الفخراني عن مغامرتة في قصرمحمد علي !
ماكيير إيراني ساعدني في تقمص شخصية الرجل العبقري
وصيتي في المسرح بين يد الملك لير
حوار: أسامة عبداللطيف
[b][b]لن يتخفف يحيي الفخراني من ابهة الحكم فيبدو ان حياة القصور ستظل تلازمه وبينما يرتدي علي المسرح يوميا تاج الملك الانجليزي العجوز لير الذي جعله شكسبير لحما ودما يستعد ليرتدي عباءة والي مصر الاشهر باني نهضتها الحديثة محمد علي باشا في فيلم رصدت له ميزانية ضخمة.. هكذا وجد الفخراني نفسه في عالم السياسة الذي لايرحم ورغم انه لايحب السياسة ويري ان لها رجالها الا انه في نفس الوقت لم يمنع نفسه من ابداء الرأي في مجزرة غزة والموقف الرسمي المصري ولم يخف تأييده لحماس لكنه وضع شروطا تضمن مصلحة قضية العرب الأهم والأخطر.
في كواليس مسرح ميامي كان يحيي الفخراني منهمكا في الاستعداد لرحلته اليومية مع الملك لير.
فبادرته بالسؤال الاحظ ان العرض مختلف وانت تعرضه علي مسرح ميامي عن عرضه علي المسرح القومي فما رأيك؟
انا مؤمن ان مكان العرض جزء من نجاح المسرحية فقد كان المسرح القومي افضل مكان لعرض الملك لير وكذلك الهواء الطلق عندما قدمناه في محكي القلعة.. واعتقد انه كان من انجح العروض التي قدمناها رغم انني كنت اتوقع ان نوقف العرض بعد خمس دقائق من الافتتاح.. واتفقت مع زملائي علي ذلك لأننا كنا نتوقع مشكلات في الصوت كما كان الهواء يحرك قطع الديكور وبعضها وقع بالفعل وكان جمهورنا مايقرب من ٦ الاف مشاهد من سكان المناطق المجاورة للقلعة دخلوا بجنيه واحد رسم دخول القلعة.. وكنت أري من الجمهور من ترضع ابنها او من يأكل الكشري.. كل هذا كان يجعلني اتوقع عدم نجاح العرض الذي دعا اليه ايضا عدد من السفراء والوزراء ولم اكن اتصور ان محكي القلعة مفتوح بهذا الشكل ولم تمر ٣ دقائق من العرض حتي وجدت حالة من الصمت بين الجمهور »ترمي الابرة ترن« وتفاعل الجمهور بشكل غير عادي.. ضحك علي المواقف الكوميدية من قلبه وكانت هذه عبقرية شكسبير فهو شعبي بكل معني الكلمة يصل الي كل الناس وكل الثقافات.. كانت ليلة واحدة بعد نجاحها تمنيت تكرارها في نفس المكان.
رغم هذه المحاولات يظل المسرح مركزيا في القاهرة؟
يقاطعني قائلا الملك لير تجول كثيرا.. عرضنا في الاسكندرية اكثر من مرة ربما تصل مدة العرض الي شهور كما عرضنا في المنيا وبني سويف وقريبا المنصورة.. واتطلع لتجربة جديدة عندما نذهب هناك خاصة وانني ولدت في المنصورة وتربيت في ميت غمر بعد ان ننهي عروض ميامي منتصف فبراير.
دخل المهندس عادل يوسف مدير دار العرض يبلغ يحيي الفخراني بتركيب جهاز التشويش علي الموبايل وهو ما اسعد الملك لير الذي كان يجد نفسه ينتقل من العصور الوسطي الي القرن ال ١٢ برنة موبايل! سألته عن سر سعادته فأجاب: رغم انني سجلت بصوتي رسالة تطلب اغلاق المحمول قبل العرض الا ان هذا لم يمنع انطلاق رناته اثناء العرض وهو ماضايقني كثيرا.. لأنه كان يخرجني من اندماجي.. وعيب الملك لير انه مثل السينما يحتاج من الممثل اندماجا في الشخصية وأي تشويش يخرجني من الاندماج.
وهل هناك مسرح بلا اندماج؟!
يمكن.. هناك نوعية من العروض تعطي الممثل فرصة التحاور مع الصالة مثل العروض الكوميدية وانا لا اقلل منها لكنها لاتحتاج الاندماج المطلوب في عروض مثل الملك لير.. ومهم جدا بالنسبة لي الا يكون هناك صوت بالصالة يزعجنا علي خشبة المسرح لذلك منعنا دخول الجمهور بعد فتح الستار ووافقنا علي ان يدخل من جاء متاخرا الي البلكون اما الصالة فلا.. ثم عدنا.
