يعتبر علم نفس النمو أحد فروع علم النفس النظرية ويهتم بدراسة الإنسان منذ لحظة الإخصاب وحتى الممات .
هناك العديد من التعريفات لمفهوم النمو منها :
سلسلة متتابعة من التغيرات تحدث بطريقة منتظمة نتيجة للنضج و الخبرة ولها عمليتان متزامنتان هما الهدم والبناء.
سلسلة متتابعة من المراحل ، وكل مرحلة تتأثر بالمرحلة السابقة لها وتؤثر في المرحلة التالية .
فبيئة الفرد تبدأ منذ اتحاد الحيوان المنوي بالبويضة وتكوين ما يسمى بالزايجوت ، ويعد رحم الأم أنسب بيئة للجنين ، وهو بتلك البيئة يتأثر بعوامل عدة لعل من أهمها انفعال الأم الزائد ، وهناك عوامل مثل الكروموسومات و الغدد الصماء داخل جسم الإنسان وهذه الغدد غدد صماء أو مغلقة ، والعدد الصماء تصب إفرازات تسمى هرمونات ، والهرمون الذي يتم إفرازه يكون بنسب محدده ولو حدث زيادة في إفراز الهرمون أو النقص يؤدي إلى اضطراب عند الفرد ، وهذه الغدد لها أنواع فهناك قنوية وغير قنوية ( صماء ) فالقنوية تصب إفرازاتها في الدم غبر قنوات مثل العرقية والدمعية ، وغير القنوية عبارة عن غدد مغلقة تصب إفرازاتها في الدم بطريقة مباشرة ، و المشتركة هي عبارة عن غدد قنوية وغير قنوية في نفس الوقت مثل البنكرياس في المعدة وله إفرازه في الدم بطريقة مباشرة وغير مباشرة .
والبناء مستمر مع الفرد منذ لحظاته الأولى حتى يصل إلى مرحلة الشيخوخة ، والغالب هتا يكون الهدم مع استمرار النمو .
كذلك فالنمو سلسلة من التغيرات المنتظمة وليست العشوائية ، والتغيرات ليست فقط في حجم الأعضاء وإنما يتبعها تغير في وظائف الأعضاء كذلك ، كما أن هناك تغيرات في النوع وفي العدد مثل عدد الأسنان وفي الحجم ، وكذلك في الشكل وفي نسب أعضاء الجسم من خلال مراحل النمو المختلفة ، كما أن هناك تغير في المعالم فنجد أن هناك غدد موجودة عند ا لطفل مثل التيموسية و الصنوبرية حيث يكون حجمها كبير في البداية ومع نمو الفرد يحدث لهما ضمور وتقوم الغدد الجنسية بدورها ووظائفها ، وفي حال عدم حدوث ضمور لهما تظهر بعض الاضطرابات .
أهمية دراسة النمو
أولاً : من الناحية النظرية :
1. أنه يساعدنا في معرفة ما الذي نتوقعه من الطفل ، ومتى نتوقعه ، ففي حالة عدم معرفة مبادئ وقوانين النمو فسنكون أكثر ميلا إلى أن نتوقع من الطفل مستويات عالية جدا أو منخفضة في مرحلة عمريه معينة ، ولهذا الأمر آثار خطيرة ففي حال المستويات الأعلى من السلوك يكون من المحتمل أن تنمو لدى الطفل مشاعر عدم الكفاية والأهلية لأته لا يستطيع أن يصل إلى المعايير التي ارتآها له والداه ومعلموه ، وفي حال توقع أنماطا سلوكية أقل من المستوى يؤدي إلى خفض الحالة الدافعية عند الطفل وبالتالي يقل مستوى إنجازه عن قدراته الحقيقية .
2. يساعد في معرفة الوقت الذي يمكن فيه استثارة استعدادات الطفل ، والوقت الذي لا يجب استثارتها فيه بحيث لا تكون الاستثارة ذات قيمة بناءة إذ أن من المحتمل أن يحدث العكس ، وتهيئ هذه المعرفة الأساس اللازم للتخطيط وللتنشيط البيئي الذي ينبغي تقديمه للطفل ، والتوقيت الصحيح لتنشيط واستثارة استعداداته حتى ينمو نموا صحيحا .
3. الوعي بالنمو السوي يجعل في الإمكان تهيئة الطفل مقدماً للتغيرات التي سوف تحدث في جوانب النمو المختلفة ، مما يساهم في التقليل من التوترات المصاحبة لعملية التكيف بطريقة سوية .
4. تحديد معايير معينة لما يمكن توقعه من الطفل في كل مرحلة نمائية ، ومن هنا يمكن تحديد مقاييس لمختلف مظاهر النمو مثل التسنين وعمر المشي والعمر العقلي وعمر القراءة ….الخ
ثانياً : من الناحية التطبيقية :
1 / بالنسبة للوالدين :
1) التعرف على خصائص الأطفال و المراهقين مما يساعدهم في تنشئتهم اجتماعيا ، وفهم العوامل التي تؤثر في نموهم .
2) التعرف على مراحل النمو وخصائصها وطبيعة عملية الانتقال من مرحلة لأخرى مما يساعدهم في رعاية نمو شخصية أبنائهم .
3) التعرف على الفروق الفردية في معدلات النمو يساعد على توقع ما هو في مقدور الطفل .
4) مساعدة أطفالهم على أن يحيوا مرحلة النمو التي يمرون بها .
2 / بالنسبة للمعلمين :
1) الوقوف على استعدادات الأطفال ، مما يساعدهم على التخطيط السليم لهم تربويا وتهيئتهم واستثارة قدراتهم .
2) بالوقوف على الفروق الفردية يمكن الوصول إلى أفضل طرق التدريس والتي تتناسب مع المرحلة الدراسية ومستوى النضج .
3) الوقوف على خصائص الأطفال و المراهقين و العوامل التي تؤثر في نموهم وأساليب سلوكهم مما يساعدهم في العمل على تكيف هؤلاء لأطفال والمراهقين دراسياً و اجتماعياً .
3 / بالنسبة للأخصائيين الاجتماعيين :
1) فهم المشكلات الاجتماعية وثيقة الصلة بتكوين ونمو الشخصية مثل مشكلات اضعف العقلي والتأخر الدراسي والانحراف ، مما يساعدهم في التعرف على مسبباتها واقتراح الخطط المناسبة لعلاجها .
2) فهم خصائص نمو الأطفال و المراهقين بما يضمن لهم تعاونهم وهو ما يساعدهم على أداء دورهم .
3) المساعدة في عمليات ضبط سلوك الفرد وتقويمه بما يضمن له تحقيق مستوى جيد من التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي والمهني في المستقبل .
4) التعرف على الفروق الفردية بين الأطفال والمراهقين مما يساعدهم على اختيار الأسلوب الأمثل للتعامل معهم ومع مشكلاتهم تعاملا يضمن نجاحهم في حل تلك المشكلات .
مبادئ و قوانين النمو
1. النمو عملية مستمرة تتضمن تغيرات كمية وكيفية ( عضوية و وظيفية ) .
النمو العادي عملية دائمة متصلة منذ بدء الحمل حتى بلوغ تمام النضج ، وكل مرحلة تتوقف على ما قبلها وتؤثر فيما بعدها ، ولا توجد ثغرات أو وقفات في عملية النمو العادي ، ولكن يوجد نمو كامن و آخر ظاهر ، ونمو بطئ و آخر سريع ، فمثلاً نجد أن الأسنان الأولى تظهر خلال العام الأول من حياة الفرد ، في حين يبدأ تكونها منذ الشهر الخامس من عمر الجنين ، وتستمر في تأدية عملها ثم تتساقط في مرحلة الطفولة المتأخرة ليحل محلها ما يعرف بالأسنان الدائمة ، وهذه التغيرات المستمرة تتضمن التغير الكمي و الكيفي و العضوي و الوظيفي
2. النمو محدود في بدايته و نهايته بمكان وزمان محددين .
فالبداية تكون عند التقاء الحيوان المنوي بالبويضة واستقرار هذه البويضة برحم الأم والنهاية عند اكتمال النضج .
3. معدل النمو و نمطه يتأثران بالظروف الخارجية و الداخلية .
تتأثر سرعة النمو و أسلوبه بالظروف المختلفة الداخلية و الخارجية ، فمن الظروف الداخلية المؤثرة الأساس الوراثي للفرد فهو الذي يحدد نقطة الانطلاق لمظاهر النمو الجسمي و العقلي و الانفعالي و الاجتماعي ، فنقص إفرازات الغدد قد يؤدي إلى التأخر العقلي كما هو الحال عند نقص إفراز الغدة الدرقية ، ومن الظروف الخارجية التغذية و النشاط المتاح والراحة وأساليب التعليم .
4. تنمو أعضاء الجسم تبعا لترتيب خاص .
يتقدم النمو بسرعة كبيرة بالنسبة للأجزاء العليا من الجسم عن الأجزاء السفلى منه ، فنجد أن الرأس يكون أكبر أجزاء الجسم نموا فضلاً عن سرعة نمو الوظائف إذ يستطيع الطفل أن يتحكم في حركات رأسه قبل أن يتحكم في حركات ذراعيه أو رجليه ، كذلك تنمو الأجزاء المحورية من الجسم قبل
الأطراف المحورية قبل الشفاعيه ، فيستطيع الطفل التحكم في رقبته قبل التحكم في ذراعيه أو أصابعه .
5. ترتبط مظاهر النمو ببعضها ارتباطا وثيقا ومن ثم يمكن أن يتأثر معدل النمو في أحدها بمعدله في غيره .
النمو مظهر عام معقد ، والمظاهر الجزئية الخاصة منه متداخلة فيما بينها تداخلاً وثيقاً ومرتبطة فيما بينها بحيث لا يمكن فهم أي مظهر من مظاهر النمو إلا عن طريق دراسته في علاقاته مع المظاهر الأخرى فالنمو العقلي مثلا مظهر خاص من مظاهر النمو يرتبط ارتباطا وثيقا بالنمو الجسمي والانفعالي والاجتماعي ، وإذا تساوت الظروف الأخرى يلاحظ أن الطفل الذي يتجاوز نموه العقلي المتوسط العام يميل إلى أن يكون كذلك من حيث النمو الجسمي و الانفعالي ، كذلك فالتأخر في أي من هذه الجوانب يؤثر بالسلب على غيره من الجوانب ، فتأخر النمو العقلي مثلا يؤخر النمو اللغوي ويؤخر النمو الأخلاقي وكذلك القدرة على أخذ الدور .
6. يختلف معدل النمو باختلاف مظاهره و اختلاف المراحل العمرية .
مع أن مظاهر النمو ترتبط ببعضها ارتباطا وثيقا ، إلا أنها لا تتقدم كلها بنفس المعدل في نفس الوقت ، إذ يختلف معدل النمو و سرعته من مجال لآخر من مجالات النمو ومن مرحلة لأخرى ، فمرحلة ما قبل الميلاد هي أسرع مراحل النمو ، وتبطئ هذه السرعة نسبيا بعد الميلاد إلا أنها تظل سريعة في مرحلة الرضاعة و الطفولة المبكرة ثم تبطئ أكثر في السنوات التالية ثم تستقر نسبيا في الطفولة الوسطى و المتأخرة ثم تحدث تغيرات سريعة في البلوغ و المراهقة وبداية مرحلة النضج ثم تهدأ هذه السرعة حتى نستقر تماما في نهاية المراهقة حتى تبدأ مرحلة الشيخوخة فيبدأ الاتجاه المضاد أو الاضمحلال ، ويختلف الحجم النسبي لمختلف أعضاء الجسم من مرحلة لأخرى فمثلا الجمجمة تنمو بأقصى سرعة في مرحلة ما قبل الميلاد ثم تهدأ هذه السرعة بعده ، والمخ يصل تقريبا إلى الحجم النهائي بين سن 6 – 8 سنوات بينما تظل أعضاء التناسل تنمو ببطء في مرحلة الطفولة ثم تسرع حتى تصل إلى الحجم النهائي في المراهقة
في المراهقة
7. يسير النمو في مراحل متتابعة ومتمايزة .
لا يتم النمو بشكل عفوي بل بشكل منظم ، حيث يسير نمو الفرد في مراحل يتميز كل منها بسمات وخصائص واضحة ، وبالرغم من تداخل هذه المراحل حتى ليصعب التمييز بين نهاية مرحلة وبداية أخرى تليها ، لكن الفروق بين المراحل المتتالية تتضح بين منصف كل مرحلة والمرحلة السابقة والتالية .
8. يختلف معدل النمو باختلاف المراحل العمرية .
9. يتقدم النمو من العام إلى الخاص .
يسير النمو في كل جوانبه من العام إلى الخاص ومن المجمل إلى المفصل ، فيستجيب الطفل في بادئ الأمر استجابات عامة ثم تتخصص وتتفرع وتصبح أكثر دقة ، فلكي يصل إلى لعبته يتحرك بكل جسمه في بادئ الأمر ثم باليدين ثم بيد واحدة ثم بالكف ثم بإصبع واحد ، وهو كذلك ينظر إلى الأشياء المحيطة به نظرة عامة كلية قبل أن ينتبه إلى مكوناتها وأجزائها ، وفي النمو اللغوي يستخدم الطفل كلمة بابا للدلالة على أي رجل و ماما للدلالة على أي امرأة ، ثم يمايز بين الأفراد المختلفين ، وينطبق الأمر على النمو الحركي و النمو العقلي حيث تظهر القدرات الخاصة والمهارات في سن متأخرة نسبيا ، وكذلك من الناحية الانفعالية ( الوجدانية ) فالوليد لا يبدي سوى نوعين من الانفعالات هما الشعور بالارتياح أو عدمه وحين يكبر يتمايز كل منها إلى أنواع فرعية متعددة .
10. توجد فروق بيت الأفراد في معدلات النمو .
يختلف الأفراد فيما بينهم من حيث سرعة النمو كماً وكيفاً ، ويتوزع الأفراد توزيعا اعتداليا ينتشرون حول متوسط نظري ، فمعدل النمو ومداه يتأثران بما يرثه الفرد من والديه وأجداده ، وبما ينتج من تفاعل تلك المورثات مع مكونات البيئة ، ومن الطبيعي أن لا نجد فردين متطابقين في كافة مظاهر النمو كذلك فهناك فروق بين الجنسين في النمو
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd