اقسم أن يثأر يوم ان استشهد شقيقه أمام عينيه
الأسير "طه الشخشير" من رمي الحجارة إلى ضرب القنابل وحكاية (17) عاما في الأسر
الأسير "طه الشخشير"
نابلس التضامن الدولي لحقوق الإنسان 28/5/2009
لم يكن يوم السادس عشر من شهر كانون الأول من العام 1988 يوما عاديا بالنسبة للأسير "طه عادل الشخشير" (44) عاما، حيث شكل هذا اليوم نقط تحول في حياة "طه".
وفي تفاصيل الحكاية، بعد مجزرة "رأس العين" التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدينة نابلس بداية الانتفاضة الأولى والتي استشهد فيها سبعة مواطنين، دعت القوى الوطنية والإسلامية إلى تشيع الشهداء وكسر منع التجوال والتصدي لقوات الاحتلال، وكان الأخوين "طه" و"ياسين" في مقدمة أولئك الشبان الذين استجابوا لتلك الدعوة، وهما الذين عرفا بين اقرانهما بمقارعتهما للاحتلال معا.
حيث كان "طه" يمتلك روحا نضالية عالية، وبنية جسدية قوية وهو الذي فاق طوله المترين حيث كان في كثير من الأحيان ينظم مواجهات عنيفة لوحده مع جنود الاحتلال حتى يظن الجيش أنه يقابل مجموعة من الشبان، وهو المعروف بين سكان حيه "رأس العين" برمي قطع الحجارة الكبيرة "السواقيف" على جنود ودوريات الاحتلال من على أسطح المنازل.
وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال واستبسل الشبان في التصدي لهم بما أوتوا من حجارة وزجاجات فارغة، وخلال تلك الاشتباكات أطلق جنود الاحتلال النار على الأخوين "طه" و"ياسين"، ليسقط "ياسين" مدرجا بدمائه أمام عيني شقيه "طه" بعد أن اخترقت رصاصة عنقه.
بعد استشهاد "ياسين" اقسم "طه" على الثأر لمقتل شقيقه، فأصبح يشارك في جميع المواجهات التي يخوضوها شبان الانتفاضة مع جنود الاحتلال، ثم بعد ذلك انتقل "طه" من رمي الحجارة إلى تصنيع القنابل اليدوية المحلية، فقام بعدة عمليات جريئة ضد جنود الاحتلال وامكان تواجدهم، حيث قام في إحدى المرات بإلقاء قنبلة على مركز شرطة نابلس، وفي مرة أخرى قام برمي قنبلة يدوية على نقطة للجيش الإسرائيلي قرب "عمارة العنبتاوي" وسط مدينة نابلس وذلك مطلع العام 1992، ليجرح عدد من جنود الاحتلال.
بعد تلك الحوادث المتكررة قام الجيش الإسرائيلي بعدة حملات اعتقال عشوائية لمعرفة من يقف خلف تلك العلميات ذات الطابع الجديد، حيث قامت قوات الاحتلال في إحدى المرات وخلال شهر رمضان وأثناء انتظار عائلة الشخشير أذان المغرب باقتحام منزل العائلة، وأجبرت جميع ساكنيه على الخروج، إلا أن "طه" نجح بالفرار في آخر لحظة.
وفي مرة أخرى استوقف جنود الاحتلال مجموعة من الشبان كان "طه" من بينهم، ثم اخذوا هوياتهم الشخصية، غير ان "طه" قام بانتزاع هويته من بين يدي الجنود ثم لاذ بالفرار.
عاود الجيش الإسرائيلي الكرة وهذه المرة بعد منتصف ليلة الأول من شهر كانون الأول من العام 1992، حيث قدمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى منطقة "رأس العين" وحاصرت منزل الأسير "طه" قبل أن تقتحمه وتشهر سلاحها بوجه "طه" وهو الذي لا زال على فراش النوم، فما كان من "طه" إلا أن انتفض من فراشه وانقض على الجنود وأوسعهم ضربا، وكسر ذراع أحدهم، وعندما حاول الجنود تقييد يديه، أصر "طه" على عدم تقييده داخل المنزل، فأضطر جنود الاحتلال للنزول عند رغبته حيث رافقه جنديان إلى سيارة الجيش وهما يمسكان به.
جاء اعتقال "أبو ياسين" نهاية لسلسلة من العمليات الفردية الجريئة التي استهدفت قوات الاحتلال في شوارع وأزقة مدينة نابلس، وفور اعتقال "طه" نقل إلى سجن "نابلس المركزي"، ومن ثم تم تحويله إلى سجن "جنيد" بعد اكتشاف خطة كان قد أعدها للهرب من سجن "نابلس"، ثم ليخضع هناك لتحقيق متواصل طوال 100 يوم.
استخدم المحققون الإسرائيليون مع "أبو ياسين" جميع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي، وكان يخرج من كل جولة تحقيق أقوى عزيمة، بل أنه هاجم عددا من المحققين وضربهم عندما تمادوا في الضغط عليه، ولم يستطيعوا يومها السيطرة عليه إلا بعد ان أفرغوا اسطوانتي غاز باتجاهه مما أفقده الوعي .
ولما كان هذا الاعتقال هو الأول الذي يتعرض له "طه"، وبسبب قلة الخبرة وضعف التجربة الاعتقالية، وقع "طه" ضحية في شباك "العصافير" الذين قاموا باستدراجه وسحب الكلمات من بين شفتيه، ليعترف في نهاية المطاف عن العمليات التي قام بها ضد جنود الاحتلال.
وفي مطلع العام 1995 وبعد العشرات من جلسات المحاكم، أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية بحقه حكما بالسجن المؤبد بالإضافة إلى (15) سنة، ووجهت لهم عدة تهم شملت إلقاء قنابل يدوية على مركز الشرطة وإلقاء القنابل الحارقة على دوريات الاحتلال، فضلا عن عشرات الأنشطة المتفرقة والانتماء لحركة حماس.
تنقل "طه" في جميع السجون الإسرائيلية، فمن "عسقلان" إلى "نفحة" إلى "رامون" ليستقر به المطاف في "شطة"، وخلال تنقل "طه" بين هذه السجون تعرض في كثير من الأحيان إلى العزل الانفرادي بسبب ضربه للجنود الإسرائيليين، حيث قام في العام 1999 بضرب ضابط امن سجن "عسقلان" مما أدى إلى كسر يده ورجله ليمكث بعدها عدة أشهر في عزل "الرملة" عقابا له على فعلته.
وبعد خروجه من العزل الانفرادي وضع "طه" في غرفة خاصة كتب عليها باللغة الانجليزية ) Danger) خطير، ورسم على باب الغرفة صورة "الجمجمة البشرية" لتحذير العساكر من الاقتراب منه أو استفزازه.
وبعد تكرار تلك الحوادث، وبعد ان وصلت قصص "طه الشخشير" إلى جميع السجون الإسرائيلية، أصبحت إدارات السجون تتحاشى مواجهته وتتجنب استفزازه، لا بل أصبحت تخصه في المعاملة من حيث كمية الطعام وساعات الفورة والرياضة ولعب كمال الأجسام والركض.
عاشت "أم محمد" والدة "طه" وهي أم الشهيد والأسير صابرة محتسبة تدعو له في سجودها.. وترفع يديها إلى السماء مع بلوج كل فجر.. تنظر لحظة الفرج وانعتاق ولدها من الأسر قبل ان تلقى الله.. وهي التي أنهكها المرض وتدهورت حالتها الصحية، إلى ان توفاها الله سنة 2003
ويؤكد أبناؤها انه كان لحزنها على "طه" أثر بالغ في تردي حالتها الصحية في أيامها الأخيرة .. وقد اتبع أشقاء "طه" أسلوب التدريج في إخباره بنبأ وفاة والدته حتى يخففوا من ألمه وحزنه عليها..
--
الرجاء نشر الخبر كما هو دون حذف أو تعديل وذكر اسم المؤسسة فيه .
مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الانسان
فلسطين/ نابلس- عمارة الاسراء- الطابق الثالث
2382279/09 - تلفاكس 2338420/09
الإثنين 10 يونيو 2024 - 17:06 من طرف Abd
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
السبت 30 مارس 2024 - 14:14 من طرف Khaled promo
» جميع حلقات سيف النار
الجمعة 1 مايو 2020 - 8:36 من طرف monusorry
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:08 من طرف جوليانا
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:05 من طرف جوليانا
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:02 من طرف جوليانا
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:35 من طرف جوليانا
» شات عربي
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:16 من طرف جوليانا
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
الجمعة 25 مارس 2016 - 23:12 من طرف سامر2015