ألم تشبع من لير ومأساته.. أو يتسلل اليك الملل؟!
اطلاقا اي عمل كلاسيكي لايمكن ان يشعرك بالملل خاصة اذا كان نصيبه من النجاح مثل نصيب الملك لير بل يمكن ان يظل يعرض لخمسين سنة قادمة.. يتغير ابطاله ويبقي العرض وبالفعل قلت للادارة ان العرض يجب ان يستمر حتي لو رحلت.. وهذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن ان تبعدني عن الملك.. وتأكد لو ان الملل تسلل الي للحظة واحدة ما وافقت علي اعادتها للسنة الثامنة ومنذ عام ١٠٠٢.
وادوار المسرحية مشبعة جدا متجددة وتقريبا اكتشف كل يوم معاني جديدة ويتنوع احساسي بالجملة الواحدة كل ليلة وهذه هي عبقرية شكسبير ان تشعر ان العمل مكتوب في اللحظة التي نعيشها.. كانت القصة مكتوبة قبل شكسبير باسم الملك والثلاث بنات لكن العبقري الانجليزي حولها الي عمل مسرحي خالد تري فيه السياسة والعلم والطب.
مازال البعض يري ان تقديم تاجر البندقية سيكون تجربة مهمة من بطولتك ماتعليقك؟!
قرأت تاجر البندقية عدة مرات وكنت أفكر في تقديمها قبل الملك لير.. وبالفعل عرضت علي لاقدمها بعد ذلك ولكن المشكلة في دور شايلوك انه يجب ان يقدم بخفة دم وعندما عرضت علي كانت المذابح الاسرائيلية تملأ الفضائيات كان هذا طبعا قبل مذبحة غزة وما اكثر المذابح التي يرتكبها هؤلاء، ووجدت نفسي غير قادر علي ان احتمل هذا الدور.. الذي لايحمل ادانة كبيرة لليهود كما يتصور البعض لدرجة ان هناك وجهة نظر اسرائيلية تقدم شايلوك ليتعاطف معه الجمهور.
الحقيقة أنني لم أحب شخصية شايلوك، ولم أشعر بميل لتقديمها وأنا سعيد لأنني قدمت أهم روايات شكسبير وسعيد أكثر بنجاحها.
لماذا لم تفكر في تقديم عمل جديد علي الأقل بجانب الملك لير؟
- لنقدم لير احتجنا عام ونصف للتجهيز له، وأي عمل جديد يحتاج مني تفرغا لفترة مشابهة خاصة بعدما نجح الملك لير.. والحقيقة انني لا أملك هذا الوقت علي الأقل حتي انتهي من فيلم »محمد علي« كما أنني أتمني أن يكون عملي القادم لكاتب عربي أو مصري.
منذ بدأ عرض لير وتجري تغييرات علي أبطاله ولم يبق من أبطاله الذين بدأوه إلا عدد قليل منهم أشرف عبدالغفور وأحمد سلامة وسلوي محمد علي.. ألا تري أن هذه التغييرات أحيانا تكون مربكة؟
- وأحيانا تكون للأفضل وعموما كل الاعتذارات جاءت بسبب انشغالات أبطال العرض.. وهناك حالة مقارنة جميلة تحدث وكثيرا ما يأتي من شاهد العرض أكثر من مرة ليقول لي رأيه أن صاحب الدور الأصلي كان أفضل أو العكس.. وهناك من عرض عليه الدور قبل أن يبدأ العرض واعتذر ثم عاد ليقبله بعد ست سنوات وهو الزميل مدحت مرسي الذي يؤدي دور »كنت« باقتدار، والذي لا يتمالك دموعه في المشهد الأخير الذي يموت فيه الملك وابنته لدرجة أنني شاهدته ينفجر في البكاء حتي بعد انتهاء العرض وأثناء تحية الجمهور، وعموما تغيير الأبطال ليس بالضرورة شرا مطلقا وبالنسبة لي أجدد نفسي مع كل تغيير ولا أبالغ إذا قلت إن إحساسي بالحوار يتغير مع تغير الزميل، فلكل ممثل بصمة وطريقتي في الأداء تجعلني أنوٌع في أدائي.
أعلم أنك لا تحب كثيرا الخوض في حديث السياسة ولكنك بلا شك لديك رأي في العدوان علي غزة وما أثير بسببه من مواقف؟
- لم أكن معجبا في حياتي بالقيادة المصرية مثل إعجابي بها في هذه الفترة لأنني كما قلت لك التاريخ يعيد نفسه.. مصر تتحمل العبء الأكبر وهي التي تتعرض للتجريح والشتم.. حقيقة القيادة السياسية هي التي حركت الأمور إلي أن وصلت لوقف إطلاق النار.. الشارع متعاطف وأنا شخصيا مثله، والقيادة السياسية نفسها متعاطفة إنسانيا.. ولكن القرار السياسي لابد أن يكون متعقلا حكيما يحسب الأمور علي المدي البعيد ويعرف هدف العدو، ولو تصورت أنني كرب أسرة أسكن بجوار شقيقي ودخل لصوص البيتين لمن أتوجه بالإنقاذ هل أترك أبنائي لأدافع عن أبناء شقيقي.. هذا غير معقول مفترض أن أنقذ أبنائي أولا لأن شقيقي ملتزم بالدفاع عن نفسه بينما أبنائي لو تركتهم لما وجدوا من ينقذهم.. هذا منطق بسيط وواضح لابد أن يكون همك الأكبر بلدك ثم هؤلاء إخوتك وأهلك تدافع عنهم وتحميهم، ولكن ليس علي حساب نفسك.. دائما هناك الأهم والمهم وهذا ما لمسته من القيادة السياسية المصرية التي لم تنساق وراء العنتريات وهي فترة عشناها وكان لها ظروفها ووقتها.. أنا ضد مهاجمة عادل إمام لمجرد أنه أبدي رأيه، من غير المعقول أن يصل الأمر لدرجة التكفير، عادل إمام ليس قيادة سياسية مطلوبا منه أن يحارب أو أن يمنع الحرب.. أنا شخصيا مع وجود حماس ولكن بأي طريقة هذا هو المهم.. لابد أن تكون هناك مقاومة مسلحة.. الفلسطينيون بلا جيش ولابد أن يكون عندهم مقاومة لكن لابد أن يديرها عقل سياسي حكيم يحدد متي يشتبك ومتي يتوقف.. من غير الممكن أن تتفتت المقاومة تحت رايات متعددة.. وهذا ما نجح فيه العدو وقادر علي أن يصنع المزيد.. أنا سمعت تصريحات متضاربة بعد وقف إطلاق النار والسؤال لمصلحة من هذا الصراع.. المسألة واضحة أنا لا أعرف كيف لا يفهمون هذه الحقيقة المؤكدة أن الرابح الوحيد من الانضمام هو الطرف الآخر.. كلاهما خاسر.
أيام وتستعد لتصوير فيلم »محمد علي« ففي أي مراحل سنية يظهر محمد علي؟
- هناك مرحلتان وهو في الخامسة والأربعين والثانية وهو في الثمانين.
أتصور أن هناك شبها ما بين محمد علي في الثمانين والملك لير؟
- إلي حد كبير فقد أصاب محمد علي نوع من الخرف بسبب أدوية الدوسنتاريا التي كان يتناولها وجعلته يصاب بالنسيان.
هذه المرحلة لن تطول في الفيلم؟
- ليست قصيرة بل هي بداية الفيلم.. بعدما نسترجع مشواره علي طريقة الفلاش باك.
لم يكن محمد علي مصريا لكنه أحب مصر أكثر من بعض المصريين فهل أحببته؟
- هو شخصية تستحق الاحترام ولابد أن نحكم عليه من خلال زمنه.. فلو نظرنا مثلا لمذبحة القلعة بمعايير زمننا لوجدناها همجية ودموية وديكتاتورية بينما كان هذا هو الأسلوب العادي في هذا الزمن لتصفية الخلافات السياسية والنزاع علي الحكم.. هو نفسه تعرض للاغتيال أكثر من مرة وعلينا أن ننظر للأسباب التي دفعته لذلك وهدفه مما فعل.
يظهر محمد علي في السابعة والأربعين.. لماذا يتجاهل السيناريو طفولة وشباب والي مصر؟!
