الجزء الأول
......................................................
لاحظت أم فادي على ابنها فادي تغيُّراً في اسلوب حياته ، فادي كان في الصف الثاني الثانوي العلمي، وفي بداية مرحلة المراهقة ، ووالده أبو فادي كان أسيراً يقبع في سجون اسرائيل ، ومحكومٌ عليه بالسجن ، وبقي على إكمال فترة حكمه خمس سنوات ، وفادي كان وحيداً لوالديه ، حيث دخل والده السجن عندما كان عريساً في شهر العسل ، وحكم عليه بالسجن لمدة خمسةٍ وعشرين عاماً ، وحملت أم فادي بفادي ووضعته وأرضعته وربته ووالده يقضي فترة محكوميته ، وكانت أم فادي حاصلة على شهادة الثانوية العامة ، ولما شعرت بعبء الحياة وقوامتها عليها ، وهي مسئولة عن بيتها وولدها، تعلمت الخياطة، وعملت في مشغلٍ للخياطة وكانت كذلك تعمل أعمال خياطة في البيت لحسابها إضافة على أعمال المشغل وتسهر الليالي الطوال لتصرف على البيت وعلى إبنها الوحيد ، ولكنها أصرّت على التحدي ، وعلى مواجهة صعوبة الحياة وتعقيداتها وغلائها ، فالتحقت بإحدى الجامعات لتدرس اللغة العربية وآدابها حيث كانت متفوقة بها أيام الدراسة ، ولكن والديها أقنعاها بالزواج بعد الثانوية لأن فرص الزواج من ابن الحلال إن أتت ربما لا تتكرر وأن بإمكانها أن تكمل دراستها وهي متزوجة ، تذكرت وصية والديها وقالت في نفسها : لقد حان واستحق موعد إكمال الدراسة ، وكانت تدرس نهاراً وتعمل بعد انتهاء دوام الجامعة ، ولما أكملت دراستها الجامعية بنجاح مختصرة المدة الى ثلاثة سنوات ونصف أرسلت إبنها فادي الذي كان يبلغ الخامسة من عمره الى رياض الأطفال ، تمهيداً لدخوله المدرسة ، وحينها تم تعيينها مدرسة في أحد المدارس الخاصة ، ولم تقف عند هذا الحد ، بل أكملت دراستها وحصلت على الماجستير ، وأعدت رسالة الدكتوراة في موضوع الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم ، وحصلت على الدكتوراة بامتياز ، وعينت أستاذةً في جامعة النجاح بنابلس. وكانت مهتمة بتعليم ابنها فادي ، فأدخلته أقوى المدارس الخاصة تدفع أقساطاً باهظة الكلفة ، وكانت تقضي معه وقتاً طويلاً في مراجعة دروسه وتساعده في حل واجباته المدرسية ، وكان فادي متفوقاً ويحصل على المرتبة الآولى على كل فصول صفه في المدرسة ، وزرعت فيه حب التعلم والعلم ، وتحضر بانتظام اجتماعات أولياء الأمور لا بل تزيد على ذلك بزيارات مفاجئة للمدرسة تسأل عنه ، وكانت متعلقة به لأنه كان يهوِّ ن عليها غياب زوجها في الأسر ، وكان فادي يسمع أقرانه يتحدثون عن آبائهم وكيف يلاعبونهم وويأخذونهم للملاهي وفي رحلات عائلية في المنتزهات والبساتين ويتساءل :لماذا حرمت من والدي؟ على الرغم من أن أمه لم تكن مُقصِّرةً معه وكانت تلبي كل رغباته وطلباته وتغمره بحنانها وتحاول تعويضه عن نقص الأبوة ، لكنه كان دائماً يشعر بنقص في حياته وحاجة ماسة لشيءٍ هام وضروري ولا يدركها إلاّ يتيم الأب ، وكأنه طفل مختلف عن زملائه وأصحابه في المدرسة وفي الحارة ، فكلما كان يسمع أحد زملائه يتحدث عن والده ينسحب فوراً ولا يحب سماع هذا الحديث ، وكان زملاءه يتبادلون القصص عن آبائهم بينما هو في عزلة مع نفسه يكرر السؤال المعهود ، لماذا أنا أعيش كاليتيم بينما والدي حيٌّ يُرزق على قيد الحياة؟
