الحمدلله الواحد الأحد, الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
أحد! وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه,
ثم أما بعد:
فمن الكلمات التي انتشرت بين عوام المسلمين, والتي يقشعر من كذبها البدن
ويشتاط المرء غيظا من سماعها من أمثال هؤلاء, تلك الكلمة التي تخرج من
أفواههم وما لها مكان في حياتهم كلا, وهي:
"أنا لا أخشى أحدا إلا الله", أو "أنا لا أخاف إلا الله"
والكلمة نفسها سليمة لا حرج فيها ولا مانع منها. ولكن المشكلة في صدورها
ممن لا علاقة لهم بها ويخالفونها في كل أقوالهم وأفعالهم, ثم لا يتحرجون من
قولها!
تجد الرجل داعرا ماجنا زانيا شاربا للخمر وعندما يتشاجر يتبجح بأنه لا يخشى
أحدا إلا الذي خلقه!!!!
وتجد المرأة راقصة فاجرة في الفعل والقول ثم تتبجح بنفس الكلمة! ومن أمثال
هؤلاء كثر!
وأعجب وأتساءل: هل يعي هؤلاء الفساق ما يقولون فعلا؟! ألا يرون ما يفعلون
في عامة أمورهم –ولا نقول كلها!-, هل يعتقدون أنهم يخشون الله فعلا؟! وهل
يظنون أنهم لا يخشون أحدا إلا الله –على فرض خشيتهم لله؟!
ألا يوقن الواحد منهم تمام اليقين أنه يخشى الفقر والمرض والموت؟! ولا
يقتصر الأمر على هذه الطوام, وإنما يعلم علم اليقين أنه يخشى البشر! ويخشى
من ظلمهم, لذا يستعينون بحراس يحمونهم! على الرغم من أنهم لا يخشون أحدا
إلا الله!
ولا نريد أن نضع هؤلاء في موقف المقارنة مع النبي الكريم, فهم لا يرقون
بحال إلى منزلته العلية ولا يحلمون بذلك, ولكن الشيء بالشيء يُذكر, فالنبي
لما نزل عليه قوله سبحانه "والله يعصمك من الناس" فصرف حرسه واكتفى بالله
عاصما!
المشكلة أن المسألة أصبحت مسألة رد مسجل محتم! فإذا قال لك أحدهم في
الشجار: أنت خائف!
فلا بد أن تأخذك حمية الإيمان!!!!!!!!!!! وترد بإباء ال ... : أنا لا أخشى
أحدا إلا الله!
على الرغم من أنك قد تكون مرعوبا من الشخص الذي أمامك, ولكن لا يمكنك أن
تقول هذا, وإنما يجب أن ترد الرد المعلب!
وأنا لا أقولها! لأني اعترف وأقر أنه لا يزال في
حياتي أمور وشئون لا أزال أخشاها! (بالمعنى الدارج) وهي ولله الحمد وإن
كانت أقل بكثير مما يخشاه الآخرون, ولكني لا أدعي أني لا أخشى إلا الله,
فلم أصل بعد إلى هذه المرتبة!
ولله الحمد والمنة أنا أحب الله حبا جما وأخشاه, ولكن لا أدعي أني لا أخشى
إلاه, وندعو الله أن يوصلنا إلى هذه المنزلة.
إن الخشية مرتبة عظيمة لا يصل إليها إلا العلماء العاملين:
.... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر : 28]
ولها تأثير عظيم على أقوال وأفعال صاحبها, تورث رقة القلب واستجابة لأمر
الله عزوجل ونزولا عليه. وهي لا تتحقق إلا بالنظر في كتابي الله عزوجل:
القرآن والكون! فبهذا يخشع المؤمن ويصدع!
وأوضح مثال على ذلك هو الجبل:
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ
لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ
الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر
: 21]
فلو أنزل القرآن على جبل لخشع وتصدع حقيقة! فما بالنا لا يحدث لنا مثله؟!
إن هذا يعود إلى قسوة قلوبنا, التي أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة, فالحجارة
أحسن حالا من قلوب بعضنا:
... وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ
اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة : 74]
ونحن نسألك أخي القارئ في نهاية هذا المقال:
هل أنت ممن يخشون الله فخشع قلبك له ولكلامه؟
أم أنك لست منهم؟! ولم؟
وهل أنت ممن يقولون هذه الكلمة أم ممن يتحرجون منها؟!
جعلنا الله وإياكم ممن يخشونه ويتقونه! والسلام عليكم ورحمة الله.
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين
لاتنسونا من الدعاء لي وللوالدى بالرحمه والمغفرة وللجميع المسلمين
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd