النرجسية والأنا
تبين الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) أن النرجسية ( Narcissism) نسبة الى نارسيس ( Narcisse ) الفتى اليوناني الذي ورد ذكره في الاساطير اليونانية . كان فتى رائع الجمال ، نظر الى صورته ذات مرة في ماء البحيرة ، فراعه جماله وشغله عن العالم فعكف على الصورة يتأملها . واطلق اسمه بعد ذلك على كل من يركز اهتمامه على ذاته او يجعل نفسه بقيمها ومشاعرها مركز العالم .
أما في الميثولوجيا الإغريقية ، كان نرسيس طفلاً جميلاً جداً ، فأمه كانت إحدى الحوريات ، وأبوه كان النهر. ويتنبأ له تريزياس العراف بأنه سيعيش طويلاً بشرط ألا يعرف ( يرى) نفسه . وذات يوم يغريه أحد أعدائه بأن يتوقف عند بحيرة ليشرب فيرى نرسيس وجهه منعكساً على سطح البحيرة ، فيذوي ويموت ويتحول إلى زهرة النرجس التي أصبحت منذ ذلك الوقت رمزاً للحب بغير قلب أو دلالة الى العاطفة غير الصادقة .
من هنا جاءت التسمية في اللغة العربية ( النرجسية ) ، ( أي الحب المرضي للذات ) .... ويؤكد علماء النفس ان الحب يبدأ عند الأنسان في مرحلة الطفولة المبكرة مركزا" على الام وعندما يكبر قليلا" تتوزع دائرة ذلك الحب على الاخرين مثل الاب والاخوة وهكذا يبدأ الطفل يتعرف على نفسه عن طريق المرآة وبدعم الأم التي تبالغ عادة في المديح والثناء على طفلها لجماله او بتفوقه وابداعه في مجال معين ويظل يتأمل في المرآة مفتوناًً بصورته فتزداد ذات الطفل ويشعر بحب كبير لذاته ويشعر بالكمال في كل تصرفاته فينتابه الغرور والتعالي على الاخرين وعدم أحترامهم مما يسبب للطفل مشكلات نفسة تنعكس سلبيا" على شخصيته وعلى المجتمع ويدعى الطفل عندئذ بالنرجسي .
لقد أعطى علم النفس بشكل عام والطب النفسي بشكل خاص اهتماما" خاصا" بالنرجسية دون سواها من العلوم . حيث يرجع اهتمام علم النفس بالنرجسية الى عام 1905 على يد العالم الشهير فرويد . الذي نشر عام 1914 مقالة عنوانها ( مقدمة في النرجسية ) وفيها وصف النرجسية بمعاني عديدة منها :
( تتميز الشخصية النرجسية بالتعجرف والنقص في التعاطف مع الآخرين و فرط الحساسية تجاه آراء الآخرين . فهم لا يستطيعون تقبل آراء الآخرين بأي شكل من الأشكال دون أن يتركوا الآخرين يلاحظون ذلك ، ويسخرون بشكل غير مباشر من آراء واقتراحات الآخرين ، بل ويدعون أنهم يعرفون ما يفكر فيه الآخرين وأنهم ليسوا بحاجة إلى محاضراتهم . ويبالغ النرجسيون في إنجازاتهم وميزاتهم ومحاسنهم ويتوقعون من الآخرين أن يعترفوا لهم بالجميل بصورة خاصة ، سواء كان هذا الاعتراف مبرراً أم غير مبرر. ويستحوذ عليهم وهم النجاح والسلطة والتألق ويعتقدون أن وظيفتهم ضبط الأمور تحت سيطرتهم لأنهم على حق والآخرين على خطأ. (
أن النرجسية او حب الذات تعني تزايد حب الذات عند الشخص ليصل لدرجة الاعتداد بالنفس فيعجب بنفسه وبقدراته التي يعتقد انها لا تتوفر لدى أشخاص آخرين وصفاته النادرة .... فهو يطرح نفسه كما لو كان موسوعة علمية ( انسكلوبيديا ) عارفا" بكل شيء . فإذا كان اختصاصه النقد الأدبي مثلا" ، تحدث في علم النفس وكأنه العالم فرويد .
