المناسبة
بعد تخرجي من الجامعة ، تعاقدت للعمل في السعودية ، وقد أضمرت في نفسي أن أرد بعضاً من أتعاب والدتي علي ، وبعد سنة ونصف من العمل في السعودية ، وفي أول إجازة لي ، اشتريت لها بعض الهدايا ومن ضمنها هدية ثمينة ، فقبلت الهدايا البسيطة ، ورفضت الهدية الثمينة رفضاً قاطعاً متمنية علي أن أوفرها لمستقبلي ، ولقد صممت على أن أفرغ نفسي لها بالإجازة وأعمل على تحقيق رغباتها ، وخلال الإجازة مرضت مرضاً مفاجئاً وتوفاها الله ، فقلت فيها هذه القصيدة في تموز 1983( يرحمها الله).
أُمي إليكِ تحيتي وسلامي
ثَقُلتْ ديوني واستحال وفائي
فأنا المدينُ إليكِ بالقنطارِ
أرجو الوفاءِ وعزَ فيهِ رجائي
كُنتُ الجنين وأنتِ نِعْم الحاوي
مِنكِ الِدماءُ تدفقت لغذائي
مِنكِ الهواءُ تنفستْ صُعَدائي
وأنا المُلفلفُ في حِمى الأحشاءِ
منكِ البناءُ لقامتي وعظامي
منكِ الدواءُ كبلسمٍ لشفائي
كَبُرَ الجنينُ وزادَ بالأثقالِ
فحملْتِهِ كُرْهاً بدونِ رياءِ
وحَملتِهِ في سعْيكِ المُتتالي
مِن أجْلِ قوتٍ للبنينِ وماءِ
وبدأتُ أُزعِجُ لا أراك تبالي
وغدوتُ أرفسُ في ضحىً ومساء
وحملْتِني تِسعاً فزاد حِراكي
تتقلبين لتظفري برِضائيِ
فقطعْتُ نومكِ في دُجى الأسحارِ
ووأدْتُ حُلْمكِ في كرىً وصفاءِ
ووضعْتِني بالجُهْدِ والايلامِ
وحضنْتِني بتبسمٍ ورجاءِ
وضممتني للصدر في إعياءِ
تتوسلين سكينتي وسِقائي
وتمازجتْ مِنكِ المياهُ بمائي
وسرتْ تُرَطِبُ بالعُروقِ دمائي
فهَدأْتُ من رَوْعٍ بحُضنٍ حاني
وغفوْتُ في أمْنٍ يلفُ سمائي
قد غيرت فيَ المواسمُ حالي
دِفءٌ بصيفٍ ثم برْدُ شِتاءِ
والحالُ فيكِ تغيرتْ مع حالي
ناجيْتِ ربكِ تطلبين شفائي
والنومُ غادرَ جافياً عيْناكِ
والصوتُ يَخْفِتُ هامِساً بدُعاءِ
وكَبِرتُ في كَبَِدٍ وفي إعياءِ
أنتِ الشموعُ بظُلْمتي وضِيائي
مِنكِ الجمالُ لهيئتي وقوامي
مِنكِ الوفاءُ لفرحتي وبلائي
مِنكِ الحنانُ بطاعتي وعِنادي
في القرْب مِنكِ وفي المهاجرِ نائي
مِنكِ الحنينُ إلى ثرى الأوطانِ
فيكِ الوِفاقُ لجفوةِ الأبناءِ
مِنكِ الرِضا في كُل أمرٍ نابي
مِنكِ الأماني أقمرتْ بمسائي
مِنكِ التحايا أزهرت بِصباحي
مِنكِ المحبةُ عطرتْ أجوائي
مِنكِ الوقودُ لمركبي بحياتي
مِنكِ الوقارُ بمشيتي وحيائي
مِنكِ الأمانُ بوحشتي ورُهابي
أنتِ الونيسُ بغرْبتي وجفائي
رويتِ عطشي للهوا والماءِ
كالغيثَ يهطِلُ في ثرى الصحراءِ
وَحَرمْتِ نفسكِ مِ دِثارٍ دافي
دَثرْتِني تتوسمين وِقائي
وَحَرَمْتِ نفسكِ مِن متاعٍ فاني
تتبعين مناقب الخنساءِ
وكَبِرْتُ أرجو للديونِ وفائي
ورَفضْتِ تسديداً بقرْبِ وفاءِ
وأردْتِ بُنياناً لإبنِ غالي
تتوسمين سعادتي وهنائي
ولفظْتِ أنفاساً بوجهٍ راضي
وظللْتُ في دَيْنٍ ليوم لِقائي
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
16/12/2006
الإثنين 10 يونيو 2024 - 17:06 من طرف Abd
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
السبت 30 مارس 2024 - 14:14 من طرف Khaled promo
» جميع حلقات سيف النار
الجمعة 1 مايو 2020 - 8:36 من طرف monusorry
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:08 من طرف جوليانا
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:05 من طرف جوليانا
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:02 من طرف جوليانا
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:35 من طرف جوليانا
» شات عربي
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:16 من طرف جوليانا
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
الجمعة 25 مارس 2016 - 23:12 من طرف سامر2015