- في فيلم سينمائي أنت محكوم بفترة قصيرة عكس المسلسل الذي يمكن أن يقدم سيرة شخص منذ ولادته حتي من قبلها بالمناسبة عرض علي من فترة طويلة أن أقدم محمد علي في مسلسل في ٢١ حلقة من تأليف أبوالعلا السلاموني وكان العمل الوحيد الذي وقعت عقده في حياتي وتراجعت.. وكنت قد بدأت أقرأ محمد علي وشعرت أن قوته الحقيقية تبدأ بعد توليه حكم مصر، وكانت الحلقات تتوقف عند توليه الحكم، فطلبت استكمال الحلقات وبالفعل تم لكنني شعرت أن هناك مراعاة للإنتاج بمعني غياب أحداث مهمة لأن تصويرها يتكلف كثيرا فاعتذرت وعرض عليٌ بعد ذلك أكثر من مرة واعتذرت فأنا علي موعد مع »محمد علي« منذ سنوات طويلة، وبالنسبة للفيلم فقد وقعت عقده في عام ٥٠٠٢ وانتهيت من بحثي في الشخصية قبل بدء التصوير.
هل تتعلم مفردات تركية لتساعدك في أداء الشخصية؟
- معروف أن محمد علي باشا لم يتحدث العربية، ود. لميس جابر مؤلفة العمل قدمته بلغة عربية بسيطة يظهر فيها أنه ليس ابن البلد.
يقوم جمال سليمان بدور إبراهيم باشا ابن محمد علي.. فهل تري فارق السن بينكما مقنعا؟!
- عندما يكون سني ثمانين عاما من الطبيعي أن يكون لي ابن في سن جمال.. وأنا سعيد بمشاركته في الفيلم.
قيل إن غادة عبدالرازق تقوم بدور الزوجة الثانية لمحمد علي.. فماذا عن ميرفت أمين؟!
- لم يتزوج محمد علي في حياته إلا أمينة هانم أم أولاده التي تقوم بدورها ميرفت أمين.. أما سلمي التي تقوم بدورها غادة عبدالرازق فهي جارية »مستولدة« عندما تنجب له تصبح »قادن« وهي مكانة كبيرة في القصر لكنها ليست زوجة، لم يكن محمد علي مهتما بالزواج والنساء فقد كان مشغولا بما هو أهم.
الجانب الإنساني لمحمد علي هل يشغل جانبا كبيرا من السيناريو أم أن الأحداث والصراعات سوف تطغي عليه؟
- بلاشك هناك الجوانب الإنسانية الكافية لجذب المشاهد لتأتي الأحداث التاريخية في السياق وهذا ما لن أحكيه لك!
اضطررت إلي ارتداء باروكة في الملك لير.. فهل تتكرر في محمد علي؟
- ليس عندنا صورة لمحمد علي بدون عمامة، وأتصور أنه عندما سيظهر بمشاهد دون عمامة سيكون هذا بشعري الطبيعي تقريبا.. أما لحية الملك لير فقد نستخدمها في المرحلة الأولي من عمره.. بينما نعرف شكل لحية محمد علي عندما تقدم به السن، وأتصور أننا سنحتاج لتركيب لحية مستعارة أكثر طولا.
ماذا عن الماكيير؟
- في سوريا اجرينا اختبارا مع ماكيير ايراني وهناك جانب اعجبني وجانب تناقشنا فيه.
مؤخرا ثارت أزمة بسبب الاستعانة بماكيير ايراني في مسلسل »ناصر« فهل تكرر الأزمة؟ !
لا اتصور اننا سوف نخضع لنفس الازمة ولابد ان يكون هناك حل ما كما انه من غير المؤكد حتي الان ان نستعين بالماكيير الايراني.
واجه محمد علي أطماع اوروبا في مصر وهي مرحلة من الصراع اعتقد ان الفيلم لن يغفلها؟
هذه عبقرية هذا الرجل هو كان يعرف قوته وقوة الاخرين وسعي لزيادة امكانياته وقدرات دولته الي اقصي ما يستطيع.. مدركا العالم من حوله.. هو مثلا رفض حفر قناة السويس عندما جاءه بالفكرة ديليسبس الاب ونصح اولاده بذلك لانه كان يدرك ان حفرها يعني احتلال مصر، كان شخصية فذة.. لم يكن متعلما لكنه كان علي درجة كبيرة من الوعي فعندما قرأوا له كتاب »الامير« لميكافيللي قال لهم انا استطيع ان أقول أفضل من هذا الكلام.
ملامح محمد علي أقرب للطفولية وكان ماكرا فكيف تقدم هذا الخليط؟
اتصور ان تعبيرات العين ستكون مهمة.. هو لم يكن شريرا في ملامحة وهو أول من حكم مصر بارادة شعبية وعلماء مصر وأكابرها أحبوه وحملوه إلي كرسي الحكم. [/b][/b]
ماكيير إيراني ساعدني في تقمص شخصية الرجل العبقري
وصيتي في المسرح بين يد الملك لير
[b][b]لن يتخفف يحيي الفخراني من ابهة الحكم فيبدو ان حياة القصور ستظل تلازمه وبينما يرتدي علي المسرح يوميا تاج الملك الانجليزي العجوز لير الذي جعله شكسبير لحما ودما يستعد ليرتدي عباءة والي مصر الاشهر باني نهضتها الحديثة محمد علي باشا في فيلم رصدت له ميزانية ضخمة.. هكذا وجد الفخراني نفسه في عالم السياسة الذي لايرحم ورغم انه لايحب السياسة ويري ان لها رجالها الا انه في نفس الوقت لم يمنع نفسه من ابداء الرأي في مجزرة غزة والموقف الرسمي المصري ولم يخف تأييده لحماس لكنه وضع شروطا تضمن مصلحة قضية العرب الأهم والأخطر.
في كواليس مسرح ميامي كان يحيي الفخراني منهمكا في الاستعداد لرحلته اليومية مع الملك لير.
فبادرته بالسؤال الاحظ ان العرض مختلف وانت تعرضه علي مسرح ميامي عن عرضه علي المسرح القومي فما رأيك؟
انا مؤمن ان مكان العرض جزء من نجاح المسرحية فقد كان المسرح القومي افضل مكان لعرض الملك لير وكذلك الهواء الطلق عندما قدمناه في محكي القلعة.. واعتقد انه كان من انجح العروض التي قدمناها رغم انني كنت اتوقع ان نوقف العرض بعد خمس دقائق من الافتتاح.. واتفقت مع زملائي علي ذلك لأننا كنا نتوقع مشكلات في الصوت كما كان الهواء يحرك قطع الديكور وبعضها وقع بالفعل وكان جمهورنا مايقرب من ٦ الاف مشاهد من سكان المناطق المجاورة للقلعة دخلوا بجنيه واحد رسم دخول القلعة.. وكنت أري من الجمهور من ترضع ابنها او من يأكل الكشري.. كل هذا كان يجعلني اتوقع عدم نجاح العرض الذي دعا اليه ايضا عدد من السفراء والوزراء ولم اكن اتصور ان محكي القلعة مفتوح بهذا الشكل ولم تمر ٣ دقائق من العرض حتي وجدت حالة من الصمت بين الجمهور »ترمي الابرة ترن« وتفاعل الجمهور بشكل غير عادي.. ضحك علي المواقف الكوميدية من قلبه وكانت هذه عبقرية شكسبير فهو شعبي بكل معني الكلمة يصل الي كل الناس وكل الثقافات.. كانت ليلة واحدة بعد نجاحها تمنيت تكرارها في نفس المكان.
رغم هذه المحاولات يظل المسرح مركزيا في القاهرة؟
يقاطعني قائلا الملك لير تجول كثيرا.. عرضنا في الاسكندرية اكثر من مرة ربما تصل مدة العرض الي شهور كما عرضنا في المنيا وبني سويف وقريبا المنصورة.. واتطلع لتجربة جديدة عندما نذهب هناك خاصة وانني ولدت في المنصورة وتربيت في ميت غمر بعد ان ننهي عروض ميامي منتصف فبراير.
دخل المهندس عادل يوسف مدير دار العرض يبلغ يحيي الفخراني بتركيب جهاز التشويش علي الموبايل وهو ما اسعد الملك لير الذي كان يجد نفسه ينتقل من العصور الوسطي الي القرن ال ١٢ برنة موبايل! سألته عن سر سعادته فأجاب: رغم انني سجلت بصوتي رسالة تطلب اغلاق المحمول قبل العرض الا ان هذا لم يمنع انطلاق رناته اثناء العرض وهو ماضايقني كثيرا.. لأنه كان يخرجني من اندماجي.. وعيب الملك لير انه مثل السينما يحتاج من الممثل اندماجا في الشخصية وأي تشويش يخرجني من الاندماج.
وهل هناك مسرح بلا اندماج؟!
يمكن.. هناك نوعية من العروض تعطي الممثل فرصة التحاور مع الصالة مثل العروض الكوميدية وانا لا اقلل منها لكنها لاتحتاج الاندماج المطلوب في عروض مثل الملك لير.. ومهم جدا بالنسبة لي الا يكون هناك صوت بالصالة يزعجنا علي خشبة المسرح لذلك منعنا دخول الجمهور بعد فتح الستار ووافقنا علي ان يدخل من جاء متاخرا الي البلكون اما الصالة فلا.. ثم عدنا.
