نزع رقع جلدية وصمامي القلب من جثامين الفلسطينيين

الطيبي يتهم معهدا إسرائيليا بسرقة أعضاء الشهداء لصالح جنود الاحتلال

عمان- الناصرة- قال العضو العربي في البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" أحمد الطيبي إن معهد أبو كبير الإسرائيلي قام بالتعاون مع جيش الاحتلال بسرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين لصالح جنود إسرائيليين، وذلك خلال سنوات التسعينيات.

وأضاف إلى "الغد" من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948 إن "القرائن والأدلة أثبتت أن معهد أبو كبير انتزع رقعاً جلدية وقرنيات وعظاما وأحياناً صمامات القلب من جثامين فلسطينيين، استشهدوا خلال مظاهرات أو مواجهات مع جيش الاحتلال، كانت تصل معهد التشريح لترسل بعد ذلك إلى بنك الجلد لصالح جنود الاحتلال".

وأوضح الطيبي، وهو نائب رئيس الكنيست ورئيس الكتلة الموحدة والعربية للتغيير، أن "المعهد ارتكب مخالفة وجريمة أخلاقية لن يتم التجاوز عنها"، مشيراً إلى "تحرك حالي لإثارة القضية على أكثر من صعيد ومتابعتها داخل البرلمان للمطالبة بمعلومات تتعلق بالجثامين وبمحاسبة المسؤولين، والكشف عن مدى تورط جيش الاحتلال بالقضية".

وكانت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي كشفت، في تقرير لها مساء أول من أمس عن اثباتات جديدة تؤكد أن معهد التشريح والطب الشرعي الإسرائيلي درج في السنوات الماضية على سرقة أعضاء من شهداء فلسطينيين، من دون علم أهاليهم، إلا أن السرقة شملت أيضا عمالا أجانب وحتى عائلات يهودية، في حين أكد النائب الطيبي، أن ما عرض يثبت الجريمة التي تنكرت لها إسرائيل على مر السنين.

وتضمن تقرير القناة، بث شريط صوتي يتضمن مقابلة بحثية أجرتها المحاضرة الأميركية نانسي شيبرد ديوز، من جامعة بيركلي الأميركية، في العام 2000، مع مدير عام معهد التشريح يهودا هس، الذي يتولى ادارة المعهد منذ العام 1988 وحتى اليوم، على الرغم من الشبهات الكثيرة التي تدور حوله، وقالت شيبرد ديوز للقناة الثانية، إنها أبقت الشريط في مكتبها على مدى حوالي عشر سنوات، ولكنها قررت الكشف عنها، بعد تقرير الصحيفة السويدية، الذي نشر قبل عدة أشهر، وأكد أن اسرائيل درجت على سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين في سنوات التسعين من دون علم أهاليهم.

واعترف هس في الشريط المسجل، أنه درج منذ نهاية سنوات الثمانين وحتى سنوات التسعين على خرق القانون الإسرائيلي الذي يمنع انتزاع اعضاء من جثامين الموتى من دون موافقة عائلاتهم، إذ اعتبر أن الموافقة على عملية التشريح هي موافقة ضمنية على انتزاع الأعضاء، وقد شملت العمليات انتزاع قرنيات، إذ كان منفذ العملية يغلق جفون الميت بمادة صمغية، كي يتم التستر على الجريمة، كما كان يتم انتزاع انسجة جلدية من ظهر الميت، كي لا يتكشف الأمر أمام الأهل، وقد وصل الأمر إلى حد انتزاع أضلع وعظام الموتى.

وقال هس في المقابلة، إنه كان يتم انتزاع أعضاء جسم من الموتى الذين من المفترض أن عائلاتهم لن تفتح نعوشهم قبل الدفن، وهذا يذكرنا بدفن الكثير من الشهداء الفلسطينيين إذ يفرض على عائلاتهم دفنهم في ساعات الليل المتأخرة من دون حضور أشخاص كثر، وبطبيعة الحال فإنه في حال وفاة العمال الأجانب فإنه إما كان يتم دفنهم في إسرائيل من دون حضور اهاليهم، أو يتم ارسالهم بعد ايام إلى أوطانهم.