النرجسي يملك شعور غير عادي بالعظمة وحب الذات ، والبحث وأختيار أوصاف تدل عليه ، منها مثلا" ، إذا كان أكاديميا" يحمل لقب ( الأستاذ ) فهو لا يقبل منك أن تخاطبه بمفردة ( أستاذ ) إنما يجب مخاطبته ( بروفيسور ) ، وكأن لقب ( أستاذ ) يقلل من مكانته ، فيما لقب ( بروفيسور ) تعني بالنسبة له التميّز والاعتبار ، وهذا ما لا نلاحظه في الدول المتطورة فالألقاب عادة ما تستعمل في مجالات العمل فقط اما خارجه فينادى صاحب الشهادة ومهما كانت بأسمه فقط ولذلك نرى ان ظاهرة النرجسية لا يمكن ملاحظتها إلا في البلدان المتخلفة .
يعتبر الشخص النرجسي نفسه شخص نادر الوجود وانه من نوع خاص لا يمكن أن يفهمه إلا نخبة خاصة من الناس بمستواه وينتظر من الآخرين احترامًا خاص لشخصه وأفكاره ، وهو عادة ما يستغل الآخرين و يستفيد من مزاياهم وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية ويلجأ الى طرق ملتوية من أجل الحصول على المناصب لتحقيق أهدافه الشخصية.
كما ان النرجسي لا يهتم بما يحيط به ويعتقد أنه على دراية كاملة بما يحدث بالعالم ، وأن ما يملكه من معارف علمية وثقافية هي نهاية الكون ، وبذلك تتحول حالة ( الأنا ) الى حالة مرضية دون ان يشعر بها . ولو نظرنا لحالنا لوجدنا ان النرجسية وثقافة الأنا قد طغت على الكثيرين من الأخوة الذين يحملون ألقابا" شتى ويدعون العلم والثقافة ولكنهم لا يفسحون المجال لطرح الأفكار المتباينة ومناقشتها ويكتفون بالنقد في امور تخص الطائفة ومستقبلها ويعتقدون ان ما يحمله احدهم من آراء يجب ان يسري على الجميع تحت واجهة الحرص
يبين الدكتور محمد الصغير استشاري الطب النفسي ان الشخص المعجب بنفسه يميل إلى الغرور والتباهي والكبرياء ويتطلع للفت أنظارهم بأي إنجاز يقوم به ويتفنن في استعراض أعماله وأحواله ويكثر الحديث حول ذلك بمناسبة وبدون مناسبة ويهتم بالشكليات والمظاهر وإذا أصاب هذا المرض الفنان على سبيل المثال يتنامي الشعور لديه بأنه البداية والنهاية في تاريخ الفن ، كذلك إذا هو أصاب أديبا" تنامى الشعور لديه بأنه البداية والنهاية في عالم الأدب وهكذا في بقية الأختصاصات .
وغالباً ما يعاني النرجسيون من الغيرة من الناس الذين يعتبرونهم أكثر نجاحاُ منهم ويحاولون وضع العراقيل في طريقهم إذا ما أحسوا أنهم أكثر نجاحاً منهم ، ويسخرون من آرائهم ويقللون من قيمتها وأهميتها أو يشككون بنوايا الآخرين وأهدافهم ، هؤلاء الأشخاص يعتبرون في الطب النفسي مرضى ( لديهم اضطراب في الشخصية ) وإنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي والقلق واضطراب بالشخصية ويتفاعلون مع النقد الموجه لهم أو سماع الرأي المخالف لهم بغضب وبأنفعال شديد وخاصة عندما لا يتحقق ما يصبون له . أما علاقتهم مع الاخرين فينقصها المحبة والود والأحترام .
أن النرجسية وثقافة الأنا التي يحملها البعض هي بالتأكيد تعبر بشكل مباشر او غير مباشر عن ثقافة الكراهية ، التي تهتم بتحطيم الأخر والقتل الثقافي وهي ثقافة التعالي ، ثقافة انتهاك الأخر وقيمه الفكرية والروحية ، ثقافة تدعوا زوال ما يملك الأخر من إمكانيات وأفكار ومبادئ ، ثقافة تنكر حق الأخر في التعبير عن رأيه بحرية .
يقول الفيلسوف جون بول سارتر(( الآخر هو وسيط بيني وبين نفسي وهو مفتاح لفهم ذاتي والاحساس بوجودي )). ولذلك الحوار مع الآخر هو اكتشاف لثقافة الأنا ومعرفة الثغرات والنواقص التي لا تخلو منها شخصية انسانية . وبما ان التنوع في الأراء هو طبيعة أنسانية لذلك فان الحوار هو الطريق الوحيد الذي يؤدي الي الاختيار الحر لللآراء والى التفاهم والوحدة والمحبة والتعاون ..
ان لثقافة الحوار آدابا" وقيما" ومنهجا" يحترم الانسان وحريته في الاختيار كما يحترم حقه في الاختلاف. ان الحوار هو الباب الذي سيفتح امامنا الكثير من الابواب في مواجهة العنف والعدوان والتطرف...
وبهذا الصدد نرى العديد في داخل الوطن وخارجه وممن يملكون النرجسية والأنا والذين يدعون الثقافة والعلم يرفعون شعارات براقة مثل التكاتف والمحبة والتسامح وأحترام الأخر وأفكاره ، ولكن عادة ما تكون تلك الشعارات سوى جمل وعناوين عريضة فارغة فقط , لأنهم ليسوا مؤهلين بعد لرفع هذه الشعارات وحمل مصير طائفتهم على عاتقهم كما يدعون ، فمن ينادي بهذه الشعارات لابد وان يكون مشبعا" بثقافة الأخر بسيطا" محبا" متواضعا" بعيدا" عن التعالي والتعصب والنرجسية وحب الأنا ويحترم الأخرين وهذا ما نفتقده فيهم مع الأسف .
من هنا ندعوا كافة الأخوةلإعادة النظر في القيم العليا السامية للطائفة وضرورة غرسها في أعماق نفوس الناشئة وصولا" إلى التواضع والأبتعاد عن التكبر والتعصب والنرجسية وأحترام الرأي الأخر والحوار الحضاري المتبادل ، فالحوار يتطلب وجود الطرف الآخر وهذا لا يتم إلا بالأبتعاد عن مرض الأنا ، وبالتالي كلما ترفع الانسان عن انانيته كلما اوجد في ذاته مكانا" رحبا" للآخر . لأن الحقيقة ليست في الأنا . انها تتكامل مع فكر وآراء الآخرين .
تبين الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) أن النرجسية ( Narcissism) نسبة الى نارسيس ( Narcisse ) الفتى اليوناني الذي ورد ذكره في الاساطير اليونانية . كان فتى رائع الجمال ، نظر الى صورته ذات مرة في ماء البحيرة ، فراعه جماله وشغله عن العالم فعكف على الصورة يتأملها . واطلق اسمه بعد ذلك على كل من يركز اهتمامه على ذاته او يجعل نفسه بقيمها ومشاعرها مركز العالم .
أما في الميثولوجيا الإغريقية ، كان نرسيس طفلاً جميلاً جداً ، فأمه كانت إحدى الحوريات ، وأبوه كان النهر. ويتنبأ له تريزياس العراف بأنه سيعيش طويلاً بشرط ألا يعرف ( يرى) نفسه . وذات يوم يغريه أحد أعدائه بأن يتوقف عند بحيرة ليشرب فيرى نرسيس وجهه منعكساً على سطح البحيرة ، فيذوي ويموت ويتحول إلى زهرة النرجس التي أصبحت منذ ذلك الوقت رمزاً للحب بغير قلب أو دلالة الى العاطفة غير الصادقة .
من هنا جاءت التسمية في اللغة العربية ( النرجسية ) ، ( أي الحب المرضي للذات ) .... ويؤكد علماء النفس ان الحب يبدأ عند الأنسان في مرحلة الطفولة المبكرة مركزا" على الام وعندما يكبر قليلا" تتوزع دائرة ذلك الحب على الاخرين مثل الاب والاخوة وهكذا يبدأ الطفل يتعرف على نفسه عن طريق المرآة وبدعم الأم التي تبالغ عادة في المديح والثناء على طفلها لجماله او بتفوقه وابداعه في مجال معين ويظل يتأمل في المرآة مفتوناًً بصورته فتزداد ذات الطفل ويشعر بحب كبير لذاته ويشعر بالكمال في كل تصرفاته فينتابه الغرور والتعالي على الاخرين وعدم أحترامهم مما يسبب للطفل مشكلات نفسة تنعكس سلبيا" على شخصيته وعلى المجتمع ويدعى الطفل عندئذ بالنرجسي .
لقد أعطى علم النفس بشكل عام والطب النفسي بشكل خاص اهتماما" خاصا" بالنرجسية دون سواها من العلوم . حيث يرجع اهتمام علم النفس بالنرجسية الى عام 1905 على يد العالم الشهير فرويد . الذي نشر عام 1914 مقالة عنوانها ( مقدمة في النرجسية ) وفيها وصف النرجسية بمعاني عديدة منها :
( تتميز الشخصية النرجسية بالتعجرف والنقص في التعاطف مع الآخرين و فرط الحساسية تجاه آراء الآخرين . فهم لا يستطيعون تقبل آراء الآخرين بأي شكل من الأشكال دون أن يتركوا الآخرين يلاحظون ذلك ، ويسخرون بشكل غير مباشر من آراء واقتراحات الآخرين ، بل ويدعون أنهم يعرفون ما يفكر فيه الآخرين وأنهم ليسوا بحاجة إلى محاضراتهم . ويبالغ النرجسيون في إنجازاتهم وميزاتهم ومحاسنهم ويتوقعون من الآخرين أن يعترفوا لهم بالجميل بصورة خاصة ، سواء كان هذا الاعتراف مبرراً أم غير مبرر. ويستحوذ عليهم وهم النجاح والسلطة والتألق ويعتقدون أن وظيفتهم ضبط الأمور تحت سيطرتهم لأنهم على حق والآخرين على خطأ. (
أن النرجسية او حب الذات تعني تزايد حب الذات عند الشخص ليصل لدرجة الاعتداد بالنفس فيعجب بنفسه وبقدراته التي يعتقد انها لا تتوفر لدى أشخاص آخرين وصفاته النادرة .... فهو يطرح نفسه كما لو كان موسوعة علمية ( انسكلوبيديا ) عارفا" بكل شيء . فإذا كان اختصاصه النقد الأدبي مثلا" ، تحدث في علم النفس وكأنه العالم فرويد .
النرجسي يملك شعور غير عادي بالعظمة وحب الذات ، والبحث وأختيار أوصاف تدل عليه ، منها مثلا" ، إذا كان أكاديميا" يحمل لقب ( الأستاذ ) فهو لا يقبل منك أن تخاطبه بمفردة ( أستاذ ) إنما يجب مخاطبته ( بروفيسور ) ، وكأن لقب ( أستاذ ) يقلل من مكانته ، فيما لقب ( بروفيسور ) تعني بالنسبة له التميّز والاعتبار ، وهذا ما لا نلاحظه في الدول المتطورة فالألقاب عادة ما تستعمل في مجالات العمل فقط اما خارجه فينادى صاحب الشهادة ومهما كانت بأسمه فقط ولذلك نرى ان ظاهرة النرجسية لا يمكن ملاحظتها إلا في البلدان المتخلفة .
يعتبر الشخص النرجسي نفسه شخص نادر الوجود وانه من نوع خاص لا يمكن أن يفهمه إلا نخبة خاصة من الناس بمستواه وينتظر من الآخرين احترامًا خاص لشخصه وأفكاره ، وهو عادة ما يستغل الآخرين و يستفيد من مزاياهم وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية ويلجأ الى طرق ملتوية من أجل الحصول على المناصب لتحقيق أهدافه الشخصية.
كما ان النرجسي لا يهتم بما يحيط به ويعتقد أنه على دراية كاملة بما يحدث بالعالم ، وأن ما يملكه من معارف علمية وثقافية هي نهاية الكون ، وبذلك تتحول حالة ( الأنا ) الى حالة مرضية دون ان يشعر بها . ولو نظرنا لحالنا لوجدنا ان النرجسية وثقافة الأنا قد طغت على الكثيرين من الأخوة الذين يحملون ألقابا" شتى ويدعون العلم والثقافة ولكنهم لا يفسحون المجال لطرح الأفكار المتباينة ومناقشتها ويكتفون بالنقد في امور تخص الطائفة ومستقبلها ويعتقدون ان ما يحمله احدهم من آراء يجب ان يسري على الجميع تحت واجهة الحرص
يبين الدكتور محمد الصغير استشاري الطب النفسي ان الشخص المعجب بنفسه يميل إلى الغرور والتباهي والكبرياء ويتطلع للفت أنظارهم بأي إنجاز يقوم به ويتفنن في استعراض أعماله وأحواله ويكثر الحديث حول ذلك بمناسبة وبدون مناسبة ويهتم بالشكليات والمظاهر وإذا أصاب هذا المرض الفنان على سبيل المثال يتنامي الشعور لديه بأنه البداية والنهاية في تاريخ الفن ، كذلك إذا هو أصاب أديبا" تنامى الشعور لديه بأنه البداية والنهاية في عالم الأدب وهكذا في بقية الأختصاصات .
وغالباً ما يعاني النرجسيون من الغيرة من الناس الذين يعتبرونهم أكثر نجاحاُ منهم ويحاولون وضع العراقيل في طريقهم إذا ما أحسوا أنهم أكثر نجاحاً منهم ، ويسخرون من آرائهم ويقللون من قيمتها وأهميتها أو يشككون بنوايا الآخرين وأهدافهم ، هؤلاء الأشخاص يعتبرون في الطب النفسي مرضى ( لديهم اضطراب في الشخصية ) وإنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي والقلق واضطراب بالشخصية ويتفاعلون مع النقد الموجه لهم أو سماع الرأي المخالف لهم بغضب وبأنفعال شديد وخاصة عندما لا يتحقق ما يصبون له . أما علاقتهم مع الاخرين فينقصها المحبة والود والأحترام .
أن النرجسية وثقافة الأنا التي يحملها البعض هي بالتأكيد تعبر بشكل مباشر او غير مباشر عن ثقافة الكراهية ، التي تهتم بتحطيم الأخر والقتل الثقافي وهي ثقافة التعالي ، ثقافة انتهاك الأخر وقيمه الفكرية والروحية ، ثقافة تدعوا زوال ما يملك الأخر من إمكانيات وأفكار ومبادئ ، ثقافة تنكر حق الأخر في التعبير عن رأيه بحرية .
يقول الفيلسوف جون بول سارتر(( الآخر هو وسيط بيني وبين نفسي وهو مفتاح لفهم ذاتي والاحساس بوجودي )). ولذلك الحوار مع الآخر هو اكتشاف لثقافة الأنا ومعرفة الثغرات والنواقص التي لا تخلو منها شخصية انسانية . وبما ان التنوع في الأراء هو طبيعة أنسانية لذلك فان الحوار هو الطريق الوحيد الذي يؤدي الي الاختيار الحر لللآراء والى التفاهم والوحدة والمحبة والتعاون ..
ان لثقافة الحوار آدابا" وقيما" ومنهجا" يحترم الانسان وحريته في الاختيار كما يحترم حقه في الاختلاف. ان الحوار هو الباب الذي سيفتح امامنا الكثير من الابواب في مواجهة العنف والعدوان والتطرف...
وبهذا الصدد نرى العديد في داخل الوطن وخارجه وممن يملكون النرجسية والأنا والذين يدعون الثقافة والعلم يرفعون شعارات براقة مثل التكاتف والمحبة والتسامح وأحترام الأخر وأفكاره ، ولكن عادة ما تكون تلك الشعارات سوى جمل وعناوين عريضة فارغة فقط , لأنهم ليسوا مؤهلين بعد لرفع هذه الشعارات وحمل مصير طائفتهم على عاتقهم كما يدعون ، فمن ينادي بهذه الشعارات لابد وان يكون مشبعا" بثقافة الأخر بسيطا" محبا" متواضعا" بعيدا" عن التعالي والتعصب والنرجسية وحب الأنا ويحترم الأخرين وهذا ما نفتقده فيهم مع الأسف .
من هنا ندعوا كافة الأخوةلإعادة النظر في القيم العليا السامية للطائفة وضرورة غرسها في أعماق نفوس الناشئة وصولا" إلى التواضع والأبتعاد عن التكبر والتعصب والنرجسية وأحترام الرأي الأخر والحوار الحضاري المتبادل ، فالحوار يتطلب وجود الطرف الآخر وهذا لا يتم إلا بالأبتعاد عن مرض الأنا ، وبالتالي كلما ترفع الانسان عن انانيته كلما اوجد في ذاته مكانا" رحبا" للآخر . لأن الحقيقة ليست في الأنا . انها تتكامل مع فكر وآراء الآخرين .
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd