تخرجت في الجامعة الأمريكية، وتعمل بإحدى الشركات الكبيرة.. جميلة جدا.. أناقتها تلفت الانتباه.. حديثها الذي لا يخلو من كلمات بالعربية ينم عن مستوى ثقافي رفيع.. لم تتزوج رغم أنها خطبت ثلاث مرات، وفي كل مرة يقوم العريس بفسخ الخطبة لأسباب تصفها بالتافهة.. لذا رأت والدتها ضرورة عرضها وبسرعة على دجال "محظوظ" قررت أن تنفق عليه بسخاء حتى يحل مشكلة ابنتها، ولم تعارضه أو حتى تناقشه عندما طلب من ليلى قضاء الساعات الأخيرة من الليل داخل قبر دفنت فيه عروس جديدة حتى تذهب عنها العُكسات وتنفك عقدتها..!.
إلى هنا والقصة تبدو مألوفة إلى حد ما، فقلق الأم المعروف بشأن زواج بناتها، وثقافة وتفكير جيل سابق قد يكون مبررا لهذا التصرف غير المقبول، ولكن أن تقبل الابنة طلب الأم وتذعن لأوامر شاذة لدجال محترف فهو أمر يستحيل على العقل أن يقبله أو يجد له مبررا مهما كانت الظروف.. فعلى خلاف التوقعات امتثلت فتاة الجامعة الأمريكية لأوامر الدجال حتى لا يلحق العريس الأخير الذي تقدم لخطبتها منذ أيام بمن سبقوه.. استجمعت ليلى شجاعتها وأقنعت نفسها بأن مصباحها الصغير وبقاء والدتها أعلى القبر سيؤنس وحشتها، لكنها ومع أول خطوة لها داخله اصطدمت قدماها بشيء لم تواتها الجرأة إلى النظر إليه، لكنها استنتجته بالطبع، فانتابتها حالة من الفزع الشديد وأخذت تطلق صرخات هستيرية أجبرت أمها على إخراجها من هذا القبر المرعب، لتصاب بعدها بصدمة عصبية أبقتها تحت العلاج فترة طويلة.
وخرجت الفتاة من هذه التجربة الأليمة، وقد أعلنت رفضها التام للارتباط، ليس فقط بالعريس الأخير ولكن للزواج بوجه عام.. والغريب أن الأم ما زالت على قناعة بأن عدم قضاء ابنتها الوقت الذي حدده الدجال لها في القبر هو السبب في عدم فك عقدتها وبقائها بلا زواج!.
لم تكن فتاة الجامعة الأمريكية الضحية الوحيدة من هذه الفئة التي سقطت في براثن الدجالين والمشعوذين، فبعد جولة لنا في أسواق الدجل المنتشرة بالقاهرة في مناطق شعبية كالسيدة زينب والشرابية ومصر القديمة، ومن السيارات الفارهة التي تصطف أمام هذه الأوكار يمكنك أن تلحظ بسهولة أن المثقفات وأصحاب المستويات الرفيعة باتوا ينافسون الفقراء والأميين في التردد على هؤلاء العرافين؛ ليثبتوا أن البسطاء والسذج لم يعودوا الطرف الوحيد في هذه اللعبة، وأن الخرافة عندما تعبث بالعقول فإن المتعلمين يأتون بسلوكيات ليست من المنطق في شيء، فيقعون فريسة سهلة لوحوش المال من المشعوذين ومتعاطي الأعمال السحرية تحت وهم قدرتهم على تحقيق المعجزات، ليكونوا سببا في زيادة مساحة الجهل، ويساهمون بلا وعي في الترويج له بدلا من الوقوف في الصفوف الأمامية لمحاربته!.
إلى هنا والقصة تبدو مألوفة إلى حد ما، فقلق الأم المعروف بشأن زواج بناتها، وثقافة وتفكير جيل سابق قد يكون مبررا لهذا التصرف غير المقبول، ولكن أن تقبل الابنة طلب الأم وتذعن لأوامر شاذة لدجال محترف فهو أمر يستحيل على العقل أن يقبله أو يجد له مبررا مهما كانت الظروف.. فعلى خلاف التوقعات امتثلت فتاة الجامعة الأمريكية لأوامر الدجال حتى لا يلحق العريس الأخير الذي تقدم لخطبتها منذ أيام بمن سبقوه.. استجمعت ليلى شجاعتها وأقنعت نفسها بأن مصباحها الصغير وبقاء والدتها أعلى القبر سيؤنس وحشتها، لكنها ومع أول خطوة لها داخله اصطدمت قدماها بشيء لم تواتها الجرأة إلى النظر إليه، لكنها استنتجته بالطبع، فانتابتها حالة من الفزع الشديد وأخذت تطلق صرخات هستيرية أجبرت أمها على إخراجها من هذا القبر المرعب، لتصاب بعدها بصدمة عصبية أبقتها تحت العلاج فترة طويلة.
وخرجت الفتاة من هذه التجربة الأليمة، وقد أعلنت رفضها التام للارتباط، ليس فقط بالعريس الأخير ولكن للزواج بوجه عام.. والغريب أن الأم ما زالت على قناعة بأن عدم قضاء ابنتها الوقت الذي حدده الدجال لها في القبر هو السبب في عدم فك عقدتها وبقائها بلا زواج!.
لم تكن فتاة الجامعة الأمريكية الضحية الوحيدة من هذه الفئة التي سقطت في براثن الدجالين والمشعوذين، فبعد جولة لنا في أسواق الدجل المنتشرة بالقاهرة في مناطق شعبية كالسيدة زينب والشرابية ومصر القديمة، ومن السيارات الفارهة التي تصطف أمام هذه الأوكار يمكنك أن تلحظ بسهولة أن المثقفات وأصحاب المستويات الرفيعة باتوا ينافسون الفقراء والأميين في التردد على هؤلاء العرافين؛ ليثبتوا أن البسطاء والسذج لم يعودوا الطرف الوحيد في هذه اللعبة، وأن الخرافة عندما تعبث بالعقول فإن المتعلمين يأتون بسلوكيات ليست من المنطق في شيء، فيقعون فريسة سهلة لوحوش المال من المشعوذين ومتعاطي الأعمال السحرية تحت وهم قدرتهم على تحقيق المعجزات، ليكونوا سببا في زيادة مساحة الجهل، ويساهمون بلا وعي في الترويج له بدلا من الوقوف في الصفوف الأمامية لمحاربته!.
الإثنين 10 يونيو 2024 - 17:06 من طرف Abd
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
السبت 30 مارس 2024 - 14:14 من طرف Khaled promo
» جميع حلقات سيف النار
الجمعة 1 مايو 2020 - 8:36 من طرف monusorry
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:08 من طرف جوليانا
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:05 من طرف جوليانا
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:02 من طرف جوليانا
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:35 من طرف جوليانا
» شات عربي
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:16 من طرف جوليانا
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
الجمعة 25 مارس 2016 - 23:12 من طرف سامر2015