منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    ثقبٌ في جدار الصمت/الجزء الأول

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    ثقبٌ في جدار الصمت/الجزء الأول Empty ثقبٌ في جدار الصمت/الجزء الأول

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 10:04

    ثقبٌ في جدار الصَّمت
    من قصص الأبطال والعملاء تحت الإحتلال
    قصة الشهيد البطل باجس ابو عطوان (صلاح)
    الجزء الأول
    .......................................................
    في السبعينيات من القرن الماضي ، استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي الى مكتبه في اجتماع مصغر وطاريء لأركان دفاعه وأمنه ، وزير الدفاع ، ورئيس هيئة الأركان للجيش ، وقائد الجيش ، ورئيس الشين بيت وقائد الشرطة ، وذلك لبحث تزايد العمليات الفدائية الفلسطينية والتي كما أشارت التقارير كانت تنطلق من إحدى القرى الفلسطينية ، وبقيادة شاب يدعى صلاح ، فقد أوقعت تلك العمليات خسائر فادحة بين قوات جيش الدفاع الاسرائيلي وفي معداته العسكرية ، وقد حاول الجيش الإسرائيلي كثييراً إلقاء القبض على العقل المدبر والمخطط والمنفذ لهذه العمليات ، أو حتى الإمساك بطرف الخيط الرفيع الذي ربما يوصلهم للهدف ، أو القبض على أحد عناصرهذا التنظيم الذي أحيط بسرية وصمت مطبقين ، فقطع الطريق على كل أساليب المخابرات والإستخبارات المدعومة بوسائل الإتصال المتقدمة وعمليات التجسس ، ولكنهم عجزوا عن الوصول للهدف ، وباءت جميع محاولاتهم المتكررة بالفشل الذريع بالرغم من إشراك معظم قطاعات الجيش في تلك المحاولات من رصد واستطلاع وهجومات برية وجوية وتطويق وحصار متزامن للمنطقة ومن كل الجهات من أجل القبض على خلية لا يعدو تعداد عناصرها عن خمسة أفراد من الفدائيين.
    افتتح الجلسة رئيس الوزراء موجهاً حديثه للمجتمعين وهو غاضب ويضرب بيده على الطاولة : مش ممكن نسكت على هذا الموضوع ، الشعب فقد ثقته فينا وبالأحرى بالجيش والشرطة والأمن ، أريد القضاء على صلاح الملقب (بشِنار) قائد التنظيم ، أريده بأي ثمن ، حتى لو مات عشرات الجنود من الجيش ، أريد أن نصل الى الخيط الذي يقودنا الى الجحر أو الكهف الذي يختبؤ فيه ، والميزانية مفتوحة لكم ، أريد تعاوناً وتنسيقاً بينكم ، البداية من عندك موجهاً حديثه لمدير الشين بيت ، كرس جهودك للعمل ليلاً نهاراً على هذا الهدف وتفرغ له ، وحاول أن تمارس كل فعل مباح وغير مباح للوصول الى صلاح ، إعتقل أهله وأقاربه ، إستعمل مع أهله وأقاربه أسلوب الجزرة والعصا ، مارس عليهم كل وسائل التعذيب والضغط ، وحاول أن ترشي ذوي النفوس الضعيفة من قريته وتستدرجهم ، إن الوقت أمامكم قصير ، لا تتركوا هذا السرطان يسري في جسد الجيش والشعب ، أريد القضاء عليه قبل أن يتمدد في كل الأرض. لقد باتت الحكومة ضعيفة بسبب هذا التنظيم ، والمعارضة تنتقدنا وتنال منا وربما تسقط الحكومة ونلجؤ لانتخابات مبكرة لا أعتقد أن حزبنا سيكسبها بسبب هذا المخرب ورفاقه ، إنها الفضيحة ، الكارثة ، جيش الدفاع الذي لا يقهر وبكل إمكانياته وقدراته لا يستطيع هزيمة خلية من تنظيم إرهابي مشرد ومطارد ومكشوف بالعراء!!
    وكلكم يعلم جيداً ما هو دوره وما هو مطلوب منه بالتحديد ، ومن يفشل في مهمته باتجاه هذا الهدف سيفقد منصبه ، اريد إنقاذ سمعة الجيش وقوات الأمن والشرطة التي أساء اليها هذا المخرب المشرد في العراء ومرغها بالتراب. أتعلمون كم قتل من الجيش هذا الوغد؟ ، لقد قتل حوالي ثمانين ضابطاً وجندياً من القوات ، وكما تعلمون لا نجرؤ على إعلان خسائرنا أمام الشعب ، فعندما نقول جريحاً يعني ثلاثة قتلى ، وعندما نعترف بقتيل يعني عشرة قتلى، وقد دمّر ما لا يقل عن ثلاثين آلية عسكرية ، لكنه شجاع لا يخاف وأرجو أن تعطوه وزنه الحقيقي دون استهتار ، لقد نفذ ما يزيد عن خمسين عملية ناجحة ضد جيشنا وقوات الأمن والشرطة ، إنه لوحده كبّدنا خسائر أكثر من جيش نظامي عربي واجهناه ، لذلك أرجو أن تخططوا وتدبروا بدقة واتقان ، لأنكم في مواجهة مقاتل عنيد وصلب وذكي ومراوغ ، لا يعرف الخوف ولا الإستسلام ،ولا يعبؤ بالموت ، أريد أن اسمع منكم الأخبار الطيبة . فقد أوعزت لوزير المالية أن يستجيب لمطالبكم المالية ، وكل إمكاناتكم مسخرة له من أجل تحقيق هذا الهدف. لا تستعجلوا بالوقت وبالنتائج الناقصة ، ركزوا على نجاح العملية حتى لو أخذت منكم وقتاً طويلاً ، المهم القضاء عليه ونجاح المهمة كاملة. لا أريده جريحاً أو أسيراً ، حتى لا يحاكمنا بدلاً من أن نحاكمه ، أريده قتيلاً لنمسح تاريخه الذي يؤلم ذاكرتنا. إنتهى الإجتماع.
    ركز مدير الشين بيت جهوده على الهدف ، وأوكل المهمة لضابط عرف بمهارته وذكائه وخبرته الطويلة في مطاردة الفدائيين وتصفيتهم ، وحقق نجاحات في اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في عملية ربيع فردان، إنه رفيق- أمنون شاحاك وإيهود باراك -، حيث خطط وشارك معهم في عملية اغتيال قادة فتح في بيروت (كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار) ، وتميز بإتقانه المهام الشائكة والمعقدة. إنه شلومو رجل المهمات الصعبة في الشين بيت والذي سيختار فريق عمله بنفسه. إنه ضابط لا يتطلع لمنصب سياسي يتبوأه ، يعمل بصمت واجتهاد بعيداً عن الأضواء والإعلام ، ولديه قدرة عجيبة على الصمت وعدم البوح ولا يتفاخر بأعماله ، وقد كان دوره في عملية ربيع فردان أساسياً لا يقل عن شحاك وباراك ، ولكنه لم يكن ينتظر مكسباً في منصب حكومي مثلهم وابتعد عن عدسات الكميرات والإعلام. لم يكن شلومو معروفاً لأهل القرية ، لأن نطاق عمله كان في مناطق متفرقة لا يستقر في منطقة وكان قبل ذلك مباشرة يعمل في منطقة بعيدة عن تلك المنطقة التي ينحدر منها صلاح وينطلق من خلالها في عملياته الفدائية الموجعة.
    كان شلومو يقصد القرية يومياً بسيارته ، يستطلع شوارعها وأهلها لعله يجد ثقباً يخترق منه جدار الصمت الذي يلف صلاح وخليته الفدائية ، لقد كان يحظى صلاح باحترام وتقدير غالبية أهل القرية وكل قرى المنطقة والمناطق المجاورة والنائية ، لقد ذاع صيته ببطولاته وعملياته الناجحة ضد الجيش وانتشر على مستوى الوطن ، ولم يُقدِم أحد من القرية بإعطاء معلومات عنه وخاصة من أهله وأقاربه الذين تعرضوا للإعتقال والتعذيب دون طائل أو فائدة ، وكان يخشى سطوته القليل من أهلها من المتخاذلين والمتعاونين مع العدو ، ولذلك صَعُب على الشين بيت اختراق هذا الجدار الصامت والعازل للمعلومات ، والذي يفصل صلاح وخليته عن الأعداء رغم قربهم منه وتقدم إمكانياتهم ورغم كل الوسائل المتاحة لهم. وفي جولات شلومو المتكررة على القرية لفت نظره شابٌّ بدت عليه ملامح الحرمان والحاجة والفقر والتعقيدات النفسية والعزلة عن أهل القرية ، كان أحياناً يمشي في العراء وحيداً ويتحدث مع نفسه ، وكان يبدو وسيماً وطويل القامة ، قوي البنية ويرتدي ملابس قديمة مهترئة ، ولم يكن بادياً عليه التخلف العقلي أو الخبل أو الجنون بالرغم من أن أهل القرية يعاملونه وكأنه كذلك ، كان يقف دائماً على قارعة الطريق العام مبكراً في صبيحة كل يوم وبنفس التوقيت ، ويركب الحافلة المتجهة الى المدينة ، ولاحقه شلومو في المدينة الى أن تعرف على مكان عمله ، لقد كان يعمل في فرن بالمدينة ويوزع الخبز على سكان الحي ، كان يحمل الخبز على رأسه في طبق خشبي كبير ويدور على بيوت الحي ، من هنا انطلق شلومو في خطته واختار أداته من جلدة صلاح. راقبه شلومو طويلاً في القرية والمدينة وسأل وبحث عنه في السجلات المدنية ، واستدعى عميلاً من القرية ليجمع عنه المعلومات التي تخدم الهدف .
    في اليوم التالي وفي موعد إياب عماد من المدينة الى القرية كعادته ، فقد عمد شلومو أن لا يركبه بسيارته أمام أهل قريته لكي لا يثير ضده الشبهات ، وبينما كان عماد يسير في المدينة باتجاه موقف الحافلات ليعود لقريته ، تهادت سيارة شلومو ووقفت بجانب عماد ، وكان شلومو يجلس في المقعد الخلفي للسيارة لوحده ويقودها سائق من الشين بيت ، ويجلس في الكرسي الأمامي أحد عناصر الشين بيت المدربين كما هو حال السائق وذلك لحراسة شلومو .
    أطل الشخص الجالس بالكرسي الأمامي برأسه من السيارة وطرح التحية على عماد متزامنة مع ابتسامة عريضة تبعث الإرتياح والهدوء في النفس ، فرد عماد التحية عليه ، وقال له : الى اين أنت ذاهب؟ فقال عماد : الى قريتي ، فقال له مرافق شلومو ، إركب سنوصلك معنا ، إن قريتك في طريقنا ، فقال عماد : كيف سأجلس بجانب البيك ، فابتسم شلومو وأشار اليه بيده مهلياً ومرحباً به وداعياً له بالركوب. فتح عماد باب السيارة يلفه القلق والحيرة والتردد يقدم خطوة ويؤخر أخرى ، ولكنه ألقى بنفسه داخل السيارة بجوار شلومو. وانطلقت السيارة بطيئة متهادية على المسرب الأيمن من الطريق باتجاه القرية.
    ودار الحديث التالي بين شلومو وعماد:
    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    د.ابراهيم الدابوقي
    د.ابراهيم الدابوقي

