كنعان في عيادة الطبيب
..................................................
نادت الممرضة بعد طول الإنتظار،
كنعان بشارة كنعان، هيّا الى الطبيب ،
أسرعت كالولهان، كالكِذبِ في نيسان،
هييْ..هييْ ....أنت ، أنت يا .. سرحان،
آه ، آه ...عفواً يا كنعان،
الدفع قبل الكشف ، لا كشف بالمجان ،
الرَّسمُ عشرتان ، زرقاوتان،
دخلت للطبيب مُمسكاً بالرأس ،
من ثورة الأسعار، ومُجْهدَ الأجفان ،
من فرقة الإخوان،
....................................................
خيراً يا كنعان ، شكواك يا إنسان،
أسرِع ، وأوجز فالوقت بالميزان،
نظرت في عينيه وهو مسافرٌ
في لجّةِ الأوراق والتّوهان،
في لجّةِ الزّحام ،يُسابقُ الأيّام
بادرتهُ متلعثماً
من وطأةِ الآلام والأحزان،
في قريتي مكان،
لا ، لا ، في قريتي أماكنٌ،
ومعالمٌ وزمان،
في قريتي ملاعبٌ وحدائقٌ
في قريتي بستان،
عنبٌ ، وتفاحٌ ،وتين،
وليمونٌ .. واللوزُ والرّمان،
ومسجدٌ بجوارهِ الدّيوان،
في قريتي دُكّان ، لعمِّنا شعبان،
بجواره الحلاّق ، لخالنا حمدان،
وساحةٌ لسوامر العرسان ، ونسوةٌ حِسان،
في قريتي آرامُ والكنعان،
ويبوسُ والبنيان،
ومعالم ُ الخطّاب والعفّان،
وهشامُ والمروان، وصلاحُ والعثمان،
ومعاصرُ الزيتون ، وبيادرٌ ، ودواجنٌ
نفقت من الفرسان، حُرِقت من العدوان،
..........................................................
فقاطعني الطبيب حائراً وغاضباً
ضع يدك على الألم يا كنعان،
لا وقت للهذيان، لا وقت بالمجّان،
فرسوم كشفك أصبحت ضعفان،
فقلت له مُعاتباً:
ما خانني التعبيرُ يا دكتور
بأبي وأمي ، إنني تعبان،
ما نال منّي معولُ النسيان،
ما هدّني التشريدُ والتوهان،
لأنني جبّار ، ولأنني إنسان،
لكنني أحتاج للأوطان،
في خاطري طيفُ الأماكنِ والزمان،
في جُعبتي تلك المعالمُ والمرابعُ والجِنان،
ما جبّها النسيان والهذيان،
بطفولتي وتقلّبي بين المراحل
والمهاجر ، ما زلت أذكر قريتي
ما زلت أحمل موطني،
بالعمقِ والوجدان ، بالشوق والتَّحنان ،
ما شدّني طولُ الزمان، ما عاقني بُعْدُ المكان،
لا شَيْبَ غيّرَ وُجهتي ، رغم التسارع بالزمان،
رغم المهاجر والمنافي
والتقلُّب بالزمان، والتنقلِ بالمكان،
.......................................................
شدَّ الطبيب بمعصمي
ما زال نبضكُ خافقاً كالكركزان،
ما زال قلبك نابضاً بالعنفوان،
ما زال سمعك لاقطاً
ما زال بصرك كاشفاً بُعْد المكان،
ما زال نابك قاطعاً
ما زال ضرسكُ لامعاً كالأرجوان،
ما زال زندك قاسياً لا يُستلان
ما زال رأسك غائماً لا يُستبان،
ما زال فيك بقيةٌ لا تُستهان،
ما زال هامك رافعاً
ما زال قامك قائماً كالخيزران،
حار الطبيب بحالتي
وأحالني للإختبار ، للإمتحان،
........................................…………..
وخرجت أنتظر النتائج بعد أخذِ العيِّنات
نادتني الممرضة بعد طول الإنتظار
كنعان بشارة كنعان، إنت يا نعسان،
أدخل الى الطبيب
هييْ..هييْ ..أنت....يا سفيان،
آه آه ...عفواً يا كنعان ،
الدفعُ قبل الكشف ، لا شيء بالمجان،
.................................................
قرأ الطبيب نتائجي:
ما زال دمُّك أحمراً كالأقحوان،
في الدّمِ قمحٌ نابتٌ ، وعصيرُ عنبٍ أسنٌ
في الدّم زيتٌ لامعٌ كالزعفران،
وبذورُ تينٍ سابحٌ كالبهلوان،
وعصيرُ ليمونٍ وزعترُ يانعٌ
مرميّةٌ ، خُبّيزةٌ مع جعدةٌ
في الدّمِ تظهر للعيان،
في الدّمِ خرّوبٌ وبطمٌ عالقان،
في الدّمِ يَسْمينٌ وفلٌّ عابقان،
في الدّمِ نوّارٌ ووردٌ كالدّهان،
ريحٌ وريحانٌ وفوْحٌ كالجنان،
في الدّم جينٌ للشجاعةِ سائدٌ
في الدّمِ هرمون الذكورةِ بائنٌ كالشمعدان،
....................................................
مسك الأشعة واستدار
صمت الطبيبُ مؤمِّلاً فيهِ العيان،
في القلبِ ثقبٌ ظاهرٌ
.....................................................
وأمسك الأوراق:
في البولِِ دمٌّ نازفٌ
فاضت به .. ألكليتان،
في الدّمِ فتحٌ والحماس،
متنافران .... متخاصمان،
في الدّمِ رام الله وغزة تسبحان،
تتعاكسن، تتلاطمان،
في الدّمِ يظهرُ قبلتان،
في الدّمِ تيهٌ ظاهرٌ كالسّرمدان،
في الرأس عقلٌ شاردٌ فقد العنان،
في القلب حقدٌ كامنٌ فقد الحنان،
في الكفِّ جرحٌ نازفٌ
لا بدَّ فوراً أن يُعقّم بالمحبّةِ والحنان،
والثقب يُغلقُ باتحادٍ والتئام
قبل سكين الزمان ، قبل فوْتٍ للأوان،
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
1 نيسان 2008
..................................................
نادت الممرضة بعد طول الإنتظار،
كنعان بشارة كنعان، هيّا الى الطبيب ،
أسرعت كالولهان، كالكِذبِ في نيسان،
هييْ..هييْ ....أنت ، أنت يا .. سرحان،
آه ، آه ...عفواً يا كنعان،
الدفع قبل الكشف ، لا كشف بالمجان ،
الرَّسمُ عشرتان ، زرقاوتان،
دخلت للطبيب مُمسكاً بالرأس ،
من ثورة الأسعار، ومُجْهدَ الأجفان ،
من فرقة الإخوان،
....................................................
خيراً يا كنعان ، شكواك يا إنسان،
أسرِع ، وأوجز فالوقت بالميزان،
نظرت في عينيه وهو مسافرٌ
في لجّةِ الأوراق والتّوهان،
في لجّةِ الزّحام ،يُسابقُ الأيّام
بادرتهُ متلعثماً
من وطأةِ الآلام والأحزان،
في قريتي مكان،
لا ، لا ، في قريتي أماكنٌ،
ومعالمٌ وزمان،
في قريتي ملاعبٌ وحدائقٌ
في قريتي بستان،
عنبٌ ، وتفاحٌ ،وتين،
وليمونٌ .. واللوزُ والرّمان،
ومسجدٌ بجوارهِ الدّيوان،
في قريتي دُكّان ، لعمِّنا شعبان،
بجواره الحلاّق ، لخالنا حمدان،
وساحةٌ لسوامر العرسان ، ونسوةٌ حِسان،
في قريتي آرامُ والكنعان،
ويبوسُ والبنيان،
ومعالم ُ الخطّاب والعفّان،
وهشامُ والمروان، وصلاحُ والعثمان،
ومعاصرُ الزيتون ، وبيادرٌ ، ودواجنٌ
نفقت من الفرسان، حُرِقت من العدوان،
..........................................................
فقاطعني الطبيب حائراً وغاضباً
ضع يدك على الألم يا كنعان،
لا وقت للهذيان، لا وقت بالمجّان،
فرسوم كشفك أصبحت ضعفان،
فقلت له مُعاتباً:
ما خانني التعبيرُ يا دكتور
بأبي وأمي ، إنني تعبان،
ما نال منّي معولُ النسيان،
ما هدّني التشريدُ والتوهان،
لأنني جبّار ، ولأنني إنسان،
لكنني أحتاج للأوطان،
في خاطري طيفُ الأماكنِ والزمان،
في جُعبتي تلك المعالمُ والمرابعُ والجِنان،
ما جبّها النسيان والهذيان،
بطفولتي وتقلّبي بين المراحل
والمهاجر ، ما زلت أذكر قريتي
ما زلت أحمل موطني،
بالعمقِ والوجدان ، بالشوق والتَّحنان ،
ما شدّني طولُ الزمان، ما عاقني بُعْدُ المكان،
لا شَيْبَ غيّرَ وُجهتي ، رغم التسارع بالزمان،
رغم المهاجر والمنافي
والتقلُّب بالزمان، والتنقلِ بالمكان،
.......................................................
شدَّ الطبيب بمعصمي
ما زال نبضكُ خافقاً كالكركزان،
ما زال قلبك نابضاً بالعنفوان،
ما زال سمعك لاقطاً
ما زال بصرك كاشفاً بُعْد المكان،
ما زال نابك قاطعاً
ما زال ضرسكُ لامعاً كالأرجوان،
ما زال زندك قاسياً لا يُستلان
ما زال رأسك غائماً لا يُستبان،
ما زال فيك بقيةٌ لا تُستهان،
ما زال هامك رافعاً
ما زال قامك قائماً كالخيزران،
حار الطبيب بحالتي
وأحالني للإختبار ، للإمتحان،
........................................…………..
وخرجت أنتظر النتائج بعد أخذِ العيِّنات
نادتني الممرضة بعد طول الإنتظار
كنعان بشارة كنعان، إنت يا نعسان،
أدخل الى الطبيب
هييْ..هييْ ..أنت....يا سفيان،
آه آه ...عفواً يا كنعان ،
الدفعُ قبل الكشف ، لا شيء بالمجان،
.................................................
قرأ الطبيب نتائجي:
ما زال دمُّك أحمراً كالأقحوان،
في الدّمِ قمحٌ نابتٌ ، وعصيرُ عنبٍ أسنٌ
في الدّم زيتٌ لامعٌ كالزعفران،
وبذورُ تينٍ سابحٌ كالبهلوان،
وعصيرُ ليمونٍ وزعترُ يانعٌ
مرميّةٌ ، خُبّيزةٌ مع جعدةٌ
في الدّمِ تظهر للعيان،
في الدّمِ خرّوبٌ وبطمٌ عالقان،
في الدّمِ يَسْمينٌ وفلٌّ عابقان،
في الدّمِ نوّارٌ ووردٌ كالدّهان،
ريحٌ وريحانٌ وفوْحٌ كالجنان،
في الدّم جينٌ للشجاعةِ سائدٌ
في الدّمِ هرمون الذكورةِ بائنٌ كالشمعدان،
....................................................
مسك الأشعة واستدار
صمت الطبيبُ مؤمِّلاً فيهِ العيان،
في القلبِ ثقبٌ ظاهرٌ
.....................................................
وأمسك الأوراق:
في البولِِ دمٌّ نازفٌ
فاضت به .. ألكليتان،
في الدّمِ فتحٌ والحماس،
متنافران .... متخاصمان،
في الدّمِ رام الله وغزة تسبحان،
تتعاكسن، تتلاطمان،
في الدّمِ يظهرُ قبلتان،
في الدّمِ تيهٌ ظاهرٌ كالسّرمدان،
في الرأس عقلٌ شاردٌ فقد العنان،
في القلب حقدٌ كامنٌ فقد الحنان،
في الكفِّ جرحٌ نازفٌ
لا بدَّ فوراً أن يُعقّم بالمحبّةِ والحنان،
والثقب يُغلقُ باتحادٍ والتئام
قبل سكين الزمان ، قبل فوْتٍ للأوان،
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
1 نيسان 2008
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd