منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    فتح وحماس وما بينهما الناس

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    فتح وحماس وما بينهما الناس Empty فتح وحماس وما بينهما الناس

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 7:54

    فتح وحماس وما بينهما الناس
    دخل مواطن فلسطيني الى أحد المطاعم الشعبية في الأراضي المحتلة، (سواءً في ضيعة غزة أو ضيعة الضفة(، فرحب به صاحب المطعم
    وقال : ايش عايز الأستاذ ،
    فرد عليه المواطن : يا رجل على ايش بتناديني استاذ ، مش شايف الحال مبهدل ، خليها على الله ومحسوبك ما عندو غير هالغيار اليّ لابسو ، شايف ما في عندك تخفيضات على الأكل ، كل البلد تخفيضات على الملابس والأحذية والقرفتات والأثاث ، لأنو إليّ بقدروا يشتروا هذي الأشياء نسبة بسيطة وهم بصراحة مش من الناس إنت عارف مين هم ، من فضلك أعطيني فتح وحماس وما بينهما الناس مع عصير أناناس ،
    فهم صاجب المطعم عليه بسرعة لم يتوقعها ، وأمسك رغيفاً من الخبز وشقه بسكين حادة الى نصفين
    وقال له صاحب المطعم : هذا النصف الممزوع فتح ، والنصف الآخر المخزوق حماس ، بس رح ألفهم بورقة أحسن ما يهربوا من الحشوة على ملابسك ، ثم تناول بملقط من جاط يغلي بالزيت حبتين من الفلافل ، وقام بفركهما ودهسهما بالسكين وقطعهما إرباً إرباً ، وبعد ذلك توجه الى جاطِ فيه سلطة مفرومة فرماً ناعماً (بندورة وخيار) ووضع منها ملعقتين على الفلافل المهروسة ، ثم تناول بالملعقة قدراً من الطحينة المطحونة جيداً مع المايونيز ووضعه على الفلافل والسلطة ،
    وقال له: هذا يا عزيزي المواطن هو 'الناس' ،
    فقال له المواطن :لا يا عزيزي : لقد نسيت شيئاً مهماً ، عايز شطة وزودها كمان حتى نقدر نسميه 'الناس' لأن الناس وصلت لمرحلة الغليان والفوران من الداخل ، وما عادت قادرة على الإحتمال ، فوجوهها محمرة ، ومع حرارة الصيف تكاد أن تتفجر من هذا الوضع المتردي ،
    وقال له صاحب المطعم : طيب أنا فهمت فتح وحماس وما بينهما الناس ، ايش قصدك بعصير الأناناس ،
    فقال له صاحب المطعم: يعني أنا المواطن الفلسطيني الغلبان ، يعني أنا الناس ، ايش ذنبي لا أنا فتح ولا أنا حماس ، وما عندي وظيفة ولا دخل وحالي واقف مثل كل الناس ، والله يا رجل بغلي من الداخل وما أنا قادر استوعب على ايش الجماعة مختلفين ،
    فقال له صاحب المطعم : والله أنا مثلك من الناس، وعلى شان هيك رح اشرب معاك عصير الأناناس، وأخصم لك خمسين بالمية من شان خاطرك يا خوي. وإذا ما معك فلوس الله يسامحك دنيا وآخرة.
    فقال له المواطن : ما عليك مخبّى ، والله ما معاي اليّ ترن يا ابو الشباب ، لكن حسيت حالي بدي أموت من الجوع.
    فأكل المواطن ربع الساندويش وأدخل الباقي في جيبه ،
    فقال له صاحب المطعم : يا رجل انت جوعان ليش ما تكمل الساندويش ،
    فقال له المواطن: تركت ثلاثة أرباع لزوجتي وابني وبنتي، لأنهم يتضورون جوعاً بالبيت وينتظرونني لعلي آتيهم بشيء من خشاش الأرض.
    فقام صاحب المطعم وعمل له ثلاثة ساندويشات وطلب منه إكمال الساندويش
    وقال له : الخطية في رقبتك إن ضاقت عليك وعلى أولادك تمر علي ، وهذا عهد علي النص بالنص بيني وبينك وتشتغل معاي في المطعم ،
    فقال له المواطن : هذا العبد الفقير اليّ قدامك معاه دكتوراة في العلوم العسكرية من الإتحاد السوفيتي على أيام الثورة الحقيقية ووصلت فيها عقيد.
    وقرّب فمه من أذن صاحب المطعم وهمس فيها قائلاً: وعملت حوالي ثلاثين عملية داخل الأرض المحتلة. وخلصونيّ من الخدمة وأعطوني مكافأة وصرفتها من زمان ، وقالوا لي ما إلك تقاعد حسب النظام ، بينما في غيري مثل حالتي وأقل مني بكثير وما شفناهم الاّ على زمان السلطة أخذوا مكافأة وتقاعد محترم وشملهم النظام وما قدموا للوطن إشي، قال ليش يا عزيزي : لأني ما اشتغلت بالسلطة وظليت على كادر الفصيل اليّ كنت أناضل معاه ، والفصيل ما نسبني لنظام التقاعد ، طيّب هذي غلطتي والاّ غلطة الفصيل ، بس يبدو العملية فيها فقوس وخيار ، ولكن ما يخالف بشتغل معاك أشرف لي ، لأنك أصيل ووطني وابن حلال ، ولأنه الرزق على الله مش على العبد ولا على فلان ولا علان. وحسبي الله ونعم الوكيل.
    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    7/7/2009م


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024 - 5:33