..............................
انتهت إجازة الولادة ، وطلبت رنا من المستشفى تمديدها لحين تدبير خادمة ترعى وليدها ، وطلب منها فراس أن تستقيل من عملها وتتفرغ لتربية طفليهما ، ولكنها أقنعته بأنها بحاجة للعمل لمدة سنتين على الأقل من أجل مساعدته في بناء مستقبل مريح للأسرة ، ومقابلة الإلتزامات العائلية ، وزاره صاحب مكتب الإستقدام طالباً العلاج ، وتطرقا للحديث عن الخادمات ، وأبدى فراس رغبته في خادمة ترعى الطفل. وتقوم بأعمال البيت.
صاحب المكتب: والله حظك سيء في الخدامات يا دكتور بالرغم من إنك طيب وابن حلال ، لكن بدي أنصحك هالمرة. في عندي بالمكتب خدامة أندونيسية الجنسية ، ومسلمة ومتدينة وما بتقطع فرض صلاة، وهي متزوجة وعمرها ثمانية وعشرون عاماً ، ولها طفلين تركتهما في بلدها مع زوجها ، وأعادتها كفيلتها بسبب أولادها الذين بلغوا سن البلوغ والمراهقة ، وتخشى على أبنائها من أن يزلهم الشيطان. فالكفيلة عاملة وتتركها وحيدة في البيت. ويعود أبناؤها للبيت قبل عودتها ، وتقول :هذي دنيا والحذر واجب. ومدحتها كثيراً ، فقد عملت لديها فترة طويلة ، وتتحدث العربية ، وتجيد الطبخ ، وطبعاً لها خبرة في تربية الأطفال. وشكلها مقبول ، يعني مش بشعة ومش حلوة، والكفيلة ما طلبت إشي مقابل التنازل عنها. يعني بس بتتحمل إنت رسوم نقل الكفالة والإقامة. وطبعاً مثل ما اتفقنا معفي من عمولة المكتب. وأنا بعطيك فترة شهر تجربة. بس في النهاية ما بضمنها.
فراس: طيب خير إن شاء الله ، خليني أشاور ام العيال وبتصل عليك .
شاور فراس زوجته رنا وطلبت مقابلتها ، واتصل بصاحب المكتب يعلمه أنهما قادمان لمقابلة الخادمة. فرحب به. وتمت مقابلتها ، وحازت على الموافقة المبدئية من الزوجين لحين انتهاء فترة التجربة. وانتهت فترة التجربة واجتازت الخادمة الإختبار ، وتم نقل كفالتها ، ودفع فراس ثلاثة آلاف ريال وذلك رسوم نقل الكفالة والإقامة. ووصى فراس زوجته بضرورة أخذ العبرة من درس الخادمة السابقة ، وإغلاق غرفة النوم والمدخل الرئيسي عند ترك الخادمة لوحدها بالبيت.
باشرت الخادمة عملها بعد تثبيتها من قبل الزوجين ، وبدأت تظهر عليها تصرفات لم تلاحظها الزوجة في فترة التجربة، حاولت الخادمة أن تعمل في البيت وهي كاشفة شعرها، فنهرتها رنا وطلبت منها ارتداء المنديل على طول، وخاصة في وجود زوجها، وفي أحد الأيام لاحظت عليها أنها بدأت تتمكيج وتتكحل وتتزين وكأنها ست البيت، فأثارت في نفسها الغضب، واستدعتها وأنبتها على فعلتها تلك، وكادت أن تصفعها، وقالت لها وهي تصيح متوعدة ومهددة بصوت عالٍ: في ست وحدة في البيت، مش ثنتين، ممنوع تحطي مكياج، وإلاّ بتروحي أندونيسيا على طول. ومن ناحية أخرى كانت تطلب منها أن تشتري لها مثلما تشتري لنفسها من ملابس، وتقول لها إخصمي ثمنها من راتبي. وأحياناً كانت تنفجر بالبكاء فجأة، فتسألها رنا عن السبب فتقول لها مرة أمي مريضة في أندونيسا، ومرة إبني مريض، ومرة زوجي يريد أن يعمل عملية وما في فلوس....الخ. وتستدر عطفها للمساعدة بدموع التماسيح. وكانت تشفق عليها أحياناً، وتعطيها صدقة تدفع بها حسدها عن بيتها، حيث كانت تقول لها الخادمة : ماما إنتو في فلوس كثير. إحنا في أندونيسيا ما في فلوس.
أما فراس فقد ضاق عليه بيته ، وضاق ذرعاً بالوضع الجديد، ولم يعد يشعر براحة في بيته، فهو ممنوع من أن يلبس ما يلبسه الرجل في بيته وقت القيلولة والراحة، وممنوع من مغازلة زوجته لا همساً ولا جهراً لئلا تلاحظ الخادمة ذلك، وكلما ذهب ليغير ملابسه وليستريح من التعب في غرفة النوم وجد الخادمة تنظفها، فهو يحب أن يخدم نفسه بنفسه أو تخدمه زوجته إن كانت موجودة وخاصة فيما يتعلق بطعامه وتسخينه وسكبه، فلا يدخل المطبخ والخادمة فيه، وكلما بحث عن بيجامته لينام لا يجدها مكانها، ربما تكون بالغسيل أو ربما في جهة غير معتادة في الدولاب، فيسأل زوجته، فتسأل زوجته الخادمة عن مكانها، فيستشيط غضباً، وفي أحد الأيام التي كان فيها مناوباً وزوجته في راحة وجد الفطور جاهزاً، فلم يتناوله، ولما وصل المستشفى اتصل بزوجته وسألها عمّن حضر الفطور، أجابته بأن الخادمة حضرته، وقالت له : الفطور يا فراس من الأكل الجاهز، لبنه مع زيت وزعتر، أو مربى أو بيض مسلوق، فلا غضاضة في أن تحضره الخادمة، فأجايها فراس : إنت ما بتسمعيها وهي دايماً تكحكح وتتنفخ وتنفنف في المطبخ، من يوم ما جبناها وهي تكحكح، والله خايف على ليث منها، مهو دايماً مرشح ومفلوز ومريض وما هو شايف العافية، مش ممكن أنا أفطر من تحت ايديها، كلميها لا تحضر الفطور، أنا بنفسي بحضره إذا كنت تعبانه، وبعدين ما بدي أشوفها في المطبخ وأنا بفطر بتاتا. دايماً مكتئبة بتسكر النفس على الأكل، ولأني كمان ما بحب أتصبح في وجهها الكئيب. بشعر كأنو الشيطان راكبني طول اليوم. فقالت له رنا : والله أنا بشوف نعمل إلها تحاليل شاملة، كل مرة بنجيب خدامة وما بنعمل تحليل طبي، فقال لها : طيب جيبيها على المستشفى واعملي التحاليل.
كما صارت رنا كلما تجلس مع فراس تشتكي له من الخادمة في معظم الأوقات، هذي لئيمة، وكئيبة دايماً كل ما تشوفني حاملة ليث وبلاعبه بتتذكرابنها وبتصير تبكي وبتعمل مناحة، وما بتفهم بالأتكيت ، بخجل منها يوم بيجيني ضيوف، وكسرت كثير من أواني المطبخ وتحف الصالون، هذي مثل الجاسوس، بتعرف متى بنتحمم ومتى بنّام ومتى بنقوم ......الخ. وفي إحدى المرات قال لها فراس: إسمعي لا تجنيني إنت والخدامة، مش معقول اليّ بصير يا رنا، كل ما بدنا نجلس نتحدث ما صار عندنا حديث الاّ الخدامة، الله يقطع الخدامات واليّ بشغلوا الخدامات في بيوتهم إن شاء الله، أنا ميت مرة قلت لّك استقيلي من الشغل وريحينا من همها، شو رأيك أرجعها للمكتب يشوف الها صرفة، فردت عليه رنا: لا يا حبيبي بدك ترجعها بتجيب غيرها على طول، فقال لها: إذن ما بدي أسمعك تشكيلي عن الخدامة، ولا بدي أسمع سيرتها أبداً، وإذا سمعتك بتحكي عنها على طول برجعها والاّ بسفرها، هي وحدة من الثنتين: يا إما بتصبري عليها وعلى بلاها وبتتحمليها، يا إما بنسفرها نهائي ونرتاح من وجعة هالراس. فقالت رنا: يعني إذا ما بدي اشكيلك همّي لمين بدي أشكي، مهو أنا مقطوعة من القرايب، مش مثلك إنت، وبعدين خايف على الخدامة ومشاعرها، ومش هامك غيظي منها ومن بلادتها. ودايماً لما بكون بينا سوء تفاهم ، بتظل رايحة جاية في البيت بدون سبب ، وتتسمع لحكينا ، ما بتلاحظ عليها هذا الشيء؟ فقال لها: والله بلاحظ كل شيء وبكبت في نفسي وبكابر وبسكت ، لأني ما بحب النكد، وبعدين ما بدي أكرر اليّ حكيته مرة ثانية، مثل ما حكيتلك رح يصير.
صار فراس يتأخر في عمله ويتحين الفرص لقضاء أوقات فراغه خارج البيت مع زملائه وأصدقائه وعند أهله، ليرتاح من سجن البيت وقيوده، ومن الشكوى على الخادمة، وشعر الزوجان بجفوة بينهما غير معتادة في حياتهما، واشتكت رنا لجارتها وضع زوجها، فقالت لها الجارة: إنت ما بتعرفي إن الأندونيسيات مشهورات بعمل السحر، وبعدين ما بقدرن يصبرن فترة طويلة من دون جوز، فتشي أغراضها لتكون عاملة لجوزك عمل. وفتحي عينك عليها مليح.
وذهبت رنا الى البيت مسرعة لتنفيذ ما اقترحته جارتها. وفتشت أغراض الخادمة ولم تعثر على شيء، ولكنها أخذت تتصرف وكأنها وجدت شماعة تعلق عليها أسباب الجفوة بينها وبين زوجها. فصارت الشكوك تتلاطم في نفسها ، وأخذت تفسر كل سوء فهم بينهما على هذا الأساس غير الثابت.
وفي أحد الأيام اصطحبتها للمستشفى لعمل التحاليل الطبية خوفاً من الأمراض المعدية، وكانت رنا مسئولة المختبر بالمستشفى، وفي اليوم التالي وهي تطالع نتائج التحاليل فوجئت بأنها حامل، وكتمت الخبر في نفسها وخبأته عن زوجها وهي تغلي من داخلها، وما أصعب أن تكتم النساء خبراً كهذا دون البوح به، فصبرت على نار من الغيظ، وفيض من الألم، وهول من صدمة المفاجأة التي لم يحسب لها حساب قط، حيث بدأت الأفكار والشكوك تنتابها، وتساءلت: ترى ممن ستكون حامل، فهي لا تغادر البيت، ودائماً أغلق عليها الباب عند خروجي لأي سبب، ولم أسمح لها بالإحتكاك بأحد، وظلت الأفكار السوداء تتلاعب بها، وقالت في نفسها ، لأ يا ربي لأ ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أستفغر الله العظيم، مش معقول فراس يعملها، مستحيل ، ولما عادت للبيت على جمر الإنتظار نادت الخادمة لتحقق معها، فصاحت بها: إنت حامل يا مرياتي ، فاضطربت الخادمة من سؤالها وانقلب وجهها الى الصفار، وردت عليها : لا ما في حمل يا مدام، أنا ما في جوز، كيف حمل. وأطلعتها على نتائج التحاليل، ولم تطمئن رنا لوضعها، وضغطت عليها وهددتها بالطرد، وضربتها، فاعترفت لها بأن الحمل من أبن كفيلتها السابقة، فقد حاول اغتصابها مراراً ، واستسلمت لرغباتها الممنوعة من التحقيق ، ولأوامر الشيطان الذي هو ثالث كل رجل وامرأة إن اختليا، فأشارت عليه أن يحضر لها حبوب منع الحمل لتمكنه من نفسها، ثم صار يجلب لها حبوب منع الحمل، ولم تتوقع حدوث الحمل، فشعرت رنا براحة كبيرة عندما علمت وتحققت من براءة زوجها، وكأنه كابوس انزاح عن صدرها، ولكن ظل كابوس آخر وهو مشكلة التخلص من هذا المأزق الذي وضعت فيه هي وزوجها، ولما عاد فراس أعلمته بما جرى وبالمصيبة الكبيرة، فوقع عليه الخبر وقع الصاعقة، إنها مصيبة.
اتصل فراس بصاحب المكتب يعلمه عن المصيبة وماذا عليه أن يعمل ليخرج من هذا المأزق الحرج. فأشار عليه صاحب المكتب أن يحضر جواز سفرها ليحصل على تأشيرة خروج نهائي وتسفيرها الى بلدها. وسمعت الخادمة الزوجين وهما يتحدثان عما سيعملان، وخلال فترة انتظار التأشيرة والحجز لها للسفر، أخذت تقوم بحركات عنيفة مقصودة للإسقاط، وفي اليوم التالي سمعتها رنا تصيح بالحمام، لقد أجهضت. واتصلت بفراس تخبره على الفور، وأنها بحالة صحية حرجة تتطلب العلاج، فقدم فراس للبيت مسرعاً، ونقلاها الى مستشفى آخر لعلاجها، ونامت بالمستشفى ليلتين وتكبد فراس مصاريف المستشفى، وخرجت متعافية، ولما أكمل الإجراءات واشترى تذكرة سفرها النهائي في خروج بلا عودة ، أخبر الخادمة بتجهيز نفسها لحلول موعد سفرها، انفجرت بالبكاء راجية الزوجين بالإبقاء عليها، فقد تخلصت من الجنين الذي كان مضغة من اللحم في اولى اطواره ، لذلك لم يعد هناك من مشكلة، وهي بحاجة للعمل، ولكنهما اتفقا على إصرارهما بضرورة التخلص منها وتسفيرها، حيث لا يؤمن جانبها، وسافرت الى بلدها ، وأخذت رنا إجازة اضطرارية لترعى طفلها لحين تدبير خادمة جديدة، ومرة اخرى ألح عليها فراس بالإستقالة ، ولكنها أقنعته بالبحث عن خادمة.
والى لقاء مع خادمة أخرى للعائلة.
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
14/2/2010م
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd