ادراك الجهل اساس كل معرفة

ـــــــــ1كلما أدركت جهلي بالشيء ، ازداد بحثي في علم مكنوناته و جوهره، وكلما تعمق علمي به تعددت أسئلتي حوله وتشعبت ، وبهذا يتفرع الجهل ويتعمق من جديد، مما يزيد الهمة ويشحد العقل من اجل خوض معركة أقوى وأشرس من ذي قبل، وهكذا دواليك ، من سطح الجهالات إلى أعماقها ، ومن الأسئلة البسيطة إلى الأسئلة المركبة ،إنني بصفتي مدركا لجهلي ، اعتبر نفسي اجهل بكثير من الإنسان البدائي لأنه اعلم مني بكثير من الأشياء التي وصل إليها إدراكه ،بينما أنا غير دلك ، فانا جاهل بكثير من الأشياء التي وصل إليها إدراكي باختلاف الادراكين طبعا ،، حيث جهلي العميق يحتم علي معرفة وبحثا عميقين ايضا ، بينما جهل البدائي سطحي يحتم عليه بحثا سطحيا غير مكلف،كمثال الحاسوب ، انظر اليه على انه مجموعة من المعادلات الرياضية المعقدة المؤلفة من ثنائيات بين الواحد والصفر ، التي اجهل الكثير الكثير فيها كلما علمت الكثير ايضا ، لهدا فلما كان جهلي عميقا كان بحثي ايضا عميقا ،والنتيجة اعمق ، والمسائل الغير المعروفة اكثر ،بينما الانسان العادي يعتبره على انه صندوق عجائب يظهر اشياء ويخفي اشياء ،وهده النظرة السطحية شكلت جهلا سطحيا به وبالتالي بحثا سطحيا ومعارف سطحية إذا.فالانسان البدائي لن يبتعد عن بدائيته حتى ينتقل من الجهل السطحي الى الجهل العميق وبالتالي تنتقل معرفته من البدائية السطحية الى العميقة الشبه الشاملة حيث تتجه نحو الكمال يوما بعد يوم كلما تعمق جهله يوما بعد يوم .

ــــ2ـ إن دركات التيه والتساؤلات،تكسب الإنسان قوة عظيمة للانتقال من جديد في رحلة البحث،حيث ادا قمنا بعملية حسابية لاسئلة و مجاهيل عالم كبير مثلا ، سوف تكون اكثر بكثير منها عند استاذ، وعند تلميذ اقل بكثير منها عند استاذ،العالم والاستاد والتلميد بالمعنى اللغوي والادراكي لا المعنى الواقعي وكثرة الاسئلة كناية عن كثرة المجهولات ،وبهدا لن يكون علمك عظيما في مسالة حتى تمر من مرحلة قبلية كان جهلك بها جهلا عميقا ، والجهل العميق بالمسالة يعني جهلا عظيما بمكوناتها ، والجهل بمكونات مسالة ما يعني وجود افكار مسبقة بها وببعض المعارف عنها غير الكاملة طبعا ، عكس الجهل السطحي الدي يجهل مكونات مسالة ما وبالتالي يكون العلم بها سطحيا، وبالتالي كلما كان الجهل بالشيى اعمق كلما كان البحث فيه اوسع واشمل. فادراك الجهل ادا محرك اساس للبحث عن الحقيقة والتعمق في العلم والمعرفة ،فالعيب ليس هو الجهل بعينه لان كل انسان جاهل في هده الحياة نسبة الى علم ما او مجال ما ، والعيب الحقيقي في عدم ادراك الجهل وعدم ادراك الجهل ناتج عن نظرة سطحية للامور تجعل المعرفة من بديهيات العقل الانساني وبالتالي يبقى العقل في جهله السطحي يتخبط فيه الى ان تتغير هده النظرة . ادا فالجهل بالشيى ارض المعرفة ، وادراك دلك الجهل ماؤها ، والبحث حرث وبدور ، فحينما تجتمع الارض مع الماء وتحرث بشكل منسق صحيح لا يختلف اثنان على انها سوف تنبث النبات الحسن ، ادا ادراك الجهل ضروري لنهضة هده الامة ، وما دام الكثير منا لا يعترفون بجهلهم فهم يعترفون ادا بجهلهم السطحي للامور وبالتالي علمهم السطحي بها .
_________________