منتديات خاراس الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    التغيُّر والتغيير

    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    التغيُّر والتغيير Empty التغيُّر والتغيير

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 8 ديسمبر 2010 - 7:16

    التغّيُّر والتَّغيير
    ...................
    التغيُّر: هو عباره عن تتابع المشاهد والصور والصفحات المتلاحقة والمتصلة زمنياً والمتسارعة والتي تعبر عن المراحل الإنتقالية وتظهر في صفحاتها وصورها ومشاهدها المتغيرات المستجدة على حياة الناس على البقعة الجغرافية التي يعيشون عليها من هذا الكوكب الأرضي، بحيث توضح كل صورة أو مشهد أو صفحة المتغيرات التي تميزت بها عن الصورة التي سبقتها تسلسلاً وذلك خلال فترة من الزمن تساوي الفترة الزمنية الفاصلة بين طي المشهدين أو الصفحتين أو الصورتين. وهذا التغير نابع من حاجة الإنسان ومتطلبات الحياة التي دعته للإختراعات والإكتشافات (الحاجة أم الإختراع). إذن فالتغير هو نتيجة فعل في جملة مفيدة الفاعل فيها نفس الإنسان بوحي ودافع من عقله وبجهد من جسده ومن أدوات اختراعاته، والمفعول به هو الأرض وما سخره الله فيها وعليها ومما يحيط بها من مخلوقات مادية لخدمة الإنسان. وربما يكون الفاعل إنساناً في بعض الأحيان والمفعول به أيضاً يكون انساناً، وذلك في عملية صراع بدأت على هذه الأرض، بين الخير والشر والظالم والمظلوم، في غياب للإيمان بالله وتشجيع من الشيطان وبالتالي في غياب للعدالة والقيم الروحية.
    إذن: التغير هو الإنتقال من مرحلة زمنية متسمة باستخدام أدوات ووسائل مادية معينة الى مرحلة زمنية أدخل فيها تطور على تلك الوسائل والأدوات أو استبدلت فيها الوسائل والأدوات بوسائل وأدوات جديدة مختلفة عن الآولى وأكثر منها فعالية وصلاحية للإستخدام، وغيرت من طريقة الحياة وممارستها وطبيعتها، وانعكس هذا على ثقافة من يعاصرونها من الناس. وكلما أطلق الإنسان العنان لفكره وأبدع في الإختراعات والإكتشافات، كلما أراح وإدخر من مجهوداته الجسدية العضلية. لذلك وفي بدايات الخلق كان الإنسان يتمتع بجسد عملاق وقوة خارقة فوق العادة بمفهوم عصرنا، ويعيش عمراً طويلاً مديداً. ومع تقدم الإختراعات والمكتشفات بدأ الجسد بالخمول وبالضمور، ومعدل العمر تدرّج بالنقصان والقصور، وذلك لتغليب الإنسان المتدرج إعمال القوى والطاقات الفكرية العقلية على القوى العضلية الجسدية. وكان النهار طويلاً والليل ممتداً، ويمر الزمان ببطء شديد نظراً لبطء تسارع التغيّر. بالعكس منا تماماً هذه الأيام التي أصبح فيها اليوم كالساعة والشهر كالأسبوع بالرغم من عدم تغير زمن الليل والنهار وعدم اختلاف تعاقبهما، إنما نتج ذلك عن زيادة مضطردة في تسارع التغير الذي أربك الإنسان، وأفقده توازنه نظراً لضعف الإيمان بالله وانخفاض القيم الروحية في قوى التغير الفاعلة في العالم هذه الأيام. وتسارع التغير الهائل سلب من الإنسان الهدوء والإستقرار النفسي والمتعة والإستمتاع بتعاقب الليل والنهاروجمال الطبيعة، وتبدلت أحوال