من طرف امير النور السبت 24 أكتوبر 2009 - 0:16
الكذب هو إخفاء للحقيقة أو تهربٌ منها بقصدٍ أو بغير قصد. وقد يؤدي أحياناً الكذب إلى تفادي مشكلة كبيرة وقد يؤدي الكذب بصاحبه للتهلكة. كلنا نعلم الحديث النبوي الذي ينص (فيما معناه) أن الرجل يكذب ويكذب حتى يُكتَب عند الله كذابا.
والصدق ورغم حلاوته لكن وفي هذا الزمان أصبح الصدق وقول الحقيقة قد يودي بصاحبه لمشاكل عديدة لا يحمد عقباها, وأقول هذا في كل مجالات الحياة. فهل يتجرأ الإنسان أن يقول لمسؤول ما بأنه لا يعمل أو أنه فاسد وجهاً لوجه؟؟. هل يتجرأ أحدنا أن يقول لزوجته عيوبها إن سألته هي الكلام في هذا بصدق؟؟. هل سيصدق المرتشي ويقول نعم أنا مرتشي؟؟ هل سيصدق المجرم ويعترف بجرمه فوراً ويقول الحقيقة؟؟. كثيرة هي الأمثلة.
وأنا واثق أن هناك من يقول الحق ولو على رقبته لكن الكثيرين يلجأون للكذب وهنا نصل لمفهوم مبتدع وهو الكذب الأبيض والكذب الأسود وكل ذلك هروب من الحق وكلمته.
مجتمعنا الحالي ابتلاه الله بالكذب وتفننّا نحن بأساليب الكذب. فالبائع يكذب ألف مرة لأجل أن يربح مئة شيكل, فقد أصبح الكذب شيئاً ملازماً للحياة, وأصبحنا وللأسف نخضع للمبدأ اليهودي: اكذب أول مرة ثم كررها ثانية ثم ثالثةً ثم ستعتقد أن ماكذبت به هو حقيقةً وليس كذباً.
أنا أعترف بأنني أكذب أحياناً حينما أبالغ في الأحاديث مع بعض الناس. كذباً أتقصد منه المحبة والتقرب ورسم البسمات, وأعلم في داخلي أن ما أعمله حرام وخاطئ. لكن لا أكذب في مجالات أخرى مهما كان الثمن. فحينما أنتقد فلاناً لفساده فلا أكذب وأقول بأنه صالح وأنا أعلم بأنه فاسد. وأحياناً أعلم أن فلاناً روائحه من الفساد تفوح لكن لا دليل لدي فلا أستطيع أن أقول إلا أنه شريف, وأعلم أنني في هذه الحالة بين بين. وأعلم أنني ربما كذبت بسبب قولي أنه غير فاسد. لكن أفُضّل هذا على أن أدخل في دائرة الظن فإن بعض الظن إثم.
في العمل اليومي, رأيت أن الكذب أمر عادي, فمعظم الناس يكذبون مجاراة في الحديث أو تقرباً من مسؤول أو تزلفاً, ورغم إنكشاف هذا النوع لكنه أرحم من ذاك الموظف الذي يكذب لإخفاء الحقيقة أو للإستفادة الذاتية من وراء كذباته.
من خلال خبرتي حتى يومي هذا رأيت أنه بالفعل ظاهرة الكذب تنتشر بين الرجال الذين عرفتهم أكثر من النساء, رغم ما قد يعتقده البعض بأن النساء يكذبن أكثر. مثلاً كانت لزوجتي صديقة وجارة هوايتها الكذب وتكذب (عالرايحة والجاية) وحينما كاشفتها بحقيقتها فقالت أنها تكذب لجلب الإنتباه ولم تعد تحاكينا إطلاقاً. فما لاحظته أن المعدلات المذكورة في المقالة هي رمزية, قد تقل أيام الجمعة لكن تتزايد في وقفات العيد والمناسبات. ولكل منا سببه في الكذب ودافعه ومبرراته.
إنه ظاهرة سيئة, لكن لا أتوقع أن إحدى هذه المجتمعات تستطيع اليوم القضاء على الكذب ولا حتى تقليله. فالأب يكذب على أولاده حينما يقول لهم أن رزقه حلال ولم يكن نتيجة حلفه الأيمان الكاذبة لبيع بضاعته, والزوجة تكذب على زوجها, والولد على أخيه وعلى أبويه, والجار على جاره, والموظف على رؤسائه في العمل و و و و و و.
هل هناك حل لهذه الظاهرة. برأيي لا يوجد حل فهو الوباء الذي رافق البشرية وسيتابع مرافقتها إلى يوم يبعثون. وهنا يأتي دور الدين للتقليل من هذه الظاهرة والدعوة لمحاربته
الله يجزيكِ الخير يا اخت هالا على هالموضوع الفريد الفذ
والله من وراء القصد. إن أخطأت في رأيي فلي أجر وإن أصبت فلي أجران
اعتذاري الشديد على الاطاله
مع تحيات امير امير النور .
[/size]
الرئيسية
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
» جميع حلقات سيف النار
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
» شات عربي
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس