الرئيسية
غلبنا يشاهد التلفاز يومياً، ويركز المحافظون منا على
التأثير النوعي للتلفاز وما يقدمه، إلا أننا لا ندرك التأثير الكمي
للمشاهدة بالرغم من أهميته.
تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن الأولاد حتى عمرالست
سنوات يشاهدون بالمعدل 60 ساعة أسبوعياً. ومع الانتقال إلى المدرسة يقل
عدد الساعات التي يقضونها بمشاهدة التلفاز إلى 6.5 ساعة بالمعدل في
اليوم، أي أن عدد الساعات التي يقضيها الأطفال أمام التلفاز هي أكثر من
عدد الساعات التي يقضونها في المدرسة، وإذا استمررنا في عد الساعات سوف
نصل إلى أنه حتى العام السبعين يكون مجموع ما قضيناه في الجلوس أمام
التلفاز حوالي عشر سنوات.
وجود جهاز التلفاز في غرفة نوم الأطفال عامل إضافي يزيد ساعات المشاهدة بشكل كبير، واليوم 65% من الأطفال لهم غرفة نوم خاصة.
ومن المعطيات الهامة والتي
برزت من نتائج الاستطلاعات هو كمية العنف الذي يشاهده الأولاد يومياً:
فإذا فرضنا أن الطفل يجلس لمدة 4 ساعات في اليوم أمام شاشة التلفاز فإنه
حين يبلغ الثالثة عشر من عمره يكون قد شاهد ما يزيد عن مئة ألف مشهد عنف
وثمانية آلاف عملية قتل وهذا يعد انكشاف لم يسبق له مثيل في تاريخ
الإنسانية.
وبعد أن استعرضنا النتائج الكمية دعونا نفهم ماذا تسبب
المشاهدة المكثفة للتلفاز لعقولنا. وللتبسيط يمكننا تمييز العمليات التي
تجري في عقل الإنسان حسب الأمواج التي يصدرها المخ.
عندما نكون في قمة الوعي نفكر أو نقوم بعملية تحتاج إلى
تشغيل الذهن، فإن المخ يصدر أمواج بيتا التي تصدرمن الطبقة الخارجية للمخ،
في المقابل عندما نكون في وضع العنين فيه مغمضتين فإن المخ يصدر
أمواج ألفا، وهي تصدر من عمق المخ. عندما نجلس لمشاهدة التلفاز ينتقل المخ
خلال 30 ثانية من وضعية أمواج بيتا إلى وضعية أمواج ألفا وهي وضعية نصف
الوعي. بالإضافة لذلك فإن القسم الأيسر من المخ وهو المسؤول عن العمليات
التفكيرية يدخل في شبة عملية انتظار، أما القسم الأيمن من المخ المسؤول عن
المشاعر وعن العمليات التي لا تحتاج الى كامل الوعي يصبح نشطاً. ومن هنا
يمكننا أن نفهم تأثير الإعلانات الكبير علينا فكم من مرة قمنا بالاتصال
وطلب منتوجات لا نحتاجها بالأساس وطلبنا كان بالأساس عاطفياً. لهذه
الظاهرة تأثير كبير على الأطفال والصغار، ونستعرض فيما يلي بعض هذه
التأثيرات السلبية على نمو الأطفال وتطورهم:
1-ضرر لوعي الحقيقة والواقع: من منا لم يشاهد طفلا يقترب من التلفاز يبحث عن
الأشخاص الذي يشاهدهم على الشاشة ولا يجدهم ولا يستطيع أن يفهم مثل هذا
الوضع. الطفل في هذه الفترة يكون في مراحل حيوية في تطوره ونموه يختلط
عليه الوهم والخيال على الحقيقة والواقع، وهذا يمكن أن يؤدي عنده إلى
صعوبات في إدراك الأمور الواقعية كطفل وأيضاً كبالغ، ويصبح هذا الوضع أكثر
صعوبة مع التعرض المستمر لألعاب العنف في الكمبيوتر. والنتيجة تكون عند
قسم كبير من الأولاد بعدم إدراك ووعي كامل أن العنف يسبب الأضرار للشخص
الذي يتعرض له وأن الحقيقة تختلف عن ألعاب الحاسوب والأفلام التي يقوم
فيها البطل بالوقوف من جديد دون أي أثار تظهر علية بعد تعرضه للضرب. ونجد
تعبيراً لهذه الظاهرة في وصف الأطفال وما سيصنعونه وما سيلحقونه من أذى
بالشخص الذي لا يروق لهم إذا تعرضوا لهذا السؤال.
2- تأخر في التطور: يطور الطفل من خلال الحركات التي
يقوم بها ومن خلال اللمس جهازه العصبي في السنوات الأولى وخاصة السنة
الأولى، والجلوس أمام شاشة التلفاز تقلل كثيراً من الوقت الذي يقضيه الطفل
في اللعب والحركة.
3- سرعة الأحداث وتقلب الصور السريع جداً يزيد بشكل
كبير احساس المغامرة عند الأطفال، ومن جهة أخرى عند وصول الأولاد للروضة
أو المدرسة يشعرالطفل بالملل لأنه اعتاد على صخب الإثارة وسرعة
الأحداث، وفجأة تظهر لهم الحياة مملة وجامدة أمام برق الحركة وألوان
الخلفيات في الشاشة والمعلمة لن نستطيع ان تسلي الأولاد بمثل تلك الطاقة
مهما فعلت، اضافة إلى الواجبات التي تلقيها على عاتقهم.