ألم تشبع من لير ومأساته.. أو يتسلل اليك الملل؟!
اطلاقا اي عمل كلاسيكي لايمكن ان يشعرك بالملل خاصة اذا كان نصيبه من النجاح مثل نصيب الملك لير بل يمكن ان يظل يعرض لخمسين سنة قادمة.. يتغير ابطاله ويبقي العرض وبالفعل قلت للادارة ان العرض يجب ان يستمر حتي لو رحلت.. وهذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن ان تبعدني عن الملك.. وتأكد لو ان الملل تسلل الي للحظة واحدة ما وافقت علي اعادتها للسنة الثامنة ومنذ عام ١٠٠٢.
وادوار المسرحية مشبعة جدا متجددة وتقريبا اكتشف كل يوم معاني جديدة ويتنوع احساسي بالجملة الواحدة كل ليلة وهذه هي عبقرية شكسبير ان تشعر ان العمل مكتوب في اللحظة التي نعيشها.. كانت القصة مكتوبة قبل شكسبير باسم الملك والثلاث بنات لكن العبقري الانجليزي حولها الي عمل مسرحي خالد تري فيه السياسة والعلم والطب.
مازال البعض يري ان تقديم تاجر البندقية سيكون تجربة مهمة من بطولتك ماتعليقك؟!
قرأت تاجر البندقية عدة مرات وكنت أفكر في تقديمها قبل الملك لير.. وبالفعل عرضت علي لاقدمها بعد ذلك ولكن المشكلة في دور شايلوك انه يجب ان يقدم بخفة دم وعندما عرضت علي كانت المذابح الاسرائيلية تملأ الفضائيات كان هذا طبعا قبل مذبحة غزة وما اكثر المذابح التي يرتكبها هؤلاء، ووجدت نفسي غير قادر علي ان احتمل هذا الدور.. الذي لايحمل ادانة كبيرة لليهود كما يتصور البعض لدرجة ان هناك وجهة نظر اسرائيلية تقدم شايلوك ليتعاطف معه الجمهور.
الحقيقة أنني لم أحب شخصية شايلوك، ولم أشعر بميل لتقديمها وأنا سعيد لأنني قدمت أهم روايات شكسبير وسعيد أكثر بنجاحها.
لماذا لم تفكر في تقديم عمل جديد علي الأقل بجانب الملك لير؟
- لنقدم لير احتجنا عام ونصف للتجهيز له، وأي عمل جديد يحتاج مني تفرغا لفترة مشابهة خاصة بعدما نجح الملك لير.. والحقيقة انني لا أملك هذا الوقت علي الأقل حتي انتهي من فيلم »محمد علي« كما أنني أتمني أن يكون عملي القادم لكاتب عربي أو مصري.
منذ بدأ عرض لير وتجري تغييرات علي أبطاله ولم يبق من أبطاله الذين بدأوه إلا عدد قليل منهم أشرف عبدالغفور وأحمد سلامة وسلوي محمد علي.. ألا تري أن هذه التغييرات أحيانا تكون مربكة؟
- وأحيانا تكون للأفضل وعموما كل الاعتذارات جاءت بسبب انشغالات أبطال العرض.. وهناك حالة مقارنة جميلة تحدث وكثيرا ما يأتي من شاهد العرض أكثر من مرة ليقول لي رأيه أن صاحب الدور الأصلي كان أفضل أو العكس.. وهناك من عرض عليه الدور قبل أن يبدأ العرض واعتذر ثم عاد ليقبله بعد ست سنوات وهو الزميل مدحت مرسي الذي يؤدي دور »كنت« باقتدار، والذي لا يتمالك دموعه في المشهد الأخير الذي يموت فيه الملك وابنته لدرجة أنني شاهدته ينفجر في البكاء حتي بعد انتهاء العرض وأثناء تحية الجمهور، وعموما تغيير الأبطال ليس بالضرورة شرا مطلقا وبالنسبة لي أجدد نفسي مع كل تغيير ولا أبالغ إذا قلت إن إحساسي بالحوار يتغير مع تغير الزميل، فلكل ممثل بصمة وطريقتي في الأداء تجعلني أنوٌع في أدائي.
أعلم أنك لا تحب كثيرا الخوض في حديث السياسة ولكنك بلا شك لديك رأي في العدوان علي غزة وما أثير بسببه من مواقف؟
- لم أكن معجبا في حياتي بالقيادة المصرية مثل إعجابي بها في هذه الفترة لأنني كما قلت لك التاريخ يعيد نفسه.. مصر تتحمل العبء الأكبر وهي التي تتعرض للتجريح والشتم.. حقيقة القيادة السياسية هي التي حركت الأمور إلي أن وصلت لوقف إطلاق النار.. الشارع متعاطف وأنا شخصيا مثله، والقيادة السياسية نفسها متعاطفة إنسانيا.. ولكن القرار السياسي لابد أن يكون متعقلا حكيما يحسب الأمور علي المدي البعيد ويعرف هدف العدو، ولو تصورت أنني كرب أسرة أسكن بجوار شقيقي ودخل لصوص البيتين لمن أتوجه بالإنقاذ هل أترك أبنائي لأدافع عن أبناء شقيقي.. هذا غير معقول مفترض أن أنقذ أبنائي أولا لأن شقيقي ملتزم بالدفاع عن نفسه بينما أبنائي لو تركتهم لما وجدوا من ينقذهم.. هذا منطق بسيط وواضح لابد أن يكون همك الأكبر بلدك ثم هؤلاء إخوتك وأهلك تدافع عنهم وتحميهم، ولكن ليس علي حساب نفسك.. دائما هناك الأهم والمهم وهذا ما لمسته من القيادة السياسية المصرية التي لم تنساق وراء العنتريات وهي فترة عشناها وكان لها ظروفها ووقتها.. أنا ضد مهاجمة عادل إمام لمجرد أنه أبدي رأيه، من غير المعقول أن يصل الأمر لدرجة التكفير، عادل إمام ليس قيادة سياسية مطلوبا منه أن يحارب أو أن يمنع الحرب.. أنا شخصيا مع وجود حماس ولكن بأي طريقة هذا هو المهم.. لابد أن تكون هناك مقاومة مسلحة.. الفلسطينيون بلا جيش ولابد أن يكون عندهم مقاومة لكن لابد أن يديرها عقل سياسي حكيم يحدد متي يشتبك ومتي يتوقف.. من غير الممكن أن تتفتت المقاومة تحت رايات متعددة.. وهذا ما نجح فيه العدو وقادر علي أن يصنع المزيد.. أنا سمعت تصريحات متضاربة بعد وقف إطلاق النار والسؤال لمصلحة من هذا الصراع.. المسألة واضحة أنا لا أعرف كيف لا يفهمون هذه الحقيقة المؤكدة أن الرابح الوحيد من الانضمام هو الطرف الآخر.. كلاهما خاسر.
أيام وتستعد لتصوير فيلم »محمد علي« ففي أي مراحل سنية يظهر محمد علي؟
- هناك مرحلتان وهو في الخامسة والأربعين والثانية وهو في الثمانين.
أتصور أن هناك شبها ما بين محمد علي في الثمانين والملك لير؟
- إلي حد كبير فقد أصاب محمد علي نوع من الخرف بسبب أدوية الدوسنتاريا التي كان يتناولها وجعلته يصاب بالنسيان.
هذه المرحلة لن تطول في الفيلم؟
- ليست قصيرة بل هي بداية الفيلم.. بعدما نسترجع مشواره علي طريقة الفلاش باك.
لم يكن محمد علي مصريا لكنه أحب مصر أكثر من بعض المصريين فهل أحببته؟
- هو شخصية تستحق الاحترام ولابد أن نحكم عليه من خلال زمنه.. فلو نظرنا مثلا لمذبحة القلعة بمعايير زمننا لوجدناها همجية ودموية وديكتاتورية بينما كان هذا هو الأسلوب العادي في هذا الزمن لتصفية الخلافات السياسية والنزاع علي الحكم.. هو نفسه تعرض للاغتيال أكثر من مرة وعلينا أن ننظر للأسباب التي دفعته لذلك وهدفه مما فعل.
يظهر محمد علي في السابعة والأربعين.. لماذا يتجاهل السيناريو طفولة وشباب والي مصر؟!
- في فيلم سينمائي أنت محكوم بفترة قصيرة عكس المسلسل الذي يمكن أن يقدم سيرة شخص منذ ولادته حتي من قبلها بالمناسبة عرض علي من فترة طويلة أن أقدم محمد علي في مسلسل في ٢١ حلقة من تأليف أبوالعلا السلاموني وكان العمل الوحيد الذي وقعت عقده في حياتي وتراجعت.. وكنت قد بدأت أقرأ محمد علي وشعرت أن قوته الحقيقية تبدأ بعد توليه حكم مصر، وكانت الحلقات تتوقف عند توليه الحكم، فطلبت استكمال الحلقات وبالفعل تم لكنني شعرت أن هناك مراعاة للإنتاج بمعني غياب أحداث مهمة لأن تصويرها يتكلف كثيرا فاعتذرت وعرض عليٌ بعد ذلك أكثر من مرة واعتذرت فأنا علي موعد مع »محمد علي« منذ سنوات طويلة، وبالنسبة للفيلم فقد وقعت عقده في عام ٥٠٠٢ وانتهيت من بحثي في الشخصية قبل بدء التصوير.
هل تتعلم مفردات تركية لتساعدك في أداء الشخصية؟
- معروف أن محمد علي باشا لم يتحدث العربية، ود. لميس جابر مؤلفة العمل قدمته بلغة عربية بسيطة يظهر فيها أنه ليس ابن البلد.
يقوم جمال سليمان بدور إبراهيم باشا ابن محمد علي.. فهل تري فارق السن بينكما مقنعا؟!
- عندما يكون سني ثمانين عاما من الطبيعي أن يكون لي ابن في سن جمال.. وأنا سعيد بمشاركته في الفيلم.
قيل إن غادة عبدالرازق تقوم بدور الزوجة الثانية لمحمد علي.. فماذا عن ميرفت أمين؟!
- لم يتزوج محمد علي في حياته إلا أمينة هانم أم أولاده التي تقوم بدورها ميرفت أمين.. أما سلمي التي تقوم بدورها غادة عبدالرازق فهي جارية »مستولدة« عندما تنجب له تصبح »قادن« وهي مكانة كبيرة في القصر لكنها ليست زوجة، لم يكن محمد علي مهتما بالزواج والنساء فقد كان مشغولا بما هو أهم.
الجانب الإنساني لمحمد علي هل يشغل جانبا كبيرا من السيناريو أم أن الأحداث والصراعات سوف تطغي عليه؟
- بلاشك هناك الجوانب الإنسانية الكافية لجذب المشاهد لتأتي الأحداث التاريخية في السياق وهذا ما لن أحكيه لك!
اضطررت إلي ارتداء باروكة في الملك لير.. فهل تتكرر في محمد علي؟
- ليس عندنا صورة لمحمد علي بدون عمامة، وأتصور أنه عندما سيظهر بمشاهد دون عمامة سيكون هذا بشعري الطبيعي تقريبا.. أما لحية الملك لير فقد نستخدمها في المرحلة الأولي من عمره.. بينما نعرف شكل لحية محمد علي عندما تقدم به السن، وأتصور أننا سنحتاج لتركيب لحية مستعارة أكثر طولا.
ماذا عن الماكيير؟
- في سوريا اجرينا اختبارا مع ماكيير ايراني وهناك جانب اعجبني وجانب تناقشنا فيه.
مؤخرا ثارت أزمة بسبب الاستعانة بماكيير ايراني في مسلسل »ناصر« فهل تكرر الأزمة؟ !
لا اتصور اننا سوف نخضع لنفس الازمة ولابد ان يكون هناك حل ما كما انه من غير المؤكد حتي الان ان نستعين بالماكيير الايراني.
واجه محمد علي أطماع اوروبا في مصر وهي مرحلة من الصراع اعتقد ان الفيلم لن يغفلها؟
هذه عبقرية هذا الرجل هو كان يعرف قوته وقوة الاخرين وسعي لزيادة امكانياته وقدرات دولته الي اقصي ما يستطيع.. مدركا العالم من حوله.. هو مثلا رفض حفر قناة السويس عندما جاءه بالفكرة ديليسبس الاب ونصح اولاده بذلك لانه كان يدرك ان حفرها يعني احتلال مصر، كان شخصية فذة.. لم يكن متعلما لكنه كان علي درجة كبيرة من الوعي فعندما قرأوا له كتاب »الامير« لميكافيللي قال لهم انا استطيع ان أقول أفضل من هذا الكلام.
ملامح محمد علي أقرب للطفولية وكان ماكرا فكيف تقدم هذا الخليط؟
اتصور ان تعبيرات العين ستكون مهمة.. هو لم يكن شريرا في ملامحة وهو أول من حكم مصر بارادة شعبية وعلماء مصر وأكابرها أحبوه وحملوه إلي كرسي الحكم. [/b][/b]
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd