العدوى وانتقالها
السل مرض معد ينتشر عبر الهواء شأنه شأن الإنفلونزا العادية. ولا ينقل السل إلاّ الأشخاص الذين يصيبهم المرض في الرئتين. فحينما يسعل هؤلاء الأشخاص أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون في الهواء الجراثيم المسبّبة للسل والمعروفة باسم "العصيّات". ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيّات ليُصاب بالعدوى.
ويمكن للشخص المُصاب بالسل النشط،، إذا تُرك بدون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يتراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً في العام. غير أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل من يُصاب بتلك العصيّات. فالنظام المناعي يقاوم تلك العصيّات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام بفضل احتمائها داخل رداء شمعي. وعندما يضعف النظام المناعي لدى المصاب بتلك العصيّات تتزايد احتمالات إصابته بالمرض.
• تحدث في كل ثانية إصابة جديدة بالعدوى الناجمة عن عصيّات السل
• بوجه عام، يحمل ثلث سكان العالم حالياً العدوى الناجمة عن عصيّة السل
• تظهر الأعراض المرضية أو القدرة على نقل المرض، في مرحلة من المراحل، على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بعصيّات السل (من غير المصابين بفيروس الأيدز). واحتمال ظهور أعراض السل أكبر بكثير لدى الأشخاص المصابين بحالات ترافق ذلك المرض بفيروس الأيدز.
معدلات حدوث المرض على الصعيدين العالمي والإقليمي
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ إقليم جنوب شرق آسيا شهد حدوث أكبر عدد من حالات السل الجديدة في عام 2005، فقد بلغت الحالات في ذلك الإقليم نسبة 34% من مجموع الحالات المسجّلة على الصعيد العالمي. بيد أنّ التقديرات تفيد أيضاً بأنّ معدل حدوث المرض بين السكان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بلغ ضعف معدل حدوثه في جنوب شرق آسيا، إذ ناهز 350 حالة لكل 000 100 مواطن.
كما تشير التقديرات إلى تسبّب السل في وفاة 6ر1 مليون شخص في عام 2005. والجدير بالذكر أنّ أكبر عدد الوفيات وأكبر معدل الوفيات بين السكان سُجّلا كلاهما في إقليم منظمة الصحة العالمية الأفريقي، حيث أدّى فيروس الأيدز إلى تسريع انتشار السل وزيادة احتمالات الوفاة بسببه. وقد استفحل وباء السل بسرعة في أفريقيا خلال التسعينات، غير أنّ وتيرة استفحاله ما فتئت تتراجع كل عام، ويبدو أنّ معدلات حدوث المرض في استقرار الآن أو بدأت تنخفض.
وفي عام 2005، كانت معدلات حدوث السل بين السكان في حالة ثبوت أو انخفاض في جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة. غير أنّ نمو السكان حجب الانخفاض البطيء في معدلات حدوث المرض بين السكان، ممّا أدّى إلى استمرار ارتفاع عدد الحالات الجديدة كل عام في جميع أنحاء العالم، ولاسيما في أقاليم المنظمة لأفريقيا وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا.
فيروس الأيدز والسل
وشكّلت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركائها الدوليين، الفريق العامل المعني بحالات ترافق عدوى السل وفيروس الأيدز، وهو فريق يعكف على وضع سياسات عالمية في مجال مكافحة السل المرتبط بفيروس الأيدز وتقديم نصائح إلى الجهات التي تكافح ضدّ السل وفيروس الأيدز لتمكينها من تبيّن أساليب التعاون فيما بينها من أجل التصدي لهذه التوليفة القاتلة. وتبيّن السياسة المؤقتة الخاصة بالأنشطة التعاونية في مجال السل وفيروس الأيدز الخطوات اللازم اتخاذها لاستحداث آليات تمكّن من إقامة تعاون بين برامج مكافحة السل وبرامج مكافحة الأيدز والعدوى بفيروسه، وذلك بغية التخفيف من عبء السل في أوساط حاملي فيروس الأيدز ومن عبء فيروس الأيدز في أوساط مرضى السل.
السل المقاوم للأدوية
وعلى الرغم من التمكّن عموماً من علاج حالات السل المقاوم للأدوية، فإنّ تلك الحالات تقتضي معالجة كيميائية مكثّفة (قد تصل مدّتها إلى عامين) بأدوية الخط الثاني التي تفوق تكاليفها في غالب الأحيان تكاليف أدوية الخط الأوّل، كما أنّها تتسبّب في حدوث تفاعلات ضائرة أكثر وخامة، حتى وإن أمكن تدبيرها. وأصبحت أدوية الخط الثاني المضادة للسل والمضمونة النوعية متوافرة بأسعار منخفضة للمشاريع المعتمدة من قبل لجنة الضوء الأخضر.
ويشكل ظهور السل الشديد المقاومة للأدوية، خصوصاً في المواقع التي يكون فيها مرضى السل مصابين بفيروس الأيدز أيضاً، خطراً كبيراً على جهود مكافحة السل ويؤكّد الحاجة الماسّة إلى تعزيز أنشطة مكافحة السل العادي وتطبيق دلائل منظمة الصحة العالمية الجديدة لتدبير حالات السل المقاوم للأدوية من خلال برامج محدّدة
استراتيجية دحر السل، الخطة العالمية لدحر السل في الفترة 206-2015 والأهداف المرتبطة بمكافحة السل
في عام 2006، أطلقت منظمة الصحة العالمية الاستراتيجية الجديدة لدحر السل. ويتمثّل لبّ تلك الاستراتيجية في المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر، وهو أسلوب أخذت به المنظمة في عام 1995 من أجل مكافحة السل. ومنذ ذلك العام تم علاج أكثر من 22 مليون مريض بفضل الخدمات المقدمة في إطار تلك المعالجة. وتستند الاستراتيجية الجديدة المكوّنة من ست نقاط إلى النجاح المحرز في إطار المعالجة المذكورة وتعترف في الوقت ذاته بالتحديات الرئيسية التي تطرحها حالات ترافق عدوى السل بفيروس الأيدز وحالات السل المقاوم للأدوية المتعدّدة. وتتناول تلك الاستراتيجية أيضاً القيود المفروضة في مجال توفير فرص العلاج ومجالي الإنصاف والنوعية، كما أنّها تعتمد الابتكارات المسندة بالبيّنات لدى الاشتراك مع مقدمي الرعاية الصحية التابعين للقطاع الخاص وتمكين الفئات السكانية والمجتمعات المحلية المتضرّرة والمساعدة على تعزيز النُظم الصحية وتشجيع الأنشطة البحثية.
والعناصر الستة التي تتكوّن منها تلك الاستراتيجية هي:
وكما جاء في الخطة العالمية لدحر السل في الفترة 2006-2015 سيتم تنفيذ الاستراتيجية المذكورة على مدى السنوات العشر القادمة. وتلك الخطة ليست إلاّ تقييماً شاملاً للإجراءات والموارد اللازمة لتنفيذ استراتيجية دحر السل وبلوغ الأهداف التالية:
• المرمى الإنمائي للألفية 6، الهدف 8: وقف انتشار السل بحلول عام 2015 وبدء انحساره اعتباراً من ذلك التاريخ
• الأهداف المرتبطة بالمرامي الإنمائية للألفية والتي تحظى بدعم شراكة دحر السل:
• بحلول عام 2005: الكشف عما لا يقلّ عن 70% من حالات السل الجديدة التي تثبت لديها إيجابية لطاخة البلغم، والعمل على إشفاء 85% منها على الأقل
• بحلول عام 2015: تخفيض معدلات انتشار السل ووفياته بنسبة 50% ممّا كانت عليه في عام 1990
• بحلول عام 2050: التخلّص من السل كإحدى مشكلات الصحة العمومية (حالة واحدة لكل مليون ساكن)
التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف المنشودة
تم في عام 2005 وفي إطار استراتيجية المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشرعلاج نحو 60% من الحالات الجديدة التي ثبتت إيجابية لطاخة البلغم لديها - ممّا لا يبعد كثيراً عن نسبة 70% التي حُدّدت كهدف لذلك العام.
وبلغ متوسط النجاح العلاجي المحقّق في إطار المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر لعام 2004، التي شملت 1ر2 مليون من المرضى الأتراب، نسبة 85%، وناهز بالتالي الهدف المحدّد لذلك النجاح والبالغ 85%. غير أنّ معدلات الشفاء في الإقليمين الأفريقي والأوروبي لم تتجاوز 74%.
وخلص تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2007 بشأن مكافحة السل على الصعيد العالمي إلى تمكّن إقليم غرب المحيط الهادئ و26 دولة (منها ثلاث دول من الدول التي تنوء بأفدح عبء جرّاء السل هي: الصين والفلبين وفييت نام) من تحقيق كلا الهدفين المحدّدين لعام 2005.
ومن المحتمل أن تكون معدلات حدوث السل في العالم قد بلغت ذروتها في عام 2005. وإذا تم تنفيذ استراتيجية دحر السل على النحو المبيّن في الخطة العالمية ذات الصلة فإنّ من شأن التحسينات التي ستنجم عن ذلك في مجال مكافحة السل الإسهام في تخفيض معدلات حدوث هذا المرض ووفياته بنسبة النصف في جميع المناطق بحلول عام 2015، باستثناء أفريقيا وأوروبا الشرقية.
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd