احجز سهمك بشركة فلسطين

ربـا الميمي كتب:
إلى كل انسان برخصة " فلسطيني " :

اهنئك على وراثتك لهذه الرخصة الثورية ، التي تمنحك امتيازات على كافة الصعد ، موزعة بحسب ظروفك التاريخية والجغرافية كالتالي :

1. إذا كنت لاجئا: ستحتار في البداية لماذا سميت لاجئا، وقد مرت عقود طويلة وانت بعيد عن بيتك الذي تركته في وطنك.
ولكن لا تقلق فقد اوجدنا بطاقة "المؤن" خصيصا لأجلك ، وهي قابلة للتوريث!! وبناء عليها ستحصل على بضع ذرات من الطحين والأرز، وقنينة من الزيت ، وبضعة أساسيات أخرى ( مجانا)، هذا بالإضافة إلى التعليم المجاني في مدارس وكليات وكالة الغوث...
أما عن هذه المرافق فحدث ولا حرج .




2.إذا كنت من العائدين : لا أضمن لك شيئاً ؛ فالعائد يعود إلى بيته ليجده بإنتظاره، ولكن لا تستغرب إذا عدت يوما ولم تجد بساطا تجلس عليه أو تنام فوقه !! لكن لرخصتك ميزة؛ فوجودك ضمن كوادر السلطات يجعل منك ملكا على عرش ، باستطاعتك عزيزي المشترك، شراء سيارة دون الخضوع للجمرك !! ، أو ان تجد أصدقائك يحومون حولك... أما اذا كان ضميرك " صاحي " نأسف لإنقطاع الخدمة ، يرجى المحاولة لاحقا في ساعات نوم الضمير.



3.إذا كنت من المهاجرين : مبارك لك؛ فأنت الرابح الاكبر،فبمجرد همسك لكلمة " فلسطيني " في الدول الاخرى تنال عطف من تريد ( لدى جميع الاجهزة الامنية ) ، وبمجرد تقديمك لطلب الهجرة الى امريكيا ، تحصل على منزل ووظيفة وارض بالاضافة بالطبع على الجنسية الامريكية ... كله تلقائيا .




4. طفلا: ستعرف اسماء ورموز كافة الاسلحة واضخمها قبل حفظ الاحرف الابجدية ، وقد تكون محظوظا اثناء ضربك للحجارة على على دوريات الجيش ( جيش الاحتلال الصهيوني ) ، فتغدو بطلا لصورة فوتوغرافية ، او لخبرمصور بتقرير صحفي ل جيفارا البديري على قناة الجزيرة .. مبرووك .



5. انت في عز شبابك : اذا ستجد العديد من البرامج التثقيفية والتنموية والفنية والتعليمية ... وليس هذا فحسب ؛ بل ستجد المئات من المؤسسات الحكومية والغير حكومية تحت امرتك ... .




6. اما اذا كنت صحفيا: فرخصتك ستفيدك على مدى 24 ساعة باليوم ؛ لن تتوقف عن التقاط الاخبار بين فلسطين .. وما يسمونهااسرائيل ، وبين الاحزاب السياسية الفلسطينية ، ففي هذا الوطن الاطنان الاطنان ... والاطنان من الاخبار العاجلة ، ولا بد من قصة " يوميات ونيس " كقصة احتياطية للصفحة الاولى تكتب عنها باوقات الفراغ .



7.اذا كنت رجلا .. احححححم ..عفوا: سنعود ، او كنتِ امرأة : نعتذر .. لكننا سنتكلم لاحقا!


=====================================================


اعذروني كثير اعزائي ... فقد حاولت جاهدة توفير ميزة لكل " فلسطيني " ، ولككن الواقع مرير ومزدحم بالتعاسة ... لا ميزات ولا بطيخ .. !! لذلك دعونا ننظر الى كل فئة من جديد في الاتجاه الصحيح :

الصحفي : منتهك القلم ، وضحية بندقة الاحتلال ، او ضحية فلاتان أمني .

الشاب : منتهك شبابه، ضحية حاجز وآخر .. !!

الطفل : منتهكة حقوقه ، وقد يسقط شهيد او جريحا او اسيرا .. فهنا يصبح خبرا عاجلا على جميع وكالات الانباء ..!

مهاجر : ستعامل كفلسطيني أصيل على كافة المطارات ، وكافة المعابر الدولية !! ولا تنسى قسوة الغربة ، وحرمانك من العودة ، فمن سيجدد اقامتك بالخاراج ..!!

عائد ك لا تملك ثمنا للسيارة اصلا ... من أين ستشتريها .. دبرها .

لاجئ: سيعشق انفك رائحة المجاري في المخيمات .. ولن تسأم زحمة الطرق أو النفايات .. !! الا اذا خرجت باعجوبة من المخيم واستقريت بارض احد المهاجرين او العائدين ... لكنك ستبقى لاجئ .

هذا هو الحال .. اصبحت فلسطين شركة اقتصادية يتم ذكر قضيتها حسب المصالح الرأسمالية!!أو بهدف ( الشحدة) في المحافل الدولية !!

عزيزي المستثمر في فلسطين ؛

" ميزتك هي أنك متهم حتى يحين إعدامك "