة أن تتمتع بها مستدركا أن تنتبه الفتاة بأنه بين الشجاعة والوقاحة خط رفيع يجب تتجنب الوقوع فيه، لافتا إلى أن البعض يرى أن المرأة لا قيمة ولا رأي لها ويجب أن ترضخ للأمر الواقع وترضى به من غير اعتراض أو احتجاج.
للفتيات رأي أيضا، فهذه الطالبة مريم خليل التي تدرس اللغة الإنجليزية في إحدى الجامعات الخاصة تتساءل هل يسمح للرجل بأن يكون أكثر جرأة وشجاعة بينما المرأة غير مسموح لها بذلك؟ ومتى المفروض بالبنت أن تكون أكثر جرأة وشجاعة ؟ وأين تعتبر جرأة البنت وقــــاحة ؟
تقر مريم أن البنت حسب طبيعتها وحسب المتعارف عليه بين الناس هو الحياء وتؤكد أن بين شجاعة البنت ووقاحتها شعرة وهي سلاح ذو حدين فإذا أرادت أن تكون جريئة فيجب ألا تقع في المحظور.
حال مريم لا يختلف عن حال زميلتها الطالبة وداد فهيم، فهي أيضا تتساءل لماذا عندما تتكلم البنت وتعبر عن رأيها ووجهة نظرها بطلاقة وجرأة "يعملولها من الحبة قبة"، منوهة إلى أن تكون جرأة الفتاة في محلها ووقتها، مشددة على جمع الفتاة بين الجرأة والخجل، لأنهما لو اجتمعا فيهما فهما دليل على رجاحة عقلها ونجاحها في حياتها.
أما طالب الهندسة في الجامعة الأردنية خالد رشيد يقول إن شجاعة البنت لا بد أن تكون عند الحاجة الضرورية وليس في مواطن المزح والهزل حتى لا يطمع بها من في قلبه مرض، مشيرا باعتقاده إلى أن الفتاة في كل أمورها يجب أن تبتعد عن الوقاحة وأن تتكلم بصوت منخفض وكلام موزون ولا ترفع صوتها، منوها في الوقت ذاته أن الوقاحة واحدة سواء للرجل أو للمرأة ومن الممكن أن يقع فيها الاثنان.
بيد أن عالم الشريعة علي العتوم يرى أنه لا ضير ولا بأس في أن تكون الفتاة جريئة وشجاعة في التعبير عن رأيها ووجهة نظرها، ولا عيب في أن تكون طلقة اللسان والحديث أمام الآخرين ولكن في حدود الشرع والخلق والأدب بعيدا عن تقاليد الغرب السيئة، منوها إلى أن هناك جرأة تحسب على الفتاة ولا تحسب لها وهذه مرفوضة وغير مسموح بها.
يؤكد أن جرأة الفتاة وشجاعتها مطلوبة في بعض المواقف كالزواج مثلا، فلها أن تفصح عن رأيها بالقبول أو الرفض أو عند توزيع الميراث حتى لا يهضم حقها وتضيع عليها الحقوق الواجبة لها من الله.
يضيف أنه ومن جانب آخر فإن الحياء للفتاة نعمة عظيمة بل الحياء إيمان ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الحياء شعبة من الإيمان"، فالمرأة والفتاة المسلمة تميزت على مر العصور عن باقي النساء بميزة الحياء الذي وهبها الله إياه بل كان الحياء أصلا ومتجذرا فيها وهذا الأمر لا يحتمل النقاش عند المرأة ولا يقبل المساومة.
يشير إلى أن المراقب لحياء النساء بين الأمس واليوم يجد فرقا كبيرا بين جيل الأمس وبين جيل اليوم خاصة فيما يتعلق بالبنت العصرية إن صح التعبير،لافتا إلى أنه وبنظرة سريعة في الأسواق أو الأماكن العامة تجد الفرق واضحاً جليا فقد نُزع الحياء من الكثيرات إلا من رحم الله منقول من جريدة السبيل