لاحظت أم فادي التغيير في أسلوب حياة ابنها بعد ثلاثة أشهر من طلبه منها أن ينضم لحلقة تحفيظ القرآن الكريم في المسجد ، وشجعته على ذلك من منطلق أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، وأن حفظ القرآن الكريم للصغار يقوي من قدرتهم على النطق السليم للغة العربية ، وعلى نظم الكلام الموزون وفن الخطابة ، ويوسع مداركهم ويشحذ الذاكرة ويعودها على التخزين المنظم للمعلومات. وعندما سمحت له بالإنضمام أوصته أن لا يكون ذلك على حساب دراسته وواجباته المدرسية ، كما أوصته بألاّ يغرق مع الشيوخ في شرح مطول لآيات القرآن وتفسير يصعب عليه إدراكه وفهمه ، حيث قالت له : يا بني هذا القرآن دستور حياة ونورٌ ينير الطريق الى الآخرة بنجاح لنيل الجنة ، وهو من كلام الله الذي لا يضاهيه كلام بشر ، فيه من العمق ما لا تستطيع في سنك وقلة خبرتك أن تغوص فيه ، وفيه من الدقة ما لا تستطيع أن تتخيلها بما وصلت اليه من علم في هذه المرحلة ، فكل حرف وهمزة وشدة وتنوين له أهميته وإن تلاعب اي شخص في تنوينه وتشكيله ضيع معانيه ، فإن غرقت في هذا البحر من مداد القرآن وأنت لا تعرف العوم وفنون العوم فيه فسوف تفشل وتغرق. فهومحيط من بحرٍ من المعاني والأحكام وجزرٌ من القصص التي لا يقصد بها التسلية بل أخذ العبر. وقالت له : يا بني إنك في هذه المرحلة من العمر ، وإن حفظت القرآن - وهذا إنجاز وعملٌ ممتاز - ولكنني في نفس الوقت أحذرك من الخوض والإبحار في معانيه لأن حالك هذا في سنك هذا سيكون كحال من يكتب موضوعاً إنشائياً بلاغياً منمقاً أو مقالة نثرية ، ولكنه نسي أن يضع النقط على حروف كلمات الموضوع أو المقالة ، فيفقد الموضوع محتواه ومعناه إن قرأه الغير ، فيستبدل الحاء إما بالخاء وإما بالجيم ، ولا يعرف الباء والتاء والثاء من النون. فيضيع جهده كالهباء المنثور تائهاً في محيطه ومداده ومعانيه ومقاصده.
كما لاحظت أم فادي أن ابنها كان في أحيانٍ كثيرة يعود للبيت من المسجد وقد تناول وجبة طعام. وكان يقضي معظم وقته بقراءة نشرات ذات مدلولات سياسية من منطلقات دينية بإقحام الآيات والأحاديث النبوية الشريفة في غير مواضعها حيث نزلت بمناسبات في حينها وفي مناسباتها الخاصة بها فيحرفونها عن مواضعها وذلك لتخدم الأهداف السياسية للجماعة التي توزع هذه المنشورات، مستغلين قدرة الصغار المحدودة على التحليل والإستيعاب والفهم الصحيح ومعتمدين على الحقن بهذه الأفكار المتطرفة في عقول الصغار ، تماماً كما يحقن الطبيب المريضَ الصغير الذي لا يدرك أهمية العلاج بدواء مُرّ ، ربما لو تناوله عن طريق الفم لما قبله إطلاقاً ولأرجعه من فمه. ولاحظت أن ابنها انقطع عن مشاهدة التلفزيون ، كما توقف عن سماع الأغاني. وأصبح يهمل واجباته المدرسية ودراسته وتحضير كتبه ودفاتره. وكذلك ساءت علاقته مع صاحبه اللصيق أنس حيث كانا يتزاوران باستمرار ولا يفترقان الاّ في ساعات النوم ، لصيقان في المدرسة وفي أوقات الفراغ وأحياناً كثيراً في المذاكرة ومراجعة الدروس وحل الواجبات. ولاحظت أنه قام بإنزال كل الصور واللوحات والمناظر عن جدران غرفته ، حتى أنه قام بإنزال صورة والده.
بدأ الفأر يلعب ويعبث في عب أم فادي ، وأحسّت بخطورة الموقف ، ولا بد من اتخاذ خطوات عاجلة لتدارك إبنها قبل الإنجراف والإنجراف في تيار التطرف الديني والذي لا ينم عن فهم حقيقي للدين بل يؤشر على التعصب الديني الأعمى في أطر ضيقة لا تقبل بالرأي الآخر لمجرد خلافه معهم. قامت بزيارة المدرسة لتطلع على مسيرة إبنها ، فكانت النتائج تغيراً سلبياً وتدريجياً في مستواه الدراسي من كل الأساتذة ومن مدير المدرسة. وفي أحد الأيام وبعد عودته من أداء الصلاة في المسجد ، دخل لغرفته مسرعاً بعد أن سلم على والدته ، واغلق باب غرفته ، فقد كان عندما يعود من مدرسته قبل التحاقه بحلقات المسجد يجلس معها ويمازحها ويقبلها ويحكي لها ما يصادفه في يومه منذ خروجه إلى عودته. وقد لاحظت عليه أنه كان يحمل شيئاً بيده ، وتساءلت في نفسها : تُرى ماذا أحضر معه من المسجد؟؟ شدها الأمر ، وقررت أن تبدأ في اتخاذ خطوات الإنقاذ لإبنها قبل تسليط سكين الزمان الحاد والذي لا ينتظر ولا يتقبل الشفاعة والواسطة.. طرقت باب غرفته ، وطلبت منه أن يفتح الباب حيث تريده في أمر هام. تأخر في فتح الباب وكأنه كان يخبؤ شيئاً لا يريدها أن تعلم به أو أن تراه. دخلت أمه لغرفته ، وقالت له : فادي أنت تغيرت كثيراً ، بدأت أشعر أنك بعيداً عني ، نحن أصبحنا في هذا البيت نعيش في جزر منفصلة ، وصرت تحب العزلة والجلوس لوحدك ، وأصبح اهتمامك بدراستك قليلاً ، ولقد زرت المدرسة ، وأخبرني الأساتذة والمدير أن مستواك الدراسي في انخفاض ، وحذرني المدير من التدهور المفاجيء في مستواك الدراسي وميلك للعزلة عن زملائك ، وبصراحة أنني قلقة عليك ، وخائفة من هذا التغيير المفاجيء في حياتك ، وأشك أنك تسير في طريق خاطيء يا بني. أرجوك أن تصارحني وتخبرني بكل صغيرة وكبيرة تفكر بها علني أهديك للطريق السليم يا بني ، فما زلت صغيراً وتمر في أخطر مرحلة من مراحل العمر ، ووالدك في الأسر لا نحظى بلقائه إلاّ مرة كل شهرين ، وإن كنت بحاجة لشيءٍ لا تراني أوفيه لك ، وهو من اختصاص والدك ، فأعمامك وأخوالك لا يقصرون معنا ، ويتمنون خدمتنا. ويحبونك كأولادهم. رد عليها فادي : أمي أنا كبرت ، وأستطيع أن أشق دربي لوحدي ، فلست بحاجة لأعمامي ولأخوالي ، أنا رجل الآن وأستطيع الإعتماد على نفسي ، ولكنني غير راضٍ عنك يا أمي. وفي هذه اللحظة تفهمت أمه مرحلة المراهقة التي يمر بها ، وقبلت إتهامه لها بصدر رحب وطلبت منه أن يبدي أسباب عدم رضاه عنها بصراحة وانفتاح.
قال فادي لأمه مبيناً أسباب عدم رضاه عليها : أمي أريد أن أتحدث معك حديثاً هاماً ، ولا أريدك أن تغضبي من حديثي وابتسمت أمه مرحبة بذلك وقالت له : قل وتحدث يا بني ، فأنا أسمعك. فقال: أمي إنك تخالفين أوامر الله وبذلك ترتكبين إثماً كبيراً وأريدك أن تتوقفي عنه ، فأنت أمي وأريد لك الخير والصلاح ، فقالت له : وما هو هذا الإثم يا حبيبي ، فقال لها : إنك لا ترتدين النقاب الذي يغطي وجهك ، فالمنديل الذي تلبسينه يكشف عن وجهك ، ويداك كذلك مكشوفتان ، وهذا حرام ، فجسم المرأة كله عورة. كما لا يجوز أن تتحدثي وجهاً لوجه مع أعمامي وتستقبليهم في البيت فهم ليسوا من محارمك ، وكذلك عليك أن لا تقبلي أي معونة من عمي خليل بالذات ، لأنه يعمل في بنك ربويّ ، فماله حرام وطعام بيته حرام ، ونأثم من هذا المال الحرام إن قبلنا به ، وقالت له أمه في تأنٍّ ورويّة : أكمل يا فادي وقل كل ما عندك ، فأنا استمع إليك ولا تبقي في نفسك شيئاً واعتبرني أمك وأباك وصديقك ، ولا تتحرج يا بنيّ من أيّة فكرة تخطر على بالك أو أيّ قول تريد قوله وتستحي منه لأنني أمك ، فلن تجد في هذه الدنيا من يحبك ويحب مصلحتك أكثر منّي حتى لو كان ولياً صالحاً ، وشيخاً تقياً وعالماً فقيهاً. وهنا انطلق فادي مستنيراً بديمقراطية والدته ، وبرويتها وهدوئها وابتسامتها وسعة صدرها ، منطلقاً من اعتقاده بتشجيعها له في هذا المنحى ، واستطرد قائلاً في عملية تفريغٍ لحقنات فكرية من قارورة الدروس الدينية التي يتلقاها في المسجد : يا أمي يجب أن نبيع التلفزيون أو حتى نحطمه لأن ثمنه حرام ،وكذلك يجب أن نرمي الستلايت وأن لا نستمع للأغاني ، فمشاهدة التلفزيون حرام ، وسماع الأغاني حرام. ومن يمارس هذه الأعمال فقد ارتضى لنفسه أن يكون من معشر الكفار ، ولقد بلغتك الرسالة عن لسان شيخنا كما أخبرني بها وطلب مني إيصالها الى كل من أحب، وإن لم تعملي بها ستضعين نفسك في صف الكفر يا أمي. كما أنني أشعر بتقصير تجاه الجهاد في سبيل الله الذي هو واجب علينا جميعاً. بصراحة يا أمي أريد أن أنضم الى المجاهدين ، فقد بشروني بالجنة ، والشهيد يا أمي حي لا يموت ، لقد أحببت الجهاد والشهادة في سبيل الله ، فهي أحسن لي من أي شهادة في الدنيا. والجهاد يا أمي ضد المحتلين أهم من الدراسة ، وأفكر في ترك الدراسة واللحاق بركب المجاهدين ، ألا تحبين يا أمي أن تكوني أم الشهيد لتفاخري بي وأن اكون شفيعاً لك يوم القيامة؟؟ وهنا ارتفعت حرارة أم فادي ، وبدأت تقاوم ثورتها على هدوئها ورويتها ، ولكنها كظمت غيظها بقوة جبارة استطاعت بها الحفاظ على قدر كبير من الهدوء لدرجة لم يشعر ابنها فادي بفقدانها له ، فهي من الداخل أصبحت كالبوتقة التي تتفاعل بها المواد تفاعلات كيميائية ، فيها حرارة واحتراق ، وكل مظاهر التفاعلات الكيميائية.، واستطاعت كتمانها في صدرها. شعرت بخطورة الموقف. أدركت أم فادي أن ابنها قد استقطب من تنظيم سياسي يتستر بغطاء ديني وما أكثر التنظيمات في بلدها . وتنهدّت تنهيدة عميقة واستجمعت قواها وقالت له : سمعتك طويلاً ولم أقاطعك ، وأرجو أن تسمعني جيداً يا بني ، بعقلٍ متفتح بعيداً عن التعصب ، وبدأت حديثها: أنت إبني ، فلذة كبدي ، وأظنك لا تدرك بعد ما معنى أن تكون إبني وقطعة منّي ، لأنك لم تجرب أن تكون أباً بعد ، ويبدو أن الشيخ الذي يدرسك في المسجد لم يخبرك أن رضى الوالدين عليك من رضى الله وجزءاً لا يتجزأ منه ، وأن طاعة الوالدين من طاعة الله ، ونسي أن يحفظك الآية الكريمة " وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلاّ إياه وبالوالدين إحساناً" فعندما التجأت لعبادة الله والتقرب منه بحفظ القرآن ، صرت تبتعد عني ولا تستشيرني وكأنني غريبة عنك في البيت ، مخالفاً أوامر الله بالتقرب من الوالدين وتركت العمل بنصائحي يوم أن سمحت لك بالإنضمام لحلقات تحفيظ القرآن. وأنا الآن غير راضية عنك ، ولا عن أفعالك وتصرفاتك ، ثم تأتي وتقول لي أنك غير راضٍ عني!! يا للعجب !! الإبن غير راضٍ عن أمه ، وكأنني بالنسبة لك أصبحت في صف الكفار ، وهل قدمت لي منذ ولادتك ما يقابل حملك في بطني ساعةً واحدة ، أريد أن أناقش معك ما تعترض عليه نقطة نقطة:
يتبع الجزء الثاني
أحمد الحاج
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd