منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    الجزء الثالث من ثقبٌ في جدار الصمت

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    الجزء الثالث من ثقبٌ في جدار الصمت Empty الجزء الثالث من ثقبٌ في جدار الصمت

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 13:12

    الجزء الثالث من ثقبٌ في جدار الصمت
    عاش عماد في بيت شلومو يعمل سائقاً وسكرتيراً لروزيت ، وأهل القرية يعلمون أنه معتقل، وقد كانت روزيت تعامله بلطف شديد ، وكان يعتريها سحر الجاذبية الفطرية بين الذكر والأنثى في خلوتهما كما كان يعتري عماد نفس الجاذبية السحرية التي لم يكن يجرؤ على البوح بها أو إظهارها أمامها ، بدافع ديني تعلمه من المجتمع ومن والدته ، وبعُرف تقليدي عربي متوارث من القدم ، ومنتقلاً من جيل الى جيل ، وبدافع الخوف من المحيط والمكان الذي لم يألفه بعد. وكان في هذه الفترة ممنوعاً من الخروج من البيت والمزرعة حتى تترسخ الفكرة الطيبة عنه لدى اهل القرية ، لذلك كان يقضي نهاره وليله وجهاً لوجه مع روزيت. وكان شلومو يقضي معظم يومه وليله في مبنى الشين بيت مع عشيقته سارة ، فقد وفر له الشين بيت كل متطلبات الرجل في مكان العمل ليكرس جهده ووقته في العمل المخابراتي. وكان له سكن داخلي فخم في نطاق مبنى الشين بيت ، شقة مجهزة وطباخ وعشيقة من موظفات الشين بيت يقضي وطره منها. وكان شلومو بين الفينة والأخرى ينقل عماد الى السجن ويسمح لشقيقته بزيارته لتتأكد هي وزوجها وأهل القرية أنه بالسجن بتهمة وطنية مشرفة لكل فلسطيني مقاوم. وبعد انتهاء الزيارة يعيده سراً الى بيته وذلك لتلميعه.
    كانت روزيت تعامل عماد بلطف ، وقد شغفها بوسامته وشخصيته بعد أن عاش هذه الفترة التي كان لا يعاني فيها من التعب والفقر والحرمان ، ويلبس من أرقى الموديلات ، ويتقاضى راتباً عالياً لم يحلم به يوماً ما ، وتعلم العبرية ، وأخذ يتحدث مع روزيت في أمورٍ شتى ، ووصلت العلاقة بينهما الى حد المزاح ، وتناول الفطور وشرب الشاي والسجائر سوياً ، وكانت لا تشعره بأنه يعمل لديها ، ورفعت الكلفة بينهما ، وكانا يتحدثان أحاديثاً ودية تنم عن تلاطف متبادل ، واستحسانٍ مسترسل ، يطيلان الجلوس في الحديقة ، وكان شلومو يأتي أحياناً ويراهما يتحدثان وكأن شيئاً لم يكن ، لا يعبؤ ولا يهتم لذلك مما أثار تساؤلاً في نفس عماد. وكان عماد لا يفهم الرسائل التي كانت ترسلها له روزيت بعيونها وحركاتها ومناجاتها له ، نظرات العشق والرغبة ، عشق الأنوثة للرجولة والذكورة ، ورغبة الغريزة المتدفقة من امرأة في أواخر العشرينيات من عمرها ومحرومة من الإستمتاع بها.
    وفي أحد الأيام كان عماد يعمل بالحديقة ، سمع صوت روزيت تناديه ، أخذ يبحث عن مصدر الصوت ، ويدور حول البيت الى أن رآها جالسة في شرفة في مدخل البيت على كرسي هزاز وبجانبه كرسي آخر لا يجلس عليه أحد ، وكانت ترفع رجليها العاريتين على حواف جدار الشرفة ، وبدت وكأنها في غرفة النوم تستر القليل من جسدها النافر الذي تلفحه حرارة شمس تموز ، شعر عماد بالخجل ، فصارت رجلاه تتلاطمان ، وجسده يرتعد ، وقلبه يرجف متسارعاً في دقاته ، ودماء الشباب تغلي في عروقه ، وتعتريه رهبة الخوف من خطورة الموقف الذي يعيشه وكأنه ورد بئراً مليئاً بماء قراح يروي عطش الزمان، ويستوعب ماء الغريزة المتدفق بين جوانحه فكان يتأرجح بين قوة دفع الغريزة التي تدفعه للأمام نحو صيد دسم وبئر وقودٍ من الحرمان ، وبين قوة دفع تدفعه الى الخلف من الايمان الذي تربى عليه بحكم دينه الذي يحرم تلك الممارسات ويعتبرها من الكبائر التي لا تغتفر كما تعلمها في المدرسة ومن والدته وكما هو عهْد المجتمع بها ، يصنفها من المحرمات ، وقوة أخرى من الخوف من رهبة الموقف وخشية القبض عليه من شلومو وهو يخونه مع زوجته ، فناداها من خلف ستار ووجهه مستدير الى غير اتجاهها ، وأخذ يطرق على الباب مستأذناً ، فردت عليه وطلبت منه أن يقترب منها ، تردد عماد وبدأ يتنحنح وكأنه يطلب منها أن تستر المكشوف من جسدها ، فنادته مرة أخرى تطلب منه الإقتراب وأخبرته أنها تأخذ حماماً شمسياً ، وطلبت منه الجلوس على الكرسي الخالي بجانبها. وأخيراً اندفع عماد نحوها بمحصلة قوة تساوي قوة الغريزة وألم الحرمان ناقصاً قوة الردع من الآيمان مضافاً اليها قوة الخوف من رهبة الموقف ، حيث تغلبت غريزته المتدفقة في عروق أوج شبابه على ايمانه نظراً لاهتزاز شخصيته وعدم اتزانها نتيجة الحرمان من العطف والحنان ونقص الأمومة والأبوة ومعاناة الفقر وقلة الإحترام وانعدام الوزن بين أهل القرية فقد شهد حرباً باردة وضروساً بين الأمومة والأبوة ، واختلافاً في الرأي بينهما على كل القضايا في اتجاهين متعاكسين تماماً، وافتقد الأمن الأسري والإجتماعي وتصارعت في نفسه العواطف والمشاعر وخلفت في نفسه العقد وولدت ضعف الإرادة وهشاشة الشخصية ، وانعدام الثقة والوزن والتوهان ، وشتات الرأي والفكر.
    تقدم عماد ووقف بجانبها وعيناه لا تلتقيان بعينيها ، وخيوط النور المنبعثة من عينيه لا تتقاطع مع خيوط نور عينيها التائهتين في صحاري الحرمان ، وقال لها : لقد أعددت قائمة بمستلزمات االبيت والحديقة ، متى سنذهب لإحضارها سيدتي؟
    فردت عليه : دعك من البيت والحديقة واسحب كرسي شلومو الخالي دائماً ، اسحبه بجانبي واجلس عليه لنتحدث سوياً ، لقد اشتقت لحديثك والجلوس معك ، وحبذا لو خلعت ملابسك لتأخذ حماماً شمسياً مثلي فهو مفيد لجسمك.
    لقد أعجبت روزيت بعماد ، ووجدت فيه ضالة جسمها ، وإطفاءً لنار حرمانها ، وشفاءً لغليلها من شلومو الذي يخونها مع عشيقته سارة والتي تعمل سكرتيرة له بمكتبه في الشين بيت.
    سحب عماد كرسي شلومو وجلس عليه بجانب روزيت ، فنهرته روزيت وقالت له : قلت لك شاركني بالحمام الشمسي ، اخلع ملابسك .
    خلع عماد بنطاله وقميصه وجلس يشاركها حمامها الشمسي ، والتفتت روزيت اليه موجهة سهام عينيها لقلبه مستغيثة لإطفاء الحريق الذي اشتعل بصدرها ، واستدارت بجسمها نحوه عارضةً أعضاءه وتضاريسه أمام ناظريه وقالت له : إسمع عماد أنت الآن شلومو ، وافعل معي ما بدا لك كما لو كنت شلومو ، إني أحبك يا عماد ، أحبك بكل جوارحي وحرماني كأنثى ، اني أحس بعواطفك تجاهي تغلي في صدرك ووجدانك ولكنك تكبلها من الخوف والرهبة ، اقترب مني ، كن شجاعاً وديمقراطياً في التعبير عن دواخلك ، لا تهتم ، ولا تخف من شلومو الخائن. فأمسكت بيده وسحبته مستسلماً لندائها المنبعث من أغوار حرمانها ولنداءٍ منبعث من قمم قواه الغريزية ، ودخلا الى غرفة النوم . تماماً كالإنسان الذي اصطاده ضبعٌ وسلبه إرادته ، وأصبح منقاداً له يتبعه الى أن دخل وراءه في ماكورته ليلاقي حتفه بإرادته الضائعة المسلوبة.
    لقد وجد كل منهما ضالته في الآخر ، وملأ كل منهما فراغ الآخر وسد نقصه ، لقد كانا متكاملين متفاضيان في علاقة محرمة. واستمرا على هذا الحال يحب أحدهما الآخر ويشعر بحاجته الماسة له.
    قال لها عماد في يوم من الأيام وفي جلسة كانا يحتسيان فيها الخمر : إنني خائف من زوجك شلومو أن يضبطنا على هذا الحال ، ألا يغار عليك ، ولماذا لا يشتاق اليك؟ ويغيب كثيراً عن البيت؟
    قالت له : أنا زوجة لشلومو بالإسم وعلى الورق. إنه خائن وفاقد لرجولتة عندي ، يركز تفكيره وجهده على عمله الذي أبدع فيه ، ويجد متعته في عمله ، ولديه عشيقة في مقر عمله يقضي حاجته منها كلما خطر على باله سر رجولته المدفون في تعقيدات العمل وخطورته ورهبته.
    فروزيت خريجة أحد الكيبوتسات ، تعرف أمها لكنها لا تعرف أباها ، والعلاقة بينها وبين أمها علاقة تفريخ فقط ، فلا رضعت من حليبها ولا آوت وسكنت في أحضانها لترتوي بعطفها وتستمد منها الدفء والحنان ، حملتها تسعة شهور ونسيتها ، فلا تشعر نحوها بالأمومة ، وهي فاقدة للأبوة المجهولة. وتحت تصرف شلومو ورهن اشارته في رباط صوري وذلك لاستخدامها للتجسس وللعمليات المخابراتية حتى لو كان الثمن أن تبيع شرفها مع من هب ودب لخدمة الهدف. ولأنها أحبت عماد لم تبح له بهذا السر لئلا ينفر منها.
    واستمر الحال على هذا المنوال ، الى أن جاء يوم وحضر شلومو ، وطلب عماد ليستخدمه في مهمة خاصة وعاجلة ، وهنا تدخلت روزيت وقالت لشلومو فيما بينهما ، عماد يعمل لدي ولا استغني عنه ، ابحث لك عن غيره لتنفيذ خططك ومكائدك التي لا تنتهي ما دمت تعمل في الشين بيت. ولكنه أصر على طلبه واحتد بينهما النقاش والخلاف ، وجنّ جنونها ، ولكنها لم تستطع مقاومة إرادته وسلطاته ، ونادى عماد ليلقي عليه تعليمات المهمة الجديدة. وجلسا في غرفة مغلقة ودار بينهما الحديث التالي:
    يتبع الجزء الرابع
    أحمد الحاج
    د.ابراهيم الدابوقي
    د.ابراهيم الدابوقي

    {{ المشرف العام }}
    الجزء الثالث من ثقبٌ في جدار الصمت 15751610


    الجنس : ذكر
    البرج : الثور
    عدد المشاركات : 22376
    العمر : 50
    البلد : الأردن
    الحالة الاجتماعية : متزوج
    التخصص : طبيب أسنان
    نقاط النشاط : 14345
    الاعجاب : 183
    المهنة : الجزء الثالث من ثقبٌ في جدار الصمت Doctor10
    المزاج : الجزء الثالث من ثقبٌ في جدار الصمت 453210
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    الجزء الثالث من ثقبٌ في جدار الصمت Empty رد: الجزء الثالث من ثقبٌ في جدار الصمت

    مُساهمة من طرف د.ابراهيم الدابوقي الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 13:43

    الله على التشويق
    ننتظر المزيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 20 سبتمبر 2024 - 23:26