4- تأخر في القدرة على الكلام: تتأخر قدرة الأطقال على
تطوير مهاراتهم في الكلام، فبسبب الجلوس أمام التلفاز يقل احتياجهم للكلام
عكس الوضع عند مرافقتهم الكبار الذين يتحدثون إليهم ويقومون بتصحيح
الأخطاء اللغوية وإثراء لغتهم.
5- ضرر للعنين: الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة يؤدي إلى إجهاد العنين وإحداث ضرر في النظر.
6- التقليد: أغلب الأفلام والمحتويات التي يتم عرضها
تجارية تعرض نموذج للتقليد عند الأطفال والكبار والنتيجة تصرف عنيف
وسلوكيات غير أخلاقية تصبح مقبولة بعد أن قام بها أحد أبطال الفيلم.
7- اعتياد الأطفال على النتيجة الفورية إن كان في
جلوسهم أمام التلفاز أو الحاسوب، وهذا يضعف قدرتهم على التحمل والصبر
والإصرار للوصول لمنالهم وطموحاتهم التي تكون بعيدة أحياناً.
8- ضرر للعلاقات الاجتماعية: عندما نقارن عدد الأطفال
الذين يلعبون خارج جدران بيوتهم اليوم مع الوضع الذي كان سائداً قبل
ثلاثين أو أربعين سنة، نجد أن الشوارع والساحات تخلو اليوم من الأطفال
وذلك لجلوسهم أمام التلفاز وبذلك تقل فرص التعرف لأشخاص آخرين وبناء
علاقات جديدة.
9- تزايد العنف وإضرابات السمع والتركيز: توجد إثباتات
علمية بعد فحص عشرات الآلاف من الأطفال تؤكد الرابط بين العنف واضطرابات
السمع والتركيز وساعات مشاهدة التلفاز. وكلما كان جيل الطفل أصغر وزاد عدد
ساعات المشاهدة؛ يزيد احتمال التصرف بعنف واحتمال الاصابة
باضطرابات السمع والتركيز لديه.
10- زيادة السمنة نتيجة الأكل غير المنتظم وغير المراقب
وقلة الحركة، ويظهر أن التلفاز هو أحد المسببات للسمنة في العالم، بسبب
تناول الطعام دون الانتباه للطعم والمحتوى والشعور بالشبع والتركيز في
أحداث الفيلم التي تفوق التركيز على الطعام، وطيلة هذه الفترة لا يقوم
الجسم بأي فعالية وهذه هي الطريق الأقصر للسمنة.
11- ارتفاع في شرب الكحول والتدخين كتقليد لسلوكيات
أبطال الشاشة، وقد ثبتت هذه المعطيات في عدة أبحاث. وهذه السلوكيات
هي مصدر قلق كبير اليوم، بسبب علاقتها بحوادث الطرق و العنف والإضرار
الصحية.
**********
إذاًهناك مشكلة، فهل بالإمكان التعامل معها؟!! الجواب ليس سهلاً لكن كأهل
يمكننا اتخاذ عدة خطوات للحفاظ على أبنائنا، ومع كل هذا السماح لهم
بمشاهدة التلفاز.
- حسب توصيات منظمات أطباء الأطفال لا يجوز السماح
للأطفال تحت سن الثالثة بمشاهدة التلفاز، ومن المهم هنا أخد هذه التوصية
بعين الاعتبار، ففي هذه السنوات تصقل عادات وسلوكيات تكون أساس شخصية
الأطفال المستقبلية وقد أظهر بحث علمي أن التصرفات الغير مقبولة التي
اكتسبها الأطفال في سن خمس وست سنوات جاءت من جراء المشاهدة المكثفة
للتلفاز، وكان من الصعب جداً تغييرها عندما أصبحوا في المدرسة.
ولهذا أيضاً يجب تحديد ساعات الجلوس أمام التلفاز
للأطفال فوق الثالثة من عمرهم، وإعطاء الوقت للفعاليات العائلية
والأصدقاء، والامتناع قدر الإمكان عن قضاء الوقت أمام التلفاز.
- من المهم الجلوس إلى جانب الأولاد عند مشاهدتهم
البرامج التلفزيونية والتحدث عن محتواها أثناء البرنامج وفي نهايته، لمنع
وضع عدم الوعي خلال المشاهدة، ومنع تجميد قدرة الحكم على الأشياء عند
الطفل.
- من المهم جداً الامتناع عن إدخال التلفاز إلى غرفة
الطفل، وفقدان القدرة على مراقبة المحتويات المعروضة وعدد الساعات التي
يقضيها الطفل في المشاهدة. فقد أكدت أبحاث كثيرة ارتفاع عدد ساعات الجلوس
أمام التلفاز أو الحاسوب اذا كانا داخل غرفة الأولاد.
- جعل التركيز في البيت على الفعاليات المشتركة فمن الملاحظ أنه كلما قل جلوس الطفل للمشاهدة قل طلبه لها.
ونقول النهاية أن المشاهدة الغير محددة عند الجيل
الصغير لها أضرار أثبتتها العديد من الأبحاث، ويجب معاملة هذه الظاهرة
بجدية أكبر، وإحداث التغيير الايجابي المأمول في كل بيت
حبيت اجبلكم هالموضوع عشان تعرفو اديش التلفزين خطييير عالأطفال
. 
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
» جميع حلقات سيف النار
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
» شات عربي
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس