الجزء الثاني
فلسطين النباتات والثمار والثروة الحيوانية
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
قد بارك الرحمن في قـرآنِه
هذا التُّرابَ وما حـباهُ من النّوى
فالتّينُ والزَّيْتونُ من ثمراتِـهِ
وعرائِشُ الأعنابِ تعلوها السَّما
فالتّين غَضٌّ قد تشطَّبَ سطْحُهُ
وأَدارَ خَدًّا للقطافُ مناديا
فَتياتُ تغدو للكروم على الضُّحى
حملتْ سِلالاً للقطاف وللجنى
فتيان لحقت بالبنات تعقّباً
لتنال وصلاً بالإشارة والوما
وأناملُ الفتيات مُدَّت نحوهُ
مثلُ السَّحالي بالهشيم إذا قسا
والتينُ يُستفُ بالسِّلال مُرتباً
بعد اغتسالٍ بالبرودة والنّدى
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
أشجار زيتونٍ تقعَر جذْعُها
وتكورتْ مثلٍ الكهوف بغوْرها
أضحتْ كأوكار الطيور بعرسها
حضنتْ لقاءً للاَحبه خافيا
وجدادُ زيتون وشملٌ جامعٌ
وغناءُ أشواق لمن فَهمَ الوما
وعصيرُ زيتونٍ تجلى صافياً
ورصيعُ زيتونٍ يُدقُّ مشهياً
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
وعرائشُ الأعناب تستُر ما خفا
وقطوفُ أعنابٍ تدلتْ مُرْضعاً
شهدت مناجاةَ الأحبة تحتها
ووصالَ خُطّابٍ بإشواق اللقا
وعصائر الأعناب تُسْكرُ من وعى
مثلُ الرضاب من الشفاه على الجوى
وثمارُ أعناب كحبةِ لؤلؤٍ
كزجاج مرآةٍ يشعشعُ بالفضا
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
والبرتقالُ تفتَّحـت أزهـارُهُ
لتجودَ ثمراً مُنْعِشاً فيه الشِّـفا
وحدائقُ الليمونُ في أصقاعِهِ
ولآلىءُ الرُّمانُ تُبْهِرُ من رأى
وثمار كُمثرى تورَّدَ خَـدُّها
أشجارُ سَرّيسٍ يُعانقُها النّدى
أوراق كينا للعلاج وللشِّفا
أشجارُ سُـمَّاقٍ تطاولَ باسِقا
كرزٌ ومشمشُ والسفرجلُ مثلما
خَوْخٌ ودُرّاقٌ تلَوَّنَ فاسْـتوى
أشجارُ خروبٍ يراقصها الهـوا
وعصيرُ خروبٍ لظمأٍ قد روى
أشجارُ مَوْزٍ بالصَّفارِ توشَّـحتْ
توتٌ وصبْرٌ كالسّلاسِلِ قد بـدا
وغراسُ بلّوطٍ يُداعبُهـا الهـوا
وثمارُ زعْـرورٍ تورَّدَ فاسْـتحى
والزّعتَرُ البريُّ أيْنَـعَ خُضْـرةً
والبطْمُ مزْهُــوٌّ يُغازلُهُ القطا
وإذا أطَلْتَ بناظِـريْكَ كما ترى
أحراشَ سَـرْوٍ مع صَنَوْبَرٍ بالعَرا
وبلابِلٌ تشدو على أغصانِها
وتهيمُ عِشْـقاً في الغرامِ وفي الهوى
نَتْشٌ وسوَّيْدٌ وعبْهَرُ في العرا
ونباتُ عُلّيقٍ تَمَـدَّدَ والتـوى
ونباتُ حوَّرِ إذْ تطاوَلَ باسِقاً
حولَ المياهِ فما تعرَّضَ للظَّـما
فولٌ وحمصُ بالحبائلِ نابتٌ
ونباتُ برّيدٍ تَطَـفَّلَ واحتمى
وروائحُ الأزهارِ تعبقُ بالهـوا
روحٌ وريحانٌ كجنّـاتِ العُـلا
فالفُلُّ فـاحَ بعِطْـرِهِ مُتباهِياً
والياسـَمينُ مُسافِرٌ منه الشَّذا
والأقْحُـوانُ تلوَّنَتْ وجَناتُهُ
بيضٌ وحُمْرٌ والخَضارُ لها غطا
نادى البسومُ موشَّحاً بصفارِهِ
ردَّ السَّماءُ بزُرْقَةٍ فيهـا الصَّفـا
والنَّحْلُ مُخْـتالٌ يهيمُ مُتَيَّماً
ويجودُ شَهْداً مُغْدِقـاً فيه الشِّـفا
والطَّيْرُ تصْدَحُ بالغناء على الضحى
لتجودَ فنّاً بالفُؤادِ له صدى
وعُلُوُّ قُـبَّرَةٍ إلى كبد السَّما
بحثاً على عُشٍ تكَـوَّرَ بالثَّرى
وهبوطُ قُـبَّرَةٍ كسَهْمٍ قد هوى
نحو الفِراخِ بصيد جُـنْدُبِ للقِرا
ودجاجةٌ نَقَّتْ بِصَـوْتٍ مُفْـعَـمٍ
بحنانِ أمٍّ للبنين وللضَّـنا
والدِّيكُ لبّى للنِّـداءِ مُفاخِراً
والعُـرْفُ أحْـمَرُ قد تدلّى هادِلا
رقَـدَتْ على بَيْضٍ بدفءِ حنانِها
حضنت بصدرٍ والجناحُ مُدارِيـا
والبيضُ يفْقِسُ والقُشـورُ تبعْثَرَتْ
وفراخُ ترنو للحياةِ تبُسُّـما
والظَّبْيُ سارحةٌ تُلَمْلِمُ رزْقَهـا
وتتيهُ رقْصاً في الجبالِ وفي الفلا
والحَبُّ منثورٌ على جَنَبــاتِـهِ
وحمائمٌ تشـدو وتعـلو بالسَّـما
شُـبَّابَةُ الرُّعْـيانِ تعْـزِفُ بينما
قُطْعانُ ماشيةٍ يُدَلِّلُهـا الكـلا
بقرٌ وماعزُ والنِّعاجُ وغيرُها
خيلٌ ، بغالٌ والحميرُ على السَّوا
ثوْرٌ وتيْسٌ ثمَّ كـبشٌ مثلما
عجلٌ وجديٌ والخروفُ إذا ثغـا
جملٌ ورحْلٌ والسـِّقايةُ والقِرا
وحراثُ أرضٍ بالمحـارثِ قد بدا
وصغارُ ماشيةٍ تنادي أمَّهـا
لتنالَ وصْـلاً بالحـنانِ وباللِّبـا
ونُباحُ كلْبٍ للحظـيرةِ حارسٌ
ومُواءُ قِطٍّ في شُـباطٍ قد عـلا
وعُـواءُ ذِئْبٍ بالعراءِ وقد نوى
غزْوَ القطيعِ إذِ الرُّعـاةُ بهم كرى
وخِداعُ ثعْلَبُ قد تأَهَّـبَ عازِمـاً
غـزْوَ الدَّجاجِ مُراوِغاً فيه الطَّـوى
وبدتْ غُـيومٌ بالرَّمادِ توشَّـحتْ
وغُيومُ أخرى بالسَّـوادِ وبالشِّـتا
فسوادُهُ خيرٌ تناثَرَ فَيْضُـهُ
ليجودَ رِزْقــاً للعـبادِ وللورى
برْقٌ ورعْدٌ فالمياهُ تقـاطَرَتْ
والخيرُ آتٍ والنُّـفوسُ بها الرِّضا
وخروجُ زهراتٍ وأشبالٍ إلى
أكوامِ ثلجٍ بالحـواري والفـنا
وخروجُ شُـبّانٍ إلى أصْـقاعِهِ
ينْـوونَ جَمْعاً للوقودِ وللكـما
فمواقدُ النيرانِ تَجْمعُ حولَها
شملَ الأحبَّةِ في الأخوَّةِ والهـوى
حبّاتُ بلّوطٍ تُطَـقْطَـقُ باللّظى
وجذورُ شُـحّيمٍ تقلَّبَ فاسْـتوى
شايٌ بنعْـناعٍ تحمَّـرَ وانْجلى
أوراقُ شومرِ للمذاقِ وللشَّـذا
وسواعدُ الفـلاحِ تقطُرُ كالنَّدى
عرقاً ينمُّ عن المحبَّةِ والفِـدا
أمٌّ تلفّك بالحنانِ وبالرِّضا
وأبٌ تشـمَّرَ في الصباحِ وفي المسا
جدٌّ يقصُّ عليكَ من أنبـائِهِ
ما طابَ من خَبَرٍ وكان من الصِّبا
عمٌّ وخالٌ واجتماعٌ بالعِشا
وتسامُرٌ بين الأحبَّةِ قـد بـدا
وصياحُ ديكٍ في الصباحِ مُنادِياً
قد حلَّ يومٌ بعدَ يــومٍ قد طوى
ما طابَ من سَمَرٍ وحُلْمٍ مفرحٍ
ليحلَّ يومٌ بالتفاؤلِ قد بـدا
بصلاةِ فجْــرٍ للإلهِ تشكُّراً
أن خصََّنا وطناً تواصـل بالهُـدى
فبراعِمٌ تغـدو وترنو للعُلا
لمدارسٍ للعلمِ في كلِّ القُـرى
وحقولُ قمْحٍ قد تفَتَّقَ سُـنْبُلاً
فحصادُ قمْحٍ فالخضارُ بها نما
وقرون جلثونٍ تفتَّقَ حملها
وحبوبُ قِزْحَةٍ للنُّفاسِ وللحـلا
مُرّارُ أو خُرْفيشُ جُرِّدَ شـوكُهُ
وحبوب حِلبةَ تُسْـتعادُ بها القُـوى
ثَوْمٌ وبصلٌ قد تَـورَّقَ يانعاً
يشفي السّـقام وللشّـهيّةِ بلسما
فجلٌ وفلفلُ بالحكـورة بينما
ونباتُ خَسٍّ في الحكورة قد نما
سِلقٌ ، سبانخُ قـُطِّعَتْ أوراقُـهُ
وفطـائرٌ بالفرنِ تُؤكلُ بالهـنا
خبيزةٌ ، عكّـوبُ أو حُمّيضةٌ
ولسانُ ثَوْرٍ قد تبهَّـرَ وانْحَشى
كوسا وقثّاءٌ ويقطينٌ كـما
بندورةٌ كخدودِ فتياتِ الحمى
عبّادُ شمسٍ إذ يمـيل وينحني
والتّاجُ يعلو رأسهُ مثلُ المهـا
والقرنبيطُ تلفْلَفَتْ أوراقُـهُ
حولَ الثِّمارِ كحضْنِ أُمٍّ للضَّـنا
والكلُّ يرفِلُ بالسعادة والهنا
سئم الطبيبُ وفرَّ من هذا الحِمى
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
15/3/2006
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd