انا انسان مثلكم

( أنا إنسان مثلكم )
كان الوقت ليلاً تقريباً في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وكانت ’ماري’ تلك الخادمة البائسة تقوم بغسل الأواني وكان الجو باراً جداً.
- ماري ما هذا الإهمال لماذا لم تنتهي من غسل الأواني إلى الآن ألا تعلمين بأن عليك أن تكوي الملابس قبل أن تنامي.
هكذا صاحت بها السيدة’ سعاد’ دون شفقة أو رحمة متناسيةً أنها لم تقدم لها إلا قبل ربع ساعة وهي كثيرة كالجبال بعد تلك الزيارة لصديقات السيدة سعاد.
- يا ألهي ارحمني وساعدني.
تقولها ماري وهي تشعر بالقهر
- ماري تعالي حلاً .
تصرخ الآنسة ’مها’ ابنة السيدة سعاد
- نعم آنسة مها هل طلبتني؟
- أيتها الكسولة خذي حذائي هذا وقومي بتلميعه فأنا أُريد أن أذهب بهِ إلى المدرسة غداً أتفهمين؟!
- عفواً آنستي ولكن علي أن أنهي الغسيل والكي والوقت كما تعلمين متأخر.
- ماذا تقولين هل تطلبين مني أن ألمع الحذاء بدلاً منكِ. - عفواً لم أكن أقصد الإساءة ولكن أنا مشغولة جداً و أرجوا أن ........... .
- لا تتحدثي أيتها الحمقاء أفعلي ما أأمركِ به فقط ولا تردي علي أبداً ألا تعرفين من أنا ومن أنتِ, أنتِ مجرد خادمة عليها أن تعمل بدون مناقشة أذهبي عن وجهي أيتها القبيحة.
- حاضر آنستي.
وتخرج ماري والأم يعتصر قلبها على ما قالته لها وعلى الظلم المستمر ولكن عليها أن تصبر -------مة العيش لا بد لها من صبر

تذهب وتبدأ بالكي وبعده تقوم بتلميع حذاء الآنسة مها ودموع القهر والظلم تخالط ذاك الطلاء الأبيض
- يا ألهي لماذا يعاملونني هكذا آلا يكفي أنهم يجعلونني أنام في هذه الغرفة الصغيرة الخالية من كل شيء سوى غطاء مهتري وعلبة كبيرة أضع فيها ملابسي وطاولة للكي آلا يكفي بأني أتألم كثيراً بسبب البرد القارص وذلك الطعام الرديء يا رب ساعدني وألهمني الصبر.
بعد أن تنتهي تذهب لكي تنام ولم يبقى على موعد الاستيقاظ سوى ساعة واحدة وهي تشعر بفتور شديد وتنام وعوارض المرض قد بدأت بالظهور
- ماري ماري يا كثيرة النوم استيقظي الساعة الآن السادسة وأنت لم تقومي بأعداد الفطور بعد هيا بسرعة.
- أرجوك سيدتي أشعر بأني مريضة.
- ماذا مريضة أيتها الكاذبة أنهضي فوراَ وأعدي الفطور بسرعة.
- أرجوك أنا........... .
- أصمتي لا أريد نقاش الويل لكي أن استيقظت مها ولم تجد الطعام جاهزاً أتفهمين.
- ............. .
- لماذا لا تردين لا أعرف ما الفائدة منكِ تأكلين و تنامين وترفضين العمل بل وتتمارضين
أنهضي فوراً وهيا بسرعة إلى المطبخ.
- حاضر سيدة سعاد.
تنهض وهي تشعر بصداع شديد وتذهب لتعد الفطور وبعد أن أنهت إعداد الفطور تقوم بصفه على المائدة وفجأة تسمع صراخ الآنسة مها تناديها
- ماري تعالي فوراً تعالي يا بلهاء تعالي.
تهرع ماري والسيدة سعاد إلي غرفة الآنسة مها.
- ماري ماذا فعلتي بحذائي الثمين يا غبية ماذا فعلتي؟
- عفواً ماذا حصل؟
- وتقولين ماذا حصل كيف تقومين بطلاء حذائي باللون الأبيض ولونه وردي فاتح أين عينيك أيتها العمياء.
- آسفة ولكن ما الفرق إذا كان اللون أبيض أو وردي فاتح.
- يا لكي من غبية هناك فرقٌ كبير فكيف تعرف صديقاتي إذا كان الحذاء ماركة أصلية أم مقلدة بدون الألوان ثم كيف تسمحين لنفسك بأن تسأليني هذا السؤال يا وقحة.
- آسفة.
- لا تُجِيدين سوى قول آسفة خذي أصلحي ما أفسدت.
وترمي الحذاء في وجه ماري مخلفاً ألماً عند فكها السفلي.
- أمي أرجو منكِ أن تعاقبي هذه البلهاء أرجوك.
- حسناً, إن مافعلته لا يمكن أن يغفر له لذلك لن تتناولي الطعام اليوم وسف تنامين في الخارج أهذا واضح.
- واضح واضح سيدة سعاد.
تقولها والدموع تجري من عينيها
- انصرفي الآن إلى عملك .
- حاضر.
وفي اليوم التالي لم تتمكن السيدة سعاد من إيقاظ ماري لأنها فقدت وعيها بسبب الجوع والبرد
وفي المستشفى
- ما الأمر يا دكتور ماذا جرى لها؟
- لقد فقدت وعيها بسبب الجوع والبرد وعليكم الاعتناء بها جيداً .
- ماذا نعتني بها سوف أرحلها إلى بلدها فور أن تستعيد وعيها .
- ولكن هذا لا يجوز!
- و لماذا لا يجوز إنها خادمة أتت كي تعمل فقط لا أن تمرض و أنا غير مسئولة عنها ألا يكفي الأجرة التي أدفعها لها.
- ولكنها إنسان مثلكم يجب أن تعيش كما يعيش أي إنسان له احترام.
- ماذا تقول يا دكتور محمد احترام هل نسيت أنها خادمة.
- و إذا كانت خادمة يجب أن تعرفي أنها لم تأتي إليكِ إلا لأنها

محتاجة و لهذا هي تحتمل آذاكم , أنتم أناس لاتستحقون الخدم لأنكم تضنونهم آلات تعمل ليل نهار بدون كللٍ أو ملل اسمحي لي سيدة
سعاد أريد أن آخذ ماري للعمل في منزلي كي تحظى بالعناية اللازمة وكي تعامل على أنها إنسان له مشاعر.
وبعدها تذهب ماري للعمل في منزل الدكتور محمد مع زوجته وأولاده الذين شعرت معهم بالأمان والسعادة