الناس فبعد أن كان الليل لباساً والنهار معاشاً، صار الليل لهواً والنهارُ كسلاً، فانصرف الإنسان عن الممارسات الطبيعية الفطرية للحياة وعن الإستمتاع بالجمال الطبيعي من صنع الخالق راكضاً وراء الجمال الصناعي من صنع المخلوق والذي هو بمثابة السراب الذي لن يدركه حتى لو جرى وراءه جري الوحوش، وأكثر التغير المتسارع من مشاغل الإنسان ومشاكله والتزاماته الحياتية. حيث لم يعد يشعر بالوقت كيف يمر وهو منشغلٌ بتدبير اموره الحياتية وتغطية التزاماته ومواجهة مشاكله الإقتصادية والسياسية والإجتماعية المتراكمة والمتلاحقة أو شاردٌ بفكره هارباً من المواجهة، نظراً للتغير الهائل والخارق السرعة على أدوات الصراع التدميرية بين الأمم من أسلحة وأدوات لهو في تنافسها على حكم هذا الكوكب في غياب للقيم الروحية. وكل فرد منا صار يردد ما كنا نسمعه من آبائنا "سقى الله على أيام زمان" وكذلك "كل يوم بروح أحسن من اليوم إليّ بيجي".
    التغيير: هو درجة أو نسبة استجابة نفس الإنسان للتغيّر المتسارع الحاصل بالتتابع وأثر هذا التغير الواضح بأدوات ومنتجات الفكر المتطور المادية التي تستعمل كأدوات ووسائل للحياة، وبالتالي هو معيار لمدى تقبل وتكيف الإنسان وتأقلمه مع هذا التغير ووزنه بميزان العقل وترشيده وتقنينه وتوظيفه إما لمصلحته أو باتجاه معاكس لمصلحته حسب معايير العقل. وكلما واكب وتناغم التغيير في تسارعه وحركته بحركة توافقية مع تسارع التغيّر دون إفراطٍ أو تقتير، كلما كان حال الأمة يسير في الإتجاه التصاعدي والتطويري والتنموي المادي المنقوص في غياب للإيمان بالله وبالتالي غياب للقيم الروحية، أو التغير المادي المتكامل بمضمون معنوي في حضور للإيمان بالله والقيم الروحية وهو ما يفتقده العالم اليوم. وكلما تباطأ التغيير في تتبع التغيّر كان حال الأمة التنموي متباطئاً ومتناسباً في بطئه وتخلفه مع مقدار الفارق بين التسارعين.
    إذن فالتغير هو نتيجة فعل جماعي أو فردي من المخترع/المخترعين أو المكتشف/المكتشفين يؤثر على الكل، والتغيير هو نتيجة ردة فعل فردي أو جماعي يؤثر على المتلقي للتغير ويولد فيه القدرة والحافز على إحداث التغيير في نفسه لينتقل الى مرحلة الإنتاج والإبداع، بدلاً من الإستهلاك والخمول، وليكون فاعلاً للتغير الذي يؤثر في نتيجته ايجاباًعليه ثم ينعكس على الكل.
    وتفعيل التغيير في النفس جاء شرطاً لتحقيق التقدم والتطور والتنوير في حال الأمة مصداقاً لقوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم. إذن قرار وإرادة التغيير مرتبط بالنفس. فإن خلت النفس من الإيمان تملكها الخوف والقعود عن العمل. وفقدت إرادة التغيير. والتغييرمرتبط بتوظيف الإنسان للعقل، وإن استقرالإيمان بالنفس في أجواء من الحرية والعبودية لله وحده دون مخلوقاته من البشر والجمادات والكائنات الحية في مجال من حرية الفكر، فسوف يصفو العقل وينشط وسيتحرك باتجاه الإكتشافات والإختراعات بناء على دعوة الخالق للناس وذلك لسد الحاجة باستغلال ثروات الأرض ومكنونات العلم التي سمح الله للبشر بالتوصل اليها في حدوده التي حددها ، (وما اوتيتم من العلم الاّ قليلا). ولكن القليل من منح الله بمثابة الكثير الجم في تأثيره على البشر. وبالتالي سوف يحرك القدرة ويبعث الطاقة على التغيير والتجاوب مع ايجابياته في تجاويف النفس، فتتخذ القرار بمشورة العقل بالتغيير وتقبل التغيّر ومن ثم توظفه للمصلحة الإنسانية الخاصة والعامة على أن لا تتعارض المصلحة الخاصة مع المصلحة العامة وتبقى تسير في فلكها. وإن تصادمت الخاصة مع العامة فيجب تغليب العامة على الخاصة والسير باتجاهها.
    في ضوء المطلق ومن المعادلتين التاليتين:
    تسارع التغيّر = مقدار التغيّر مقسوماً على الزمن
    تسارع التغيير = مقدار التغيير مقسوماً على الزمن
    ومن التعويض بين المعادلتين نظراً لتساوي الزمن في كليهما فإنه بالمطلق يتساوى تسارع التغيّر مع تسارع التغيير وهذا ما لا يمكن للإنسان أن يحققه أو يصل اليه، فإن وصل اليه سوف يتساوى حينها الناس في كل شيء، ومن ثم تنعدم الحوافز والمنافسة والإبداع، وتنعدم الحاجة للعمل والجد والإجتهاد. ولن يتساوى تسارع التغيّر مع تسارع التغيير عند الإنسان إطلاقاً، وسيظل تسارع التغير أقوى وأكبر وأسرع من تسارع التغيير ومتقدماً عليه، لأن من يمتلك قوى التغير في غياب للإيمان بالله وغياب للقيم الروحية سيحكترها وسوف يمنع البقية من الوصول اليها ليبقى متسيداً من منطلق حب السيطرة والأنانية. وقد خلق الله الناس بقدرات عقلية ومواهب متفاوتة لتستمر الحياة على الأرض لإيجاد مدى واسعاً وفسحة متفاوتة من الأمل لدى نفوس الناس في تسلق درجات سلم النجاح ليبقى العمل والحراك والتنافس مستمراً والتغير والتغيير متجددين. والله لم يميز بين المؤمن والكافر في حضه على طرق أبواب العلم والفكر والولوج الى حقول الإكتشافات والإختراعات، وجعل الباب مفتوحاً لكليهما في إعمال عقله وفكره وذلك لتحقيق أكبر قدر من المنفعة العامة للناس، ولم يربط العلم والتطور بالإيمان بالله ووحدانيته والعبودية له في غياب للتفكر والعمل، فالإيمان بالله ووحدانيته لا يحقق وحده الغلبة والنصر بدون العمل والتفكر والجد والإجتهاد، تلك الأعمدة التي يقوم عليها الإيمان. فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل. وضرب الله لنا أمثالاً برسله وأنبيائه الذين عانوا الشقاء والتعب والصد والتعذيب في سبيل تبليغ ما نزل عليهم من الله للناس. وشهدنا إخفاقاتهم وهزائمهم قبل أن نشهد انتصاراتهم وخاصة اولي العزم من الرسل. فنوح مثلاً دعا وعمل بجهد عقلي وجسدي خارقين ما يقارب الألف عام ولم ينجح. الى أن ختمت الرسالات السماوية بنجاح ما زالت آثاره ممتدة للآن حيث عملت وملكت الفكر مقروناً بالعمل والإختراع والإبتكار في حضور للإيمان بالله والقيم الروحية فتحقق لها النصر جزاءً لعرقها وجهدها وإعمال عقلها وزين هذا النصر وجمّله الإيمان بالله. وعاد على كل البشرية بالخير حيث أسس لحصارة هذه الأيام المعاصرة التي فقدت زمامها أمتنا اليوم.
    والإنسان في خلقه مر بحالات المادة الثلاثة المتطورة المتغيرة على فترات متعاقبة من الزمن (السائلة والصلبة والغازية)، حيث بدأ بالحالة السائلة المائعة (النطفة) وهي التقاء حيوان منوي سائل مع بويضة سائلة في غشاء رقيق، ثم تغير الى علقة وهي حالة سائلة متماسكة، ثم الى الحالة السائلة والصلبة (مضغة) ثم الى الحالة السائلة الصلبة الغازية بعد نفخ الروح به، بدليل أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز (ونفخنا فيه من روحنا)، والنفخ هو تعبير عن الحالة الغازية. وجسد الإنسان مكون من سبعين بالمئة سائل (ماء) ، وما تبقى من العظم (صلب) ورئتين وجوف وتجاويف وأحشاء فيها الغاز. وكلنا يعلم ضرورة الهواء للحياة واستمرارها.
    فالإنسان جسدٌ (مادة) ثم روحٌ كانت في السماء ثم نفس تشكلت من هذه المنظومة بعدما حلت الروح بالجسد (روح نقية طاهرة نزلت من السماء الى الأرض وأُدخِلت في مادة ورُكِّبت في هذه المادة غرائز وشهوات تعبِّر عن نفسها من خلال حواس تدفع باتجاه هذه الغرائز والشهوات الكامنة فتحركها، وأصبحت هذه النفس عرضة للتغيّر والتلوث بعد ولادتها، ويقود هذه المنظومة من الجسد والروح والنفس عقل بمثابة البوصلة التي توجه خط سير الإنسان نحو الأهداف التي خلق من أجلها)، وذلك بالتتابع المرحلي في أطر زمنية متعاقبة. فإذن بُنِيَ الخلق على قاعدة التغيّر مع مرور الزمن.
    والنفس الإنسانية مركب ناتج عن تفاعل من عدة عناصر محسوسة وغير محسوسة، ومركبات ومؤثرات أولها العوامل الوراثية للأصول أو الجذور العائلية الناتجة عن اتحاد بين ذكر وأنثى مستمدة من كليهما صفات متوارثة عن الآباء والأجداد، وثانيها التربية والثقافة السائدة والمتوارثة عن الأسلاف، وثالثها القدرة على استثمار الطاقات العقلية التي وهبها الله للإنسان، ويعتمد أداؤها في هذه الحياة على موروثاتها الجينية وتربيتها ونشأتها ومحيطها وبيئتها والتي تمثل العوامل الخارجية التي تؤثر على تكوين النفس البشرية، والتي هي مزيج من العوامل الإرادية التي بالإمكان ترويضها بالعقل واللاإرادية التي تترسخ بالطباع المكتسبة من البيئة ويصعب التغلب عليها، هذا بالإضافة الى مكوناتها الوراثية المستمدة من الأصول والتي هي بمثابة العوامل الداخلية اللاإرادية التي تؤثر على النفس البشرية والتي ربما يستطيع العقل ترويضها في حالات قليلة أو لا يستطيع في معظم الأحيان حيث لم يتوصل الطب لمعالجة الأمراض الوراثية حتى زماننا هذا. والنفس هي التي تحدد معالم شخصية الإنسان، وبالتالي تؤثر على مسلكه ومصيره بالحياة الدنيا والآخرة كما وجهها وقادها العقل في دروب الحياة ومسالكها. فالروح يبعثها الله في الإنسان صافية بريئة ونقية من كل شائبة، وعندما تودع بالإنسان ويخرج للحياة الدنيا، تتفاعل مع باقي مكونات الإنسان فينتج عن ذلك النفس التي تتعرض لوسوسة الشيطان والعوامل الخارجية والداخلية التي تحيط بالإنسان، وتتلوث بفعل هذا المزيج من العوامل الإرادية واللاإرادية الخيّرة منها والشريرة بتشجيع من الشيطان وبدوافع من الغرائز والشهوات التي تؤثرعليها في صراعٍ مع مكابح العقل الذي يجنبها السقوط في حفر ومطبات الطريق. وتتنازعها قوى الغرائز والشهوات ووسوسة الشيطان من جهة وقوى مكابح العقل من جهة أخرى تجنبها السقوط. وتدخل هذه القوى في صراع فيما بينها على النفس. فيروض العقل بعضها ويستعصي عليه ترويض البعض الآخر. فإما تكون محصلة هذه القوى بالإتجاه الصحيح أو تنحرف.
    فبعد انتهاء رحلة الحياة ترجع هذه النفس لبارئها ويسترد الله الروح للسماء، وتؤوب النفس لبارئها إما مطمئنة وراضية ومرضية بأحكام العقل السديدة المتوازنة في يوم الحساب حيث لم تستطع الملوثات التي تصارعت عليها مع العقل ثنيها عن رسالة الحياة، وإما فزعة وغير راضية عن أدائها في الحياة الدنيا وغير مرضي عنها من بارئها بأحكام العقل الضالة وغير المتوازنة. فالروح أمانة اودعها الخالق في الإنسان، ومنح الإنسان عقلاً ليكون أداة لصيانة هذه الروح والحفاظ عليها من التلوث والدنس، وسوف يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة، فإن صانها فازت نفسه بالطمأنينة عند لقاء ربه، وإن لم يصنها تعرضت النفس بحواسها وجسدها للعقاب في يوم الحساب.
    في نهاية المطاف، إن أدرك الإنسان وفكر وتأمل في خلقه وحياته ومماته، وواكب التغيّر المتسارع مسلحاً بإرادة التغيير الذي يتناسب تسارعه مع تسارع التغيّر، مقروناً بالعمل الجاد والدؤوب ودون أن يكون التغيير شعاراً مفرغاً من محتواه، ووزن هذا التغير بميزان العقل الراجح، سوف يصل الى الأهداف التي رسمها لنفسه بسلام وحسن خاتمة. وسوف يحسن التعامل مع الواقع الذي يحياه ليثبت نفسه ووجوده في زمانه، ويحسن التواصل مع من سبقه ومع من عاصره ومع من يتبعه من أجيال. ولا يجوز أن يسقط الإنسان الماضي على الحاضر والواقع بكل زواياه، ويتقمص شخصية تاريخية سلفية عاشت في غير زمانه ليطبق على نفسه اسلوب حياة هذه الشخصية متناسياً ما طرأ على الأزمنة المتعاقبة من تغيّرات مادية لم يكن هو الفاعل الوحيد فيها، وخاصة إن كان متفرجاً متلقياً وليس مشاركاً في حركة التغيّر كما ينطبق الحال على أمتنا العربية اليوم، الاّ في زاوية واحدة يحق له فيها إسقاط الماضي على الحاضر، هي زاوية القيم والأخلاق الحميدة الثابتة مع مرور الزمن وتقلباته. وكذلك لا يجوز أن يسقط ماضيه هو على حاضر خلفه من الأجيال التي تعاصره وولدت في زمنٍ غير زمانه إن كان مخضرماً متناسياً التغير المادي الحاصل. ومن لا يفعِّل في نفسه قوة التغيير ليواكب التغير ويتعايش مع الواقع ويحجز مكاناً له في مركبة الحياة فسوف يسقط من حسابات القوة والفعالية، ويصبح مفعولاً به يتقاذفه الفاعلون بأيديهم وأرجلهم ويصبح بمثابة الحاضر الغائب الميت كالجمادات على الأرض. ومن ظل يعيش واقعه بأحلام الماضي وخرافات الناس وشعوذتهم عن الغيبيات التي لا يعلم بتوقيتها الاّ الله، فيجلس ينتظر حدوثها وهو غير قادر على إحداث التغيير في نفسه بالفكر والعمل، فسوف يسقط في تناقض مدمر للنفس ويخرج من هذه الحياة الدنيا بدون أثر يتركه لمن سيخلفه، مثله كمن يبني بنياناً شامخاً في السماء بالأحلام والخيال والتمنيات وانتظار حدوث الغيبيات وبدون أساس أو قاعدة على ارض الواقع، وستطيح بهذا البنيان هبة رياح خفيفة وتجعله ركاماً على أرض الواقع المرير.

    بقلم أحمد ابراهيم الحاج
    31/3/2010م
    جميع الحقوق محفوظة لدنيا الرأي © 2003 - 2010
    د.ابراهيم الدابوقي
    د.ابراهيم الدابوقي

    {{ المشرف العام }}
    التغيُّر والتغيير 15751610


    الجنس : ذكر
    البرج : الثور
    عدد المشاركات : 22376
    العمر : 50
    البلد : الأردن
    الحالة الاجتماعية : متزوج
    التخصص : طبيب أسنان
    نقاط النشاط : 14345
    الاعجاب : 183
    المهنة : التغيُّر والتغيير Doctor10
    المزاج : التغيُّر والتغيير 453210
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    التغيُّر والتغيير Empty رد: التغيُّر والتغيير

    مُساهمة من طرف د.ابراهيم الدابوقي الأربعاء 8 ديسمبر 2010 - 12:04

    مشكور على المعادلة و التعريف بالفرق
    كل الاحترام
    أحمد ابراهيم الحاج
    أحمد ابراهيم الحاج

    {{ كبار الشخصيات }}


    {{ كبار الشخصيات }}


    الجنس : ذكر
    البرج : الحمل
    عدد المشاركات : 231
    العمر : 72
    البلد : فلسطين - خاراس
    نقاط النشاط : 204
    الاعجاب : 4
    الدوله : فلسطين

    التغيُّر والتغيير Empty توضيح

    مُساهمة من طرف أحمد ابراهيم الحاج الأربعاء 8 ديسمبر 2010 - 12:48

    التغيّر : يُحدِثه العقل ووسيلته التفكر والعلم في مناخٍ من حرية الفكر
    التغيير : تُحدِثه النفس التي خلقت بفطرة الغيرة وحب الإستطلاع
    التغيّر : هو الفعل الذي يحدثه الفاعل
    التغيير : هو ردة الفعل للتغيّر
    التغير : تحدثه وتملكه الأمم المسيطرة على العالم بسلطان العلم
    التغيير : هو ما تسعى اليه الأمم الناهضة أو الناميةلتصل الى مرحلة التغير.
    التغير دائماً يسبق التغيير ويختلف الفارق الزمني بينهما من أمة الى أخرى إعتماداً على قوة وطاقة التغيير في نفوس تلك الأمة.
    والسؤال هو أن تقع أمتنا في هذا المضمار؟
    MôȜaTH XĐ
    MôȜaTH XĐ

    _.·[مدير إداري ]·._ التغيُّر والتغيير Stars1


    الجنس : ذكر
    البرج : الجوزاء
    عدد المشاركات : 4329
    العمر : 32
    البلد : Kharas-Hebron-Palestine
    الحالة الاجتماعية : Look for the heart has a heart
    التخصص : Economic and Administrative Sciences
    نقاط النشاط : 1818
    الاعجاب : 18
    المهنة : التغيُّر والتغيير Collec10
    المزاج : التغيُّر والتغيير 453210
    الدوله : فلسطين

    البطاقة الشخصية
    my sms:

    التغيُّر والتغيير Empty رد: التغيُّر والتغيير

    مُساهمة من طرف MôȜaTH XĐ الأربعاء 8 ديسمبر 2010 - 15:26

    شكرا جدا للموضوع الرائع
    دام قلمك...الذي جلب لنا كثييييييرا من الفوائد
    مع التحية

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 21 سبتمبر 2024 - 14:28