بحث-صفحات من تاريخ يبرود والقلمون

صفحات من تاريخ يبرود والقلمون


صفحات من تاريخ يبرود والقلمون:
نور الدين العقيلي
هنالك وثائق مختلفة مدنية ودينية وكذلك كتابات وأبنية أثرية تساعد في وصف القلمون في العصر الروماني والبيزنطي:
مقاطعات تاريخ إحدى الإمبراطورية الرومانية وخاصة البيزنطية بالإضافة إلى بعض مؤلفات الكتاب والمؤرخين المختلفين المتعلقة ببعض المقاطعات لأخرى والتي لم تذكر شيئا عن القلمون ذلك أن القلمون كانت منطقة منعزلة على الحدود الرومانية بعيدة عن المدن الكبرى التي نشأت فيها الحضارة الرومانية ولذلك لم تذكرها المؤلفات إلا عن طريق بعض الموظفين الذين يمثلون السلطة المركزية أو عن طريق بعض الجنود الذين يحرسون حدود لصحراء ولم يظهر في القلمون خطيب ولا فيلسوف ولا مؤرخ في هذا العصر كذلك لم يكن هنالك أي كاتب ديني وبقيت اللغة الآرامية هي لغة السكان أما اليونانية واللاتينية كانت لغة جماعة قليلة ونجد هناك بعض كتابات مفيدة عن القلمون لجغرافي هذا العصر فهنالك جغرافي بطليموس ورحلة انطونيوس ووصف العالم الروماني لجرجس القبرصي التي تعطي بعض المعلومات العامة عن هذه المنطقة وتقسيماتها الإدارية واهم مواقعها وهنالك وثائق عسكرية تعلمنا عن الحاميات العسكرية المكلفة بحراسة حدود الإمبراطورية إلى قسمين
لقد أصبحت سورة مقاطعة رومانية في عام 64قبل الميلاد وكان مما فعله بومبيوس انه ترك بعض المناطق تحت حكم أرائها بشرط أن يدفعوا الجزية وذلك إلى أن تعتاد على نظام الحكم الرومان وقد كانت القلمون قبل الحكم الروماني أي منذ(85ق.م) من ممتلكات أمير وطني اسمه( بطليموس بن منايوس)
وكان ينازع ورثاء هذا الامير على السلطة في القلمون الأسرة (الهمسونية9التي حكمت في فلسطين وأخيرا في عام 64قزم دخلت القلمون والمنطقة التي تقع فيها تحت حكم الرومان المباشر وعندما انقسمت المقاطعة السورية إلى قسمين في عهد سبتيموس سفيروس في نهاية القرن الثاني كانت القلمون من أجزاء القسم الجنوبي المعروف بسورية الفينيقية وكان يمثل الحكام الرومان فيها موظفون يتمتعون بسلطة عسكرية ومدنية وفي منطقة الضمير وجدت كتابات أثرية تذكر احد الموظفين من عهد الإمبراطور ماركوس اوريليوس واسمه (ايليوس هركولانوس)
وكانت يبرود التي يذكرها التاريخ الجغرافي في بطليموس باسم (ايبرود)و(يمبوروذا) وعدها من أعمال مقاطعة لائوديسيا التي مركزها ربلة قرب مدينة القصير في حمص وايبرودا ويمبروذا كلمة آرامية مشتقة من البرد وقد دعيت خطا باسم (منفلية)
ويؤخذون ذلك رواية الشماس بولس الحلبي إنها إنما دعيت عندهم بهذا الاسم منفلية لوروده عنها في موضع زعموا انهاعنيت به في التوراة وهذا نص كلامه بالحرف في تأليفه (رحلة البطريرك مكاريوس إلى البلاد المسيحية ) حيث يقول: ومن قارة فارقتنا (أي نفرا من الحلبيين )وتوجهنا نحو يبرود وزرنا كنائسها المعظمة في الوجود وقلالي لقديس قونن البستاني وبساتينها كثيرة مشهورة وفواكهها لذيذة غزيرة كميف لا نمدحها وقد جاء ذكرها في التوراة المقدسة حيث تقول :كبساتين بمفيلية لان هذا كان اسمها قديما
ويبرود التي تقع في سلسلة جبل القلمون في الهضبة العليا وبين جبال متقاطعة في بطحاء وسيعة كانت فيما مضى غزيرة المياه وكانت قديما على طريق الحجاج المسيحيين القادمين من الشمال إلى الأراضي المقدسة وهي أهم مدن القلمون ويشهد على ذلك معبد جوبيتر وقلعتها ومدافنها وقد امتدت بيوتها الجديدة حول المرتفع حيث بني المعبد الوثني المكرس لعبادة الشمس ثم للالاه جوبتر ملك يبرود (مالكيبروذيس) وقد أعار الأباطرة الرومان يبرود اهتماما بالغا وخاصة هيلوغبال الذي بعد أن وسع معبدها ادخل عبادة الاه يبرود في بانثيون روما
وقد امتدت المدافن في جنوب غرب يبرود وجنوبها فرينا وحتى منطقة تلة الفوز وأيضا كثرت المدافن في وادي اسكفتا وفي المنحدرات المطلة على هذا الوادي ومن أهم المدافن الجماعية تلك المدافن التي حفرت في الجرف الصخري الواقع في وادي غربي اسكفتا ويحتوي هذا المدفن على قاعتين أحداهما تؤدي إلى الأخرى ويقول الأب رونسفال والذي درس هذا المدفن انه من العصر الروماني أما الأشخاص اللذين دفنوا فيه فليس هنالك كتابات توضح هويتها ورأى رونسفال فيه الكثير من الشك وهذا المدفن قد حفر في الصخور الصلبة وقد رأى (دوسوه وبوادبال) أن موقع النبك الحالي هو موقع(كسما casama) الذي ذكره بطليموس بينما رأى آخرون أنها تقابل مواقع أخرى على إن الواقع هذا هو أن النبك كانت تسمى بالاسم نفسه بالعصور القديمة وكذلك كانت يبرود وهنالك برهان واضح على ذلك في مخطوط سيرياني من المتحف البريطاني من عهدة الملك الغساني (المنذر بن الحارث) ويذكر المخطوط ديرا لرهبان دار موسى واقعا شرقي النبك وفي هذه لا نشاهد أثرا يذكر من آثار النبك في العهد الروماني لان منازلها مبنية بالآجر (لبن)اندثرت وكان يقوم سابقا حصن على الرابية مطلة على النبك وهي رابية البرج ومنذ نحو تسعين سنة اكتشف بعض سكان النبك قبورا قرب موقع الحصن ووجدت فيها مصابيح فخارية من العصر الروماني وقال عنها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان النبك قرية مليحة بذات الذخائر بين حمص ودمشق فيها عين عجيبة باردة في الصيف صافية طيبة عذبة يقولون مخرجها من يبرود وقال الراجز:

أنى بك اليوم وأنى منك ركب أنا خوا موضعا بالنبك

أهم الآثار دير مار موسى الحبشي الذي قع على مسافة (8)كم تقريبا شرق النبك بالقرب من الجبل الكبير المدخن وعلى مقربة من الوادي لمنحدر حيث نهاية الدير هناك بقايا بركان هامد متعدد الفوهات كان قديما ينبعث منها حينا بعد آخر عمود دخان خفيف يرتفع في الفضاء والمخطوطات القديمة نسمي هذا الجبل (الجبل الكبير آو القمة الكبرى أو الجبل المدخن)وموقع دير مار موسى الحبشي فريد من نو عه إذ انه بني على أنقاض حصن روماني ويقع بين جبلين يطل على سهل الناصرية باتجاه البادية نحو تدمر ويشرف على طريق التجاري القديم ( طريق الحرير) واشتهر هذا الدير باسم ما موسى ويذكر التاريخ شخصين بهذا الاسم الأول :ولد في مصر نحو عام 335م من قبائل البربر ولقب بالحبشي لان لون بشرته كان اسمر غامق حيث كان رئيسا لعصابة من الأشرار تقتل وتنهب ثم تاب إلى ربه وترهب في مصر ومات عام40.


ملاحظه:البحث في 5 صفحات.

رابط تنزيل البحث مخفي.للمزيد ولتنزيل البحث ضع ردك لو سمحت ليظهر لك هنا






مع التحيه

الدكتور سليمان عطوان