............................................................
إِبْنِ السَّواتِرَ مِن عظامي،
يا سليلي في الكفاح ،
واخلطْ رُفاتي مع تراب الأرضِ،
واعْجنهُ ، بماءِ العيْنِِ من ماءٍ قِراح،
واصْبُبْ عليهِ عصارةً،
من حبِّ زيتونٍ ، وعنبٍ ثمَّ تينٍ
في الكروم وفي المروج
وفي حواكيرِ المراح،
وانْثُرْ عليهِ زعتراً
وبذورَ يقطينٍ وقِثاءٍ وشمّامٍ ،
وَخرّوبٍ وحبٍّ للُّقاح،
واغرفْ بكفّك من عجيني
مع تراب الأرضِ ، لا تخشى
صياحاً أو صُراخاً ،
او تبالي بالنعيق أو النباحْ،
واقذف بلحمي
في الشّقوق مفاصِلاً وقنابلاً،
دعِّمْهُ من حطب المواقدِ ،
بلحاءِ بلّوطٍ وزعرورٍ وبُطْمٍ
في الفيافي والبطاح،
واغرسْ عليه شوك سوّيدٍ وصبْرٍ
لا تبالي بالجراح،
دثرْ رفاتي يا سليلي بالقماش
لملمه في علم البلاد
وسام فخرٍ كالوشاح،
واتركْ ضياءَ الشمسِ
تلفحُهُ وتنفخهُ الرِّياح،
............................................
واحْفرْ خنادق في رفاتي
في مواكير الجراح،
وانكش بفأسك في نسيجي
في البُطونِ وفي البطاح،
واصنع حبالاً من عروقي
للتسلّق والتزحلقِ في صعودٍ
أو هبوطٍ وانبطاح،
واصعد الى قمم النجاح
واغرز بفأسك في رفاتي
لا تبالي بالإصابة والجراح،
وازرع نباتاً في المفاصل
والخواصر والجماجم والجناح،
فنبات أرضك يا سليلي
قد تصدّى للغزاة وما أراح،
كم من نبات الأرض قاسمنا
الشهادة والتصدّي والكفاح!!!
كم من نبات الأرض قاسمنا
حصاراً ثم نهباً ثم أسراً واقتلاعاً
واستمر مقاوماً ، دن انحناءٍ
لا يبالي من هديرٍ للعواصف
وهي تغتال الرياح،
فالأرض تحبل من زواج بالحلال
فلا رذيلة أو سفاح،
والأرض عفّت بالطهارة والقداسة
لا يخالجها شذوذُ أو جِماح،
والإنس يصبو ثم يفجر ثم يكفر
لا يبالي بالخطوط الحُمْر
يقطعها بذنبٍ ثم جرمٍ مُستباح،
..............................................
فلك التحية من فؤادي
والمحبة والمودة والسّماح،
ولك الّدعاءُ من الشّهيدِ ،
لك الهداية والشفاعةُ والفلاح،
.............................................
