النابغة الذبياني ينشد من العراق

النابغة الذبياني ينشد من العراق
.............................................
حوار بين المواطن العربي وبغداد

عذراً من النابغة لاختلاف القافية
...........................................

يا دار ميَّةَ بالزّوراءِ والنَّجَفِ

أقْوَتْ وجَنََّ عليها أحلكُ المِحَنِ

يا دار رَغْدَةَ في بغدادَ والمُدُنِ

هَزُلت ْ وسادَ عليها أخضرُ الدِّمَنِ

فالنّارُ تُضْرَمُ بالأحياءِ والجُنُبِ

قد أشعلوها بِصبِّ الزَّيتِ والفِتَنِ

..............................................

وقفتُ فيها لِهوْلِ الخطْبِ أسألها

كيف العيالُ وحالُ القيسِ والحَسَنِ

عيَّتْ جواباً وأبدتْْ من مضاضتها

والدّارُ تخلو من الإنسانِ والدَّجَنِ

وناظرتني بعين ِ اللّومِ والعتبِ

كيف ارتضيتم لنا بالغزو والشَّنَنِ؟

كيف ارعويتم بسطوِ الحاقد ِ النّذِل؟ِ

كيف التجمتم بلا صوتٍ ولا أذُنِ؟

كيف التجأتم لسُهْدِ النّومِ والصَّمم؟ِ

وكادَ صوتي يهزُّ الكون في شجَنِ

يا سائلي: بكتاب الله والرُّسُلِ

هَلاّ سمعتم نداءَ الغوثِ من وطني؟

وهل رأيتم فِعالَ الغزو شائنة؟ً

بالعِرْضِ تهتكُ في الأصقاعِ والمدنِ

وهل رأيتم لصوص الكون ِ تنهبني؟

وتُطْفِؤُ الضَّوْءََ من إشراقةِ الزّمنِ

وهل رأيتم دموع َ العين ِ نازفةً؟

وهل سمعتم نحيبَ الصوتِ من حَزَن ِ؟

وهل عَدَدْتم ضحايا الغزو في وطني؟

أم هل غرِقتم بوحل اللهوِ والمُجُنِ ِ؟

وهل هبَبْتُم الى التَّنديدِ كالغُرُبِ؟

أم هلْ سعيتم الى التخفيفِ من مِحني؟

...................................................

أين الأخُوَّةُ يا ربعي ويا سندي؟

أينَ العروبةَ من قيسٍ الى يَمَن ِ؟

أين العواصمُ والأريافُ والمدنِ؟

أين الحميَّةُ من فاسٍ الى عدَنِ؟

وهلْ رجعتم الى التاريخِ من قِدَمِ؟

حين اصطُفيتُ على النّكراءِ من مُدُنِ

يوم ارتقيتُم الى العلياءِ من قِمَمي

يوم ارتويتم بماءِ الغيثِ والمُزُن ِ

يوم اغتسلتم بماءِ الضّادِ في جُنٌبي

يومَ ارتويتم بماءِ الفقهِ والسُّنَنِ

يوم اعتليتم رِكابَ العِلمِ يا عُرَبِ

يومَ احتسيتم شرابَ الشَّهْدِ واللّبنِ

عاماً غزوتُ لفتحٍ في مناكبها

عاماً حَجَجْتُ أقيمُ الرّاحَ والحُصُن

...............................................

فألْجمتْني ، وضاعَ النُّطْقُ والكَلِمُ

وشاهَ وجهي من التَّقصيرِ والعَنَنِ
وآلمتني سياطُ اللّومِ تنهَشُني

وجلْدُ ذاتي على الخذلان ِ والهَوَن

...............................................

وصاحَ صوت ٌ من الأنبارِ والجُنُبِ

بُشراكِ أمّي فهب َّ الوِلْدُ من سَكَن ِ

يا دارَ شَيْمَةَ في تكريتَ لا تَهِني

فالبرْقُ أوْمَضَ والظَّلماءُ في وَهَنِ

من ثورَةٍ بكِتا بِ اللهِ والسُّنَنِ

والنّفسُ يَعْمُرُها التَّحنانُ للوطنِ

والرّوحُ تعلو على الهاماتِ بالقِمَمِ

وفي الأيادي سيوفُ الحقِِِِِِ والكَفَنِ

يا ربْعَ حفْصةَ لا تُبْقوا ولا تذروا

فالأرضُ تعمُرُ بالخيرات ِ والمؤَنِ

يا أهل شمَّةَ لا يأسٌ ولا خَوَرٌ

فالغزو يغرقُ بالأوحالِ والهَوَنِ

مهلاً فِداءٌ لكِ الأقوامُ كلُّهُمُ

وما نُثّمِّرُ من مالٍ ومن ضَنَنِ

هذا الفرات ُ وإنْ هبَّتْ شمائلُهُ

تطوي عواصُفُهُ الأسطولَ بالسُّفنِ

يمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ خَصِبٍ

فيهِ النّخيلُ وشاهُ السَّمنِ واللّبَنِ

يظل ُّ من خوفهِ الطُّغيان ُ مُختبئاً

في الوكرِ يحسِب ُ أيّاماً من الزَّمنِ

بقلم أحمد ابراهيم الحاج

1/12/2008

والله ما تعليق غير اللهم بدل هذا الحال بافضل منه
مشكور يا مبدع