الرئيسية
هذه القصيدة احدى روائع ديوان "زوايا ا لخط المستقيم" للشاعر رامي ياسين الحروب
نشيد الجسر
رحلتْ حيرةٌ من مكانٍ للتيهِ أعرفهُ
وسكنتْ زوايا الطريقْ..
أكلتني حرقةٌ في طريق العودةِ إلى البيت
وغصّ وجعٌ..
أَلِفَتْ خطواتي نباحَ شارعٍ عتيقْ..
في شارعنا ألفُ /*/*/*ٍ
ومائة كائنٍ بدائيّ من صنف الكلاب أيضاً
وعشرُ قططٍ نبّاحةٍ
وكلّهم يحملونَ مطفأة حريقْ..
في شارعنا حكومةٌ توزّع كل يومٍ شموعاً
وتعلن دوماً عبر المذياعِ دعمها لحقوق المرأة
نصفُ مجتمعٍٍ وجنسٌ رقيقْ..
يؤيّدها بيانٌ عن مثقّفين يتداولون في مقهىً
مخاطرَ قصيدةِ النّثرِ
كلّ مَنْ في البيتِ غريقْ..
وهذا النباحُ طويلٌ جدّا
كم موجِعٌ أن تصرخَ في شارعٍ ينبحُ
ولم يعد في الدّرب صديقْ..
ظلالُ الرفاق على عتبة الشارع تجلسُ
تغنّي بين الناس نشيدَ الجسرِ
على طريق الجسر استشهد كل رفيقْ..
أتعبتَ؟
إنّ جدران الدنيا خطواتٌ
واختنق في خطوتي نفسٌ
نامت كل الخلايا العاملة في جسدٍ
واستشرى النباح
صَحَتْ ريحٌ قبل الفجرِ..
كسرتْ رغيفَ نوميَ اليابسَ
شقّقتْ مرآةً كنتُ أخبّئها تحت جلدي
وصرختْ مرايا..
كان يظللّني جسرٌ من الأرقِ الخشبيّ
إن الجسور حكايا ..
أرهقتني ذاكرةُ الجسورِ ذاكرتي نزفٌ مستباحٌ
جسرُ بغدادَ..جسرُ العودةِ
لماذا لم يعبروه؟
لماذا تركوه عارياً؟
هل أدهشهم بياض الأيدي الإنسانيّة؟
إنّ الجسورَ نوايا..
اهدأ
دَندِنْ في أعماقك لحنك
وتعرّى أمام الدفء الكامل تحت زخّات المطر
تذوّق طعم المطرْ..
وجعي هذا غريب ولذيذْ..
إن المطر يطلق ظلّكَ
سيسمعكَ اللحنَ كاملاً
فلا تخفي عورتكَ بورق الشجرْ..
لن أستطيعَ
لن أخبئ مرآةً أخرى
لحلمي ذاكرةٌ نيّئةٌ
كما لقلبي مذاقُ نبيذْ..
خمسُ دقائقَ تكفي لأن نقول بأنّا نحن
اهدأ
كلّ بابٍ فيكَ يطلّ على النهر
تعرّف أبوابكَ
تعلّم متى تدقّ البابَ ومتى تقتحم
لن أحتملْ
كيف يمكن للنهر أن يغرق رغم حمّى قطراته ويخشى البلل؟
كانتْ تنتظرني
خلعتْ وشاحاً خمرياً
كان جسراً ببغداد بين نهرين
على رقبتِها يصيح الأرقْ..
أزاحتْ ظلّ شَعرِها عن الخدّ
فارتعش النّمش الذهبيّ
وتعرّى صهيلٌ..
لشفتيها بحةٌ بلون الشفقْ..
هَمَسَتْ خطوتين نحوي
اختزلتْ ظلالَ الأشياءِ في بؤرة وجنتيها
وأنا..
أنا كمن عرّاه البحر من بوصلته
وراء كل بابٍ
بابٌ ونفقْ..
اضطجعتْ قربي
على شفتي العطشى هَدْهَدْتُ هديلَ الشّعْرِ
احترقتْ أصابعي بعويلٍ أزرقَ
لملمسها رعشةُ زهر اللوز في كفّ من احترقْ..
غنّت ..
لصوتها أناملٌ ترسمُ وجهي برائحةِ الحبقْ..
اقتربتْ أكثر
واقتربتُ أكثر
أترين الجسرَ؟
أرى بحراً
كبر الموج بداخلنا فانسحب شاطئٌ
عانقتني..
ياه..للصمت يكسر صدى الدهشة بالقلقْ..
وعانقتها
فانطلقتْ خيولٌ..
في عينيها طقسٌ هو اغتراب بين مذهبين
في سرّ من اعتنقْ..
أرختْ عطراً للياسمين في جسدها
وغفت
على كفّي غفت
على كفّي زرعتُ حزن البهجة
وعلى كفّي أمطرتْ السماء بالغرقْ..
كانتْ تنتظرني
ركضتْ كصهيل الروح باكيةً بالبهجة المنثورة
ناديتُ بكل الأسماء
عبثاً أحاول
أهذا الوقت لنا؟
أما كنّا نغني لحن الجسر الأول؟
أم أنّ البديلَ قبّل قدميكِ فأحنيتِ رأسكِ وسقط لون البشرة؟
خمسُ دقائقَ تكفي لاغترابٍ أبديّ مبهم
اهدأ..
دندن لحنك
وارسم بحّة صوتكَ
فقد بيعَ الرصاص
ما عاد هناك من يرسم لحنه
فقد بيعت أيضاً
أقلام الرصاص
صار اللحن يُسمَع من أبواقهم
ويكسر الظلال كالقدر
اهدأ
اسمع لحنك
وافتح بأعماقك عمق البحر
طهّر روحك من وسخ الأيّام
وما علق بالذاكرة من مسخ الصور
كلّ جدران السّجن خطواتٍ لم تمشها
خمس دقائق تكفي لمطر يغسل ملح الظمأ
اهدأ..
ها ظلّك ارتسم بالممحاة على قاماتهمْ..
غنّ لحنكَ
اقتحمْ..
واشرب المطر
سأحقن دمي بلون الخطيئة
أملأ كأسي بخمر البذاءة
وأمضي
لن ينكسر لحنٌ حُفِرَ على الكوفية والحجر
هذا طريقي
طريق الرفاق..طريق الجسر
هذا جسرنا فوق النهر
لا تعبر الجسر وخطوتك مُتعَبَة..
كم عبروه باستحياءٍ
فسقطوا بوادي عربة..
قلتُ لكَ: إنّ الجسور نوايا
خُذْ نَفَسَاً عميقاً
غنّ نشيدكَ
نشيد الجسر الأول
لن تسكنك أربع خطوات وعتبة..
لن أسكنها
كل جدران السجن خطوات لم تمشها
أعبرهُ..
وكلّ جسرٍ لم تعبره انسفه
لا تنشّز لحنك بصدى صدأ الجسور المخرّبة..
احقن دمك ثانية بلون الخطيئة
و املأ كأسك إن فرغت بخمر البذاءة
وامضِ
باسمك امضي
وعلى جسوري سأمضي
نشيد الجسر
رحلتْ حيرةٌ من مكانٍ للتيهِ أعرفهُ
وسكنتْ زوايا الطريقْ..
أكلتني حرقةٌ في طريق العودةِ إلى البيت
وغصّ وجعٌ..
أَلِفَتْ خطواتي نباحَ شارعٍ عتيقْ..
في شارعنا ألفُ /*/*/*ٍ
ومائة كائنٍ بدائيّ من صنف الكلاب أيضاً
وعشرُ قططٍ نبّاحةٍ
وكلّهم يحملونَ مطفأة حريقْ..
في شارعنا حكومةٌ توزّع كل يومٍ شموعاً
وتعلن دوماً عبر المذياعِ دعمها لحقوق المرأة
نصفُ مجتمعٍٍ وجنسٌ رقيقْ..
يؤيّدها بيانٌ عن مثقّفين يتداولون في مقهىً
مخاطرَ قصيدةِ النّثرِ
كلّ مَنْ في البيتِ غريقْ..
وهذا النباحُ طويلٌ جدّا
كم موجِعٌ أن تصرخَ في شارعٍ ينبحُ
ولم يعد في الدّرب صديقْ..
ظلالُ الرفاق على عتبة الشارع تجلسُ
تغنّي بين الناس نشيدَ الجسرِ
على طريق الجسر استشهد كل رفيقْ..
أتعبتَ؟
إنّ جدران الدنيا خطواتٌ
واختنق في خطوتي نفسٌ
نامت كل الخلايا العاملة في جسدٍ
واستشرى النباح
صَحَتْ ريحٌ قبل الفجرِ..
كسرتْ رغيفَ نوميَ اليابسَ
شقّقتْ مرآةً كنتُ أخبّئها تحت جلدي
وصرختْ مرايا..
كان يظللّني جسرٌ من الأرقِ الخشبيّ
إن الجسور حكايا ..
أرهقتني ذاكرةُ الجسورِ ذاكرتي نزفٌ مستباحٌ
جسرُ بغدادَ..جسرُ العودةِ
لماذا لم يعبروه؟
لماذا تركوه عارياً؟
هل أدهشهم بياض الأيدي الإنسانيّة؟
إنّ الجسورَ نوايا..
اهدأ
دَندِنْ في أعماقك لحنك
وتعرّى أمام الدفء الكامل تحت زخّات المطر
تذوّق طعم المطرْ..
وجعي هذا غريب ولذيذْ..
إن المطر يطلق ظلّكَ
سيسمعكَ اللحنَ كاملاً
فلا تخفي عورتكَ بورق الشجرْ..
لن أستطيعَ
لن أخبئ مرآةً أخرى
لحلمي ذاكرةٌ نيّئةٌ
كما لقلبي مذاقُ نبيذْ..
خمسُ دقائقَ تكفي لأن نقول بأنّا نحن
اهدأ
كلّ بابٍ فيكَ يطلّ على النهر
تعرّف أبوابكَ
تعلّم متى تدقّ البابَ ومتى تقتحم
لن أحتملْ
كيف يمكن للنهر أن يغرق رغم حمّى قطراته ويخشى البلل؟
كانتْ تنتظرني
خلعتْ وشاحاً خمرياً
كان جسراً ببغداد بين نهرين
على رقبتِها يصيح الأرقْ..
أزاحتْ ظلّ شَعرِها عن الخدّ
فارتعش النّمش الذهبيّ
وتعرّى صهيلٌ..
لشفتيها بحةٌ بلون الشفقْ..
هَمَسَتْ خطوتين نحوي
اختزلتْ ظلالَ الأشياءِ في بؤرة وجنتيها
وأنا..
أنا كمن عرّاه البحر من بوصلته
وراء كل بابٍ
بابٌ ونفقْ..
اضطجعتْ قربي
على شفتي العطشى هَدْهَدْتُ هديلَ الشّعْرِ
احترقتْ أصابعي بعويلٍ أزرقَ
لملمسها رعشةُ زهر اللوز في كفّ من احترقْ..
غنّت ..
لصوتها أناملٌ ترسمُ وجهي برائحةِ الحبقْ..
اقتربتْ أكثر
واقتربتُ أكثر
أترين الجسرَ؟
أرى بحراً
كبر الموج بداخلنا فانسحب شاطئٌ
عانقتني..
ياه..للصمت يكسر صدى الدهشة بالقلقْ..
وعانقتها
فانطلقتْ خيولٌ..
في عينيها طقسٌ هو اغتراب بين مذهبين
في سرّ من اعتنقْ..
أرختْ عطراً للياسمين في جسدها
وغفت
على كفّي غفت
على كفّي زرعتُ حزن البهجة
وعلى كفّي أمطرتْ السماء بالغرقْ..
كانتْ تنتظرني
ركضتْ كصهيل الروح باكيةً بالبهجة المنثورة
ناديتُ بكل الأسماء
عبثاً أحاول
أهذا الوقت لنا؟
أما كنّا نغني لحن الجسر الأول؟
أم أنّ البديلَ قبّل قدميكِ فأحنيتِ رأسكِ وسقط لون البشرة؟
خمسُ دقائقَ تكفي لاغترابٍ أبديّ مبهم
اهدأ..
دندن لحنك
وارسم بحّة صوتكَ
فقد بيعَ الرصاص
ما عاد هناك من يرسم لحنه
فقد بيعت أيضاً
أقلام الرصاص
صار اللحن يُسمَع من أبواقهم
ويكسر الظلال كالقدر
اهدأ
اسمع لحنك
وافتح بأعماقك عمق البحر
طهّر روحك من وسخ الأيّام
وما علق بالذاكرة من مسخ الصور
كلّ جدران السّجن خطواتٍ لم تمشها
خمس دقائق تكفي لمطر يغسل ملح الظمأ
اهدأ..
ها ظلّك ارتسم بالممحاة على قاماتهمْ..
غنّ لحنكَ
اقتحمْ..
واشرب المطر
سأحقن دمي بلون الخطيئة
أملأ كأسي بخمر البذاءة
وأمضي
لن ينكسر لحنٌ حُفِرَ على الكوفية والحجر
هذا طريقي
طريق الرفاق..طريق الجسر
هذا جسرنا فوق النهر
لا تعبر الجسر وخطوتك مُتعَبَة..
كم عبروه باستحياءٍ
فسقطوا بوادي عربة..
قلتُ لكَ: إنّ الجسور نوايا
خُذْ نَفَسَاً عميقاً
غنّ نشيدكَ
نشيد الجسر الأول
لن تسكنك أربع خطوات وعتبة..
لن أسكنها
كل جدران السجن خطوات لم تمشها
أعبرهُ..
وكلّ جسرٍ لم تعبره انسفه
لا تنشّز لحنك بصدى صدأ الجسور المخرّبة..
احقن دمك ثانية بلون الخطيئة
و املأ كأسك إن فرغت بخمر البذاءة
وامضِ
باسمك امضي
وعلى جسوري سأمضي
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
» جميع حلقات سيف النار
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
» شات عربي
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس