الكساد العظيم
فترة من فترات الهبوط التجاري العالمي خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين. ويأتي ترتيبها كأسوأ وأطول فترة بطالة وركود في النشاط التجاري في الأزمنة الحديثة. بدأ الكساد العظيم في أكتوبر 1929م عندما هبطت أسعار الأسهم والحصص في الشركات والمحال التجارية، في الولايات المتحدة الأمريكية وتركت الملايين بلا عمل ولا مال. واضطر الكثيرون للاعتماد في غذائهم على الحكومة أو المنظمات الخيرية.
أثَّر الكساد العظيم على كل بلد تقريباً وتسبب في انخفاض حاد في التجارة العالمية، لأن كل بلد حاول مساعدة الصناعات في بلده، بزيادة القيود على الواردات. وأدى الكساد إلى أن تقوم بعض الدول بتغيير زعمائها، ونظام الحكم فيها. وأدت الأحوال الاقتصادية السيئة إلى صعود الدكتاتور الألماني أدولف هتلر، وإلى أن تغزو اليابان الصين.
أيّد الشعب الألماني هتلر؛ لأن خططه لجعل ألمانيا دولة قيادية في العالم أعطتهم الأمل في تحسن الأحوال. كما طور اليابانيون صناعات ومناجم في منشوريا التابعة للصين، وادعوا أن هذا النمو الاقتصادي سيريحهم من الكساد في اليابان. وكان التوجه العسكري في ألمانيا واليابان أحد الأسباب التي قادت إلى قيام الحرب العالمية الثانية (1939ـ 1945م). انتهى الكساد العظيم بعد أن زادت الدول من إنتاج المواد الحربية في بداية الحرب العالمية الثانية، وهيأ هذا المستوى المرتفع من الإنتاج، فرصاً للعمل، ووضع كثيرًا من النقود للتداول في الأيدي مرة أخرى.
كان للكساد أثر دائم على الحكومات والأفراد، فعلى سبيل المثال تقلدت كثير من الدول مسؤوليات أكثر من أي وقت مضى لتقوية اقتصادياتها.
أسباب الكساد العظيم
ساهمت أسباب كثيرة في الحدّة التي كان عليها الكساد العظيم، ففي أوروبا تسببت الحرب العالمية الأولى (1914ـ 1918م) في خراب وفوضى اقتصادية، وفي الولايات المتحدة أثناء العشرينيات ساعد إفلاس مصارف كثيرة مع الدخول المنخفضة بين المزارعين وعمال المصانع في تهيئة المسرح للكساد. كذلك ساعد توزيع الدخل غير المتساوي بين العمال في حلول الهبوط. ويتفق أغلب الاقتصاديين على أن انهيار بورصة نيويورك الذي حدث في عام 1929م هو الذي بدأ الكساد.
آثار الحرب العالمية الأولى. كانت الدولتان الصناعيتان ألمانيا وإنجلترا أكثر الدول الأوروبية تأثراً بالهبوط الاقتصادي بعد الحرب. وبالرغم من حدوث ازدهار في الإنتاج في بداية عقد العشرينيات إلا أن الحرب خربت أنماط التجارة التقليدية واختفى كثير من أسواق ما قبل الحرب، وبعد أن هجرت قاعدة الذهب، لم تعد هنالك أسعار صرف معترف بها لعملة كل بلد.
طُلب من ألمانيا أن تدفع تعويضات ضخمة بعد الحرب، وعندما عجزت عن ذلك، اجتاحت فرنسا منطقة الرور في عام 1923م للاستيلاء على مناجم الفحم الحجري، ونتيجة لذلك قامت إضرابات عمال المناجم، ونقص الإنتاج بشكل حاد. وأدى التضخم الواسع إلى فقدان المارك الألماني قيمته، وبدأ الناس يحملون أجورهم الأسبوعية في حقائب من البنكنوت عديم القيمة. وكان الحل الوحيد هو أن تتفق الدول الأوروبية الأخرى، لتسمح لألمانيا بتخفيض ما تدفعه، وأن تقوم الولايات المتحدة بإقراض المال لألمانيا. ومع أن الإنتاج الصناعي زاد في أواخر عقد العشرينيات إلا أن الحكومات ظلت ضعيفة وغير مستقرة.
وفي إنجلترا، كانت هنالك زيادة سريعة في عضوية نقابات العمال خلال الحرب، وكانت لهم آمال كبيرة نسبيًا في التوصل أخيرًا إلى تأسيس حكومة عمالية، مما أفسد نظام الحزبين التقليديين. وفي العشرينيات لم تتلق أي حكومة الدعم الكافي الذي يمكنها من اقتراح وتثبيت استراتيجية طويلة المدى لمكافحة البطالة. فكان أكثر من 20% من القوة العاملة بدون عمل رأسا بعد ازدهار ما بعد الحرب. وكانت أكثر المناطق تضرراً هي شمالي إنجلترا وكلايد سايد في أسكتلندا وجنوبي ويلز؛ حيث كانت مناجم الفحم الحجري والحديد والصلب وصناعة السفن مصدر أغلب الوظائف. وفي عام 1926م أيد مؤتمر نقابات العمال إضرابًا عامًا دُعي له عمال المناجم الذين كانوا مهددين بتخفيض أجورهم، لكن الحكومة كانت مستعدة تماماً لذلك، واعتمدت الحكومة على تأييد الجيش والشرطة والمتطوعين المدنيين لتواصل تقديم الخدمات الأساسية فانهار الإضراب العام بعد اثني عشر يوماً من بدئه، إلا أن عمال المناجم استمروا مضربين لسبعة أشهر مسببين الشقاء لآلاف الأسر.
أثرت الحرب على أستراليا أيضا حيث تطورت الصناعة خلال الحرب عندما كان الحصول على السلع المستوردة صعباً.استمرت الصناعة في التدهور أثناء العشرينيات. وقد هاجرت أعداد متزايدة من القوة العاملة إلى المدن للعمل في المصانع والمحال التجارية والمكاتب، إلا أن تكاليف الإنتاج كانت عالية، وكانت الواردات مصدر المنافسة الشديدة بالرغم من الحماية الجمركية. اشتغل كثير من العمال في المشاريع العامة عندما شرعت حكومات الولايات في محاولة مقابلة احتياجات المدن النامية. اقترضت حكومات الولايات المال من الخارج لتمويل مشاريع العمل العامة. وفي أواخر العشرينيات أربكت الإضرابات وعمليات إغلاق المصانع صناعة الولايات وزادت من البطالة، حتى أثناء عقد العشرينيات المزدهرة بلغ متوسط نسبة البطالة 10% من القوى العاملة.
ملاحظه:البحث في 7 صفحات.
رابط تنزيل البحث مخفي.للمزيد ولتنزيل البحث ضع ردك لو سمحت ليظهر لك هنا
مع التحيه
الدكتور سليمان عطوان
أمس في 20:54 من طرف جنى ميرو
» صيانة سخانات في دبي 0543747022 emiratefix.com
أمس في 19:53 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:43 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في عجمان 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 23:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:15 من طرف جنى ميرو
» تصليح أفران في دبي 0543747022 emiratefix.com
السبت 16 نوفمبر 2024 - 22:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح ثلاجات في دبي emiratefix.com 0543747022
السبت 16 نوفمبر 2024 - 0:11 من طرف جنى ميرو
» تصليح سخانات في دبي - 0543747022 (الشمسية و المركزية) emiratefix.com
الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 20:33 من طرف جنى ميرو
» تركيب و تصليح سخانات مركزية في الشارقة 0543747022
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 21:30 من طرف جنى ميرو
» اداة ذكاء اصطناعي للباحثين وطلاب الدراسات العليا
الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:23 من طرف Abd