الجزء الأول
.....................................
الأمة هي التي تحدد ماهية هذا المثلث وقيمته ، يمكن أن تصنعه من الكرتون أو من البلاستيك أو من الخردة أو من التنك أو من الحديد الذي يصدأ أو من النحاس أو من الفضة أو من الألماس البراق أو من الذهب أو من البلاتين.......الخ. وكل أمة تلاقي نتيجة ما صنعت.، وكما قال المثل الشعبي (كل شاه بتتعلّق من عرقوبها.( ونوعية ومعدن هذا المثلث تعتبر المقياس الحقيقي والبارومتر الذي يحدد مرتبة الأمة بين الأمم وترتيبها في ميادين التقدم والحضارة والإزدهار.
قاعدة هذا المثلث وأساسه المتين هو التعليم ، والتعليم هو التلقي التربوي الفطري والمنهجي الذي تقرره البيئة الجغرافية وهي : )المكان أو الوطن ( ، والبيئة التاريخية وهي: ) الأسرة والمجتمع والأمة والسلطة( ، والتاريخ هنا لا يعني حدثاً ماضياً كما هو متعارف عليه بالخطأ ، بل حدثاً ماضياً وحاضراً ومستمراً لأن صناعة التاريخ مستمرة تتعاقب عليها الأجيال- والتلقي نوعان ، الأول: هو التلقي الفطري وهو ما يتلقاه الطفل من سمات وطبائع من بيئته الجغرافية بأماكنها وتضاريسها ومناخها ، وعلى سبيل المثال فإن المناطق الجبلية تختلف في تأثيرها على الإنسان عن المناطق الساحلية وتختلف الإثنتان مع المناطق السهلية المستوية ، والمناطق الحارة تهب الإنسان طبائع وسمات تختلف عن المناطق الباردة وهكذا ، وكل بيئة تسمُ الإنسان بطبائع تختلف عن الأخرى في طريقة الحياة وفي المشارب والمآكل ، والثاني هو التلقي التربوي المنهجي الإجتماعي وهو ما يتلقاه الطفل من طبائع وسمات من اسرته ومجتمعه بالتعلم والتقليد والتعليم الهادف المقصود من افراد اسرته ومجتمعه في اولى سنوات عمره ، كالعبادات والآداب المتعلقة بالدين والعقيدة. والتلقي المنهجي الأكاديمي النظري والعملي وهو الذي تقرره سلطة الأمة لأبنائها من مناهج دراسية في مراحل التعليم ومن مباديء التربية الوطنية بالممارسات والنشاطات العملية المنهجية. والتعليم يرتكز على ركنين أساسيين رئيسيين ، الركن الأول هو التربية ، والذي تلعب فيه الأسرة والمجتمع الدور الرئيس والأساس وعلى هوامشه المدرسة والركن الثاني هو التعليم المنهجي النظري والعملي والذي تلعب فيه السلطة الحاكمة الدور الرئيس والأساس وعلى هوامشه الأسرة والمجتمع. والتعليم هو الأساس الذي يقوم عليه بنيان الأمة ، فإن لم يكن الأساس متيناً وقوياً ومحسوباً حساباً كمياً ونوعياً وهندسياً وميكانيكياً متوافقاً مع المواصفات والمقاييس التي تحفظ البنيان صامداً أمام عوامل التعرية والهدم والغزو وتجعله قابلاً للبناء عليه مستقبلاً لمقابلة التمدد السكاني التوسعي ، فسوف ينهار موقعاً الخسائر المادية والبشرية الفادحة في الأمة ومقدراتها. والخلل في نظام التربية والتعليم يترتب عليه خلل أكبر في الثقافة وخلل أعظم في الوعي يصل الى درجة الإنعدام ، ويؤدي الى تخلف الأمة وانهيار منجزاتها واستهدافها واستهداف مقدراتها وأوطانها ونهب خيراتها وكنوزها التي هي ملك لأبنائها ، وبالتالي تذيلها قائمة الأمم في الترتيب وتتحول الى حجر شطرنج في أيدي القوى المتحكمة بالعالم بلا كرامة وبلا قيمة ولا يحسب لها حساب ولا تملك من أمرها شيئاً.
وفي هذا الجزء سوف نتناول التربية والتعليم كقاعدة لهذا المثلث الهام والضروري في بناء المجتمعات المتحضرة وأحوال التربية والتعليم في مجتمعنا العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً.
ركن التربية ودور الأسرة والمدرسة: التربية هي عبارة عن منظومة سلوكيات عملية محكومة بأخلاقيات وأدبيات نظرية متسقة مع إنسانية الإنسان كما حددتها الرسالات السماوية. وتتأثر هذه المنظومة من السلوكيات بثقافة المجتمع الدينية وبالعادات والتقاليد المتوارثة عن السلف. وهي عبارة عن مجموعة ثوابت في هذه المعادلة ومتغيرات. الثوابت هي المعتقدات الدينية للمجتمع ، (وهذا لا يعني إطلاقاً أن الدين لا يتوافق مع التطور والتغيير بل بالعكس فإن الدين يستوعب التطور والتغيير لأنه يدعو للعمل والتفكر وتغيير ما في النفوس حتى يغير الله حال القوم فالمتغيرات عبارة عن حركة دائبة في داخل اطار الدين الثابت بحدوده وأخلاقياته وتعاليمه). والمتغيرات هي العادات والتقاليد. وإن الخلل في هذه المعادلة أي بمعنى تحويل الثوابت الى متغيرات وبالعكس سوف يؤدي الى تضارب في العقل والى تناقض في المفاهيم وبالتالي الى تربية فاشلة. ويعني ذلك أن الأمة يجب أن تخضع العادات والتقاليد المتوارثة عن
السلف للتقييم وبشكل مستمر ، لأن الزمن متحرك ودوار ولن يتوقف لينتظر من فاته القطار، ومن يجلس ساكناً في قطار الزمن ولا يتحرك معه سوف يصطدم بعثراته عند اول اختبار. وتنطوي عملية التقييم للعادات والتقاليد على ترك العادات والتقاليد التي كانت خاطئة في زمانها نظراً لجهل السلف وعدم قدرته على التعلم والتعليم لظروف خارجة عن إرادته ، وكذلك ترك العادات والتقاليد التي كانت صالحة في زمان الأسلاف ولم تعد تصلح في حاضر الزمان نظراً لما طرأ على الحياة من مستجدات علمية لا تتعارض مع الدين. كما ويجب الإحتكاك بالأمم والحضارات الأخرى وأخذ ما يناسبنا منها والإبتعاد عما يتنافى مع قيمنا المستلهمة من تعاليم ديننا. وحتى تكون التربية للنشأ سليمة ومعافاة ، يجب أن تكون الأسرة في وضع اجتماعي واقتصادي مستقر وآمن ، أمن اجتماعي وأمن صحي وأمن تعليمي وأمن سياسي وأمن ديني. وتلك حالة مثالية وربما تعتبر مطلقة المثالية يصعب الوصول اليها في زماننا الذي نحياه نظراً لانحراف الإنسان عن التعاليم والقيم الدينية. ولكن علينا أن نعمل ضمن المعطيات المتوفرة ونحاول الوصول الى مفهوم التربية الصالحة للنشأ ما استطعنا الى ذلك سبيلاً. وحتى نتمكن من تربية النشأ يجب تقسيم عمر الإنسان الى مراحل تربوية ، ودراسة ما يلائم كل مرحلة لحقنها بأصول التربية المناسبة والعلم الضروري الذي يتجاوب مع سن المتلقي. وهنا يجب الإستعانة بإخصائيين نفسيين لفهم ما تتطلبه كل مرحلة عمرية للإنسان بجنسيه الذكر والأنثى. ومن وجهة نظرٍ شخصية وتجربة فقد قسمت المراحل العمرية للإنسان التي يجب التركيز عليها في التربية الى ثلاثة مراحل. وهي (1) مرحلة الطفولة وتمتد من الولادة وحتى سن السابعة (2) مرحلة التلمذة وتمتد من سن السابعة الى سن الخامسة عشرة (3) مرحلة المراهقة وتمتد من سن الخامسة عشرة الى سن العشرين. وإن أُحسنت التربية في هذه المراحل الثلاثة فسوف يصل النشأ الى بر الأمان ويقود مركبة حياته بنفسه ويعطى الترخيص القانوني الرسمي لذلك ليكون شخصاً مستقلاً في قراراته وحياته وجاهزاً لتكوين اسرة ناجحة عندما يستطيع الباءة لوحده.وسوف اركز في هذا المقام على مرحلتي الطفولة والتلمذة أي منذ الولادة الى سن الخامسة عشرة وهما المرحلتان الخطيرتان والهامتان في بناء شخصية الإنسان. إن ما مرّت وتمرّ به الأمة العربية عموماً والأمة الفلسطينية خصوصاً من أزمات جعلت عملية التربية وظروفها صعبة جداً على الأسر. فالأمن الإجتماعي مختل والأمن الإقتصادي معوج والأمن السياسي متدهور ، لذلك فإن التربية والتعليم أصبحت في مهب الرياح والعواصف وتأثرت بالوضعين السياسي والإقتصادي المترديان.
ولنأخذ مرحلة الطفولة وخاصة منذ الولادة الى سن السابعة. في هذه المرحلة تبذر بذار الشخصية في الإنسان ، ويجب توفر الأرضية الخصبة لنمائها ، ويجنح الطفل في هذه المرحلة للعب واللهو والترفيه عن النفس ، وهنا من واجب الأسرة أن تغمر الطفل بالحنان المقنن والممنهج ، وذلك بإشباغ رغباته في اللهو واللعب دون الإفراط في ذلك ، ليشعر بالحب والدفء والحنان ، وإن شعر الطفل في هذه المرحلة بإشباع غرائزه في اللهو واللعب والإنطلاق بحرية مقننة ، والترفيه وشراء الألعاب التي يحبها قدر الإمكان وضمن برنامج متوازن وملتزم بين أوقات اللعب والجد ، وبإحاطته بالحب والرعاية ودفء الحنان والإهتمام فسوف تترسخ ثقته بنفسه وينشأ قوي الشخصية والإرادة ، وإن شعر بالحرمان من اللعب واللهو والحنان والحب ، فسوف يتحول الى شخص فاقد للثقة بالنفس ، ومتمرد على اسرته ومجتمعه ومحباً للإنتقام لهذا الحرمان ومستقطباً ومستقبلاً جيداً للعادات والأفكار السيئة وموصلاً جيداً لهذه الأفكار وقابلاً للإنحراف ، تماماً كالشخص الجائع والخاوي المعدة حيث يرى كل أنواع الأكل طعاماً شهياً بغض النظر عن قيمته الغذائية ويملأ معدته بما يقع بين يديه مما يتخمه وينفخه كالبالون.
وفي هذه المرحلة يجب تعليمه على الآداب العامة والمستوحاة من عقيدة الأسرة والمجتمع ومن وتراثها وعاداتها وتقاليدها المحمودة ، كآداب الطعام والشراب ، وآداب السلام واحترام الآباء وطاعتهم واحترام من هم أكبر منه سناً ومساعدتهم والمشاركة الطوعية في العبادات دون ضغط أو إكراه بالأمر أو التهديد بالعقاب. كما يجب مشاركته في الألعاب والتعامل معه وكأن المقابل له طفل مثله عند مشاركته باللعب ومثلنا في ذلك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في مداعبته للحسن والحسين. وعند الحديث معه يجب التحلي بالجدية والنظر في عينيه ، وعند الإستماع له يجب الإنصات بكل اهتمام وجدية وتوجيه الأنظار له وذلك بتركيز العين بالعين، لكي لا يتعود على انكسار نظره لدى مقابلته لأي إنسان ولكي لا نورثه الخجل ويجب التحدث معه بصوت واضح وفصيح قدر الإمكان ، وإن تحدث بصوت منخفض يجب الطلب منه التحدث بصوت عالٍ ومسموع. وإن لغط في الكلام في بداية نطقه للكلمات فلا يجب استحسان هذا الأمر أمامه والضحك عليه وتقبيله كلما نطق خطأً بل يجب تدريبه على النطق الصحيح واستحسان ذلك إن اتقنه وتقبيله عليه. وعندما يروي حادثة واقعية أو قصة من خياله يجب على أفراد كل الأسرة الجلوس للإستماع اليه باهتمام ومناقشته والتفاعل معه لكي يتعود مخاطبة الجمهور مستقبلاً. وإن مثّل وقوع الحادثة بحركات تمثيلية فيجب التفاعل مع حركاته ، وإن روى نكتة أو طرفة يجب كذلك التفاعل معه. ويجب أن نعوده على توزيع وقته بين الجد واللعب وأن يعطي كل فترة حقها. ويجب أن نطلب منه تأدية أعمال منزلية يستطيع القيام بها.ونشكره على ذلك ونكافئه لكي نحببه بها. ويجب البدء بتعويده تدريجياً وتدريبياً بالإعتماد على النفس ومثال ذلك الطلب منه ترتيب سريره عند الإفاقة من النوم وغسل يديه ووجهه وتنظيف أسنانه وترتيب ملابسه وطرح تحية الصباح مبتسماً على من يقابله من أفراد الأسرة ومبادلته الإبتسام والقبلات ، والإلتزام بوجبات الطعام في مواعيدها مع العائلة وتعويده على مواعيد النوم المنتظمة. وتحديد أوقات اللعب واللهو ومراقبة الطفل في لعبه ولهوه واستشعار مواهبه البدنية والذهنية والعمل على تنميتها وتشجيعها وتطويرها. ويجب تجنيبه قدر الإمكان جنائز الموتى والحديث عن الموت وعدم إظهار الأحزان أمامه على الأموات ، فالطفل معرض لأن يموت جده الذي يحبه أو جدته ، هنا يجب الحديث معه عن الحياة الأخرى بجانبها الإيجابي ، كأن نقول له لقد عاش جدك حياة طويلة مليئة بالأفراح والإنبساط ، وكان طيباً مع الناس ويؤدي العبادات لذلك سيدخل الجنة في حياة دائمة ، ويجب الحديث معه عن مواصفات الجنة التي سيدخلها من يكون طيباً وعابداً لله ومطيعاً لوالديه ، كما يجب تجنب الحديث عن السحر والشعوذة والتخاريف وعن الجن والعفاريت وعن عزرائيل وعن القبر وعذاب القبر وميكائيل وميخائيل وناكر ونكير والنار وجهنم أي تجنب الحديث المسهب معه عن الغيبيات وعلم الغيب. وتجنب إظهار الحزن المستمر وعدم الإخلال بنظام البيت والوجبات قدر الإمكان وقصر الحداد على الميت على ثلاثة أيام. وعدم إظهار الموت بأنه كارثة حلت بالميت وتبسيط الموضوع قدر الإمكان لكي لا تنشأ في نفسه فوبيا الخوف من الموت ومن القبر ومن الجان ومما بعد الموت. وفي جانب الدين فلا يستحب اطلاقاً الخوض معه في تفاصيل علوم الدين الفقهية وخاصة فيما يختص بالعقاب والعذاب والويل ، ولا يستحب تحفيظه القرآن في هذا السن دون تفهم معانيه ، وهنالك بعض العائلات المتزمته والمتعصبة تدفع بأولادها الصغار الى مدارس تحفيظ القرآن الكريم ، وهذا خطأ فادح ، حيث أن ذاكرة الطفل ودماغه في مرحلة البناء والتكوين ، وإن إرهاقها في حفظ كلام الله الذي نزل على نبينا الكريم فوق سن الأربعين لكي يكون بتجربته ورشد عقله قادراً على تفسير معانيه للناس حيث قال تعالى "إنا سنلقي عليك كلاماً ثقيلا" أي سنلقي عليك كلاماً يحتاج لعقل راشد لاستيعابه وفهمه وتفسيره ونشر معانيه ورسائله ومدلولاته للناس. وإن تراكم هذا الكلام ذو المعاني السامية في عقل الطفل سيملأ ذاكرته ويفيض عنها ، ولن تتسع له ولا مجال لاستيعاب دروس الحياة ومتعها وآدابها ورسالتها. تماماً كمن يضع جهازاً كهربائياً خط 120 فولت في كهرباء 220 فولت فتحرقه. وهنالك بعض شيوخ المساجد المتعصبين الذين يحقنون أذهان وذاكرة الأطفال بآيات قرآنية ومعان وتفسيرات وشرح عن العقاب وعن الويل وجهنم ، وعن الشهادة في سبيل الله وما سيلاقيه الشهيد من جزاء يرقى الى أعلى المراتب في الجنة ، فتترك هذه المعاني في في نفوس الأطفال البريئة اللينة والطيعة خوفاً شديداً والتزاماً في غير استحقاقه تجعل منهم أطفالاً في جلابيب كهول ، وتكبل غرائزهم البريئة عن الإنطلاق وتأسرهم سجناء العقيدة وتحبب اليهم التقوقع والعزلة وترك السعي والعمل ، ويمارسون حياة الكهولة في مرحلة الطفولة فتولد فيهم التعصب والتطرف والطاعة العمياء دون إعمالٍ للعقل والفكر وتسيطر على عقولهم أفكاراً تكبرهم ولا تتسع طاقتهم الاستيعابية لها ، فيتقوقعون ويعيشون بالحرمان والعزلة ، والنتيجة إما توريث العقد النفسية كالإنفصام والتوحد أو الإستدارة كلياً عن منهج الدين لدى مواجهته لأي موقف صعب في الحياة يتطلب منه الإختيار بين غرائزه المتدفقة وبين عقيدته ، حيث أنه بتفكيره المحدود سيكفر بالشيخ وما دعا اليه الشيخ ويشذ عن العقيدة والدين ويتحول لإرهابي يعشق الموت من أجل الموت والهروب من الحياة بقتل النفس أو يستعجل الموت لنيل الشهادة للنجاة من كبد الحياة التي ضاقت عليه . وأتذكر موقفاً لأحد الأبناء وكان بالصف الثاني ابتدائي جاءني من المدرسة وسألني بعد تلقيه درساً في الفقه عن نواقض الوضوء حيث علمهم المعلم إن من نواقض الوضوء )الخارج من السبيلين، والحيض للفتاة، والنفاس للمرأة، والجنابة للرجل والمرأة التي تستوجب الطهارة والغسل)، ولما سألوه ما هو الخارج من السبيلين والحيض ......الخ. قال لهم إسألوا والديكم عن ذلك. كما وأذكر انني أمضيت عدة أسابيع في تحفيظ ابني في الصف الثاني سورة "ويلٌ لكل همزة لمزة". وكانوا في كل اسبوع يأخذون سورة للحفظ غيباً فيحفظونها ويبدأون في سورة جديدة في الأسبوع التالي فتمسح السورة الآولى نظراً لعدم ترسيخها في الذاكرة بالفهم، وإعطائها الوقت الكافي للنقش في الذاكرة مع القصص المشوقة المدعمة، ولما ينتهي العام الدراسي تتبخر كل الآيات التي حفظوها. بينما أنا ما زلت أحفظ جزء عم من دراستي في المدرسة حيث كنا نحفظ السورة القصيرة ونظل نكررها لمدة شهر.
وهنالك بعض العائلات تزج بأبنائها في المدارس قبل الإستحقاق في سن مبكرة ، وترسل بأبنائها الى المراحل التمهيدية في سن الثالثة والرابعة ، والمدارس الخاصة تقبل لأسباب مادية بحتة ، وفي وجهة نظري الشخصية إن هذا الإجراء يضر بالطفل ويختزل طفولته ويسرقها منه والتي هي حق واجب له والتزام من اسرته تجاهه يتمتع فيها باللعب. وهذا الإجراء يحمله فوق طاقته ، وإن كان لا بد من ذلك فيجب ان تتوفر في مدارس مراحل الروضة والتمهيدي الألعاب ومرافق اللهو والإنطلاق ، وأن تبدأ دوامها في وقت متأخر عن المدارس والمراحل الرسمية ، ويجب أن يقضي الطفل فيها ثلاثة أرباع وقته باللعب واللهو ، وربع وقته في التعلم بوسائل ايضاحية وقصص مشيقة تتناسب مع ميول الأطفال ، وأن لا يزيد الوقت الذي يقضيه في المدرسة عن أربع ساعات في حده الأقصى. ثلاث ساعات للعب وساعة للتعلم بالوسائل الإيضاحية. وأن يقوم بالإشراف والتدريس فيها المعلمات المتخصصات من الإناث في هذا الموضوع ولا ينصح بأن يقوم بذلك المعلمون من الذكور. حيث لدى النساء القدرة على مد الأطفال بالحنان والرفق وحسن المعاملة ولا يشعرهم بالبعد عن الأم.
كذلك فإن بعض الأسر تفضل زج أبنائها في مدارس أجنبية تدرس المناهج الأجنبية على حساب تعلم اللغة العربية لغتنا الأم وعلى حساب تعاليم ديننا وقيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا وحضارتنا. وهذا خطأ فادح يجب النظر اليه بعناية ودقة من الجهات الرسمية وفرض المناهج الموحدة لكل المدارس بتزاوج المناهج المحلية مع الأجنبية للحفاظ على تراثنا وتاريخنا وحضارتنا ولغتنا وتعلم اللغات الأخرى للإطلاع على حضارات الأمم للتعامل معها.
ويجب تطبيق مبدأ الثواب والعقاب والمنع على الأطفال ، وعدم بسط اليد لهم في توفير كل ما يطلبون ويشتهون ، فإن توفر للطفل كل ما يريد فسوف يربي ذلك فيه الكسل وقلة الحيلة ، وسوف يطفؤ في نفسه الفرحة ، ولن يحس بمتعة الحياة عندما يتوفر له كل ما يريد دون تعب أو عناء منه أو دون تقديم مقابل لما يقدم له. ولا يستطيع مقابلة كبد الحياة عندما يستقل بأسرته حيث تفقد الأمنيات قيمتها نظراً لتحقيقها دون عناء وتعب كما وتفقد المتع بالأشياء قيمتها وطاقتها الدافعة للحياة وحب الحياة. وأن يكون العقاب من نوع الخطأ كالحرمان والمنع والحجب وإن احتاج الأمر للضرب الخفيف في آخر المطاف يجب تجنب الضرب الشديد والمفاجيء والمؤذي وخاصة على الوجه والظهر والرقبة والرأس. ويجب إفهامه أسباب العقاب وشرح نتائج أعمله الخاطئة وعواقبها عليه قبل تنفيذ العقاب. كما يجب تجنب تحقير الطفل بالمسبات النابية وتجنب التقليل من قيمته الإنسانية ، ويجب مراقبتة عن بعد وعن قرب بحذر ودون إشعاره بفقدان الثقة به وبعدم الإعتماد عليه في الأعمال التي يستطيع القيام بها. وتدريبه على الأعمال التي يمكن القيام بها بالمشاركة معه ومساعدته في تأديتها.
يتبع الجزء الثاني
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
4/7/2009م
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd