قصيدة مهداة الى خاراس وأهاليها

قصيدة مهداة الى بلدة خاراس ** بقلم/أحمد ابراهيم الحاج
هذا الوصف لخاراس وهي كما عهدتها في آخر زيارة لها في منتصف السبعينيات من القرن الماضي ويقولون اليوم أنها بلدة جميلة متمدنة ودرة بين قرى المنطقة

وبالمناسبة تم السطو على هذه القصيدة ولكن إدارة المنتدى صححت الوضع
................................................................
خاراسُ رسْمُكِ دائماً بخيالي
نوبا بِتَلٍّ في الجنوب تُحاذي

فبِناءُ مدرسة البنينِ الغالي
فيها درستُ لآخرِ الإعدادي

فبناءُ مدرسة البناتِ مُحاذي
ثُمَّ انحدارٌ للوصولِ لوادي

وادي العُروبةِ ما يزالُ ببالي
فعليهِ سِرْتُ وغُبِّرتْ أقدامي

ثُمَّ ارتفاعٌ هاديءٌ شمَّالي
حتّى الوصولَ لبيتِ جَدٍّ باني

ثُمَّ البيوتُ تواصلت بتداني
سطحٌ بسطحٍ والجدارُ ثُنائي

ولمسجدٍ في القلب منك ينادي
وَبِهِ بدأْتُ عبادتي وصلاتي

وبدأتُ أصعدُ في زِقاقِ الماضي
رُمتُ العُلُوَّ لخدرِ ك المُتباهي

ثُمَّ انخفضّتُ الى الشّمالِ بوادي
وادٍ تدلَّلَ في حِمى أجدادي

وادٍ تعمَّر من زمانٍ قاصي
أحراشُ زيتونٍ كسِتْرٍ واقي

عُشٌّ بكهْفٍ ثم عُشٌّ عالي
بيضٌ بعشٍّ والفراخُ بثاني

ثُمَّ ارتفاعٌ بالتدرُّج تالي
فيهِ الكرومُ وبيتُ عمٍّ نائي

ثُمَّ انحدارٌ نازلٌ مُتتالي
حتّى التَّلاقي مع حَراشِ عَناني

سهْلٌ فواد ٍ ثمَّ تلٌ عالي
صوريفُ ردّت من شمالٍ قاصي

حلحولُ شرقاً والكرومُ دوالي
والرّأسُ ينظرُ في شموخٍ عالي

والطَّفُّ من غربٍ بحدِّ الغازي
وبخاصرٍ فيهِ امتدادُ روابي

وبقيةٌ سُلِبتْ بسطْو النّازي
والدَّيْرُ يشْهدُ عهدُهُ روماني

وجدارُ يزحفُ دانياً مُتداني
ينوي المزيد وباؤهُ سرطاني
............................................
خاراسُ فيكِ تفتّحت أزهاري
خاراسُ فيكٍ تفتّقت أشعاري

خاراسُ فيك ترعرعت آمالي
خاراسُ فيك توالدت أفكاري

خاراسُ فيك تنفّستْ خلجاتي
خاراسُ فيك تزاحمت أحلامي
...........................................
نصْفٌ حَلاحِلةٌ إليهم آوي
نصفٌ سياعِرةٌ ومنهم خالي

والسّافِرِيَّةُ مرقِدٌ لمنامي
ثُمَّ امتدادٌ للبقاع مُوازي

سهلٌ فتلٌّ فانخفاضٌ هادي
في شِعْبِ حمدانٍ ومرْجٍ قاني

فمراحُ دَرَويشٍ بتلٍّ هاوي
سطْحٌ تمدَّدَ زرْعُهُ مُتغاوي

فمروج لوقةََ ثم عجوى تالي
حتّى الوصول لعيْنِ دابٍ قاصي

وحفائرٌ جادت بما ء ٍ حالي
آبارُ سُوّيدٍ ونجْدٍ ساقي

بئرٌ بغربٍ للمواشي راوي
بئرٌ بشرْقٍ دربُهُ صخراوي

وخِلالُ حسّانٍ ونصْرٍ قاصي
وشعابُ خُضْرٌ نبتها بعلاوي

وكرومُ أعنابٍ وتينٍ نادي
وسناسل ٌ والصَّبْر ُ سِتْرٌ خافي

وحبائلٌ والزَّرعُ فيها نامي
ومناجمٌ والماءُ فيها جاري

وجِدادُ زيتونٍ ورصْعٌ بادي
ومعاصرٌ دارت وزيتٌ شافي

ونباتُ زعتر بالبراري نامي
ونباتُ حوَّ ر والحفائرُ ساقي
…………………………….
وبِمِدْوَرٍ للباصِ والعرباتِ
فيهِ لعِبْتُ وصُحْبةٌ بدياري

وأبو جهادٍ في الصّباح يُنادي
إنّي الى سوق المدينة غادي

والباصُ شقَّ طريقهُ مُتهادي
فوق الحصى وطريقهُ مُتهاوي

فيهِ انحدارٌ والعلوُّ توالي
ونساءُ جلستْ والشُّيوخُ تُحاذي

وشبابُ كانت بالوقوف تُقاسي
راحت بِيُمْنٍ ثمّ شرْقٍ داني

رجعتْ بعكسِ ثم غرْبٍ قاصي
أضحت كموجٍ بالبحارِ وساري

والنّاسُ راحت كالسِّباقِ تُباري
بالدَّفعِ عن خِلٍّ وضيفٍ لافي
.............................................
خاراسُ إنّي في اشتياقٍ ناري
لمرابعٍ حضنتْ بصدرٍ حاني

لسلالِ تينٍ قد تبلّلَ نادي
وقطوفِ أعنابٍ وضِرْعٍ داني

ولخبْزِ طابونٍ وزيتٍ صافي
ولكوزِ صبْرٍ للعليلِ مُداوي

ولحَبِّ لوْزٍ أخضرٍ مُتصابي
ولحبِّ لوزٍ طاعنٍ قمْحاوي

ولماءِ بطّيخٍ لعطشٍ راوي
ولشهدِ شِمّامٍ كقطْرٍ حالي

ولوقفةٍ من فوقِ تلٍّ عالي
عند الغروب مُداعِباً لخيالي

كَثُرِ التَّمني والمِدادُ سواقي
والذِّكريات تجولُ في أذهاني

عُذراً فحان الوقتُ للإيذانِ
فالقولُ كَثُرَ بندرةِ الأفعالِ

في أمَّةٍ ضَعُفتْ وساد الفاشي
والخيرُ باقٍ في نُهى الأجيالِ
...........................................
خاراسُ هُبّي فالجدارُ أتاكِ
مُستقْطِعاً منك السّهول ووادي

خاراسُ هبَّت والجموعُ تُنادي
شيبٌ شبابٌ والنساء ُ تباري

خاراسُ قومي لا أراكِ تنامي
وتدجَّجي بالشّوقِ والتَّحنانِ

وتدثّري بالحبِّ للأوطانِ
وتمسَّكي بالضِّرسٍ والأنيابِ

وتعلَّلقي بالقشِّ والأحبالِ
وتزوَّدي بالماءِ والأنفالِ

وتعبَّئي بالرَّفض ِ والإعلانِ
لجدارِ عزْلٍ لونه ُ سوداوي

وتشبّثي بالحق ِّ لا تتواني
وتعطّري بالثّومٍ والأبصالِ

فالعِطْرُ سُمٌّ في هوى الأنذالِ
وعطورُ نبتُكِ بلسمُ الأجيال

وتمسّكي بالصّبرِوالإيمانِ
وتظاهري بالفِعلِ والأقوالِِ

بقلم أحمد ابراهيم الحاج
24/12/2006