ويستدل من التقرير أن هذه العمليات تمت في مرحلة ما بالتنسيق مع كبرى المستشفيات الإسرائيلية مثل مستشفى تل هشومير قرب تل أبيب، ومستشفى هداسا في القدس المحتلة، ولكنها شملت عدا الشهداء، يهودا وعمالا أجانب، وقد تم توقيف هذه العمليات، بعد كشف عملية انتزاع أعضاء جسد جندي إسرائيلي في نهاية سنوات التسعين.

وفي حديث لـ "الغد"، قال عضو الكنيست أحمد الطيبي، إن "القرائن والأدلة أثبتت أن معهد أبو كبير انتزع رقعاً جلدية وقرنيات وعظاما وأحياناً صمامات القلب من جثامين فلسطينيين، استشهدوا خلال مظاهرات أو مواجهات مع جيش الاحتلال، كانت تصل معهد التشريح لترسل بعد ذلك إلى بنك الجلد لصالح جنود الاحتلال، المتواجد في مستشفى هداسا، حيث يتم زراعة الجلد لجنود الاحتلال أصيبوا بحروق خلال العمليات".

وأوضح الطيبي، أن "المعهد الإسرائيلي ارتكب مخالفة وجريمة أخلاقية لن يتم التجاوز عنها"، مشيراً إلى "تحرك حالي لإثارة القضية على أكثر من صعيد ومتابعتها داخل البرلمان للمطالبة بمعلومات تتعلق بالجثامين وبمحاسبة المسؤولين، والكشف عن مدى تورط جيش الاحتلال بالقضية".

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال "تحتفظ بتلك المعلومات سراً ولا تفصح عنها"، معتبراً أن "ما تم الكشف عنه مؤخراً حول تلك الجريمة يؤكد صحة تحذيراته السابقة".

وأشار إلى أن "هذه الجريمة كانت ترتكب بحق جثث يهود، ولكن ما يهمنا هم الجثامين الفلسطينيين"، لافتاً إلى أن "التقرير أوضح أن المسؤول عن مشروع بنك الجلد كان الضابط بالجيش آرييه الداد، وهو اليوم عضو في الكنيست الإسرائيلي".

وتابع الطيبي "يمكن أن تأخذ من إسرائيليين لإسرائيليين لكن بموافقة العائلة، لكن كيف يتم اخذ أعضاء من فلسطينيين لجنود إسرائيليين هم من قتل هؤلاء الشهداء؟!!"، وأضاف أن "الاحتلال لم يقتل الفلسطيني لأخذ أعضائه ولكنه قتله لأنه فلسطيني يناضل ويتظاهر ثم استغل وصول جثمانه لمعهد التشريح من أجل انتزاع أعضائه وزرعها لدى جنود إسرائيليين كما كشف تقرير القناة الثانية واعترف مسؤولي المعهد أنفسهم بذلك".

وقال الطيبي، إنه "قدم استجواباً قبل عدة سنوات لوزير الصحة الإسرائيلي آنذاك نسيم دهان في أعقاب أحداث مشابهة، حيث لم يؤكد الوزير أو ينفِ الاستجواب حول قيام معاهد التشريح الإسرائيلية بانتزاع أعضاء شهداء فلسطينيين دون موافقة عائلاتهم".

واعتبر أنه "قد حان الوقت ليعتذر الإسرائيليون، وبخاصة وزارة الخارجية ووزيرها، للصحافي السويدي رونالد بوستروم اثر الهجمة المحمومة والظالمة التي شنت ضده قبل شهرين، حيث ثارت ثائرة الحكومة الإسرائيلية ووزير خارجيتها افيغدور ليبرمان وجميع وسائل إعلامها بسبب تقريره الذي نشره حول أمور مشابهة".

جريدة الغد