منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    [يا أبن اّدم انا يوم جديد على عملك شهيد

    رباني
    رباني

    { مشرف }


    [يا أبن اّدم انا يوم جديد على عملك شهيد Stars15


    الجنس : انثى
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 4459
    العمر : 60
    البلد : عمان
    الحالة الاجتماعية : متزوجة
    التخصص : تربية اسلامية
    نقاط النشاط : 916
    الاعجاب : 17
    المهنة : [يا أبن اّدم انا يوم جديد على عملك شهيد Office10
    المزاج : [يا أبن اّدم انا يوم جديد على عملك شهيد 8010
    الدوله : فلسطين

    [يا أبن اّدم انا يوم جديد على عملك شهيد Empty [يا أبن اّدم انا يوم جديد على عملك شهيد

    مُساهمة من طرف رباني الأربعاء 26 يونيو 2013 - 8:47

    البسمله الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هل راقبتم شروق الشمس يوم تطلع بكل بطئ وتؤدة وكأنها تستيقظ من النوم وتجاهد نفسها للقيام من سريرها مؤذنة ببداية يوم عمل جديد
    وما هي إلا لحظات حتى تتربع في كبد السماء مشعة بهية تنير الأرض والسماء وتبعث شعاعها الدافيء في كل مكان.



    من الذي خلقها وسواها وأقسم بها وبضحاها وبالنهار إذا جلاها
    ولماذا يا ترى جاء هذاالقسم البليغ ومعانيه ألا ينبغي أن نتأمل قليلا في هذا أليس طلوع الشمس هو ميلاد يوم جديد كأنه في هذه اللحظة يقول- يا ابن آدم أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنم مني فإني إن ذهبت لا أعود إلى يوم القيامه وما أكثر أبواب الخير ومجالات العمل الصالح فتبسمك في وجه أخيك صدقة، واتقاء النار يحصل بشق تمرة وإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان ألم تسمع بقول حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم- كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس ، يعدل بين الاثنين صدقة ، ويعين الرجل على دابته في حمل عليها ، أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ، ويميط الأذى عن الطريق صدقة. فماذا ننتظر يا ترى أما من يوم طلعت شمسه إلا وبجنبيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا آبت الشمس إلا وكان بجنبيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا وأنزل الله في ذلك قرآنا في قول الملكين يا أيهاالناس هلموا إلى ربكم في سورة يونس ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) وأنزل في قولهما اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا ( والليل إذايغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى ) إلى قوله ( للعسرى )
    فلنبادر بالعمل الصالح ولنسارع في الخيرات فإنها إن طلعت الشمس من مغربها فقدت ساعة الندم.
    اعلموا أن الوقت الذي تعيش ونهفي هذه الحياة الدنيا أغلى ما للإنسان، ولا يقدر بالأثمان، وكل مفقودٍ يمكن أن يسترجع إلا الوقت، فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل، ولذلك على المسلم أن يحفظه فيماينفعه في آخرته ودنياه، ويصونه عن الضياع باللهو والغفلة، ويستقبل أيامه استقبال شديد الظمأ لقطرة الماء، لا يفرط في قليلها فضلاً عن كثيرها، ويجتهد أن يضع كل شيء إن العمر الذي نعيشه هو مزرعتنا التي تجني ثمارها في الدار الآخرة، فإن زرعته خير وعمل صالح جنيت السعادة والفلاح، وكنت مع الذين ينادى عليهم في الآخرة (كُلُواوَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ )
    وإن ضيعته في الغفلات، وزرعته بالمعاصي والمحرمات؛ ندمت على ما قدمت يداك حيث لا ينفعك الندم، وتمنيت الرجوع إلى الدنيا لتعمل ولو حسنة واحدة - أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ )
    إن المسلم الحق يحافظ على وقته محافظة شديدة، لأن الوقت عمره، فإذا أضاع منه ولو شيئاً يسيراً في غير ما شرعه الله كان عليه حسرةً وندامةً يوم القيامة، وكل ساعة تمرُّ على ابن آدم تقربه إلى الآخرة وتبعده من الدنيا،
    وقال الحسن رحمه الله (ما من يومٍ ينشق فجره إلا نادى- يا بن آدم- أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود فيَّ بعملٍ صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة ) فغريب شأن هؤلاء الناس كيف يلهون ويلعبون، ويركضون وراء شهواتهم والموت يأتي بغتة، وينسون ويعرضون، وكل ذرة من أعمالهم محسوبة ،
    إن الإسلام دينٌ جعل للوقت مكانته، وحث على شغله بالطاعات والقربات، 

    وحذر أشد التحذير من إعماله بالمخالفات، وجعل من علامات الإيمان أن يعي المسلم هذهالحقيقة، ويسير على هداها، واعتبر الذاهبين عن غدهم، الغارقين في حاضره- قال رسول الله صلى عليه وسلم -لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذاعمل به ) 

    وإنه لمن المؤسف حقاً أن كثيراً من الناس اليوم ابتلوا بتضييع الأوقات بالمحرمات، واتباع الشهوات، والعكوف على المغرياتوالملهيات،
    فهل استعد كل مسلم منا للوقوف بين يدي الله، وأعد أجوبة للأسئلة العظيمة عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه
    بأي جوابٍ سيجيب من لا يبالي بماله؛ فيكتسبه بالوسائل المحرمة، والحيل الممنوعة، وينفقه في غير الطرق المشروعة ما جواب هؤلاء أمام الجبار جل جلاله حين يسألهم



    اتقوا الله وأعدوا لهذا الأمر عدته، واحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة،

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو 2024 - 21:45