من طرف -=¤§ ابــو شنَــك §¤=- الثلاثاء 6 أكتوبر 2009 - 23:47
شكرا لمرورك اختي
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخ الكريم تميم ما هو تفسير الآية 60 من سورة الاسراء ( وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا) فما هي الشجرة الملعونة في القرآن وشكراً
تشير الآية الكريمة إلى أمرين جعلهما الله فتنة للناس: الأول هو الرؤيا التي أراها الله لرسوله؛ أي الإسراء الذي هو اسم السورة والذي هو الموضوع الذي ابتدأت به، والثاني هو الشجرة الملعونة في القرآن.
ذهب غالبية المفسرين السابقين إلى أن الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم. واستدلوا بأن الله تعالى قال عنها أنها: إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (الصافات 64). إلا أن القرآن الكريم لا يذكر أنها ملعونة في أي موضع منه. فقالوا إن الذين يأكلون منها هم ملعونون لذا يمكن القول أنها ملعونة لهذا السبب. هذا إضافة إلى بعض الحجج الأخرى لإثبات مصداقية التفسير. وعلى كل حال، فلا يبدو لهذا المعنى علاقة بسياق الآيات. فلماذا يذكر الله شجرة الزقوم جنبا إلى جنب مع الإسراء؟! لذلك فإن مدى مصداقية هذا المعنى تظل ضئيلة.
وقد ذهب بعض المفسرين السابقين إلى أنها الشجرة الخبيثة المذكورة في المثل الوارد في سورة إبراهيم، حيث يقول تعالى: وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (إبراهيم 27)
ولهذا المعنى مصداقية أوثق وأقوى. وقد كان الخليفة الثاني يفسرها هكذا أيضا. وقد استند في تفسيره إلى أن الخبيث هو الذي لا فائدة منه. وحيث إن الله تعالى يقول: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ (الرعد 18)؛ أي أن الذي لا فائدة منه لا يمكث في الأرض بل يقذف بعيدا، وما القذف والإبعاد إلا اللعنة!
ومن الممكن ربط هذا المعنى بسياقه بتذكر أن الرؤيا هي حق وهي كلمة طيبة ستظهر فروع تحققها وسيستمر أثرها وستثبت مصداقيتها، وهي بذلك تكون كالشجرة الطيبة في المثل في سورة إبراهيم. بينما معارضتهم وتكذيبهم هو شجرة خبيثة ملعونة لا تلبث إلا أن تجتث من فوق الأرض وتقتلع. وكلا الشجرتين يكون فيهما فتنة للناس.
وبالنظر إلى أن الشجرة تعني الذرية أوشجرة النسب أيضا، فقد مال الخليفة الثاني إلى تفسير آخر؛ وهو أن الشجرة المقصودة هنا هم بنو إسرائيل. فالسورة تتحدث عن الإسراء الذي حدث في بيت المقدس التي كانت مركزهم ومدينتهم المقدسة. كما تتضمن رؤيا الإسراء بشارة أن المسلمين سيحوزونها وستصبح ميراثا لهم. وذِكْرهم مع الإسراء يستوي مع السياق. وقد ذكر القرآن الكريم اللعنات المتوالية التي ألحقها الله تعالى بالذين كفروا منهم في عدة مواضع (النساء 48 والمائدة 61، 65 و79) لذا حق أن يسموا شجرة ملعونة. وهم كانوا على الدوام يشكلون فتنة للناس، لأنهم يعاندون الحق ويثيرون الفتن بين الأمم ويشعلون نيران الحروب فيما بينهم.
وما أراه مشتملا على هذه المعاني ومضيفا أبعادا أوسع إلى المعنى، إضافة إلى ما قدمه الخليفة الثاني رضي الله عنه، أن الشجرة المقصودة هنا هي الشجرة التي نُهي آدم عن الأكل منها في الجنة؛ وهي التي ترمز إلى شجرة النواهي والمحرمات في الشريعة، كما ترمز إلى ذرية إبليس الذين ينبغي اجتنابهم والحذر منهم.
فمن ناحية كونها شجرة المحرمات في الشريعة، فإن تلك المحرمات تشكل فتنة للناس، واقتراف هذه المحرمات يتدرج بالإنسان نحو اللعنة والطرد من رحمة الله. وتندرج الشجرة الخبيثة المذكورة أعلاه تحت هذا المعنى أيضا، إذا أنها كل عمل أو فكرة منهي عنها أو تصدر عن خبث طوية.
وبالأخذ بعين الاعتبار أن الشجرة تعني الذرية أيضا، فهي تشير إلى ذرية الشيطان عامة الذين هم فتنة للناس. فالعصاة من بني البشر يصبحون بعصيانهم من ذرية إبليس. وقد وردت لعنة إبليس وطرده من رحمة الله في عدة مواضع في القرآن الكريم. وقد شكل الذين كفروا من بني إسرائيل أهم شجرة في التاريخ من العصاة الذين عصوا أمر ربهم ورسله واتبعوا الشيطان وسعوا في الأرض فسادا. وقد استحقوا اللعنة نتيجة لذلك في القرآن كما تقدم. فهم وكل من سار سيرهم يشكلون هذه الشجرة الملعونة.
ويدعم هذا التفسير الذي قدمته سياق الآيات بشكل قوي. حيث تبدأ الآيات التي تلي الآية موضع التفسير مباشرة بذكر آدم عليه السلام وإبليس اللعين. فلو راجعنا الآيات نجدها تقول:
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (61) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (63) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (64) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (65) الاسراء.
وبشيء من التمعن، نرى أن الآيات التي تلي الآية موضع التفسير كأنها تفسر مفهوم الشجرة الملعونة؛ والتي أساسها العصيان ومن ثم الطرد من رحمة الله. وتذكر الآيات ذرية آدم الذين سيكونون هدفا للشيطان ولذريته كما تشير إلى ذرية الشيطان بصفتهم خيله ورجاله وتابعيه.
سؤالي :
ما هي السورة التي تحتوي على لفظ الجلاله الله في كل اياتها؟؟
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd