منذ ولادتها كانت تتناقلها الأيادي ... تداعبها البسمات ... تضاحكها الأعين ... بين ذراعي أمها وبنظرات أبيها اشتد عودها ونمت ....
يرافقها في كل لحظة ... منذ خلقت في جوف أمها الى يومها هذا ....نما هو أيضا معها وترعرع ... لهما نفس الصفات ... نفس الأيام ... نفس تاريخ الميلاد ... استخرجت شهادة الميلاد نفسها .. تعلما سويا ... واستخرجا بطاقتهما الشخصية في نفس اللحظة وفي نفس اليوم ...
خطا القلم في نفس الدفتر ... وبنفس القلم ... من نفس الطعام تناولا ... وبنفس الطبق ... ذاقا حلو الحياة ومرها سويا ... روحها روحه ... دمها دمه ... هواءها هواءه .... لكن جسدها لم يكن أبدا جسده
كان اذا ضحك ضحكت ... واذا تألم بكت ... كانت اذا خرجت طار عقله يبحث عنها ... واذا غابت ما استقر في محله حتى تعود ...
ماكان يعطيها هداياها غيره ... وماكانت تبهجه من نعم الدنيا غيرها ... تجتذبها الأيام في اتجاه ... وتشده أيامه في اتجاه آخر .... يفترقا ويديهما ما افترقت عن بعضهما مهما كلف الثمن ومهما كانت الآلام ....
اذا رمقتها قريبة ... ثارت غيرته ... واذا جاءها خاطب ... مانام ليله من البكاء ... في نظره ملاكه لايتسحقها رجل من البشر ... وفي نظرها ملاكها لاتستحقه انثى من البشر ...
لطالما رفعت أقدامها عن الارض لتعيش فوق السحاب ... ولطالما ثبتت أقدامه على الارض يجذبها لتعيش تحت السحاب .... يتمزق فؤاده حين تبكي ... لكنه يعلم .. أن من فوق السحاب لابد يوما وأن يسقط ... ومهما جرى لن يسمح بحدوث ذلك ....
يوم خطبتها ... ماكان منه الا الجلوس أمامها ... على شفتيه ابتسامه ... وفي مقلتيه دموعا تختبيء خلف أجفانه ... اقترب منها ... وعلى جبينها طبع قبلته ... ما ألبسها حليتها غيره ... وما أهداها في ثاني يوم هدية غيره ...
يكتب وصاياه لخاطبها يهدده .. قسما ... اذا اذرفت عينها دمعة لقسوتك ... قسما سأشرب من دمك ...
فيضحك خاطبها في عجب ....
كل صباح يطرق بابها .. يوقظها ... ثم يجلس بجوارها ... كل يوم يسألها عن السعادة ... أين تجدها؟؟
هي تعلم ماوراء سؤاله ... تبتسم ثم تلمس جدار غرفتها ... وتضع يدها الأخرى فوق رأسه ... وتقول ... مابين هذا البيت ... وهذا القلب تكمن كل أسرار السعاده ... فيضحك ... ثم يتركها ويمضي ....
عند عودته .. يأخذ خاطبها كهدية في يده لها .. ثم يغمزها ويرحل...
يوم ابتعاده ... كان يوم عذاب لها ... وكان موت محقق له ... تنزل الدموع من عينيها لتهبط كالسهم في فؤاده ... يتمنى أن لو في يده عصا سحرية .. يحركها ... ليرده مرة أخرى اليها ...
يضع يده على رأسها ... ثم يقول ... مازلت يامهجتي بجانبك ... وفي يوم باذن الله سيهبط مرة أخرى في أراضيك ...
حينها يجف الدمع... ويسكن القلب ... حينها أدرك أنا الدنيا بأسرها تهووون ... بلمسة من يديك أخي ...
لا حرمني الله منكم اخوتي .... ولا حرمني الله منكم والديّ
أرجو عدم نقلها او نسخها الا باسم
3/6/2009
الإثنين 10 يونيو 2024 - 17:06 من طرف Abd
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
السبت 30 مارس 2024 - 14:14 من طرف Khaled promo
» جميع حلقات سيف النار
الجمعة 1 مايو 2020 - 8:36 من طرف monusorry
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:08 من طرف جوليانا
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:05 من طرف جوليانا
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:02 من طرف جوليانا
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:35 من طرف جوليانا
» شات عربي
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:16 من طرف جوليانا
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
الجمعة 25 مارس 2016 - 23:12 من طرف سامر2015