منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي

    أنس الحروب
    أنس الحروب


    الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي Stars5



    الجنس : ذكر
    البرج : الجوزاء
    عدد المشاركات : 1522
    العمر : 35
    البلد : الاردن
    الحالة الاجتماعية : اعزب
    التخصص : محاسب
    نقاط النشاط : 1404
    الاعجاب : 2
    المهنة : الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي Collec10
    المزاج : الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي 3910
    الدوله : الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي Jordan10

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي Empty الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي

    مُساهمة من طرف أنس الحروب الأربعاء 24 ديسمبر 2008 - 20:05



    الإنسان بين الواجب
    الدنيوي والمصير الأخروي





    يأتي الإنسان إلى هذه الحياة الدنيا ، مبتدئا ، إياها بيوم
    مولده ، ثم ينشأ ويترعرع . وتترعرع في جنبيه آماله وأحلامه ، ويقوى تعلقه بهذه
    الحياة ، فلا يسعه فراقها ولا يرضى بغيرها بدلا ، فيطوي على هذا الحال سنين
    طويلة ، ويبلغ من عمره ما يبلغ ، فتأكل الأيام قواه ويثقل الزمان ظهره بحمل من
    السنين ، فيقعد مرغما عن السعي إلى الآمال والركود خلف الأحلام .



    وعندها تحين الالتفاتة ، وهو ما يفتأ يرى أنه قد بلغ
    النهاية في عراكه مع أحداث الحياة من أجل الوصول إلى ما كان يرجوه من أسفاره .



    وها هو الآن يضع عصا الترحال مستسلما لأمر الواقع ، إذا قد
    حانت أشراط الفراق ، وقد ازدادت الشقة بينه وبين هذه الحياة ، ثم يلفظ آخر
    أنفاسه خاتما تلك الحياة في لحظة من سكرات الموت .



    فهل ينتهي إلى هنا كل شئ ؟
    وهل تنتهي الحياة بموت الإنسان وتحوله إلى جثة هامدة وعظام نخرة ، ثم لا شئ بعد
    ذلك ؟
    فإن كان الأمر كذلك ، فما هو الفرق إذا بين الإنسان والحيوان ، وبين إنسان وآخر
    من جنسه من حيث المصير ؟
    ما الفرق بين الناس : الناجح منهم والفاشل في حياته ، وبين الخير والشرير ،
    وبين العادل والظالم ؟
    أم أن خالق الكون والإنسان لا يهدف إلى شئ من خلقه إياه ؟
    أم أن وجود الإنسان محدود بهذه الحياة الدنيا فحسب ، فلماذا الموت والفناء إذا
    ، ولم لا يترك الإنسان مخلدا باقيا في حياته ، ما دام لا شئ بعد الموت ، أم أن
    الخالق عاجز عن إبقائه فيها أبدا ؟






    الكل يعلم - سواء استمد علمه هذا من عقيدة دينية أو من
    الفطرة - أنه ميت وماض إلى حياة أخرى ، وحتى أولئك الماديون فإنهم إنما ينفون
    هذا لفظا وجدلا لا يقوى على إقناع أو حجة بل يقرون بذلك فطرة أخفوها من خلف
    مكابراتهم ومرائهم .



    إن الحياة لا تنتهي بالموت ، وإنما الموت انتقال إلى الحياة
    الثانية التي تبدأ بما يسمى بالحياة البرزخية .


    وفي الواقع أنه بالموت يبدأ كل شئ ، فالحياة الدنيا ليست
    سوى تلك الأعمال التي يتصدى لها الإنسان فيها منذ ولادته إلى يوم ارتحاله ،
    والحياة الأخرى ليست سوى حضور تلك الأعمال التي تصدى لها الإنسان في حياته
    الدنيا بذواتها منذ بلوغه التكليف ثم حصحصتها بلا تجاوز لصغيرة ولا كبيرة .



    وعلى هذا الأساس - فالناس - وهم في حياتهم الدنيا - سواسية
    من حيث إن لهم اكتساب هذه الفرصة للتحصيل والتزود كل على قدر ارتباطه بخالقه
    والتزامه بتكاليفه . وهم بذلك على قدر وافر من الاختيار ، بل دون جبر يحول
    بينهم وبين اكتساب هذه الفرصة السانحة التي لا تتكرر .



    وطبقا لذلك فهم سواسية أيضا من حيث الثواب والعقاب في
    الحياة الأخرى ، كل طبقا لما اكتسبه في حياته الأولى وما انتخبه من نهج فيها .
    إذا فالحياة الأولى مرحلة الاكتساب والتزود ، والموت هو لحظة الانتقال إلى
    الحياة الثانية التي هي حياة الاستقرار الأبدي لما اكتسبه وتزود به سابقا
    ( ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب )
    ( 1 ) .



    إن الحياة التي يحرزها الإنسان في آخرته بلا شك هي حياة
    أبدية ويمكن للفرد أن يتصور ويمعن الفكر بعمق في معنى تلك الحياة الأبدية ، مع
    العلم بأن الأبدية تعني إلى جانب عدم الانقطاع والانصرام اللاعودة واللارجعة
    لترتيب الأمور وإصلاح ما فسد منها ، إذا أن ذلك أمر ممنوع ولا مجال له قط .



    فليتصور الإنسان ذلك ، وليضع نفسه مرة في موضع من حالفه
    التوفيق في تلك الحياة الأبدية ، ومرة في موضع الذي جانبه التوفيق وحدث على أقل
    تقدير تقصير في أعماله فأصابه نوع من الشقاء فيها ، وليذوق طعم الحياتين في
    الحالتين معا ، حتى يتبين له الفرق الشاسع وخطورة الموقف ، حتى تتبين


    <table style="border-collapse: collapse;" id="AutoNumber18" border="0" bordercolor="#111111" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"> <tr> <td bgcolor="#cccccc" width="2%"> </td>
    <td bgcolor="#cccccc" width="96%">
    * هامش *</td>
    <td bgcolor="#cccccc" width="2%"> </td>
    </tr>
    <tr> <td bgcolor="#cccccc" width="2%">
    </td>
    <td bgcolor="#cccccc" width="96%">


    ( 1 ) إبراهيم : 51 .
    ( * )
    </td>
    <td bgcolor="#cccccc" width="2%"> </td>
    </tr>
    </table>











    له أهمية الحياة الدنيا من حيث إنها مجال لا حراز
    المصائر ، وبالتالي يدرك جيدا أن السعي إلى البحث عن سبيل السلام واجب ، يحتمه
    عليه خطورة ما يؤول إليه مصيره الخاص في تلك الحياة التي لا فرصة فيها لإصلاح
    ما فسد ، ولا عودة فيها للبدء من جديد .



    فالحياة الدنيا - وهي مجال لأداء هذا الواجب ومنطلق لذاك
    المصير - ليست مجالا لاكتساب أعمال قد أحيطت بالظنون وطوقت بالأوهام ، إذا أنها
    حياة - وهي تؤدي إلى مصير كهذا قطعا - لا تحتمل ذلك لمحدوديتها وقصرها ، فلا بد
    إذا أن يكون


    كل فعل يكتسب فيها مؤسسا على اليقين والحق ، والفعل الذي
    يبعث الاطمئنان على النتائج فتأسيس هذه الحياة على الظن والأوهام لا ينتهي إلا
    إلى هذين .



    إن أهمية الحياة الدنيا من هذا الحيث لا تقل شيئا عن أهمية
    الحياة الأخرى ، إذ لا بد للإنسان أن يبعد عن حياته هذه كل ما من شأنه أن يباعد
    بينه وبين السعادة الأبدية في تلك الحياة التي تقوم على أساس اليقين ، بل عين
    اليقين .



    وهذا هو أصل السعادة وأساس الفوز في الحياة الآخرة .
    والسنخية بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة واضحة، فما يفعله الإنسان في هذه
    الحياة يحضر بعينه وبصورته النوعية الحقة ليجده الفرد هناك أمامه ، بل كل فعل
    وكل شئ آنذاك يتجلى في صورته

    الواقعية التي لا نستطيع ونحن في حياتنا هذه - ما دمنا
    قد بنيناها على الظن - أن ندركها كما هي في الواقع الحقيقي ، وهذا هو اليقين
    المطلوب في هذه الحياة ، الذي تكون علائمه التي تشير إليه هي اليقين المطلوب في
    هذه الحياة في أدنى درجاته
    ديما
    ديما

    { إداري قديم }


    {  إداري قديم }


    الجنس : انثى
    البرج : العقرب
    عدد المشاركات : 26695
    العمر : 41
    البلد : فلسطين
    الحالة الاجتماعية : عزباء
    التخصص : محاسبة
    نقاط النشاط : 13086
    الاعجاب : 80
    المهنة : الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي Unknow10
    المزاج : الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي 5910
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي Empty رد: الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي

    مُساهمة من طرف ديما الأحد 28 ديسمبر 2008 - 16:33

    يعطيك العافية وجزاك الله خيرا
    فتاة المروج
    فتاة المروج


    الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي Stars5



    الجنس : انثى
    البرج : الميزان
    عدد المشاركات : 1719
    العمر : 48
    البلد : عمان
    التخصص : مصادر تعليمية ومكتبات
    نقاط النشاط : 5
    الاعجاب : 4
    المهنة : الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي Office10
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي Empty رد: الانسان بين الواجب والدنيوي والمصير الاخروي

    مُساهمة من طرف فتاة المروج السبت 3 يناير 2009 - 15:58

    مشكور أخي انس
    بارك الله فيك

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 1:07