    {{ المشرف العام }}
    ثقبٌ في جدار الصمت/الجزء الأول 15751610


    الجنس : ذكر
    البرج : الثور
    عدد المشاركات : 22376
    العمر : 50
    البلد : الأردن
    الحالة الاجتماعية : متزوج
    التخصص : طبيب أسنان
    نقاط النشاط : 14345
    الاعجاب : 183
    المهنة : ثقبٌ في جدار الصمت/الجزء الأول Doctor10
    المزاج : ثقبٌ في جدار الصمت/الجزء الأول 453210
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    ثقبٌ في جدار الصمت/الجزء الأول Empty رد: ثقبٌ في جدار الصمت/الجزء الأول

    مُساهمة من طرف د.ابراهيم الدابوقي الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 11:11

    ننتظر التكملة
    يعطيك العافية




    عجبتُُ لمن يبكي على موت غيره دموعاً
    ولا يبكي على موت قلبه دماً

    وأعجبُ من ذا ان رأى عيب غيرِهِ عظيماً
    وفي عينهِ عن عيبهِ عمى





    اذا غاب في يوم اسمي من هنا ..!
    فربما ينساني البعض..!
    ولكن ..
    ستتذكرني صفحاتي التي سجلت عليها حروفي ..!
    لتبقى كلماتي ..!!
    رمزا للجميع ..!!!
    ليتذكروني ...!!!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 13:50