واحذرْ سليلي من حداد الموتِ،
أوْ ذرفِ الّدموعِ
أوِ النّواح أو الصياح،
روِّض سلاحك يا سليلي
ثمَّ قاوِمْ لا تُهادِن
في غدوٍّ أو رواح،
قاوم بعلمك يا سليلي،
بالتفوق والنجاح،
قاوم بأدبك يا وريثي،
بالثقافة والتراث،
إبْنٍ السواعد يا سليلي ،
ثم قاوم بالبنادق والقنابل والرّماح،
فالليل أرخى بالسّدول مؤرِّقاً
والعين رفّت بالنذيرِ،
فلا نيام ولا ارتياح،
والنفس عافت لا يبارحها انفتاح،
الليلُ جنَّ مُعسعساً ،
قد طالَ ينكأُ بالجراح،
والليل أدبرَ إذ تأهَّبَ للأفولِ وللرّواح،
أبشِر سليلي بانبلاج الفجر،
من رحمِ الظلامِ بلا نفاقٍ أو مزاح،
فالفجرُ يخطُرُ قادِماً،
والصّبحُ رفرف بالجناح،
والفجرُ أقبلَ في تباشيرٍ
ونورٍ من تلابيب الصّباح،
حاذر سليلي من هبوبٍ للعواصف
أو جنونٍ للرياح،
إصبرْ ، تعقّل بالجنوحِ الى هدوءٍ
ثم عاود للتشبّثِ في تلابيب الكفاح،
واترك لقلمك حيّزاً ،
واترك لفنك موقعاً
أطلق عنان الفكر من ربق التعصّب
والخطابة والصياح،
واسعى الى جني الثمار،
مع انبعاث النور
من طلق الولادة للصباح،
فالنور يهتك بالظلام مُبدّداً
وظلام ليلك قد تأّهّب لإنقشاع
بعد جرحٍ وانكشاح،
فاشدُدْ على زِنْدِ السِّلاح،
واحفظ سلاحك من ظهورٍ
في الجنائز والمواسم والزفاف
إحذر سليلي من عقوقٍ للكفاح،
إنذِرْ سلاحك للعدوِّ
فلا تقامر بالذخيرة
في زمانٍ قد تسيّده الشِحاح،
حرِّم سلاحك أن يدوّي
أو يُرَدَّ الى صدور الأهلِ،
في عصْف الخلاف أو الشقاقِ
أو الجنوحِ أو الجماح،
أو في اقتتالٍ للعشائر
في نعيقٍ أو نباح،
ذاك القتال من الكبائر
لا أخالك جاهلاً
كالكفر جُرْمٌ لا يُباح،
والعذر فيه مُكذّبٌٌ لا يُستماح،
.................................................
مارس حياتك بارتياح،
وانعمْ برزقِكَ والنّكاح،
وانهلْ علوماً في مسائك والصّباح،
واسعى الى درب النّجاح،
وانثرْ بجرحك يا سليلي
حبَّ قمْحٍ ، مع حبوبٍ للّقاح
واترك رياح الحُبِّ تذروها
على بيضٍ لتنموَ باللقاح،
وانعمْ بزهر النّبتِ مع ريحِ الصّباح
وانعم سليلي بالتأمّلٍ
في ورود الأرضِ من نبت الأقاح
فالجرحُ حقلٌ للثمار وللنجاحْ،
والجرحُ دربٌ للعلو ِّوللفلاح،
....................................................
فالكوْن سُوِّي بانسلاخٍ واجتراح،
ونطاق أسماءٍ تشقق بالجراح،
ليكون طوقاً للنجاة وللنجاح،
والأرضُ تحبلُ من مواكير الجراح ،
والزرعُ يولدُ من محاريثٍ تُعمِّقُ بالجراح ،
والنّبتُ يفطِرُصخر أرضك بالجراح،
والحَبُّ يُفلَقُ ثمّ ينبتُ بالجراح،
والنّسلُ يولد من تباريح الجراح،
يوم الزفاف ويوم طَلْقٍ بانشراح،
فالأمُّ ترنو للوليد ولا تبالي بالجراح،
والدّاءُ يشفى بالمشارطِ وهي تقسو بالجراح،
والنفس تسمو ثم ترقى بالجراح،
فاحذرْسليلي أن تضيق من الجراح،
واعلم سليلي بالتجاربِ والكفاح،
أنْ لا حياة ولا علوَّ بلا جراح،
إلاّ جراح الكفِّ
من عمق الروابط والأقارب
فهي نزفٌ للدماء
بلا حياةٍ أو علوٍّ أو فلاح،
فهي جرحٌ قد تلوّث ، قد تمدّد
ذاك قرحٌ قد تلّوث، قد تقيّحَ،
قد تسمّمَ ،لا جراح.
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
28 نيسان 2007
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd