أين الله ؟
هل نحن نعظم الله حق التعظيم؟
وكيف عظمته في قلوبنا؟
لقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يصف الصالحين
"عَظُمَ الخالقُ في قلوبهم، فصغُر ما دونه في أعينهم"
فصاروا لا يخافون إلا منه،
ولا يسكنون ولا يطمئنون ولا يلجئون إلا إليه،
ولا يرون رقابة أحد سواه حتى تعلقت به قلوبهم،
واستحوذ جلاله على نفوسهم،
فصار هو سبحانه وتعالى حسبهم ووكيلهم،
يوافيهم بالعطايا والهبات ويؤيدهم بالمعاني ويثبتهم بالكرامات
وصاروا هم أهله وأحبابه وخاصته.
أين نحن من حب الله؟
وكيف علاقتنا بحبيبنا؟
وهل نحن حريصون على تصحيح مفاهيم حبنا له سبحانه؟
بمعنى هل نحب أن يكون الله كما نريد منه جل جلاله؟
أم نحب ونجتهد أن نكون نحن كما يريد الله منا؟
ثم نقف بعدها على عتبة العبودية؟!
اسمعوا نداء ربكم لداود عليه السلام:
"يا داود.. أنت تريد وأنا أريد،
إن أطعتني فيما أريد أرحتك فيما تريد،
وإن عصيتني فيما أريد أتعبتك فيما تريد،
ولا يكون إلا ما أريد"
أوقات القرب الإلهي
أين الله في قلوبنا؟
هل نفرح بالقرب منه؟
هل نحرص على أن يكون معنا دائما؟
إذن فما مدى فرحنا بالصلاة التي نقابله فيها ونناجيه؟
وما مدى حبنا للسجود الذي نكون فيه أقرب إلى الله؟
وما مدى دوامنا على الذكر الذي يوجب معيته لنا؟
"وأنا مع عبدي متى ذكرني وتحركت بي شفتاه"
، وهل لنا نصيب من وقت القرب الإلهي في ثلث الليل الأخير،
وربنا ينادي علينا
"هل من تائب فأتوب عليه،
هل من مستغفر فأغفر له،
هل من سائل فأعطيه..."،
يا إخواني أليس المحب يتمنى الخلوة ..
مع حبيبه فأين قلوبنا من الخلوة بالله؟!
أوليس المحب يضحي من أجل حبيبه؟!
فأين تضحيتنا من أجل الله ومن أجل إعلاء كلمته ودينه؟!
ثم أليس المحب يسعى في رضا حبيبه
ويتحمل من أجل رضاه ما قد يشق على نفسه؟
فهل نحن نراقب مواضع رضا مولانا وحبيبنا لنسرع إليها؟
وهل نراقب مواضع سخطه لنفر إليه منها؟
ونرتمي في ساحات رحمته وننزل به حاجاتنا
ونشكو إليه بثنا وأحزاننا وضعفنا،
ونطرق على بابه لعله يتكرم ويفتح لنا
هل شكرنا الله على نعمة الصحة؟
هل شكرنا الله على نعمة المال،
على نعمة الولد،
على نعمة الأبوين،
على نعمة الزوجة الصالحة
على نعمة التوفيق... إلخ؟
أم تأتي النعمة فننسى المنعم وننسب النعمة إلى غيره،
ونصرف كثيرا من نعمه فيما يغضبه وليس فيما يرضيه عنا؟
وتأملوا معي هذا العتاب الإلهي
"إني والأنس والجن لفي نبأ عظيم:
أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي،
خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد،
أتودد إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم،
ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أحوج شيء إلي..."
، وما أجمل كلام ابن القيم حين قال
"ليس العجب من عبد يتملق سيده
ولكن العجب كل العجب من سيد يتودد إلى عبيده وهم يفرون عنه"!!
لحظة من فضلك
قد تأخذنا الحياة
وقد تلهينا الدنيا
وقد تشغلنا الأنفس والأموال والأولاد
ولكن ...
لا بد أن نتوقف كل حين لنسأل أنفسنا:
أين الله في قلوبنا؟!
إذا هممت أن تقع في المعصية فقل لنفسك:
أين الله في قلبي؟
الله أحب إلي أم المعصية؟
هل استهنت إلى هذا الحد بنظر الله إليك؟!
كيف سأقابل الله لو مت وأنا على هذه المعصية؟
وإذا تكاسلت عن طاعة فقل:
أين الله في قلبي؟
وهل حبي للراحة والكسل أكثر من حبي لله؟!
وتذكر قول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن:
"فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب"
، فبعد الفراغ من متاعب السعي على الحياة لا يرتاح،
بل يتعب ويتقرب إلى ربه ويرغب؛
لأن راحة المؤمن في رضا الله.
وهكذا أيها الأحباب
تعالوا ندرب أنفسنا على أن يكون الله ملء قلوبنا ولا شيء معه،
ويكون لنا في كل صغيرة وكبيرة
وقفة لنتساءل:
أين الله في قلوبنا؟!
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd
» وفاة 30/7/2013 : جمال ابراهيم علي الحروب
السبت 30 مارس 2024 - 14:14 من طرف Khaled promo
» جميع حلقات سيف النار
الجمعة 1 مايو 2020 - 8:36 من طرف monusorry
» اسماء المرشحين في انتخابات بلدية خاراس القادمة!!!!!؟؟؟؟
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:08 من طرف جوليانا
» د.ناصر اللحام رئيس تحرير وكاله معا يصف خاراس
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:05 من طرف جوليانا
» تهنئة العضو القدير khamdan بالخطوبة
الإثنين 26 أغسطس 2019 - 22:02 من طرف جوليانا
» مشكلة المياه في البلدة والقرى المجاوره
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:35 من طرف جوليانا
» شات عربي
الأحد 25 أغسطس 2019 - 22:16 من طرف جوليانا
» صور من خيمة التضامن مع الاسير ثائر حلاحلة في خاراس
الجمعة 25 مارس 2016 - 23:12 من طرف سامر2015
» الانتركم مرئي وصوتي ماركات عالمية وأجهزة انذار ضد السرقات
الجمعة 25 مارس 2016 - 11:44 من طرف سامر2015